جمعية راهبات القديسة تريزا الطفل يسوع المارونيات

جمعية راهبات القديسة تريزا الطفل يسوع المارونيات

وردة في قلب الكنيسة

اعداد الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

نظرة تاريخية على النشأة والتأسيس :

تأسست جمعية راهبات القديسة تريزا المارونيات في السابع عشر من شهر ايار سنة الف وتسعمائة وخمسة وثلاثون (17/5/1935) بدايةً في دير سيدة البشارة لبيت الخازان في ذوق مكايل. ومنذ ذلك الحين اعتبرت الجمعية جمعية رهبانية مارونية رسولية بطريركية ، ذات نذر بسيط ومؤبد ، كما انها جمعية فتية زرعتها يد الله بواسطة يد الخور اسقف انطوان عقل ، في ارض لبنان .

وشاء الاب انطوان عقل تسميتها على اسم القديسة تريزا كي تكون هى شفيعتها لأنها وهى في صمت الكرمل أحبت أن تجذب العالم بصلاتها ورغائبها حيث قالت ” أريد أن أعلى انجيلك في اقطار العالم الخمسة ، وحتى الجزر النائية جداً .

القديسة تريزا هى راهبة كرملية فرنسية من ليزيو ولدت سنة الف وثماني مئة وثلاث وسبعون وتوفيت سنة الف وثماني مئة وسبعة وتسعون .

تربت في عائلة مسيحية مؤمنة وملتزمة وهى كانت المثل والمثال في التوى وممارسة الفضائل ، أحبت المسيح فأعطت ذاتها كلياً له ، عاشت حياتها بالفرح والعطاء الصامت والخدمة المتواضعة

قبل وفاتها قالت ” أنا لاأموت بل أدخل الحياة ” . أغنت القديسة تريزا الكنيسة بروحانية جديدة روحانية الطفولة الانجيلية والبساطة ، اعلنتها الكنيسة شفيعة المرسلين والمرسلات واعلنها البابا يوحنا بولس الثاني معلمة الكنيسة .

كل ما اتصفت به القديسة تريزا من روحانية وبساطة انجيلية كان دافع للأب انطوان عقل أن يأخذ من نهجها الروحي ليواجه الازمات والاحداث التي خلفتها الحرب الكونية في عام الف وتسعمائة واربعة عشر ومن بدأت فكرة الجمعية ،فقد أنكب المؤسس بكل قواه على الاعمال الرعوية في خدمة الكنيسة ومعها الوطن والمجتمع ، وغالباً ما عبر هو عن الاهداف التى دفعت به لتأسيس جمعية رهبانية رسولية، فكان يقول ” أثرت مشاهدة الحرب الكونية في نفسي أثراً هزها هزاً ، خصوصاً ورأيت بأم العين أبناء وطني يخرجون من الحرب ضعيفي البنية ، هزيلي الاجسام ، لامستوصفات ولامستشفيات تأتيهم بالمساعدة الضرورية …. وامتدت الايدي للعطاء لبناء مستفى ، ولكن المشاريع الكبرى لاتقوم بالبناء بل بالارادة والتضحية والعمل ، وعمّال أفضل من الملائكة ليصرن ملائكة رحمة وحنان يسهرن على المتألمين ويسكن جراحهم ببلسم التعزية والشفاء .

استاذن الخوري انطوان عقل البطريرك مار انطون بطرس عريضة بانشاء رهبانية تحت حماية القديسة تريزا الطفل يسوع ، فأذن له البطريرك وشجعه وبارك خطوته هذه .

فتحقيقاً للرسالة شغف بها المؤسس من أجل خلاص النفوس وإخلاصاً للوطن ، عمد إلى تنفيذ فكرة تأسيس جمعية رهبانية لبنانية تكون غايتها الاولى ادارة المستشفيات والاعتناء بالمرضى وخدمة الايتام والعجزة ، وهذا لايمنعها من فتح المدارس حيث تدعو الحاجة .

ففي السابع عشر من شهر ايار عام الف تسعمائة وخمسة وثلاثون ، كانت قد انتهت الاتفاقية مع الراهبات الفرنسيات في ادارة مستشفى مار الياس ، وفي الوقت عينه أسس الخور اسقف انطوان عقل جمعية راهبات القديسة تريزا الطفل يسوع المارونيات في دير سيدة البشارة ، ذوق مكايل ، وبعض شهر واحد تقريباً تم نقل الابتداء إلى دير القليعات .

صار يوم السابع عشر من ايار عيد تأسيس الجمعية ، وفيه تجدد الراهبات نذورهن المؤبدة ، وتحتفل بقبول راهبات للنذور أو طالبات في الابتداء .

المؤوسس من هو :

الخور اسقف انطوان عقل ، ولد في بيروت عام الف وثماني مئة وتسعون ، وهو أصلاً من جديدة غزير ، دخل المدرسة الاكليريكية الشرقية في بيروت سنة الف وتسعمائة وثلاثة ، ومن ثم سيم كاهناً في نيسان عام الف وتسعمائة واربعة عشر ، عينه المطران بطرس شبلي خادماً لرعية مار الياس رأس بيروت . أسس في الف وتسعمائة واثنين وعشرين مستوصفاً للفقراء ” باسم مستوصف مار الياس ” ، كما أنشأ مأوى للمكفوفين . وفي سنة القف وتسعمائة وسبعة وعشرين عينه المطران اغناطيوس مبارك زائراً عاماً على ابرشية بيروت ، ورئيساً على كهنة كاتدرائية مار جرجس . في الثالث من تشرين الاول سنة الف وتسعمائة وثلاثين أحتفل بالعيد الاول للقديسة تريزا في الكنيسة الجديدة قرب المستوصف الذي صار فيما مستشفى ، في سنة الف وتسعمائة وسبعة وثلاثون نال المؤوسس رتبة الخور اسقف . وتوفي في مستشفى مار الياس على اثر نوبة قلبية في التاسع من كانون الاول عام الف وتسعمائة ووثماني وخمسون ، وتلفظ كلمته الاخيرة ” انا ذاهب إلى ربي وضميري مرتاح ” .

كان الخور اسقف انطوان عقل يتميز بروح الرسالة والغيرة على خلاص النفوس والصلاة والتقوى والتأمل والفرح في التضحية ، كما أن روحانية المؤوسس تغذت كثيراً من روحانية القديسة تريزا المنبثقة من الانجيل والمتميزة بروح البساطة المسيحية والثقة بالله والفرح في الالم.

روحانية جمعية راهبات القديسة تريزا:

تتركز روحانية جمعية راهبات القديسة تريزا المارونيات على الايمان بالله وروح الانجيل ، وتعاليم الكنيسة المقدسة .

كما تتجسد روحانية الراهبات بشكل خاص في راهبة تُصلي وتخدم ، وتضحى بذاتها وتعمل بيدها وتدير وتدبر بعقلها وقلبها جميع الامور لتصير في خدمة الله والقريب .

راهبة تتميز بالبساطة والانفتاح والابتسامة والعفوية ، سعيدة لأن مشروعها القداسة وسبيلها الخدمة واداتها الصمت والصلاة والعمل .

ورد في القانون الخامس من قوانين الجمعية ” إن راهبة القديسة تريزا التي لبت نداء المسيح واتقدت بحبه ، لاتفارقها نية تمجيده نهارها كله ، ويصير عملها ينبوعاً منه يرتوي نشاطها الرسولي . ألم تقل القديسة تريزا ” الصلاة والتضحية ، سر قوي ” لذا فالراهبات يأخذن ذادهن الرسولي من المذبح كل صباح ويصلين مع من سبوهن في القداسة ويطلبن شفاعتهم

تسير جمعية راهبات القديسة تريزا على نهج تريزا في عيش البساطة الانجيلية وعل خُطى المؤوسس في الغيرة الرسولية ومحبة الفقراء والانفتاح على حاجات الكنيسة والمجتمع والفرح في الخدمة اليومية ، والصلاة من اجل الكهنة والمرسلين ، والاتحاد الدائم بيسوع المسيح.

فمنذ أن تأسست جمعية الراهبان وهن يحاولن العمل بصدق من الوصول إلى هدفهن الاساسي ألاوهو ” تقديس نفوس المشتركات للوصول إلى الكمال المسيحي ببمارسة فضائل العفة والفقر والطاعة ، وخدمة الانسانية المتألمة بأنشاء المياتم والمستشفيات والمآوي

الليتورجية :

تمارس راهبات جمعية القديسة تريزا المارونيات كافة صلواتهم الليتورجية حسب الطقس الماروني ، ولذا فهن ملتزمات بتعاليم الكنيسة المارونية فيما يخص الامور الطقسية ، مع الانفتاح على كافة الليتورجيات فهن يمارسن الحياة الطقسية أينما وجدن في رسالتهن .

الزي الرهباني :

تلتزم الاخوات الراهبات بالزي المحدد في الجمعية وتتقيدن بما يرسمة المجمع العام بشأن القماش واللون ، والتصميم ، يتصف الثوب الرهباني بالفقر والبساطة والحشمة .

تجدر الاشارة هنا إلى أن زي الرهبانية الفتية ايضاً تغير بعد المجمع الفاتيكاني الثاني ليكون أكثر بساطة ، فيلائم أكثر الحياة الرسولية والعملية ويوافق أكثر صحة لابساته .

الثوب الرهباني كما تعبر عنه احدى الراهبات هو علامة من علامات المشاركة الاخوية ، ترتدي الراهبة الزي ذات اللون الابيض اثناء الخدمة في المستشفيات وعمل الرسالة . الزي هو عن ثوب طويل علامة الحشمة ومنديل على الرأس .

اماكن انتشار الجمعية :

عدد راهبات جمعية القديسة تريزا المارونيات مئة وست ، منتشرات في كافة الاراضي اللبنانية والاراضي المقدسة ، لهن في لبنان اثنى عشر مركزاً ، كان أول مركز هو مستشفى مار الياس الذي تأسس في سنة الف وتسعمائة وثلاث وعشرين (1923م) أدي هذا المركز خدماته في تخفيف الآم الناس وفي الوقت عينه ادى رسالة روحية من دون تميز ولا تفريق . وبالرغم من ذلك لم ينجو من الاحداث التي أدت الى استهاد أحدى الراهبات وهى في عقد الاربعين من عمرها برصاص القنص في عام الف تسعمائة وخمس وسبعين (1975م نأسف على المستشفى الذي هدمته سوليدير في 30/10/ 1995 بعلم من رئيس الوزارة ودفنت معه بألم كل المعالم والصور الحسية التي كانت تحدثنا بحرارة عن خطوات التأسيس الاولى.

وفي سنة الف وتسعمائة وخمس وتسعين (1995م) هدمت شركة سوليدير مستشفى مار الياس .

ومن ابرز المراكز مأوى العجزة الماروني في عين الرمانة ، تأسس هذا المأوى سنة الف وتسعمائة وواحد وخمسون (1951م) ، ومن ثم أُلحق به مستوصف وبيت لاستقبال الفتيات ، يستقبل المستوصف الفقراء والمرضى من جميع الحالات والاستشارات الطبية ، وكان المؤسس قد أهتم بأنشاء هذا المشروع تجاوباً مع حاجة المجتمع الملحة ، رغم أنه كان لايملك سوى مبلغ ضئيل من المال ، وعندما سألته أحدى الراهبات عن كيفية إقدامه لبناء هذا المشروع ؟ أجاب يابنتي العناية الالهية تساعدنا وتكمل معنا ، ومع الوقت صار المأوى يتسع لمئات العجزة من كافة المناطق والطوائف كلها .

مستشفى القديسة تريزا – الحدث تأسست في سنة الف وتسعمائة وتسعة واربعون (1949م) وهى عبارة عن بناء جميل لون ابيض وامامه باحة كبيرة مليئة باشجار الزيتون والنخيل ، هذا المستشفى وقع فريسة الاحداث اللبنانية منذ اندلاعها ، فسرق وخرب ولم يعد صالحاً للعمل ، وبالرغم من ظروف الحرب أُعيد ترميم البناء ليكون صالح للعمل وفي الطابق الثالث منه تسكن الراهبات ويتميز البناء بجمال المنظر والهدوء والصمت .

مستشفى سان جورج عجلتون :

بعد ان تهجرت الراهبات من مستشفى مار الياس اصبح لدى السلطة هاجس في ايجاد مكان بديل ليوصلن الراهبات عملهن ونهج مؤسسهن في تخفيف الام المرضى إلى أن شاءت العناية الالهية وتقدم احد ابناء منطقة عجلتون السيد جورج متى الذي عرف عنه بأنه معطاء ،بالتبرع بقطقة ارض لتشييد مستشفى جديد بديل لمستشفى مار الياس ،فتأسس مستشفى سان جورج في سنة الف وتسعمائة وتسعة وسبعون 1979م ومن بعد اربع سنوات استقبل المستشفى اول مريض (1983) ويُعد من المستشفيات الكبرى ، ويستقبل المرضى من جميع الحالات ، فيه مركزلطب وجراحة العيون ، تقوم الراهبات بالخدمة الرسولية والاجتماعية فيه ، كما يضم مستشفى سان جورج – عجلتون معهد فني للعلوم التمريضية ، تأسس في سنة الف وتسعمائة وثلاث وتسعون ( 1993م) .

بالاضافة الى المستشفيات تقمن الراهبات ايضاً بخدمة الرسالة التعليمية من خلال ادارتهن للمدراس ومن ابرز المدارس مدرسة القديسة تريزا في الحدث والتي تحولت فيما بعد إلى مستشفى ، ومدرسة ثانوية القديسة تريزيا في فرن الشباك والتى تأسست في عام الف وتسعمائة وتسعة وثلاثين (1939م) ،ومدرسة القديسة تريزيا – حدشيت والتي تأسست في سنة الف وتسعمائة واربعة واربعون تجاوبا مع طلب اهالى البلدة لتعليم اولادهم وكانت في بادئ الامر تحمل اسم القديس رومانوس نسبة إلى سعي لجنة اوقاف مار رومانوس التي قدمت الارض لبناء مدرسة جديدة تواكب جديد العلم والتقدم وتصير مؤسسة تربوية كبرى ،تضم هذه المدرسة مدرسة داخلية ومدرسة مهنية ومدرسة خياطة ومرحلة التعليم الابتدائي فيها مجانية . كما يعد دير القديسة تريزيا في جورة الترمس من ابرز الاماكن التي تشمل مستوصف ومشغل خياطة ومركز رعوي ، وفي عام الف وتسعمائة وواحد وتسعين تحول جزء كبير من مدرسة تكميلية إلى مركز صحي اجتماعي رعائي ومهني .

اما في منطقة اميون الكورة تم تأسيس مدرسة القديسة تريزيا والتي تضم ميتم ومشغل خياطة ، وبدعم من مصلحة الانعاش الاجتماعي تم تأسيس مدرسة مهنية في نفس المنطقة .سنة الف وتسعمائة واثنان وثمانون (1982م) بالاضافة إلى مدرسة القديسة تريزيا الابتدائية المجانية في دار بعشتار الكورة .

لايفوتنا أن نذكر دير مار يوحنا الحبيب في القليعات –كسروان كان يحلو للمؤسس ان يسميه “مشتل الجمعية ،تأسس في سنة الف وتسعمائة وخمسة وثلاثين وهو اليوم مقر الرئاسة العامة ودير الابتداء ومركز بارز لحياة الصلاة والتأمل والرياضة الروحية ، هُجر لفترة بسبب الاحداث الاخيرة في البلاد لكن الراهبات عدن اليه بثوبهن الابيض ومن جديد ارتفعت فيه الصلوات ونشط العمل. نذكر قيام الراهبات في سنة الف وتسعمائة وسبعة وتسعين (1997) بتأسيس مركز مار يوسف الذي يضم مستوصف ومبنى خدمات رعوية ، في جران البترون وهذا المركز هو هبة من السيد جوزف باز وزوجته للجمعية راهبات القديسة تريزيا ، الذي انتقلت اليها ملكية المكان في سنة الف وتسعمائة وثماني وتسعون وفي اقل من سنة بدأت ورشة العمل إلى أن اكتمل البناء واحتفلت الجمعية بتدشين المكان بحضور المطران بولس اميل سعادة .

كما أنه تم تأسيس بيت الكاهن في معاد جبيل وهذا البيت تابع لابرشية جبيل وتأسس في سنة الف وتسعمائة وواحد وتسعين (1991م)

لم يقتصر عمل الراهبات الرسولي في لبنان بل قمن بالعمل خارجه ، ففي الاراضي المقدسة يقمن بادارة مركز النيابة البطريركية المارونية في القدس وهذا المركز مفتوح لاستقبال زوار الاراضي المقدسة بالاضافة إلى ادارة مركز رعائي في مطرانية حيفا المارونية بطلب من المطران بولس الصياح الذي استقبل الراهبات وسلمهن الرسالة خلال ترأسه للذبيحة الالهية في كنيسة سان لويس وأوصت الرئيسة العامة الراهبات اللواتي يتولن الخدمة قائلة ” إن الرسالة والخدمة التي تطكلبها منا الكنيسة هى برهان على تكرسنا وايماننا واتحادنا العميق بالمسيح الذي وحده يضمن نجاح رسالتنا

كما أنشئ ايضاً بيت القديسة تريزيا في بيت لحم ، وهكذا أرسلهن يبشرن ويعملن ويعتنيين بالمحتاج والفقير والمريض .

إن الاحداث المريرة التي دفعت بالمؤسس إلى الاهتمام بانشاء جمعية راهبات لم تثني من عزيمته في تحقيق الهدف المرجو هكذا ايضاً ظروف الحرب والاحداث اللبنانية الاخيرة لم تبطل عزيمة راهبات القديسة تريرزيا من مواصل هدفهن الرسولي والانساني في خدمة الانسان ، فبالرغم من مأوى العجزة في عين الرمانة قد تهدم أكثر من عشر مرات ، ومستفي القديسة تريزيا في الحدث ودير مار يوحنا الحبي في القليعات لم يتوقف عطاء الراهبات على عن تحدى الاحداث وتخطي الصعوبات فقد قمنا بترميم واعادة بناء مايجب بنائه وهذا بفضل ما تأصل في نفوسهن من الداخل من حب للعطاء وتضحية وايمان عميق بالعناية الالهية وأصلة متجذرة في الانجيل وحياة القديسة تريزيا والمؤسس .

اشهر الاعلام والملافنة مع مجال اختصاصاتهم

من أبرز ملافنة الجمعية هي القديسة تريزيا التي أعلنها البابا يوحنا معلمة الكنيسة ، والجمعية اليوم تفتح مجالالاختصاصات بحسب حاجة الرسالة. فهناك عدد كبير من الاخوات حاملات الاختصاصات الجامعية والدراسات العالية. لايردون ذكر اسمائهم مبتغين حياة التواضع والخفاء الذي تحبه تريز التي تخلت عن كل امجاد هذه الدنيا بارادتها وتمنت لو ينساها الجميع ويذكرها يسوع وحده.

ابرز الوثائق من مخطوطات وايقونات قديمة وكتب مراجع واوسمة وذخائر

– معظم الوثائق في الجمعية يوازي عمرها عمر الجمعية الناشئة 66 سنة فيها القوانين،
كتابات المؤسس، ارشاداته، نصائحه ورسائله للراهبات.

وثائق من البطريركية المارونية، تثبيت القوانين رسالة عدد 3091/1947، ومن مجمع
الكنائس الشرقية رقم 216/34 تاريخ 6/5/1937

مخطوطات: القانون الاساسي للجمعية بخط يد المؤسس وآخر بخط يد احدى الراهبات، بعض كتابات ورسائل المؤسس.

– ايقونة مار يوحنا الحبيب سنة 1907 في دير الابتداء هدية لمدرسة مار يوحنا الحبيب في القليعات حيث البيت الاساسي للجمعية.

– اول ترجمة لكتابات القديسة تريزيا (قصة حياتها) 1926 للمطران

كتاب “على ضوء الانجيل” فيه الكثير من مواعظ وارشادات المؤسس 1957

مجلة رسالة السلام اجتماعية روحية، سياسية.

– اوسمة للمؤسس:

. وسام المعارف وعصبة العمل الصالح من الحكومة الفرنسية.

. وسام من رتبة كافالييه من الحكومة الايطالية.

. وسام الارز الوطني من رتبة ضابط 17 كانون الثاني 1955 قلده اياه الرئيس كميل نمر شمعون وهو يقول للمؤسس: “لقد اشتهرت رجل صلاح وعمل واشتهرت رجل
خير وفضل فلهذه الفضائل اقلدكم الوسام…”

– ذخيرة تريز – ذخيرة من الشهداء المسابكيين.

– ثياب المؤسس الكهنوتية والاواني الكنسية التي كان يستعملها.

ابرز الرسائل الواردة من مراجع كنسية او مدنية عليا

. الفاتيكان بركات رسولية ورسائل شكر للجمعية.

. السفارة البابوية.

. البطريركية المارونية.

. رسالة من الوزير شارل مالك 8/7/1946

. رسائل عمل بين الجمعية والدولة.

. ابرز المراحل التي مرت بها الجمعية

– مرحلة الحرب اللبنانية من 1975 حتى نهايتها وقد كان للجمعية حصة كبيرة فيها، منذ اطلاقة اول رصاصة حتى اسكات آخر طلق ناري فضلا عن انها عايشت آلام المواطنين جراحهم، تهجيرهم، تشريدهم، موتهم ودمار بيوتهم.

فقدت الجمعية احدى اخواتها باستشهاد الاخت فيلومين خوري في 9 كانون الاول 1975 برصاصة قناص. كذلك التهجير والدمار لبيوتها الشرارة الاولى كانت في مستشفى مار الياس شارع فرنسا ومغادرة الراهبات قسراً المستشفى بمساعدة الجيش اللبناني في 9 كانون الاول 1975 واحتلاله من قبل مسلحين ولجوئهن إلى البيت الام في القليعات.

المأوى الماروني في فرن الشباك طاله الدمار والخراب والموت مات اكثر من 20
عاجزاً مرة واحدة طوال مدة الحرب وقد رمم اكثر من عشر مرات وتهجر جمهوره
إلى بلدة غزير من تموز 1979 حتى تموز 1980 خلال حرب المئة يوم.

مستشفى القديسة تريزيا سرقت معداته واستشهدت احدى ممرضاته وكان خط تماس بين منطقتين آهلتين بقيت الراهبات فيه يستقبلن ويضمدن الجراح للمصابين.

تهجير دير القليعات ونقل الابتداء منه في 12 شباط وتهجير جمهور الدير في 31 آذار 1990 بسبب الوضع الصعب الذي عاشته المنطقة. كذلك الاديار في منطقة الكوره عاشت الحرب والحصار وقطع طرق مما جعلها تشعر بوحشة الفراق عن اديار بيروت وكسروان.

مرحلة مئوية القديسة تريز اواخر 1996 حتى بداية 1998، زمن ازدهار روحي.

. احداث بارزة

– وفاة المؤسس 9/12/1958 ما زال هذا الحدث صورة لا تموت في ذهن كل اخت من الراهبات اللواتي عرفن المؤسس.

– استشهاد الاخت فيلومين خوري 9 كانون الاول 1975 مواليد كفرشخنا (قضاء زغرتا) 16 ايلول 1932. دخلت دير الابتداء في القليعات في 27 آذار 1947 ولها من العمر فقط خمسة عشرة عاماً. خلال مراحل حياتها قدمت الخدمات للجميع فكانت راهبة الصمت والخدمة والبسمة والعطاء الخفي على مثال مؤسس الجمعية. كانت الاخت فيلومين لا تهاب الحرب، بقيت تواصل عملها بعفوية واتكال تام على قدرة الله وعنايته الابوية، همها الوحيد الخدمة وانهاء الاعمال الموكلة اليها ولو بثمن حياتها. وعشية استشهادها بكرت إلى عملها في صباح 9 كانون الاول 1975 حيث كان عملها في غسل ثياب المرضى في مستشفى مار الياس زقاق البلاط، فكان ان سبقها القناص وعاجلها برصاصة غادرة في صدرها وقد فارقت الحياة على اثرها. ولما كانت الطرق غير سالكة تدبر الرب الامر على يد الاب عمانوئيل خوري الراهب اللبناني رحمه الله الذي اهتم بنقل جثمانها على ظهر ملالة للجيش اللبناني إلى دير القليعات حيث دفنت في مدافن رعية كنيسة مار سمعان العامودي بتاريخ 10 كانون الاول 1975. وفي 8كانون الاول 1980 نقلت الجمعية رفاة الاخت فيلومين إلى مدافنها في المأوى الماروني فرن الشباك.

وهكذا رحلت الاخت فيلومين شهيدة الواجب والخدمة، شهيدة الغيرة والشجاعة المسيحية التي لا تهاب الحرب ولا تتقاعص عند الصعاب.

تهجير الراهبات من مستشفى مار الياس في 9 كانون الاول 1975

تهجير دير الابتداء في 12 شباط 1990 من القليعات إلى الشمال اميون ثم إلى دير جورة
الترمس وتهجير جمهور الدير في 31 آذار 1990

هدم مستشفى مار الياس وبيت الراهبات فيه من قبل سوليدير في 23/10/95 لم تقدم الشركة اي تعويض يذكر الى الجمعية مع كل المراجعات التي قامت بها مع المسؤولين في الدولة اللبنانية. كما هدمت لاحقا 13/1/1996 بيت المؤسس والكنيسة التابعة للمستشفى والتي تحمل اسم القديسة تريز مع ان قراراً كان قد أصدره المسؤولون يقضي بعدم المس بدور العبادة في وسط بيروت.

اعلان القديسة تريز الطفل يسوع، شفيعة الجمعية، معلمة الكنيسة في 19 /10/ 1997

شاركت الجمعية بشخص رئيستها العامة ووفد من الاخوات ورهبان الكرمل وبعض الاكليركيين والعلمانيين في احتفالات الحدث في الفاتيكان وقدمنا لقداسة البابا هدية منحوتة من خشب الارز تمثل وجه المعلمة الجديدة للفنان رودي رحمه.

احياء مئوية القديسة تريزيا 1997 هذا الحدث طبع الجمعية ببصمات تاريخية روحية لا تنسى واغدق عليها نعما وفيرة منها التجدد الروحي الداخلي، التعاون مع الرهبانيات الكرملية الاحتفالات الكبيرة ابرزها:

قداس الافتتاح برئاسة غبطة السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، تجمع يسوع فرحي، تنظيم ثلاث رحلات حج إلى ليزيو ولورد، قداس الختام ايضاً برئاسة غبطة البطريرك صفير. اضافة الى محاضرات، ندوات، لقاءات مع شبيبة المدارس وحفلات غنائية تريزية.

هذه الاحتفالات طالت كل المناطق اللبنانية وشارك فيه الالاف من المؤمنين.

– اعادة افتتاح البناء الجديد في مستشفى القديسة تريزيا الحدت برئاسة غبطة السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في 27 تشرين الثاني 1999 وكان الاحتفال مميزا، شارك فيه عدد من الشخصيات الرسمية والدينية من مختلف الطوائف

15. اصدارات: منشورات – مجلات – كتب

كتابات المؤسس.

مجلات عن الجمعية ومؤسساتها وبعض المقالات والمطويات الصغيرة.

تعديل قوانين الجمعية.

كتب: . روحانية القديسة تريزيا

الخوراسقف انطون عقل الكاهن والرسول

الخوراسقف انطون عقل المرشد والواعظ

. قوانين ورسوم جمعية راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع المارونيات حياة وتطوروابداع وقيم (خبرات تربوية في مدارس الجمعية).

• اتفاقيات تعاون: – مع وزارة الشؤون الاجتماعية لخدمة العاجز واليتيم.

– مع وزارة الصحة لخدمة العاجز والمريض.

– مع وزارة التربية في المدارس الخاصة المجانية.

ابرز مؤتمرات ولقاءات كبرى واحتفالات

مؤتمر الاتحاد العالمي للرهبانيات النسائية: تشارك الجمعية في المؤتمرات العالمية للرهبانيات النسائية منذ نشأة هذه المؤتمرات في روما كل سنتين آخرها مؤتمر آيار 2001 الذي كان موضوعه “ثقافات متعددة، قلب واحد، راهبات مرسلات لتكون حضورا حيا لرحمة الله وحنانه في عالمنا المجروح”. هذه اللقاءات تضفي على الجمعية مزيدا من وهج الانفتاح والشراكة في جمالات الحياة الرهبانية وصعوباتها من اجل خدمة الملكوت.

مؤتمر الرهبانيات التريزية: تشارك الجمعية في المؤتمرات العالمية للرهبانيات التريزية في ليزيو منذ آيار 1993 آخرها مؤتمر أيار 2001 الذي كان موضوعه “الطريق الصغير عند القديسة تريزيا الطفل يسوع”.اعلان تريز الطفل يسوع معلمة الكنيسة في روما تشرين الاول 1997.احياء مئوية القديسة تريزيا 1997 في كل المناطق.

تجمع يسوع فرحي: هو ثمرة مئوية القديسة تريز الثابتة. يزداد عدد المنتسبين إلى هذا التجمع سنة بعد سنة (800 شاب وشابة صيف 2001). يركز على الصلاة والتوبة، والاختبار الروحي الشخصي انطلاقا من روحانية تريز. تنظم ادارة هذا التجمع يوم صلاة خلال السنة ويشارك فيه اكثر من الف مؤمن من الشباب.

احياء سنوات اليوبيل الكبير ومشاركة الكنيسة في كل احتفالاتها اليوبيلية الكبيرة.

مشاركة في الجمعية الاسقفية الخاصة من اجل لبنان كانون الاول 1992 في الفاتيكان.

مؤتمرات الرعوية الصحية شباط 1999 بمناسبة اليوم العالمي للمريض.

مؤتمر التعليم المسيحي الثاني للشرق الاوسط آب 2000

مؤتمر البطاركة والاساقفة الكاثوليك في الشرق الاوسط آيار 1998

مؤتمر الحياة المكرسة كفرحباب نيسان 1995

18. العلاقات مع الرهبانيات الاخرى والكنسية المحلية والعالمية

تتميز جمعية راهبات القديسة تريزيا علاقة انفتاح وتعاون مع الرهبانياتالمتواجدة على كافة الاراضي اللبنانية ولاسيما منها الرهبانية اللبنانية المارونية بعلاقة تنشئة وارشاد وتوجيه، علاقة صداقة وتعاون. فمنذ نشأة الجمعية كلّف بعض الرهبان اللبنانيين الافاضل بارشاد الراهبات منهم من دخل الحياة الخالدة امثال الآباء الاخوة الثلاثة: اثناسيوس، روفايل واغناطيوس مطر، الاباتي بطرس القزي، الآباتي عمانوئيل خوري، الاب لويس خليفة, ومنهم ما زالوا يواصلون العطاء والجهاد امثال: الآباتي يوحنا تابت، غسطين مهنا وغيرهم

علاقة مع الرهبان اليسوعيين: مرافقة روحية، رياضات روحية سنوية ودورات تنشئة.

علاقة تعاون واختبار رهباني وكنسي مميّز مع رهبان الكرمل والراهبات الكرمليات المرسلات في لبنان بعض الاكليركيين والشبان الملتزمين من بينهم الاب توفيق بو هدير، جوني الراعي، روفايل زغيب وشارل شلالا. اساس هذه العلاقة نعمة المئوية الاولى للقديسة تريز الطفل يسوع. التقينا بفضل الارادات الطيبة والنفوس الغيارى على جمع الجهود، والمؤمنة ان في الاتحاد قوة فكانت المئوية: قمنا باكثر من ثماني احتفالات كبيرة خلال سنة 1997 معاً، نظمنا رحلات حج إلى ليزيو وروما. والاهم ان هذه العلاقة لم تنته بنهاية 1997 بل امتدت إلى اليوم وتتعمق سنة بعد سنة.

تستفيد الجمعية ايضاً من خدمة بعض كهنة الكرمل في الاعتراف والارشاد وعلى رأسهم حضرة الاب بنوا ريشا الذي هو اليوم مرشد عام للجمعية.

أن ما يميز الجمعية تتعاونها مع كل رهبنة بسهولة دون تردد، منفتحة على الجميع

الكنيسة المحلية: الجمعية ابنة كنيستها وتخضع لتوجيهاتها وتعاليمها. نعتز كوننا جمعية بطريركية وغبطة البطريرك الماروني هو المرجع الاساس، منه نأخذ التوجيهات والبركة واليه نعود في كل الامور المهمة في الجمعية فهو الاب الموجه والحارس الساهر.

تحترم حضور الرئيس الكنسي المحلي وتتقيد بكل ما تفرضه القوانين الكنسية في هذا المجال.

كما تخضع لما يقره المجمع الشرقي من قوانين رهبانية.

19. العلاقات مع اللجان الاسقفية

الجمعية عضو في غالبية اللجان الاسقفية: الخدمات الاجتماعية، الرعوية الصحية، الشؤون الرهبانية، الليتورجيا، التراث، اللجنة الكاثوليكية للتعليم المسيحي، التعاون الرسالي… وهذا منبثق من روحانية شفيعتنا التي قالت: “انا ابنة الكنيسة وفي قلب الكنيسة امي ساكون الحب”، وايضاً من نعمة الانفتاح التي تتميز بها راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع المارونيات.

20. العلاقات مع الطوائف الاخرى

تنحصر علاقة جمعية راهبات القديسة تريزيا المارونيات مع الطوائف الاخرى في نطاق الرسالة التربوية والاستشفائية وخدمة الجميع الجميع دون تمييز او تفرقة بين دين ودين وصاحب الحاجة هو قريبنا.

21. العلاقات المسكونية

علاقة خدمة وتعاون منفتح واخوّة مع ابناء الكنيسة الارثوذكسية في بلدة اميون ومنطقة الكورة. يتعاون افراد الجمعية مع فاعليات المنطقة بالمشاركة في الاحتفالات الدينية الكبيرة وفي الواجبات الاجتماعية وغيرها من نشاطات ولقاءات واحتفالات في مدرستنا او في المنطقة.

22. العلاقة مع الاعلام

بعض البرامج لاذاعة صوت المحبة ولتلفزيون تيلي لوميار. مقابلات على شاشات تيلي لوميار والـ MTV وTL ، اكثر من فيديو كليب الى تيلي لوميار قدمته شبيبة تريز في مدارس الجمعية. وابرز الفرق التي تؤدي نشاط روحي مميز هى فرقة يسوع فرحي

28. العلاقة مع العمل الرعوي والحركات الرسولية والاخويات

لجمعية راهبات القديسة تريزيا كاريسما خاصة شغوفة بكل ما هو عمل رعوي، فهي تفرز راهبات لتنشيط الحركات الرسولية، الفرسان، الطلائع والاخويات (حدشيت، القليعات، داربعشتار، الجش، حيفا…) والمشاركة في المخيمات الصيفية او تنظيمها.

29. العلاقة في الجماعة

تسعى الراهبات داخل الجمعية لتكون عائلة واحدة تستمد وحدتها من وحدة الثالوث. كل منا تدعى اختاً والرئيسة العامة اماً. لتكون لهن حياة مشتركة امتداد للجماعة المسيحية الاولى فيتشاركن في التعب والراحة وفي المحن والفرح.

وتبادل النصح الاخوي، وتقاسم المسؤولية والخدمة. والعيش ببساطة وانفتاح على بعضنا البعض. تكون حياتنا اليومية وعلاقاتنا ببعضنا البعض علامة لحضور الله بيننا ، حياة الراهبات لها نظامها في اوقات الصلاة والعمل، وجلسات التعميق والتطور، والاجتماعات الدورية واوقات الطعام والترفيه.

تعبر احدى الاخوات الراهبات بالقول ” أن الجماعة هي السور الواقي والامين الذي يصد عنا كل هجمات تؤذي جوهر الحياة الرهبانية “.

خاتمة خاصة بالرهبانية او الجمعية تعطي نفحاً روحياً

قيل في راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع على لسان احد الكهنة اللبنانيين “انها فاكهة خاصة في كنيسة لبنان والشرق”. لا بل هي ايضاً وردة تريزية والوردة بلغة تريز تعني التضحية او الاماتة او الصعوبة التي تتحملها حباً بيسوع وترشقه بها لتخفف من آلامه بخلاص النفوس.

الفاكهة لذيذة اذا ما اكلتها وتذوقتها وتغذيت منها لكن اذا بقيت على الشجرة جميلة تغري النظر ثم تهترىء وتموت. جمال جمعيتنا انها تعطي ذاتها كل يوم، تعطي ذاتها لتؤكل وتغذي بالتضحيات والخدمة والتفاني في سبيل المحتاج. جهود الاخوات بحب هي الورود التريزية التي تقدم ليسوع من اجل خدمة البشر وتخفيف ألامهم.

صلاة الاخوات هي الصحة الروحية التي تكتسبها كل منهن لتشفي بها الخطايا والالم والشر. راهبة القديسة تريزيا في قلبها رجاء تحب الله ببساطة، تؤمن انه يقبلها كما هي، يحبها كما هي تسير بثقة في طريقها نحو الله وترى فيه الأب الرحيم.

حضور الاخوات بقرب بعضهن البعض علامة لعيش الملكوت السماوي الذي يبدأ من هنا من مجاورة يسوع في القربان إلى مجاورة يسوع الاله في السماء حيث نور وجهه يبهجنا ويشدنا.

نحاول ان نعي هذا الزواج الروحي الذي يقوم على العطاء الكامل والكلي بيننا وبين الله.

تريز اعطت ذاتها بالحب للحب فعاشت الفرح والرجاء في قلب المحنة والمرض والشك والتجارب وصعوبات الحياة المشتركة.

ان فضل المؤسس على الجمعية بمنحه تريز الصغيرة شفيعة لها كنز لا يثمّن. لا شك انه رأى فيها المثل الحيّ للمرأة الراهبة التي تريد ان تكرس ذاتها للحب الالهي بالخدمة والصلاة والغيرة الرسولية على خلاص النفوس.

انها جذرية الانجيل عاشتها تريز حتى الثمالة وراهبة القديسة تريز تحاول اليوم ان تعيش هذه الجذرية في عالم اصبحت فيه حضارة المحبة الانجيلية تخلفاً وجنوناً، واصبح العطاء الكلي وبذل الذات وخدمة الآخر الضعيف والمنسي جبانة، واصبح التواضع سذاجة وضعفاً والصلاة هزياناً والغيرة على التطور والنمو وتحسين اوضاع البشرية والمطالبة بالعدالة والحق تطرفاً وتعصباً.

هذه هي طريق تريز: يسوع هنا يحبنا مع كل عوراتنا. يسوع يعمل فينا، يحتاجنا، يثق بنا. يهتم برغباتنا. يحملنا على ذراعيه، فهو المصعد الذي يرفعنا نحو العلى. علينا مبادلته الحب والثقة. تجتهد الجمعية ان تعطي كل اخت ما يلزمها من ثقافة وعلم وتدريب دونما تمييز بين راهبة واخرى, تهتم بالمريضة والمسنة وتشجع المواهب. لا ننكر ان صعوبات الحياة المشتركة كثيرة ومعقدة وتريز تسميها الجلجلة، لكن حضور الرب يحل عقدها ويساعدنا على تخطيها… او تبنيها.