صلاة بعيدة المدى

تأمل في قراءات الثلاثاء  30 يوليو 2014 الموافق السادس من مسرى1730

الأب/ بولس جرس

 نص الإنجيل

من جديد إنجيل العذارى الحكيمات..نتناول نص الرسالة من رومية

 “فأطلُبُ إلَيكُمْ أيُّها الإخوَةُ، برَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، وبمَحَبَّةِ الرّوحِ، أنْ تُجاهِدوا مَعي في الصَّلَواتِ مِنْ أجلي إلَى اللهِ، 31لكَيْ أُنقَذَ مِنَ الذينَ هُم غَيرُ مؤمِنينَ في اليَهوديَّةِ، ولكي تكونَ خِدمَتي لأجلِ أورُشَليمَ مَقبولَةً عِندَ القِدِّيسينَ، 32حتَّى أجيءَ إلَيكُمْ بفَرَحٍ بإرادَةِ اللهِ، وأستَريحَ معكُمْ. 33إلَهُ السَّلامِ معكُمْ أجمَعينَ. آمينَ.وصي إلَيكُمْ بأُختِنا فيبي، التي هي خادِمَةُ الكَنيسَةِ التي في كنْخَريا، 2كيْ تقبَلوها في الرَّبِّ كما يَحِقُّ للقِدِّيسينَ، وتقوموا لها في أيِّ شَيءٍ احتاجَتهُ مِنكُمْ، لأنَّها صارَتْ مُساعِدَةً لكَثيرينَ ولي أنا أيضًا.سلِّموا علَى بريسكِلاَّ وأكيلا العامِلَينِ مَعي في المَسيحِ يَسوعَ، 4اللذَينِ وضَعا عُنُقَيهِما مِنْ أجلِ حَياتي، اللذَينِ لستُ أنا وحدي أشكُرُهُما بل أيضًا جميعُ كنائسِ الأُمَمِ، 5وعلَى الكَنيسَةِ التي في بَيتِهِما. سلِّموا علَى أبَينِتوسَ حَبيبي، الذي هو باكورَةُ أخائيَةَ للمَسيحِ. 6سلِّموا علَى مَريَمَ التي تعِبَتْ لأجلِنا كثيرًا. (رومية 15: 30- 16: 6)

نص التأمل

وبمحبة الروح

حيث تحدثنا  بالأمس عن الروح وثماره في حياتنا المسيحية

فإننا نستكمل اليوم مع رسالة بولس إلى رومية في مناشداته الختامية

يسال بولس المؤمنين الجهاد ونحن نعرف الجهاد جيدا لكنه ليس اليوم جهاد القتال

بل جهاد الصلاة، صلاة وليست صواريخ بعيدة المدى

فذلك هو الجهاد الحقيقي الذي طلبه بولس من مؤمني رومية

أنْ تُجاهِدوا مَعي في الصَّلَواتِ مِنْ أجلي إلَى اللهِ

وهو عالم أنهم بهذ الجهاد الروحي البعيد المدي قادرون على معونته

بل على إنقاذه من مخالب غير المؤمنين بالمسيح:”لكَيْ أُنقَذَ مِنَ الذينَ هُم غَيرُ مؤمِنينَ في اليَهوديَّةِ”

وقد انقلبت الصورة تماما فبولس يكتب لأهل رومية ” الأمم الوثنين الأغراب” سابقا

كي يجاهدوا في الصصلاة لإنقاذه من أيدي ” غير المؤمنين ” في اليهودية” المؤمنين وحدهم ” سابقاً

وهو في هذا يستحلفهم بأعز وأغلى ما لديهم: برَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، وبمَحَبَّةِ الرّوحِ

فهذا – المسيح- صار محور حيانهم ومنبع خلاصهم

وذاك –الروح- اصبح محور وحدتهم ونبع رجائهم

وهم بهذا وذاك قادرون على تغيير أنفسهم والعالم

بل والتحكم عن بعد فيما يجري من احداث

حتى لو كانت في أورشليم….

هكذا تكون الصلاة، مصحوبة بقوة إيمان بولس بقوة تأثيرها

واستحلاف بولس للمؤمنين بإيمانهم بالمسيح

وبمحبتهم للروح القادر قادرة أن تحول وتغيير وتصنع المعجزات…

اما زلنا نشك في وحدانية الروح التي تربطنا بحب المسيح

أما زلنا نشك في عمل الصلاة بقوة الروح

أمازلنا نجهل أن “الصلاة بعيدة المدى” قادرة ان تنقذ

هلم بنا اليوم نتوجه بالروح بصلاة بعيدة المدى

نحو بلادنا الجريحة ونحو أرض المقدس وأورشليم

من اجل السلام في أرض السلام بلاد المسيح والرسل

وبولس الذي يستحلفنا اليوم

بمحبتنا للروح القدس

ان نقدم صلاة بعبدة المدى