تأمل اليوم: لا تهتموا

تأمل اليوم: لا تهتموا

لا تهتموا

تأمل في قراءات الإثنين 17 فبراير 2014 الموافق الثاني والعشرين من شهر أمشير1730

الأب/ بولس جرس

السنكسار

استشهاد القديس اوساويوس ابن واسيليدس الوزير

في مثل هذا اليوم استشهد القديس اوساويوس ابن القديس واسيليدس الوزير وكان هذا القديس أحد الجنود في الحرب ضد الفرس ولما ارتد دقلديانوس اخبره أبوه واسيليدس بما كان من أمر دقلديانوس فاعلم اوساويوس أقاربه القديسين أبادير ويسكس واقلاديوس وثاؤودورس بهذا فتحالفوا جميعا علي إن يسفكوا دماءهم علي اسم السيد المسيح . ولما انتهي القتال وعادوا إلى إنطاكية حاملين علم الغلبة والظفر ، خرج الملك للقائهم . وبعد ذلك عرض عليهم عبادة الأوثان مثله فرفضوا جميعا ثم تقدم اوساويوس وجرد سيفه وهم بقتل دقلديانوس ومن معه فهرب من أمامه واختفي ولولا وجود وزيره واسيليدس لكان القديسون اهلكوا كل كبار الدولة ، فأشار رومانوس أحد الوزراء علي الملك بنفي القديس اوساويوس إلى ارض مصر ليقتل هناك فتم ذلك وأرسلوه إلى موريانوس والي فقط الذي عذبه كثيرا بالهنبازين وتقطيع الأعضاء والضرب الشديد . وكان الرب يرسل إليه ملاكه فيقويه في جميع شدائده ويعزيه ويشفي جراحاته . ثم أراه في رؤيا الفردوس مساكن القديسين والمواضع التي أعدت له ولأبيه ولأخيه ففرحت نفسه جدا . وبعد ذلك أمر الوالي بحرقه في أتون خارج مدينة اهناس فنزل ملاك الرب وأطفأ اللهيب واخرج القديس سالما وأخيرا أمر الوالي بقطع رأسه حيث ونال إكليل الشهادة . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.

نص الإنجيل

 “لا تكنِزوا لكُمْ كُنوزًا علَى الأرضِ حَيثُ يُفسِدُ السّوسُ والصَّدأُ، وحَيثُ يَنقُبُ السّارِقونَ ويَسرِقونَ بل اكنِزوا لكُمْ كُنوزًا في السماءِ، حَيثُ لا يُفسِدُ سوسٌ ولا صَدأٌ، وحَيثُ لا يَنقُبُ سارِقونَ ولا يَسرِقونَ، لأنَّهُ حَيثُ يكونُ كنزُكَ هناكَ يكونُ قَلبُكَ أيضًا.سِراجُ الجَسَدِ هو العَينُ، فإنْ كانَتْ عَينُكَ بَسيطَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ نَيِّرًا، وإنْ كانَتْ عَينُكَ شِرِّيرَةً فجَسَدُكَ كُلُّهُ يكونُ مُظلِمًا، فإنْ كانَ النّورُ الذي فيكَ ظَلامًا فالظَّلامُ كمْ يكونُ!”لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخدِمَ سيِّدَينِ، لأنَّهُ إمّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يُلازِمَ الواحِدَ ويَحتَقِرَ الآخَرَ. لا تقدِرونَ أنْ تخدِموا اللهَ والمالَ. لذلكَ أقولُ لكُمْ: لا تهتَمّوا لحَياتِكُمْ بما تأكُلونَ وبما تشرَبونَ، ولا لأجسادِكُمْ بما تلبَسونَ. أليستِ الحياةُ أفضَلَ مِنَ الطَّعامِ، والجَسَدُ أفضَلَ مِنَ اللِّباسِ؟ اُنظُروا إلَى طُيورِ السماءِ: إنَّها لا تزرَعُ ولا تحصُدُ ولا تجمَعُ إلَى مَخازِنَ، وأبوكُمُ السماويُّ يَقوتُها. ألستُمْ أنتُمْ بالحَريِّ أفضَلَ مِنها؟ ومَنْ مِنكُمْ إذا اهتَمَّ يَقدِرُ أنْ يَزيدَ علَى قامَتِهِ ذِراعًا واحِدَةً؟ ولماذا تهتَمّونَ باللِّباسِ؟ تأمَّلوا زَنابِقَ الحَقلِ كيفَ تنمو! لا تتعَبُ ولا تغزِلُ. ولكن أقولُ لكُمْ: إنَّهُ ولا سُلَيمانُ في كُلِّ مَجدِهِ كانَ يَلبَسُ كواحِدَةٍ مِنها30فإنْ كانَ عُشبُ الحَقلِ الذي يوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غَدًا في التَّنّورِ، يُلبِسُهُ اللهُ هكذا، أفَليس بالحَريِّ جِدًّا يُلبِسُكُمْ أنتُمْ ياقَليلي الإيمانِ؟ فلا تهتَمّوا قائلينَ: ماذا نأكُلُ؟ أو ماذا نَشرَبُ؟ أو ماذا نَلبَسُ؟ فإنَّ هذِهِ كُلَّها تطلُبُها الأُمَمُ. لأنَّ أباكُمُ السماويَّ يَعلَمُ أنَّكُمْ تحتاجونَ إلَى هذِهِ كُلِّها. لكن اطلُبوا أوَّلاً ملكوتَ اللهِ وبرَّهُ، وهذِهِ كُلُّها تُزادُ لكُمْ. فلا تهتَمّوا للغَدِ، لأنَّ الغَدَ يَهتَمُّ بما لنَفسِهِ. يَكفي اليومَ شَرُّهُ.” (متى 6 : 19 – 33)

نص التأمل

لا تهتموا

غريزة حب البقاء أقوى أم غريزة البحث عن البقاء الأبدي؟

هذا هو السؤال الذي تبادر على ذهني اليوم وانا أتشرف بقراءة هذا النص الخالد من الموعظة على الجبل…

الكائنات والخلائق جميعا تسيّرها مجموعة من الغرائز أي السنن والقوانين والقواعد

التي فطرت عليها والتي تساعدها على الإستمرار في الوجود والبقاء …

تزداد قوة هذه الغرائز كلما إنحدرنا في سلم الترقي …

 فالغريزة عند الحشرات اقوى منها عند الزواحف وهي عند الحيوانات اشد منها عند إلإنسان

أمّا عند إلإنسان فتشتد او تضعف حسب ظروف الزمان والمكان وحسب السن والتطور العقلي والروحي….

وغريزة حب البقاء هي أقوى تلك الغرائز جميعا سواء في الإنسان ام باقي الكائنات

وهي تتمثل وتتمحور في الطعام والشراب والتنفس والتناسل.

فإذا بالرب يسوع يضربها في مقتل بتلك الكلمات

وكأنه يبغي من وراء ذلك أن يتغلب الإنسان حتى على غرائزه الأساسية

ليكون جديرا  بكونه ابن الله

وهذا ما تجلى في تجربة الشيطان له … أولى التجارب…

لقد صمت أربعين يوما واربعين ليلة … حسنا فعلت…آن لك الآن أن تأكل…

من اين لك الخبز في هذه البرية القاحلة؟ .. هلم قل للحجر ان يصير خبزا…

وانت خير من يقدر على ذلك… وكان رد الرب بالرفض القاطع

لكن إذا دعتك قدرتك لإشباع غريزتك فقد أعلنت فوز الغريزة وسيطرتها على جميع قدراتك…

لقد هُزمت مرة واحدة وإلى الأبد!!!!

الطعام ضروري وحسن وجيد والرب نفسه يفكر فيه ” اعطوهم انتم ليأكلوا”

لكنه لا يجب ان يكون سيد ومسيطر ومتحكم في سلوكياتنا واخلاقياتنا …

“فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”.

 يريد الرب ان ينزع القلق عن قلوبنا فنطمئن إلى ان ضروريات ” غريزة حب البقاء”

موجودة ومتوافرة لا للإنسان وحده بل حتى لطيور السماء

لكنه يريد ان يلفت نظرنا ” كم أنتم أفضل من عصافير كثيرة”

فالإهتمام يجب ان يتوجه وينصب ويتمحور

أولا واخيرا وأساسا ودوما

نحو بقاء آخر هو البقاء الأبدي ……………..

اليس هذا حق وواجب