تأمل اليوم: إيليا أيها العظيم

تأمل اليوم: إيليا أيها العظيم

الأب / بولس جرس

تأمل في قراءات الأربعاء 
5 فبراير 2014 الموافق الحادي عشرمن شهر أمشير1730
نص الإنجيل
“ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلا : من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان فقالوا : قوم يقولو: يوحنا المعمدان ، وآخرون : إيليا ، وآخرون : إرميا أو واحد من الأنبياء قال لهم : وأنتم ، من تقولون إني أنا فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحي فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا ، إن لحما ودما لم يعلن لك ، لكن أبي الذي في السماوات وأنا أقول لك أيضا : أنت بطرس ، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي ، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات . وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات”  (متى 16 : 13 – 19).
نص التأمل
لماذا يقولون عن يسوع أنه إيليا؟
إيليا ذلك النبي الذي ظهر فجأة في صدر كتاب سفر الملوك
واختفى فجأة حيث اختطفته مركبة نارية وصعدت به حيا على السماء
فظل رمزا للحياة الأبدية وعودته رمزا للخلاص والنجاة وحلوله حلول لملكوت الله
وهو الذي واجه الملوك ولم يهب قولة الحق لذا شبهوه بيوحنا أو شبهوا يوحنا به
بل لقد قال ذلك يسوع نفسه ” الحق أقول لكم عن يوحنا قد جاء لكنهم لم يؤمنوا به”
 فهو  الذي وقف امام الملك  وقال له ” قتلت وورثت”؟
وأمام الملكة وقال:” الكلاب التي لعقت دم نابوت اليزراعيلي الذي قتلته ظلماستلعق دمك”
وهو الذي واجه كهنة البعل والتهمت النيران ذبيحته فذبح منهم اربعمائة رجل
وهو الذي فر إلى البرية وصعد على الجبل للقاء الرب
وهو الذي أيقظه الملاك وأطعمه لثلاث مرات  فسار بقوة تلك الأكلة أربعين يوما واربعين ليلة
وهو الذي صعد إلى الجبل وجدد العهد وأصلح الشريعة
وهو الذي وقف أمام وجه الرب وعبر أمامه في النسيم الرقيق فستر وحهه
 وهو من كلمه الرب ” لماذا انت هنا يا إيليا”
وهو من شعر بالوحدة والحزن والإكتئاب لحال الشعب والهيكل والمذبح والكهنة
“هدموا مذابحك  وقتلوا كهنتك وبقيت انا وحدي وها هم يطلبون حياتي”
وهو من أرسله الرب وقال له “لا تخف فقد أبقيت لي بقية من شعب اسرائيل”
وهو الذي رأه التلاميذ متجليا مع المسيح على جبل طابور
الخلاصة انه النبي الحاضر دوما في العهدين القديم والجديد
وهو حاضر أيضا في الكنيسة التي تنتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي
حقا ليس غريبا ولا مسبعدا ان يرى الناس في شخص يسوع  صورة إيليا
فهو الذي واجه رؤساء الكهنة ” من منكم يبكتني على خطيئة واحدة”
وهو الذي وبخ الكتبة والفريسيين ” الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون “
وهو الذ تألم للهيكل فصنع سوطا وطرد الدنس منه خارجا
وهو الذي صعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب
وهو الذي حتما سيعود ليدين  الأحياء والأموات ويجازي كل واحد كحسب اعماله
لكن المسافة بين إيليا والمسيح هي فس المسافة بين الجبلة وجابلها
فنحن مع بطرس الصخرة نصرخ ” أنت المسيح ابن الله الحي”.
 
صلاتي اليوم
هبني ربي
امنحني ربي
غيرة إيليا وشجاعته
كي اواجه الظلم حيثما كان
وأقاوم الشر أينما وجد
كي أشهد للحق ولو بحياتي ودمائي
كي أفر إليك حين يضيق العالم بي ويخنقني ويطاردني
كي ابثك همي حين أكون مهموما وليس لي سواك
وأشوك أحزاني حين يفيض الحزن بي
وأسرع إليك ملجأً حيث لا أجد الملجأ عند الناس
أعطني ربي
 طهارة إيليا ونقاء قلبه وصفاء نفسه
وكللني بوداعة يسوع وقوة غفرانه…