عبودية الخطيئة: تأمل في قراءات الثلاثاء 13 مايو 2014 الموافق 18 بشنس 1730

عبودية الخطيئة: تأمل في قراءات الثلاثاء 13 مايو 2014 الموافق 18 بشنس 1730

عبودية الخطيئة

“الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ”

تأمل في قراءات الثلاثاء 13 مايو 2014 الموافق 18 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“أنتُمْ حَسَبَ الجَسَدِ تدينونَ، أمّا أنا فلستُ أدينُ أحَدًا. وإنْ كُنتُ أنا أدينُ فدَينونَتي حَقٌّ، لأنِّي لستُ وحدي، بل أنا والآبُ الذي أرسَلَني. وأيضًا في ناموسِكُمْ مَكتوبٌ أنَّ شَهادَةَ رَجُلَينِ حَقٌّ: أنا هو الشّاهِدُ لنَفسي، ويَشهَدُ لي الآبُ الذي أرسَلَني”.فقالوا لهُ:”أين هو أبوكَ؟”. أجابَ يَسوعُ: “لستُمْ تعرِفونَني أنا ولا أبي. لو عَرَفتُموني لَعَرَفتُمْ أبي أيضًا”.هذا الكلامُ قالهُ يَسوعُ في الخِزانَةِ وهو يُعَلِّمُ في الهيكلِ. ولم يُمسِكهُ أحَدٌ، لأنَّ ساعَتَهُ لم تكُنْ قد جاءَتْ بَعدُ.قالَ لهُمْ يَسوعُ أيضًا:”أنا أمضي وستَطلُبونَني، وتموتونَ في خَطيَّتِكُمْ. حَيثُ أمضي أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا”. فقالَ اليَهودُ:”ألَعَلَّهُ يَقتُلُ نَفسَهُ حتَّى يقولُ: حَيثُ أمضي أنا لا تقدِرونَ أنتُمْ أنْ تأتوا؟”. فقالَ لهُمْ:”أنتُمْ مِنْ أسفَلُ، أمّا أنا فمِنْ فوقُ. أنتُمْ مِنْ هذا العالَمِ، أمّا أنا فلستُ مِنْ هذا العالَمِ. فقُلتُ لكُمْ: إنَّكُمْ تموتونَ في خطاياكُمْ، لأنَّكُمْ إنْ لم تؤمِنوا أنِّي أنا هو تموتونَ في خطاياكُمْ”. فقالوا لهُ:”مَنْ أنتَ؟”. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”أنا مِنَ البَدءِ ما أُكلِّمُكُمْ أيضًا بهِ. إنَّ لي أشياءَ كثيرَةً أتكلَّمُ وأحكُمُ بها مِنْ نَحوِكُمْ، لكن الذي أرسَلَني هو حَقٌّ. وأنا ما سمِعتُهُ مِنهُ، فهذا أقولُهُ للعالَمِ”. ولم يَفهَموا أنَّهُ كانَ يقولُ لهُمْ عن الآبِ. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”مَتَى رَفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينَئذٍ تفهَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعَلُ شَيئًا مِنْ نَفسي، بل أتكلَّمُ بهذا كما عَلَّمَني أبي. والذي أرسَلَني هو مَعي، ولم يترُكني الآبُ وحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أفعَلُ ما يُرضيهِ”.وبَينَما هو يتكلَّمُ بهذا آمَنَ بهِ كثيرونَ. فقالَ يَسوعُ لليَهودِ الذينَ آمَنوا بهِ:”إنَّكُمْ إنْ ثَبَتُّمْ في كلامي فبالحَقيقَةِ تكونونَ تلاميذي، وتعرِفونَ الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. أجابوهُ:”إنَّنا ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ، ولم نُستَعبَدْ لأحَدٍ قَطُّ! كيفَ تقولُ أنتَ: إنَّكُمْ تصيرونَ أحرارًا؟”. أجابَهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ. والعَبدُ لا يَبقَى في البَيتِ إلَى الأبدِ، أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ. فإنْ حَرَّرَكُمْ الِابنُ فبالحَقيقَةِ تكونونَ أحرارًا. أنا عالِمٌ أنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ. لكنكُمْ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني لأنَّ كلامي لا مَوْضِعَ لهُ فيكُم. أنا أتكلَّمُ بما رأيتُ عِندَ أبي، وأنتُمْ تعمَلونَ ما رأيتُمْ عِندَ أبيكُمْ”. أجابوا وقالوا لهُ:”أبونا هو إبراهيمُ”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ إبراهيمَ! 40ولكنكُمُ الآنَ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني، وأنا إنسانٌ قد كلَّمَكُمْ بالحَقِّ الذي سمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذا لم يَعمَلهُ إبراهيمُ. أنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ أبيكُمْ”. فقالوا لهُ:”إنَّنا لم نولَدْ مِنْ زِنًا. لنا أبٌ واحِدٌ وهو اللهُ”.فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كانَ اللهُ أباكُمْ لكُنتُمْ تُحِبّونَني، لأنِّي خرجتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وأتَيتُ. لأنِّي لم آتِ مِنْ نَفسي، بل ذاكَ أرسَلَني. لماذا لا تفهَمونَ كلامي؟ لأنَّكُمْ لا تقدِرونَ أنْ تسمَعوا قَوْلي. أنتُمْ مِنْ أبٍ هو إبليسُ، وشَهَواتِ أبيكُمْ تُريدونَ أنْ تعمَلوا. ذاكَ كانَ قَتّالاً للنّاسِ مِنَ البَدءِ، ولم يَثبُتْ في الحَقِّ لأنَّهُ ليس فيهِ حَقٌّ. مَتَى تكلَّمَ بالكَذِبِ فإنَّما يتكلَّمُ مِمّا لهُ، لأنَّهُ كذّابٌ وأبو الكَذّابِ. وأمّا أنا فلأنِّي أقولُ الحَقَّ لستُمْ تؤمِنونَ بي. مَنْ مِنكُمْ يُبَكِّتُني علَى خَطيَّةٍ؟ فإنْ كُنتُ أقولُ الحَقَّ، فلماذا لستُمْ تؤمِنونَ بي؟ الذي مِنَ اللهِ يَسمَعُ كلامَ اللهِ. لذلكَ أنتُمْ لستُمْ تسمَعونَ، لأنَّكُمْ لستُمْ مِنَ اللهِ”.فأجاب اليَهودُ وقالوا لهُ:”ألسنا نَقولُ حَسَنًا: إنَّكَ سامِريٌّ وبكَ شَيطانٌ؟”. أجابَ يَسوعُ:”أنا ليس بي شَيطانٌ، لكني أُكرِمُ أبي وأنتُمْ تُهينونَني. أنا لستُ أطلُبُ مَجدي. يوجَدُ مَنْ يَطلُبُ ويَدينُ. الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ أحَدٌ يَحفَظُ كلامي فلن يَرَى الموتَ إلَى الأبدِ”. فقالَ لهُ اليَهودُ:الآنَ عَلِمنا أنَّ بكَ شَيطانًا. قد ماتَ إبراهيمُ والأنبياءُ، وأنتَ تقولُ:إنْ كانَ أحَدٌ يَحفَظُ كلامي فلن يَذوقَ الموتَ إلَى الأبدِ. ألَعَلَّكَ أعظَمُ مِنْ أبينا إبراهيمَ الذي ماتَ؟ والأنبياءُ ماتوا. مَنْ تجعَلُ نَفسَكَ؟”. أجابَ يَسوعُ:”إنْ كُنتُ أُمَجِّدُ نَفسي فليس مَجدي شَيئًا. أبي هو الذي يُمَجِّدُني، الذي تقولونَ أنتُمْ إنَّهُ إلَهُكُمْ، ولستُمْ تعرِفونَهُ. وأمّا أنا فأعرِفُهُ. وإنْ قُلتُ إنِّي لستُ أعرِفُهُ أكونُ مِثلكُمْ كاذِبًا، لكني أعرِفُهُ وأحفَظُ قَوْلهُ. أبوكُمْ إبراهيمُ تهَلَّلَ بأنْ يَرَى يومي فرأَى وفَرِحَ”. فقالَ لهُ اليَهودُ:”ليس لكَ خَمسونَ سنَةً بَعدُ، أفَرأيتَ إبراهيمَ؟”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: قَبلَ أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائنٌ”. فرَفَعوا حِجارَةً ليَرجُموهُ. أمّا يَسوعُ فاختَفَى وخرجَ مِنَ الهيكلِ مُجتازًا في وسطِهِمْ ومَضَى هكذا.( يوحنا 8: 15- 59)

نص التأمل

عبودية الخطيئة

تلك هي العبودية التي حررنا منها يسوع

وتلك هي العبودية التي منها ينبغي ان نتحرر

ما صار الإنسان الى الموت إلا بسبب تلك العبودية

وما انفصل عن خالقه ونوره إلا بسببها

ما أختباء خجلا وتوارى من العري إلا بعد ان تذوق مرارتها

وما رزح تحت نير وثقل ومذلة اصعب من مذلتها

حق ما اصعب ان يصير الإنسان عبدا

ولكن ما ابشع ان يصير عبدا للخطيئة

ما اباس إنسان استعبدته الخطيئة فلم يعد قادر على الفكاك منها

ما أباس شاب استعبد للمخدرات او رجل استعبدته شهواته الجنسية

ما اضيق حال من استعبده المال أو من  استبد به سلطان الشهرة والسلطان

ما اصعب حال الخاطيء وهو يرزح في حمأة الخطيئة

وما أروع تعبير يسوع في مثل ” ألآب الرحيم” وهو يصور الإبن الذي استعبدته الخطيئة

وقد صار راعياً للخنازير النجسة  المنجسة الملعونة

 ولم يكتف بالذل والنجاسة بل “صار يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت تاكله”

وما اروع التحرر من الخطيئة إنها نهوض وقيامة ” اقوم وامضي إلى أبي”

تلك هي الحرية وهذا هو التحرر

فلا خلاص من سلطان الخطيئة وسيطرتها إلا بالتوبة والرجوع

إلا بالقيامة والخلاص بيسوع

لقد وهبنا الرب يقيامته هذه القوة

ان نقوم ونغتسل في بحر غفرانه الذي حققه بالصليب

فتتحقق في حياتنا القيامة ونصير بالحقيقة أحرار

فلا تدعن موت الخطيئة يسيطر عليك بعد ان حررك يسوع

ولا تعد تحن مشتاقا إلى ايام أرض عبوديتك بل أنظر دوما إلى الأمام

وثبتّ عينيك على أرض الميعاد الأرض التي تفيض لبنا وعسلا

حيث ينتظرك مخلصك وفادي نفسك

يسوع القائم من الموت ممجدا

وحده يحررك من عبودية خطيئتك