الشهادة:  تأمل في قراءات الإثنين 19 مايو 2014 الموافق 24 بشنس 1730

الشهادة: تأمل في قراءات الإثنين 19 مايو 2014 الموافق 24 بشنس 1730

الشهادة

“لي شَهادَةٌ أعظَمُ مِنْ يوحَنا”

تأمل في قراءات الإثنين 19 مايو 2014 الموافق 24 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“إنْ كُنتُ أشهَدُ لنَفسي فشَهادَتي ليستْ حَقًّا. الذي يَشهَدُ لي هو آخَرُ، وأنا أعلَمُ أنَّ شَهادَتَهُ التي يَشهَدُها لي هي حَقٌّ. أنتُمْ أرسَلتُمْ إلَى يوحَنا فشَهِدَ للحَقِّ. وأنا لا أقبَلُ شَهادَةً مِنْ إنسانٍ، ولكني أقولُ هذا لتخلُصوا أنتُمْ. كانَ هو السِّراجَ الموقَدَ المُنيرَ، وأنتُمْ أرَدتُمْ أنْ تبتَهِجوا بنورِهِ ساعَةً. وأمّا أنا فلي شَهادَةٌ أعظَمُ مِنْ يوحَنا، لأنَّ الأعمالَ التي أعطاني الآبُ لأُكَمِّلها، هذِهِ الأعمالُ بعَينِها التي أنا أعمَلُها هي تشهَدُ لي أنَّ الآبَ قد أرسَلَني. والآبُ نَفسُهُ الذي أرسَلَني يَشهَدُ لي. لم تسمَعوا صوتهُ قَطُّ، ولا أبصَرتُمْ هَيئَتَهُ، وليستْ لكُمْ كلِمَتُهُ ثابِتَةً فيكُم، لأنَّ الذي أرسَلهُ هو لستُمْ أنتُمْ تؤمِنونَ بهِ. فتِّشوا الكُتُبَ لأنَّكُمْ تظُنّونَ أنَّ لكُمْ فيها حياةً أبديَّةً. وهي التي تشهَدُ لي. ولا تُريدونَ أنْ تأتوا إلَيَّ لتكونَ لكُمْ حياةٌ.”مَجدًا مِنَ الناسِ لستُ أقبَلُ، ولكني قد عَرَفتُكُمْ أنْ ليستْ لكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ في أنفُسِكُمْ. أنا قد أتيتُ باسمِ أبي ولستُمْ تقبَلونَني. إنْ أتَى آخَرُ باسمِ نَفسِهِ فذلكَ تقبَلونَهُ. كيفَ تقدِرونَ أنْ تؤمِنوا وأنتُمْ تقبَلونَ مَجدًا بَعضُكُمْ مِنْ بَعضٍ، والمَجدُ الذي مِنَ الإلَهِ الواحِدِ لستُمْ تطلُبونَهُ؟”لا تظُنّوا أنِّي أشكوكُمْ إلَى الآبِ. يوجَدُ الذي يَشكوكُمْ وهو موسَى، الذي علَيهِ رَجاؤُكُمْ. لأنَّكُمْ لو كنتُم تُصَدِّقونَ موسَى لكُنتُمْ تُصَدِّقونَني، لأنَّهُ هو كتَبَ عَنِّي. فإنْ كنتُم لستُمْ تُصَدِّقونَ كُتُبَ ذاكَ، فكيفَ تُصَدِّقونَ كلامي؟”.( يوحنا 5: 31- 46).

نص التأمل

تُعتبر  كلمة ” شهادة” من الكلمات المحورية في العهد الجديد

فقد وردت في العهد الجديد وحده  مائة وخمس مرات

بينما وردت في العهد القديم اربع واربعون مرة .

والرب يسوع الذي يعلن عن ذاته بصور نهائية

ويعيد مع تلاميذه بعدالقيامة قراءة كل ما سبق وعاشوه قبل الصلب

يريد ان يؤكد على هذه الحقيقة البالغة الوضوح وهي:

مصداقية شخصه ومصداقية رسالته 

وهو إذ يؤكد على هذه الحقيقة

يريد ان يطمئن قلوب التلاميذ والبشرية بعدهم

“بشهادتهم”

فحقائق التاريخ تشهد أنه لا انفصال على الإطلاق

بين كل ما عاشه يسوع وكل ما قاله او علمه أو بشّر به

فكلامه يشهد له واعماله التي عملها تشهد له

ومعجزاته وآياته التي إجترحها تشهد له

والأنبياء قبله شهدوا له جميعا

وموسى والناموس شهدا له وداوود وسليمان شهدا له

ويوحنا المعمدان الذي استشهد به اليهود، شهد له

والله الآب من السماء في العديد من المناسبات شهد له

وسمع صوت من السماء في لحظة العماد وفي لحظة التجلي

“هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”

وبعد صعوده شهد له الروح القدس الذي أرسله على التلاميذ

“الروح نفسه يشهد لي”

وبدورهم التلاميذ جميعا شهدوا له وسفكوا دماهم في سبيل تلك الشهادة

وظلّت الكنيسة على مدى العصور والدهور تشهد له:

                                    بالقديسين والشهداء تشهد

                                    بالرهبان والراهيات تشهد

                                    بالهوان والعذاب الى اليوم تشهد

                                    بالسهر والصلاة تشهد

                                   بالخدمة والتضحيات تشهد

                                   بالكهنوت والذبيحة تشهد

وأعتقد انه إلى مدى الدهر سيظل هناك من يشهد

فهل انت اليوم شاهد؟