الكاردينال توران: رسالة البابا للمسلمين تؤكد على أهمية حوار الأديان

الكاردينال توران: رسالة البابا للمسلمين تؤكد على أهمية حوار الأديان

الفاتيكان – وكالات

قال الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الاديان بالفاتيكان، أن رسالة البابا فرنسيس الى المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك تعرب عن احترامه الكبير تجاه أتباع الدين الإسلامي. وتتمحور حول أهمية الاحترام المتبادل بين الاطراف مع التشديد على أهمية احترام رجال الدين ودور العبادة. ومن هذا المنطلق لا بد أن نتعلم كيف نحترم بعضنا البعض، وكيف نحترم معتقدات الآخرين وطقوسهم الدينية وأماكن العبادة. وثمة مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق القادة الدينيين في مجال تربية وتنشئة المؤمنين. و أعتقد أن البابا يصر على النواحي المتعلقة بالاحترام المتبادل.

وأكد الكاردينال توران في حوار اجرته إذاعة الفاتيكان بأن الجهود التي بُذلت على صعيد الحوار الديني خلال السنوات القليلة الماضية كانت حثيثة لكنها وللأسف لم تحقق النتائج المرجوة، إذ لم يُترجم ما تم الاتفاق حوله إلى قوانين أو إجراءات إدارية. ومن هذا المنطلق لا بد أن تُكثف الجهود ليتمكن المسيحيون والمسلمون من التعرف على بعضهم البعض بصورة أعمق، وليروا أنهم يبحثون عن الله. هذا ثم أشار الكاردينال توران إلى أن الأوروبيين لا يميّزون غالبا بين الإسلام كدين والإسلام السياسي، مع أن الجميع يعي أن التطرف والأصولية هما عدو مشترك. لذا ينبغي أن تُبذل جهود حثيثة على صعيد الفكر والثقافة وهذا أمر لا يتم إن لم يعي القادة الدينيون مدى خطورة الوضع، وإن لم تحركهم الرغبة المشتركة في تحسين الأمور. وهذه المسيرة تمر بالضرورة عبر المدرسة والجامعة، وتتم من خلال الثقة المتبادلة والصداقة.

هذا ثم أشار المسؤول الكنسي إلى أن البابا فرنسيس يتّبع نهج سلفه البابا الفخري بندكتس السادس عشر الذي كان في طليعة البابوات الذين تحدثوا عن الإسلام فضلا عن قيامه بزيارة ثلاثة مساجد.

وقال “أعتقد أن البابا فرنسيس قرر مواصلة هذه المسيرة، مسيرة التعاون المتبادل والرغبة في التعرف على الآخر على الرغم من كل الصعوبات والعراقيل”.

ولم تخل كلمة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان من الإشارة إلى الدور الذي يضطلع به الصحفيون ووسائل الإعلام في مجال التربية على احترام معتقدات الآخرين، وقال: لا بد أن نساعد الصحفيين على القيام بواجباتهم في هذا المضمار. كما لا بد من التخلي عن الأحكام المسبقة في المدارس والجامعات لأن معظم المشاكل ناجمة عن الجهل.