غفران الخطايا… مسالة شائكة

غفران الخطايا… مسالة شائكة

انجيل المخلّع: تأمل الأحد الأول من بابة

الأب/ بولس جرس

” ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام ، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب . فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع ، كشفوا السقف حيث كان . وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم ، قال للمفلوج : يا بني ، مغفورة لك خطاياك وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف ؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم ، فقال لهم : لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر ، أن يقال للمفلوج : مغفورة لك خطاياك ، أم أن يقال : قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا . قال للمفلوج لك أقول : قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل ، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين : ما رأينا مثل هذا قط ” ( مرقس 2: 1-12 )

يُعتبر ما نطلق عليه شعبيا “انجيل المخلّع” علامة فارقة بين عهدين:

-العهد القديم: حيث لا مغفرة بدون ذبيحة

– والعهد الجديد: حيث المغفرة والخلاص المجاني بشرط التوبة وتغيير الحياة

وقد لاقي الموضوع ومازال إلى اليوم يلقى صعوبة في الفهم والتقبل والممارسة فهناك من يرفضه على الإطلاق، وهناك من يفرض شروطا مستحيلة الإنطباق وهناك من يسهله لدرجة الإنزلاق… وحيث اتكلم اليوم عن موقفنا ككنيسة كاثوليكية وارثوذكسية فإننا متفقوق اتفاقا كاملا على سر التوبة الذي يتضمن شروطا خمس لا يكتمل الغفران بدونها:

1-  فحص الضمير ( العودة إلى الذات ومحاسبتها).

2-  التوبة الصادقة والقصد الثابت بعدم العودة للخطيئة ( أقوم وامضي إلى أبي…)

3-  الاعتراف او الإقرار بالذنوب ( أمام الوكيل المفوض بذلك ( مَن غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم…)

4-  نوال الحِل من صاحب سلطان الحَلّ والربط ” الكاهن”.

5-  تنفيذ الكفارة التي يطلبها المعرّف

فإذا نقص عنصر من هذه العناصر الخمس صار الكل كلا شيئ وقبض الريح….اما إذا تم كل شيئ على ما هو مرسوم فغفران الخطايا مؤكد ومضمون بضمانة دم الرب يسوع الذي حين ناقشه الفريسيون في داخلهم لأنهم لم يجرؤوا على الكلام أمام سلطان لاهوته، في كلمة “مغفورة لك خطاياك” التي قالها للمخلع،  أرااد ان يثبت قولاً وفعلاً أن:

1-  بالطبع يرجع غفران الخطايا أصلا إلى الله فهو الدائن والديان الوحيد

2-  أن يسوع بقوة لاهوته يمتلك هذا السلطان وقد ايدّ ذلك بأقوى المعجزات كمعجزة اليوم وزكا والخاطئة في بيت سمعان والأعمى منذ مولده ومثل الإبن الضال…..

3-  أن الرب يسوع هو نفسه خوّل وفوض ووهب ومنح هذا السطان قبل صعوده إلى السماوات لتلاميذه “إذهبوا…من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن امسكتموها عليهم اُمسكت”.

4-  للكنيسة اليوم كاثوليكية وأرثوذكسية هذه القوه المطهرة الشافية المنقيّة لأبنائها بل للبشرية جمعاء ” مَن آمن واعتمد ( معترفاً بخطاياه) ىخلص ومن لم يؤمن يُدان”.

أحب ان ألتفت اخيرا إلى أصدقاء ذاك المخلع الذين تجشموا كل العناء ليصلوا به إلى حيث يسوع والذين حين” رأى يسوع إيمانهم” غفر لصديقهم وأبرأه مما لا تستطيع قوة البشر أن تطهره منه..

سؤالين لك اليوم:

–       كم من الزمن مرّ عليك وأنت لم تعترف ولم تنل نعمة ” غفران الخطايا “؟ قم سريعاً….

–       إلى اين يحملك اصدقاؤك إلى يسوع أم إلى موضع آخر؟ والأهم إلى أين تحملهم أنت؟