تأمل اليوم السبت 22 فبراير: ها قد تركنا …

تأمل اليوم السبت 22 فبراير: ها قد تركنا …

ها قد تركنا

الأب/ بولس جرس

تأمل في قراءات السبت 22 فبراير 2014 الموافق السابع والعشرين من شهر أمشير1730

السنكسار

نياحة القديس اوسطاثيوس بطريرك إنطاكية

في مثل هذا اليوم من سنة 330 م تنيح القديس أسطاثيوس بطريرك إنطاكية في منفاه وذلك انه قدم بطريركا علي إنطاكية في زمن الملك البار قسطنطين الكبير وكان عالما تقيا وشهد مجمع نيقية ووافق الأباء علي قطع اريوس ونفيه هو والقائلين بتعاليمه وهو أوسابيوس الينقوميدي وثاؤغونيوس أسقف نييقة وأوسابيوس أسقف قيسارية وبعد انتهاء المجمع وعودة الأباء إلى كراسيهم اتفق هؤلاء المقطوعين فيما بنيهم علي إن يتظاهروا بالرغبة في الذهاب إلى بيت المقدس ولكنهم ذهبوا إلى إنطاكية وهناك أغروا امرأة زانية ببعض المال ووعدوها بأكثر مقابل إن تتهم هذا القديس انه قد انجب منها ولدا . فآخذت المال وذهبت إلى الكنيسة وقالت كما لقنوها أما هم فتظاهروا بتكذيبها وقالوا لها : قدمي دليلك إن كنت صادقة فيما تقولين . نحن لا نقبل قولك إلا إذا حلفت علي الإنجيل إن هذا الذي ادعيته علي هذا الاب صحيح . فحلفت لهم ، حينئذ قالوا ليس بعد القسم شئ . ثم حكموا بسقوط القديس من درجته وابلغوا قسطنطين الملك قائلين له إن مجمع كهنة حكم بسقوط الاب أسطاثيوس بطريرك إنطاكية فصدق الملك قولهم ونفاه إلى ثراكي حيث لبث القديس بها حتى تنيح إلا إن الله لم يغفل عن إظهار الحقيقة فان المرآة قد مرضت مرضا طويلا متي نحل جسمها وتيقنت إن الذي أصابها إنما كان بسبب قذفها القديس بما ليس فيه . فاتت وأقرت أمام هل المدينة ببراءته وكذبها فيما ادعت به عليه وقالت إن هؤلاء هم الذين الجأوها إلى ذلك نظير مبلغ من المال وإن الولد الذي معها هو من رجل اسمه كاسم القديس أسطاثيوس . فأقنعوها بان تحلف وتقصد في قلبها الرجل صاحبها فتنجو من خطر الحلف كذبا وهكذا ظهرت براءة هذا القديس وعاد الكهنة إلى ذكر اسمه في القداس . وقد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم في يوم تذكاره. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.

نص الإنجيل

“وإذا واحِدٌ تقَدَّمَ وقالَ لهُ:”أيُّها المُعَلِّمُ الصّالِحُ، أيَّ صَلاحٍ أعمَلُ لتكونَ ليَ الحياةُ الأبديَّةُ؟”. فقالَ لهُ:”لماذا تدعوني صالِحًا؟ ليس أحَدٌ صالِحًا إلا واحِدٌ وهو اللهُ. ولكن إنْ أرَدتَ أنْ تدخُلَ الحياةَ فاحفَظِ الوَصايا”. قالَ لهُ:”أيَّةَ الوَصايا؟”. فقالَ يَسوعُ:”لا تقتُلْ. لا تزنِ. لا تسرِقْ. لا تشهَدْ بالزّورِ. 19أكرِمْ أباكَ وأُمَّكَ، وأحِبَّ قريبَكَ كنَفسِكَ”. 20قالَ لهُ الشّابُّ:”هذِهِ كُلُّها حَفِظتُها منذُ حَداثَتي. فماذا يُعوِزُني بَعدُ؟”. قالَ لهُ يَسوعُ:”إنْ أرَدتَ أنْ تكونَ كامِلاً فاذهَبْ وبِعْ أملاكَكَ وأعطِ الفُقَراءَ، فيكونَ لكَ كنزٌ في السماءِ، وتعالَ اتبَعني”. فلَمّا سمِعَ الشّابُّ الكلِمَةَ مَضَى حَزينًا، لأنَّهُ كانَ ذا أموالٍ كثيرَةٍ. فقالَ يَسوعُ لتلاميذِهِ:”الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يَعسُرُ أنْ يَدخُلَ غَنيٌّ إلَى ملكوتِ السماواتِ! وأقولُ لكُمْ أيضًا: إنَّ مُرورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقبِ إبرَةٍ أيسَرُ مِنْ أنْ يَدخُلَ غَنيٌّ إلَى ملكوتِ اللهِ!” فلَمّا سمِعَ تلاميذُهُ بُهِتوا جِدًّا قائلينَ:”إذًا مَنْ يستطيعُ أنْ يَخلُصَ؟”. فنَظَرَ إليهِمْ يَسوعُ وقالَ لهُمْ:”هذا عِندَ الناسِ غَيرُ مُستَطاعٍ، ولكن عِندَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُستَطاعٌ”.فأجابَ بُطرُسُ حينَئذٍ وقالَ لهُ:”ها نَحنُ قد ترَكنا كُلَّ شَيءٍ وتبِعناكَ. فماذا يكونُ لنا؟”.فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ أنتُمُ الذينَ تبِعتُموني، في التَّجديدِ، مَتَى جَلَسَ ابنُ الإنسانِ علَى كُرسيِّ مَجدِهِ، تجلِسونَ أنتُمْ أيضًا علَى اثنَيْ عشَرَ كُرسيًّا تدينونَ أسباطَ إسرائيلَ الِاثنَيْ عشَرَ. وكُلُّ مَنْ ترَكَ بُيوتًا أو إخوَةً أو أخَواتٍ أو أبًا أو أُمًّا أو امرأةً أو أولادًا أو حُقولاً مِنْ أجلِ اسمي، يأخُذُ مِئَةَ ضِعفٍ ويَرِثُ الحياةَ الأبديَّةَ.ولكن كثيرونَ أوَّلونَ يكونونَ آخِرينَ، وآخِرونَ أوَّلينَ. (متى 19 : 16 – 30).

نص التأمل

ها قد تركنا

وكأننا نستأنف اليوم تأملات الاسبوع الماضي حول إنجيل “الشاب الغني” .

رأينا تامل ماذا أعمل” وتأمل “ما أعسر” نستكمل اليوم هذا الحوار الشيق بين المسيح ومن يريد أن يتبعه…

 فبعد افستغراب والتعحب اللذين قوبل بهما كلام الرب ورده على الشاب الباحث عن ” الحياة الابدية”

ينبري بطرس المتحدث الرسمي باسم التلاميذ والكنيسة متسائلا:

” ها قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا؟”

وهوتساؤل عميق يعبر عن حيرة وترقب وانتظار

تساؤل ينبع من قلوب حائرة مضطربة تبحث عن الامان معه وقد اختبرت عذوبة قربه

نعم يا رب

لقد آمنا بك وتبعناك واخترنا أن نربط مسيرة حياتنا بك

لقد تركنا الأسرة والأهل وهجرنا الأحباب والأصدقاء

لقد تخلينا عن المال والإمتلاك وتركنا ملذات العالم وتبعناك

نتحمل كل يوم مشاق الطريق ونجتاز نحوك الدروب الصعبة

نشتم فنبارك نضطهد فنحتمل نسلم إلى الموت فنتهلل…

فماذا سينالنا جراء هذا الكفاح المضني المستمر والمتوقد والمتأجج؟؟

وليس اجمل ولا اقوى ولا اعظم ولا اروع من رد الرب يسوع الذي فتح كل البواب المغلقة

“الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ أنتُمُ الذينَ تبِعتُموني، في التَّجديدِ، مَتَى جَلَسَ ابنُ الإنسانِ علَى كُرسيِّ مَجدِهِ، تجلِسونَ أنتُمْ أيضًا علَى اثنَيْ عشَرَ كُرسيًّا تدينونَ أسباطَ إسرائيلَ الِاثنَيْ عشَرَ. وكُلُّ مَنْ ترَكَ بُيوتًا أو إخوَةً أو أخَواتٍ أو أبًا أو أُمًّا أو امرأةً أو أولادًا أو حُقولاً مِنْ أجلِ اسمي، يأخُذُ مِئَةَ ضِعفٍ ويَرِثُ الحياةَ الأبديَّةَ”

الجاه والشهرة: تجلِسونَ أنتُمْ أيضًا علَى اثنَيْ عشَرَ كُرسيًّا

القدرة والسلطة: تدينونَ أسباطَ إسرائيلَ الِاثنَيْ عشَرَ.

المال والإمتلاك: وكُلُّ مَنْ ترَكَ بُيوتًا أو حُقولاً مِنْ أجلِ اسمي يأخُذُ مِئَةَ ضِعفٍ

الاهل والاسرة: وكُلُّ مَنْ ترَكَ إخوَةً أو أخَواتٍ أو أبًا أو أُمًّا أو امرأةً أو أولادًا مِنْ أجلِ اسمي يأخُذُ مِئَةَ ضِعفٍ

ويختم إجابته الشافية: بجوهر البحث والدافع الساسي لإتباعه: ويَرِثُ الحياةَ الأبديَّةَ”

هكذا وعد وهكذا تمم وعوده جميعا…يكفي ان نتبعه بثقة ولن يعوزنا ابدا شيء