جريمة التحاجي:  تأمل في قراءات الثلاثاء أول يوليو 2014 الموافق 7 أبيب 1730

جريمة التحاجي: تأمل في قراءات الثلاثاء أول يوليو 2014 الموافق 7 أبيب 1730

جريمة التحاجي

تأمل في قراءات الثلاثاء أول يوليو 2014 الموافق 7 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس



نص الإنجيل

“وجاءَ إلَى كفرِناحومَ. وإذ كانَ في البَيتِ سألهُمْ:”بماذا كنتُم تتكالَمونَ فيما بَينَكُمْ في الطريقِ؟”. فسَكَتوا، لأنَّهُمْ تحاجّوا في الطريقِ بَعضُهُمْ مع بَعضٍ في مَنْ هو أعظَمُ. فجَلَسَ ونادَى الِاثنَيْ عشَرَ وقالَ لهُمْ:”إذا أرادَ أحَدٌ أنْ يكونَ أوَّلاً فيكونُ آخِرَ الكُلِّ وخادِمًا للكُلِّ”. فأخَذَ ولَدًا وأقامَهُ في وسطِهِمْ ثُمَّ احتَضَنَهُ وقالَ لهُمْ: “مَنْ قَبِلَ واحِدًا مِنْ أولادٍ مِثلَ هذا باسمي يَقبَلُني، ومَنْ قَبِلَني فليس يَقبَلُني أنا بل الذي أرسَلَني”.فأجابَهُ يوحَنا قائلاً:”يا مُعَلِّمُ، رأينا واحِدًا يُخرِجُ  شَياطينَ باسمِكَ وهو ليس يتبَعُنا، فمَنَعناهُ لأنَّهُ ليس يتبَعُنا”. فقالَ يَسوعُ:”لا تمنَعوهُ، لأنَّهُ ليس أحَدٌ يَصنَعُ قوَّةً باسمي ويستطيعُ سريعًا أنْ يقولَ علَيَّ شَرًّا. لأنَّ مَنْ ليس علَينا فهو معنا. لأنَّ مَنْ سقاكُمْ كأسَ ماءٍ باسمي لأنَّكُمْ للمَسيحِ، فالحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ لا يُضيعُ أجرَهُ. (مرقس 9 : 33 – 41)

نص التأمل

جريمة التحاجي

فسَكَتوا، لأنَّهُمْ تحاجّوا في الطريقِ بَعضُهُمْ مع بَعضٍ في مَنْ هو أعظَمُ….

التحاجي وما ادراك ما التحاجي؟ لعل في التحاجي مرض الإنسان وسبب سقوطه وموته

التحاجي والمحاجاة هو  التفاخر والتباهبي والمقارنة والتفاضل في النسب والإنتساب

تهالوا نتعرف على بداية التحاجي الذي منذ البدء اسقط الملائكة إذ تحاجوا من الأعظم في الخلائق

وفي الفردوس اسقط الإنسان إذ حاجاه الشيطان كيف سيتحول حاله إذا أكل من الشجرة فيصير نظيرا لله

وفي أول الخلقة قتل قائين هابيل بسبب التحاجي كيف تكون له الفضلية عند الله عني

وبين الشعوب كان التحاجي فولدت الحروب وسفكت الدماء

في بيت ابراهيم كان التحاجي بين السيدة والعبدة وابن المة وابن السيدة فكان انشقاق البيت وطرد اسماعيل

وفي بيت اسحق كان التحاجي في الحب والفضلية بين يعقوب وعيسو فولد العداوة والفرار

وحتى في بيت يعقوب بين زوجاته ووسط اولاده كان التحاجي سبب كل بلاء

فحاول الأخ ان يقتل أخاه وباع الأشقاء أخاهم عبدا ونزلوا بشيخوخة اابيهم إلى الجحيم

وكان  يوسف نفسه يحابي ابنه البكر منسى عن إفرائيم عن أخيه فكانت المحاجاة التي صنعت منهما سبطين

وفي البرية حاجى هارون ومريم موسى” أموسى وحده كلمه الرب”

فاشتد غضب الرب وضرب مريم بالبرص وعزلت خارج المحلة وعطلت مسيرة شعب الله لسبعة أيام…

وهكذا في تاريخ ا خلاص وفي تاريخ البشرية وفي تاريخ الشعوب والأمم والقبائل

فما أصل الحروب بين قبائل العرب سوى تفاخر الشعراء…

وللأسف إنتقل هذا المرض من اليهود الذين كانوا يحاجون يسوع ” نحن أولاد إبراهيم”

إلى جماعة التلاميذ وإلى الجماعة المسيحية الأولى…

التي كانت تتفاخر وتتحاجى بتلمذتها لهذا الرسول او لذاك مما دفع بولس ان يصرخ

“ألعل بولس صلب لأجلكم ام باسم كيفا إعتمدتم؟”

“انا زرعت وابوللو سقى لكن الله هو الذي أنمى…”

ولبالغ الأسى مازال التحاجي والمحاجاة التفاخر والتباهبي والمقارنة

في القول لا في الفعل في الإختباء وراء اسماء واشكال وأشخاص

والتفاضل في النسب والإنتساب لا في الخدمة والتواضع وكل عمل صالح

بل في تقمص في أدوار والتشبث بأحداث وتواريخ قوالب وأنماط

هو داء الكنيسة وسبب انقسامها

وللأسف يبدو من المستحيل التخلص من هذا الداء اللعين

 فديدن البشرية ودينها مبني على المقارنة والمحاجاة

الحل الوحيد قدمه يسوع وقليل من يعمل به

لعل أبرزهم في هذا العصر البابا فرنسيس

ولعل أبرز ما قدم في هذا المجال

هو تقبيله ليد بطريرك الروم في رحلة القدس الأخيرة

بعد ان صعد ذاك إلى كرسيه وجلس دون ان يلتفت إلى أخيه

فما كان من فرنسيس العظيم سوى أن تناول يده وقبلها

فكانت ردة الفعل إنجيل معاش قبلات بلا رياء ولقاء عابق باجواء السماء

فهل نفعلها نحن ونخرج من أجواء التحاجي والمباهاة

وعمن يريد منّا ان يفتخر ….فليفتخر بالرب

جريمة التحاجي

تأمل في قراءات الثلاثاء أول يوليو 2014 الموافق 7 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

السنكسار

نياحة القديس شنودة رئيس المتوحدين

في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الناسك الأنبا شنوده رئيسالمتوحدين . وقد ولد هذا القديس ببلدة شندويل من أعمال أخميم . وكان أبوه مزارعايملك أغناما كثيرة .ولما نشأ شنوده سلمه أبوه رعاية الغنم . فكان يرعاها ويعطيغذاءه للرعاة ، ويظل هو صائما طول يومه وأخذه أبوه ومضي به إلى خاله الأنبا بجالليباركه ، فوضع الأنبا بجال يد الصبي علي رأسه وقال : ” بارك علي أنت لأنك ستصيرأبا لجماعة كثيرة ” وتركه أبوه عنده ومضي . وفي ذات يوم سمع صوت من السماء قائلا : ” قد صار شنوده رئيسا للمتوحدين ” ومن ذلك الحين صار يجهد نفسه بالنسك الزائدوالعبادة الكثيرة ولما تنيح الأنبا بجال حل شنوده محله فاتبع نظام الشركة الرهبانيةالذي وضعه القديس باخوميوس وأضاف عليه تعهدا يوقعه الراهب قبل دخوله الديروبلغ عدد الرهبان في أيامه 1800 راهب ولا يزال هذا الدير قائماحتى الآن غرب سوهاج يضم كنيسة ويعرف بدير الأنبا بيشوي . وبني الأنبا شنوده ديرا آخر بلغ عدد رهبانه 2200 راهب وما زالحتى الآن يضم كنيسة ويعرف بدير الأنبا شنوده وحدث أن قائدا في الجيش استأذنه ليعطيهمنطقته ليلبسها أثناء الحرب لكي ينصره الله فأعطاها له وانتصر فعلا علي أعدائه . وصار الأنبا شنوده ضياء لكل المسكونة بعظاته ومقالاته والقوانينالتي وضعها لمنفعة الرهبان والرؤساء والعلمانيين رجالا ونساء وقد حضر مجمع المائتينبأفسس مع الأب القديس البابا كيرلس الرابع والعشرين وبكت نسطور المجدف وعند نياحتهطلب من تلاميذه أن يسندوه حتى يسجد لخالقه . فسجد ثم أوصاهم أن يترسموا خطاه وقاللهم : ” أستودعكم الله ” و تنيح بسلام . صلاته تكون معنا . آمين

استشهاد القديس اغناطيوس اسقف انطاكية

وفي مثل هذا اليوم استشهد القديس أغناطيوس (ذكرت سيرته في اليومالرابع والعشرين من شهر كيهك ) في رومية سنة 107 م . هذا الذي انتخبوه أسقفا عليإنطاكية بعد القديس بطرس الرسول في سنة 69 م وذلك في عهد الملك تراجان الذي لما علمبأن هذا القديس قد اجتذب بتعاليمه كثيرين إلى الإيمان بالسيد المسيح استحضره وسأله : ” هل أنت أغناطيوس الثيئوفورس ؟ ” فأجابه معناه : ” حامل الله ” فقال له : ” أتظنأننا لا نحمل آلهتنا لتنصرنا في الحروب ؟ ” فأجابه ” كيف تكون التماثيل آلهة ؟ اعلمأنه لا اله إلا الله وحده الذي خلق السماء والأرض وابنه يسوع المسيح الذي تجسدليخلص البشر فلو كنت تؤمن به لكنت في هذا الملك سعيدا ” .

فحاول الإمبراطور إغراءه لترك المسيحية فرفض فاستشاط غضبا وأمرأن يقيد بالسلاسل ويؤخذ إلى روما ليلقي للوحوش فبادر أغناطيوس بتقبيل السلاسل التيستكون وسيلة إلى نواله إكليل الشهادة وقد سعي المؤمنون أن يخلصوه بدفع أموال للجندفرفض لأنه كان متعطشا للاستشهاد.

وذهب في طريقه إلى أزمير وكتب منها رسالة للمسيحيين بروما منفقراتها ” أخشى أن تكون محبتكم ضررا فإذا أردتم أن تمنعوا الموت عني فلا يعسر عليكمذلك . ولكن ائذنوا لي أن أذبح حيث أعد المذبح .. أنني حنطة ينبغي أن أطحن لأكونخبزا يقدم ليسوع المسيح ، فحيثما لا تعود تشاهدني أعين البشر ، أشاهد أنا ربنا يسوعالمسيح ” .

ولما وصل إلى روما طرحوه للوحوش فهجم أسد وأمسكه من عنقه فأسلمالقديس الروح بيد الرب ثم تركه الأسد وعاد إلى مكانه فحمل بعض المؤمنين جسده بإكرامعظيم إلى مكان أعدوه له في إنطاكية , صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين