“الشهادة” : تأمل في قراءات الإثنين 7 ابريل 2014

“الشهادة” : تأمل في قراءات الإثنين 7 ابريل 2014

 “الشهادة”

تأمل في قراءات الإثنين 7 ابريل 2014 الموافق  12 برمودة 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“إنْ كُنتُ أشهَدُ لنَفسي فشَهادَتي ليستْ حَقًّا. الذي يَشهَدُ لي هو آخَرُ، وأنا أعلَمُ أنَّ شَهادَتَهُ التي يَشهَدُها لي هي حَقٌّ. أنتُمْ أرسَلتُمْ إلَى يوحَنا فشَهِدَ للحَقِّ. وأنا لا أقبَلُ شَهادَةً مِنْ إنسانٍ، ولكني أقولُ هذا لتخلُصوا أنتُمْ. كانَ هو السِّراجَ الموقَدَ المُنيرَ، وأنتُمْ أرَدتُمْ أنْ تبتَهِجوا بنورِهِ ساعَةً. وأمّا أنا فلي شَهادَةٌ أعظَمُ مِنْ يوحَنا، لأنَّ الأعمالَ التي أعطاني الآبُ لأُكَمِّلها، هذِهِ الأعمالُ بعَينِها التي أنا أعمَلُها هي تشهَدُ لي أنَّ الآبَ قد أرسَلَني. والآبُ نَفسُهُ الذي أرسَلَني يَشهَدُ لي. لم تسمَعوا صوتهُ قَطُّ، ولا أبصَرتُمْ هَيئَتَهُ، وليستْ لكُمْ كلِمَتُهُ ثابِتَةً فيكُم، لأنَّ الذي أرسَلهُ هو لستُمْ أنتُمْ تؤمِنونَ بهِ. فتِّشوا الكُتُبَ لأنَّكُمْ تظُنّونَ أنَّ لكُمْ فيها حياةً أبديَّةً. وهي التي تشهَدُ لي. ولا تُريدونَ أنْ تأتوا إلَيَّ لتكونَ لكُمْ حياةٌ.”مَجدًا مِنَ الناسِ لستُ أقبَلُ، ولكني قد عَرَفتُكُمْ أنْ ليستْ لكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ في أنفُسِكُمْ. أنا قد أتيتُ باسمِ أبي ولستُمْ تقبَلونَني. إنْ أتَى آخَرُ باسمِ نَفسِهِ فذلكَ تقبَلونَهُ. كيفَ تقدِرونَ أنْ تؤمِنوا وأنتُمْ تقبَلونَ مَجدًا بَعضُكُمْ مِنْ بَعضٍ، والمَجدُ الذي مِنَ الإلَهِ الواحِدِ لستُمْ تطلُبونَهُ؟ “لا تظُنّوا أنِّي أشكوكُمْ إلَى الآبِ. يوجَدُ الذي يَشكوكُمْ وهو موسَى، الذي علَيهِ رَجاؤُكُمْ. لأنَّكُمْ لو كنتُم تُصَدِّقونَ موسَى لكُنتُمْ تُصَدِّقونَني، لأنَّهُ هو كتَبَ عَنِّي. فإنْ كنتُم لستُمْ تُصَدِّقونَ كُتُبَ ذاكَ، فكيفَ تُصَدِّقونَ كلامي؟”.(يوحنا 5: 31-46).

 


نص التامل

يتناول نص إنجيل اليوم موضوعا محوريا في الإيمان المسيحي ألا وهو موضوع  ” الشهادة”  فالمسيح الكلمة المتجسد والمعلم العظيم الذي لم يجد مشتكوه وكارهوه على مدى الاجيال علّة واحدة تستوجب اللوم أو الإدانة او الموت، والذي يواجه العالم بصفحة ناصعة وضمير صالح مستقيم واستطاع ان يقول: “من منكم يبكتني على كلمة واحدة”؟ لا يحتاج شهادة احد وهو إذ يقبل شهادة يوحنا يظل يفضل عنها شهادة الآب السماوي وشهادة الأعمال المطابقة للأقوال التي يتممها امام عيون الجميع.

وهو إذ يصرح في نص إنجيل اليوم “مَجدًا مِنَ الناسِ لستُ أقبَلُ”، لا يحتقر شهادة البشر بل يعلن تخليه عن المجد الشخصي. وهو إذ يرسل الرسل إلى العالم اجمع حتى اقاصي المسكونة يقول لهم “وانتم تكونون لي شهودا”

ونحن قد بلغنا إيماننا بالمسيح عن طريق شهادة هؤلاء الرسل، الذين ماتوا جميعا شهداء جراء شهادتهم للمسيح… فهو إذن  إيمان حق قد استشهد في سبيله الرسل بأجمعهم وقد دفعوا حياتهم ودمهم في سبيل تلك  ” الشهادة” بما راووا وسمعوا وشاهدوا ولمسوا، وكانت شهادتهم حق بدليل استمرارها عبر الزمان وصمودها مدى العصور واستطاعتها الإنتصار على عدو الداخل والخارج بقوة فاديها ومؤسسها، وبالأخص قدرتها على الإعتراف بالخطأ والتوبة والرجوع….

لكن مع الأسف الشديد تقلص مفهوم الشهادة واقتصر على مجال واحد في الحياة بل انتشر اليوم مفهوم الشكيلة وصار مجرد لفظ فارغ خاوي من المحتوى والمعنى ولا استثني في ذلك شهادتنا المسيحية في الشرق بل أستطيع ان اصف انفسنا بأننا شهود زور أو شهود بطالون لا يستحقون لقب الشهود.أما المسيح والكنيسة فمحتاجون إلى شهود حقيقين

فهل هم موجودون اليوم في بلاد شرقنا المشرقة

كم عددهم؟ أذكر أن اثني عشر رجلا غيروا العالم واعتقد أن اعداد اليوم تفوق ذلك بكثير

ومع ذلك أرانا يغييرنا العالم ويتلاعب بنا فننطق دون ان ندري او حتى نريد بشهادته

التي بها نستخرج شهادة فشلنا كشهود، فشل قد ينافسنا فيه القتلة الذين انتقدناهم وهو يستنطقون الضحايا شهادتهم قبل ان يفتكوا بهم