ثلاث لا ولن يتبعونه: تامل الثلاثاء 18 مارس

ثلاث لا ولن يتبعونه: تامل الثلاثاء 18 مارس

ثلاث لا ولن يتبعونه

 

تأمل في قراءات الثلاثاء 18 مارس 2014 الموافق الثانى والعشرين من شهر برمهات1730

 

الأب / بولس جرس

نص الإنجيل

 

“وفيما هُم سائرونَ في الطريقِ قالَ لهُ واحِدٌ:”ياسيِّدُ، أتبَعُكَ أينَما تمضي“. فقالَ لهُ يَسوعُ:”للثَّعالِبِ أوجِرَةٌ، ولطُيورِ السماءِ أوكارٌ، وأمّا ابنُ الإنسانِ فليس لهُ أين يُسنِدُ رأسَهُ”. وقالَ لآخَرَ:”اتبَعني”. فقالَ:”ياسيِّدُ، ائذَنْ لي أنْ أمضيَ أوَّلاً وأدفِنَ أبي. فقالَ لهُ يَسوعُ:”دَعِ الموتى يَدفِنونَ موتاهُمْ، وأمّا أنتَ فاذهَبْ ونادِ بملكوتِ اللهِ”. وقالَ آخَرُ أيضًا: “أتبَعُكَ ياسيِّدُ، ولكن ائذَنْ لي أوَّلاً أنْ أوَدِّعَ الذينَ في بَيتي“. فقالَ لهُ يَسوعُ:”ليس أحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ علَى المِحراثِ ويَنظُرُ إلَى الوَراءِ يَصلُحُ لملكوتِ اللهِ”.( لوقا 9: 57-62)

 

 

 

ثلاث لا ولن يتبعونه

 

يقدم لنا إنجيل اليوم نماذج ثلاث لمن لا يستطيع ان يتبع يسوع وإن تبعه يوما فإن أرضه المحجرة وتربته الخانقة الأشواك وإنشغالاته المتعددة المتنوعة سرعان ما سترده جميعا إلى الخلف

 

ü     النوع الأول الباحث عن الإستقرار المعنوي: ها قد رتبت برنامج حياتي ونظمت أوراقي وحزمت أمري ووصلت لى قرار نهائي…”أتبَعُكَ أينَما تمضي ” انا مطمئن الآن وأريد ان اتبعك حيث تمضي بلا شرط او قيد… فيجب الرب: جميل ورائع لكن قرارك ليس قراري واستقرارك ليس استقراري…

 

أنا اريد ممن يتبعني أن يكون مستعد دوما  جاهزاً باستمرار،  ممنطق الحقوين مضاء المصابيح ساهراً متأهباً دوما للرحيل والتوجه إلى حيث  أريد انا لا إلى حيث يريد ان يجد راحة واستقرارًا

 

فالإستقرار المعنوي لا سيما في حياة التكريس خطر داهم… حيث يعتقد الكاهن او الراهب او الراهبة او حتى الزوجة او الزوج، أنه وقد وصل إلى تلك المرحلة من الإستقرار تستوجب  ألا يزعجه او يقترب منه احد …ولا يعد بالإمكان قبول التغيير او الإنتقال من دير إلى آخر أو من رعية إلى أخرى وكأن في ذلك نهاية دعوته ودمار خدمته وتحطيم لشخصيته..

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هل كان تلميذا حقا او راعيا حقيقيا او راهبا مكرسا لخدمة المسيح بالفعل ام لذاته؟ هذا النوع هو اول ما يرفضه المسيح المعلم مبدئيا ويوجهه نحو طريق آخر غير طريقه الذي لا يعرف طعاما سوى مشئة الاب ولا يتذوق فرحا سوى فرح الراعي بالعثور على خروفه الضال ولا مجال فيه للبحث عن الراحة… إذ يرفض حتى ان يكون لديه “حجر يسند إليه راسه” فالذي يريد إتباع يسوع لا يجب أن يبحث عن الإستقرار الإستاتيكي بل عن الترحال الحر  الديناميكي…

 

ü     النوع الثاني الباحث عن الإستقرار المادي: دفن الأب وتسوية التركة  وتوزيع الثروة وإغلاق الملفات… كلها أمور يجب ان تُحسم قبل أن أتبعك حتى ” اعرف راسي من رجليّ  وكما تعلم فهذه أمور مشروعة  بل تصل إلى رتبة الواجبات المقدسة … إمض بعيدا يجيب يسوع لست بحاجة إليك ولن تستطيع ان تتبعني برغم بديهية مبرراتك ومنطقية اعذارك… انت لست لي  بل  للعالم بكل حساباته وواجباته ومتطلباته..وإذا كانت “الحاجة إلى واحد” فقد إخترت يا ولدي النصيب غير الصالح الذي يؤدي إلى الإنشغال والتوتر والشكوى من أمور كثيرة ومتعددة لا ولن تنتهي ابدا… ، فإذا كنت من الباحثين عن غير إتمام إرادة الآب وتحقيق ملكوته على الأرض فلا يمكن ان اكون لك معلماً.

 

ü     النوع الثالث الباحث عن الإستقرار العاطفي: المبادر المندفع المتعلق المتمسك هو نوع شديد الإتشار في مجتمعاتنا الشرقية والرهبانية والكهنوتية وحتى في الحياة العاطفية والزوجية إذ يتقدم الفرد أو  المكرس بالمبادرة طالبا الدخول متمنيا القبول والاستمرار… لكن تعلقه العاطفي بالأهل او الأقارب او الأصدقاء او الأحباب أو الماضي… لا يترك مجالا في قلبه لحب يسوع واتباعه وهو الذي يقول:” من احب ابا أو أما أكثر مني فلا يستحقني” مما  يجعل استمرار العلاقة مستحيلا…

 

أي نوع أنا يا ربي وعما كنت او مازلت أبحث حين ابتغيت اتباعك؟؟؟

 


صلاتي اليوم

 

أريد أن أتبعك

 

أيا كان نوعي يا رب  تعطف واقبلني

 

حتى ولو كنت ربي متذبذب انا بطبعي

 

متمنطق بنظرة العالم في كثير من الأحيان

 

مبادر مندفع متهور جياش العاطفة أحيانا

 

خائف قلق متردد أحياناً أخرى

 

وإن كنت أبحث طوال الوقت عن الإستقرار الإستاتيكي

 

 بل وكثير ما رفضت حتى فكرة الترحال الحر  الديناميكي

 

لكني سيدي

 

مازلت أريد كل يوم أن اتبعك وفي ظل كنفك الأمين أبيت

 

أملي ان  أكون مستعد دوما للرحيل حيث تطلبني

 

متأهب للإنطلاق حيث تريد أنت لا كما أريد أنا

 

هذه إرادتي وتلك نبتي

 

 

 

ولكي أتبعك بكل تجرد وبلا تردد

 

قوّم يا رب عواطفي

 

وأضبط حرارة  مشاعري وتحكم في اندفاعي

 

وعضد إرادتي وادعم قراري

 

واعطني فضيلة المثابرة

 

وحتى إن وهنت عزيمتي أو ضعفت يوما

 

أو تناسيت يا معلم وعودي

 

أو إذا تكاسلت عن السير خلفك

 

فذكرني…إن الذكر ينفع المؤمنين…

 

ابنك الأب/ بولس جرس

صلاتي اليوم
أريد أن أتبعك
أيا كان نوعي يا رب  تعطف واقبلني
حتى ولو كنت ربي متذبذب انا بطبعي
متمنطق بنظرة العالم في كثير من الأحيان
مبادر مندفع متهور جياش العاطفة أحيانا
خائف قلق متردد أحياناً أخرى
وإن كنت أبحث طوال الوقت عن الإستقرار الإستاتيكي
بل وكثير ما رفضت حتى فكرة الترحال الحر  الديناميكي
لكني سيدي
مازلت أريد كل يوم أن اتبعك وفي ظل كنفك الأمين أبيت
أملي ان  أكون مستعد دوما للرحيل حيث تطلبني
متأهب للإنطلاق حيث تريد أنت لا كما أريد أنا
هذه إرادتي وتلك نبتي

ولكي أتبعك بكل تجرد وبلا تردد
قوّم يا رب عواطفي
وأضبط حرارة  مشاعري وتحكم في اندفاعي
وعضد إرادتي وادعم قراري
واعطني فضيلة المثابرة
وحتى إن وهنت عزيمتي أو ضعفت يوما
أو تناسيت يا معلم وعودي
أو إذا تكاسلت عن السير خلفك
فذكرني…إن الذكر ينفع المؤمنين…
ابنك الأب/ بولس جرس