في احتفال النذور الأولى للأخوة الكرمليين

في احتفال النذور الأولى للأخوة الكرمليين

aaa1

كتب : عصام عياد

وسط فرحة غامرة، و بين الأهل و الأقارب و الأصدقاء، لبى نداء الرب و دعوته حسب ما سطره البشير يوحنا في فصله ال 15 و العدد 16 ” ليس أنتم اخترتموني بل أنا الذي اخترتكم ” ( يو 15 / 16 )، ثلاثة اخوة.. فادي لقلب مريم، و صالح للرحمة الالهية، و زكريا للصليب في خطوة تكريسية مقدمين نذورهم الرهبانية الأولى بين يدي الأب باتريك تسادينتي الكرملي الرئيس الاقليمي للرهبنة الكرملية في مصر، على خطى القديسة تريزا ليسوع الطفل، و القديس يوحنا للصليب، و القديسة تريزا الأفيلية، ضمن رهبانية ” الاخوة الحفاة ” للطوباوية مريم العذراء سيدة الكرمل، ببازيليك القديسة تريزا بشبرا في شهر يوليو الماضي بالتزامن مع عيد العذراء سيدة الكرمل و الذي يوافق عيد ظهور السيدة العذراء في 16 يوليو 1251 و هي ممسكة بيدها ” الرداء “.

ترأس الذبيحة الالهية – ذبيحة الشكر لله تعالى – غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الكرسي السكندري للأقباط الكاثوليك و رئيس مجلس البطاركة و الأساقفة الكاثوليك بمصر و شاركه في الخدمة لفيف من الآباء الكهنة الكرمليين و بعض الآباء الكهنة الرعاة من القاهرة و المنيا و أسيوط، بحضور سيادة المطران ماركريكور أوغسطينوس كوسا مطران الأرمن الكاثوليك بمصر و الأخوة الرهبان و الراهبات، و جمع غفير من رعيتي “بويط “، و ” الفتح “.

من جانبه تحدث الأنبا اسحق في عظة القداس عن دور الرعية في تنشيط الدعوات الرهبانية و الكهنوتية و التي تعد مناخ خصب لنمو الدعوة، و أشار غبطته الى أن جميعنا مدعوين للقداسة سواء كنا علمانيين أو مكرسين، و أضاف أنه يتوجب علينا مشاركة أمنا مريم العذراء خبرة الآلام و هموم الرسالة على خطى السيد المسيح، و اختتم كلمات العظة بتهنئة الأبناء الناذرون و الأخوة الكرمليين بهذه الخطوة التكريسية مع الصلاة و البركة و التمنيات بحياة مثمرة في كرم الرب.

تجدر الاشارة الى أنه تعد المرة الأولى للأخوة الكرمليين أن يتقدم ثلاثة اخوة معا لنذورهم الرهبانية الأولى، على أن يجدد الناذر مشوراته الانجيلية سنويا و لمدة 5 سنوات، ليحتفل بعدها بنذوره الاحتفالية الدائمة.

تأتي مراسم ” رتبة النذور الأولى ” عقب تلاوة الانجيل المقدس و الجميع جلوس حيث ينادي معلم الابتداء على الناذرين كل واحد باسمه بالكامل فيجيبه ” هاءنذا “، و يدور بينهم حوار من خلال طرح بعض الأسئلة حول المشورات الانجيلية و اتباع المسيح عن كثب في طريق الكمال و اعتناق الفقر الاختياري و حمل نير الطاعة و الحفاظ على العفة لأجل الملكوت، مقتدين بأمنا مريم العذراء سيدة الكرمل، ومقدمين حياتهم في التأمل و الغيرة الرسولية لأجل خلاص البشر و خدمة الكنيسة، ثم بعد فترة صمت قصيرة يعقبها صلاة من الأب المحتفل، يتم ” ابراز النذور حسب قانون و رسوم رهبانية الأخوة الحفاة للطوباوية العذراء مريم سيدة الكرمل، ليهب الناذر ذاته لهذه العائلة التي باشرتها القديسة تريزا بلوغا بنعمة الروح القدس، و عون أم الله… كمال المحبة في الصلاة المستمرة و العمل الرسولي في خدمة أمنا الكنيسة المقدسة و لمجد الثالوث الأقدس الى الأبد، ثم يتسلم الأخ الناذر ” الانجيل ” و ” قانون الأسرة الكرملية “، نورا لدربه، و أمانة يسير على نهجه و اتباع المسيح يسوع ربنا.  

الجدير بالذكر أنه تتبلور روحانية الأخوة الكرمليين في جزء منها بالرسالة و خدمة الكنيسة، ثم صرف الوقت في الصلاة من أجل هذه الرسالة التي تمت، للانطلاق لرسالة أخرى بنعمة الرب و مرافقة الروح القدس.

و أسرة الموقع  تهنىء الأخوة الكرمليين و الأبناء الناذرين بهذه المسيرة التكريسية في طريق المشورات لمجد الرب بشفاعة العذراء سيدة الكرمل و القديسة تريزا الطفل يسوع، مع التمنيات القلبية بحياة شاهدة لعمل الرب.  الانجيلية