قراءات وصلوات الشهر المريمى مايو 2019

قراءات وصلوات الشهر المريمى مايو 2019

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس- كاليفورنيا

جمعية جنود مريم – فرقة سلطانة الملائكة

قراءات وصلوات الشهر المريمى مايو 019

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة الأسرية فى المسيح يسوع وفى ضوء دستورنا السماوي وما حملناه من تقاليد تعلمناها وعشناها مع شفيعنا مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب ومع والدينا وفى أسرنا، يرجى المشاركة في الصلوات المرفقة لتقديم الإكرام اللائق لأمنا مريم الكليّة القداسة في هذا الشهر المكرّس لها. فى هذا الشهر سنصلي بدموع وخشوع للقديسة مريم العذراء لكي يسكب الرب علينا مراحـمه  بشفاعة أمنا القديسة مريم أم يسوع. عليـنا ألا نتوقف عنـد ـسرد بعـض الصيغ أو الصلوات، بـل ان نـجـعـل صلاتنا مجالاً للقـاء حقيقـي عميق مع الرب، وحافزاً نـتلقاه من القديـسة مريم أم يسوع على المزيـد من روح الإيمان والتضحية في مسيرتنا اليوميـة عـلـى درب القداسة.

في هذا العام يقع شهر مايو في الخماسين المقدسة ولذا فتأملاتنا في هذا الشهر تتضمن ممارسة صلوات درب القيامة[1] وتلاوة اسرار المجد من المسبحة الوردية مع تأملات عن القديسة مريم العذراء[2]. أشكر الرب من أجـل نعمة وبركة وموهبـة روحـه القدوس التى منحنـا إياهـا مـن أجل الوصول معا الي وطننا السماوي.                          

                                    الشماس نبيل حليم يعقوب

الأربعاء أول مايو – لنتأمل ان يسوع قد قام من الموت[3]

+ قراءة النص الكتابي:” فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ”(متى5:28-6).

+ تأمل: في اول أيام الأسبوع وعند فجر خليقة جديدة، قام يسوع من الموت ولم يوجد احد قد شاهد هذا الحدث بعد كالرسل. ان الرب القائم يدعونا لنكون شهودا لحدث الأيمان هذا والذي هو مركز إيماننا المسيحي. ان نور وقوة موت المسيح وقيامته قد اصبحت طريقة حياتنا الجديدة، فهل تحققنا وعرفنا وأيقنا بموت المسيح وقيامته لتكون تلك الحقيقة منطبعة في عقولنا وقلوبنا!

+ صلاة: هذا هو اليوم الذي صنعته انت أيها الرب الإله، قيامة المسيح من الموت وقيامتنا معه. لقد صنعت لك شعبا جديدا، وكما استمعنا لكلمة الخلاص اجعل قلوبنا تلتهب فينا من خلال حضور أي صديق او غريب واكشف لنا وجه يسوع هذا الذي قاسى الآلام وحده ومن دخل الآن للمجد، المسيح فصحنا وسلامنا الحي والمالك معك ومع الروح القدس الى الأبد. آمين.

++ تأمل تجديد الخليقة بواسطة مريم
ورد في الفصل الثالث من سفر التكوين , ان الله غضب على الانسان , في شخص ابوينا الاولين , بسبب المعصية وارتكاب الخطيئة الاصلية , ففرض على الخليقة الشقاء والمرض والموت, واذ كان ادم وحواء اصل البشرية فقد اورثا هذا العقاب الالهي لكل البشرية .لكن الله , وهو الاب الغفور الرحيم , وعد بمخلص يولد من امرأة تخرج من رحم حواء الاولى , فتسحق بقدميها شيطان المعصية , وتكون حواء الخلاص هذه معاونة لآدم الجديد الذي يعمل على تجديد الكون ورفع اللعنة التي استوجبتها خطيئة الانسان الاولى , ويقود البشرية الى الله . وكانت حواء الجديدة الأم التي اتخذ المخلص طبيعته البشرية منها , فصار انسانا” كاملا”  وحل بيننا , وعاش مع البشر فاحبهم و انار لهم السبيل للعودة الى الله ابيهم , وختم حياته بالموت على الصليب من اجل خلاصهم . وكانت حواء الجديدة , مريم , تتابع خطى ابنها في تجديد الخليقة واصلاح المسيرة يوما بعد يوم , منذ قبلت بشارة الملاك الى يوم وقفت تحت الصليب مشتركة بذبيحة ابنها وفداء البشرية .حواء الاولى تحدت الله رافضة وصاياه , اما الثانية فخضعت لله و حققت مخططه الخلاصي ,الاولى ابتعدت عن الخالق فابعدت عنه البشرية , اما الثانية فقربت السماء من الارض , ورفعت الارض الى السماء .
فالشكر لمن تجددت الخليقة بواسطتها, ولنكرمها لا في هذا الشهر المخصص لها فحسب
ولكن في جميع ايامنا , لتنظر الينا نظرة حنان , وتسبغ علينا نعمها , وتكمل معنا وفينا
رسالتها , رسالة الحب والخير والخلاص . آمين .

اكرام: اقصد على ممارسة الشهر المريمي كله وادع الآخرين للاشتراك معك
نافذة: ياسبب خلاصنا صلّي لأجلنا
يتلى السر الأول من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

خلال الزمن الفصحي، تتلو الكنيسة الكاثوليكية صلاة افرحي يا ملكة السماءعوضًا عن التبشير الملائكي، وهي كناية عن نشيد يُرفع إلى العذراء مريم لتهنئتها بقيامة ابنها يسوع المسيح من بين الأموات.

افرحي يا ملكة السماء، هللويا.

* لأن الذي استحققت أن تحمليه، هللويا.

قد قام كما قال، هللويا.

* تضرعي إلى الله من أجلنا، هللويا.

افرحي وتهللي يا مريم العذراء، هللويا.

* لأن الرب قد قام حقًا، هللويا.

لنصلّياللهم، يا من ارتضى أن يفرح العالم بقيامة ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح، أهّلنا

بشفاعة والدته مريم البتول، أن نفوز بأفراح الحياة الأبدية. نسألك هذا باسم ربنا يسوع المسيح نفسه، آمين.

صلاة للقديس يوسف في عيد العمال

يا الله، يا خالق الكائنات، يا من وضعت للجنس البشريّ سنّة عمل به يحقّق غرض الخليقة، ها نحن نقوم بكل سرور القيام على مثال القديس يوسف العامل بالعمل الذي اعددته لنا ، بحقّ القدّيس يوسف هب لنا ان نحصل يوماً على ما وعدت العبد الصّالح الأمين من الثّواب. بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين

الخميس 2 مايو: لنتأمل الرسل والنسوة ذهبوا للقبر الفارغ

+ قراءة النص الكتابي: “وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ.  فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ” (متى1:28-6) و” فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ”(يوحنا8:20).

+ تأمل: ان القبر الفارغ ليس برهانا على القيامة ولكن الشهادة الصامتة لهذا الحدث العظيم لإيماننا، فرؤية ذلك القبر الفارغ حث الرسل لتبحث جادين عن الرب القائم وسط أعمالهم. لقد رأوا وآمنوا الي حضور رب الحب الدائم والمستمر. ان كل الأماكن الفارغة والتي يشعر فيها الإنسان بالوحشة والوحدة في حياته البشرية هي من المؤكد المكان الذي يرغب ان يظهر ويعمل فيه الرب.

+صلاة: يا الله أبانا خالق الكل ان اليوم هو يوم الفرح الغامرفلقد ظهرت لمن هم قد بدأوا في فقد الرجاء وفتحت عيونهم لما هو مكتوب عنك في الكتب من ان يسوع المسيح يجب ان يموت ثم يقوم. أيها الرب القائم بث في عقولنا وافتح عيوننا حتى يمكننا ان نعرفك عند كسر الخبز ونتبعك في حياة قيامتك المجيدة. هبنا يا الله هذه النعمة بالمسيح يسوع ربنا. آمين. 

++ تأمل مريم والكتاب المقدس
ان الكتاب المقدس , بعهديه القديم والجديد , هو اساس ايماننا , ومنه تستلهم الكنيسة تعليمها وطقوسها وصلواتها . وقد نظن للوهلة الاولى اننا لن نجد اثرا لمريم او تنويها بها في العهد القديم , والحقيقة هي بعكس ذلك . فحبنا واكرامنا لمريم له جذوره المتأصلة في الكتاب المقدس. لان اسفار العهد القديم تصف تأريخ الخلاص كتمهيد لمجئ المسيح الى العالم , وترسم لنا صورة تزداد وضوحا” شيئا” فشيئا” لأم الفادي . وتظهر ملامح هذه الصورة من خلال النبؤة . ففي الوعد الذي قطعه الخالق لابوينا الاولين على اثر سقوطهما ,نرى صورة مريم في المرأة التي تسحق راس الحية . وفي سفر المزامير نسمع داؤود النبي يتغنى بجمال الملكة القائمة في المجد عن يمين الملك الجالس على عرش لا تزعزعه الدهور(مزمور 10,44) . ونرى اشعيا يتهلل للنور المنبثق من العذراء ليضئ الشعب السالك في الظلمة فهي آية قدرة الله . فيقول:

“ها ان العذراء تحبل وتلد ابنا” ويدعى اسمه عمانوئيل”( اشعيا 14,7) وهي التي تبرز بين الودعاء و المساكين المختصين بالرب الذين يرجون منه الخلاص بثقة وامل .
وتمت الازمنة اخيرا” بوصفها الابنة المختارة بعد طول انتظار الوعد , فاخذ ابن الله منها طبيعته البشرية ليعتق الانسان من الخطيئة . فكم علينا ان نتعمق في قراءة الكتاب المقدس , ونتامل في معانيه ورموزه , ونستقي منه علم الروح و الخلاص . فلنطلب من مريم ان تنير افكارنا لنفهم المعاني السامية الموجودة في الكتاب المقدس . آمين .
اكرام: احتفظ بنسخة من الكتاب المقدس في بيتك واقرأه وتأمل بمعانيه
نافذة: يا كرسي الحكمة صلي لاجلنا
يتلى السر الثاني من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة صلاة افرحي يا ملكة السماء

الجمعة 3 مايو: لنتأمل ان الرب القائم يظهر لمريم المجدلية

  • نعبدك أيها المسيح ونسبحك
  • لأنه بخشبة صليبك وبنور قيامتك خلّصت العالم

+ قراءة النص الكتابي: “وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ». فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا”(يوحنا14:20-18).

+ تأمل: في الأنجيل الرابع أعطيت لمريم المجدلية مهمة ان تحمل الأخبار السارة بالقيامة للرسل والتلاميذ. ان مريم المجدلية كانت في صحبة يسوع وتابعيه ولكنها أُعطيت لها تلك الميزة الفريدة لإعلان الرجاء في الحياة الجديدة ولقد دعاها يسوع بإسمها واعطاها عين الإيمان ودعاها ان تعطي شهادة شخصية فريدة لكل اصدقائها من جماعة المؤمنين.

+ صلاة: أيها الرب أبانا، يا من شئت ان الجميع يخلصون وان يعرفوك انك انت وحدك هو الحق، فأرسل يارب فعلة الى حصادك حتى يمكن ان يُبشر بالأنجيل لكل الخليقة وليجمعوا شعبك حول كلمة الحياة وليقووا حياتهم الروحية بأسرارك لكي يتبعوك في طريق الخلاص. نسأل هذا يا الله بالمسيح يسوع ربنا. آمين.

++ تأمل مريم رمز الأمل

في الكتاب الاخير من العهد الجديد , وهو “سفر الرؤيا” الذي كتبه يوحنا الشيخ
خاتما به الوحي الالهي , يصف الكاتب الملهم الصعوبات التي جابهت تلاميذ المسيح
في نشر الرسالة , والمحن التي سيتحملها ابناء الكنيسة عبر الاجيال , ونلاحظ ان معظم
ما جاء في هذا الكتاب ورد بصيغة صور تنبؤية . وتلفت انظارنا صورة رائعة عن قتال
مستميت بين تنين مخيف وامرأة فائقة الجمال و الحسن ملتحفة بالشمس و تحت قدميها
القمر وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا , وهي حبلى تصيح و تتمخض و تتوجع
لتلد . وقد وقف التنين قبالة المرأة ليبتلع الوليد , فولدت ولدا ذكرا” اختطفه الله الى عرشه . ان هذه الصورة تعيد الى الاذهان ما حدث بين الحية وابوينا الاولين كما وردت في العهد القديم
ففي الصورتين نلقى صراعا” مروعا” بين الخير والشر , بين الموت والحياة . يتغلب الشر في الصورة الاولى فيسقط آدم , وينتصر الخير في الصورة الثانية فتحيا البشرية . فالمرأة في الرؤيا ترمز الى شعب الله والى مريم العذراء التي بنعمة خاصة من الروح القدس
حققت مخطط الله الخلاصي بابنها يسوع . وكما ارتفعت المرأة فتخلصت من التنين . هكذا ارتفعت مريم فوق خلائق الله لترفع معها الكنيسة الى السماء منتصرة على الشر .

اكرام: رتل بانتباه طلبة العذراء وتأمل بمعانيها

نافذة: ياسبب سرورنا صلي لاجلنا

السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدةصلاة افرحي يا ملكة السماء

السبت 4 مايو: لنتأمل ان الرب القائم ظهر في الطريق الى عمواس

+ نعبدك أيها المسيح ونسبحك

– لأنه بخشبة صليبك وبنور قيامتك خلّصت العالم

+ قراءة النص الكتابي:” وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ. وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟» فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ. بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِرًا عِنْدَ الْقَبْرِ، وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا النِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ». فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ” (لوقا13:24-27).

تأمل: ان طريق عمواس هي قصة حياة مسيحية قد تجدث لأي منا، فها هو تلاميذ يسيران بعيدا عن أورشليم وعن جماعة المؤمنين والرسل والتي كانت في حالة خوف وقلق وتفكك وفقدوا أي رجاء. ونحن أيضا لدينا لحظات من اليأس والشك والإنفصال عن الكنيسة، ولكن الرب القائم يصاحبنا طوال الطريق حتى ونحن نسير في طريق خاطئ. ان الرب وحده هو الذي يستطيع ان يفتح عيوننا بكلمته حتى يساعدنا ان نفهم الأحداث التي قد تمر في حياتنا وخاصة التي فيها معاناة. فلنقرأ اذن الكتب المقدسة ونحن في تلك الحالات من القلق والهواجس والضيقة فالرب وحده هو القادر على تجديد طاقاتنا وتحويل مسار حياتنا لننظر الى الأشياء الهامة فيها لكي

نعود الى أورشليم مرة أخرى.

صلاة: أيها الرب الإله، كما كنت مع التلاميذ في رحلتهم، فأبق معنا في رحلة حياتنا وافتح قلوبنا للمحادثة الحقيقية معك وأن نعرفك عند كسر الخبز وتناولنا من جسدك ودمك الأقدسين واجعلنا شهوداً للإنسانية الجديدة. جددنا يا الله وصالحنا بك وبسلامك وبحبك وبرحمتك وأرسل روحك القدوس ليقودنا للتوبة والمغفرة والتي تهبها أنت للجميع ونسأل هذا باسم يسوع الذي يحيا ويملك معك الى ابد الآبدين. آمين.

++ تأمل السلام الملائكي

 عندما اؤفد الملاك جبرائيل من قبل الله الى فتاة الناصرة دخل والقى عليها السلام قائلا”: ” السلام عليك يا ممتلئة نعمة الرب معك” ) لوقا 28 : 1 ) . كانت هذه الكلمات تحية السماء للارض و رمز التقارب بينهما , و علامة الحنان من قبل الله نحو البشرية . فلقدحل ملء الزمن ليتجسد الكلمة في احشاء البتول , فهذا السلام الموجه الى مريم هو علامة الخلاص المزمع ان يتحقق بشخص يسوع . لقد ردد هذا السلام الملائكي على مر الازمنة كل الذين احبوا مريم و وضعوا ثقتهم بها . ردده الشهداء في ساعات موتهم وعيونهم شاخصة الى ملكتهم يطلبون نعمة الشجاعة و الثبات لئلا يتزعزع ايمانهم . ردده اجدادنا و اباؤنا في الفرح والشدة بايمان عميق وحب عظيم وثقة عالية طالبين بركة مريم لاسرهم واولادهم واعمالهم , ليحيوا حياة مسيحية لائقة باسم مريم عليها افضل السلام . فكم علينا ان نقتدي بالصالحين والابرار من السلف المبارك فنردد هذا السلام بحب بنوي عارم في افراحنا وفي صعوباتنا , شاكرين ومتضرعين, لكي تنظر
امنا العذراء الينا بعين الرضى وتبارك اسرنا ووطننا ومختلف اعمالنا . فما اجمل الحياة برضى مريم وبركة السماء . آمين .

اكرام: ردد باحترام “السلام الملائكي” وتعود على تلاوته يوميا” في فترة تحددها بنفسك وتلتزم بها 
نافذة: السلام لك يا ممتلئة نعمة
السر الرابع من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة- صلاة افرحي يا ملكة السماء

 الأحد 5 مايو: لنتأمل الرب القائم عندما عُرف عند كسر الخبز

+ قراءة النص الكتابي:” فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا، فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟»” (لوقا29:24-32).

تأمل: اللقاء على الطريق قاد الى المائدة ولكسر الخبز وأيضا هدية كاملة للنفس ألا وهي التعرف على الرب القائم. ان التعرف على الرب دائما ما يرتبط بذبيحة القداس والتي هي مركز حياتنا المسيحية، فوليمة الكلمة والأفخارستيا يُحتفل بهما ليس فقط كل يوم أحد بل في كل يوم. ان الرب القائم قد ترأس حياتنا راغباً ان يضع في قلوبنا لهيبا نحو الخدمة بسخاء لكل الناس النحتاجة سواء أكانت قريبة او بعيدة. ان الهدية التي تقبلناها هي هدية يلزم ان نشارك بها طوال مسيرة حياتنا في تواضع ولنجاوب على كل ما يحتاجه العالم من سلام وحب.

صلاة: أيها الرب المبارك، إله كل قداسة لقد رافقتنا بحب في فترة حياتنا ومبارك أيضا ابنك يسوع المسيح الحاضر بيننا والذي حبه يجمعنا معاً. كما فعل مع تلاميذه يفتح المسيح الكتب لنا فتنفتح عيوننا ويكسر لنا الخبز فلتلتهب قلوبنا، فندعوك يارب اننا في كل مرة نحتفل فيها بسر الشكر ان نتذكر حياة يسوع كاملة من المهد حتى القيامة وها نحن نصلي بقوة روح المسيح لكي تثبتنا فيه وتقيمنا معه حتى نتمجد في حياة الأبد. آمين.

++ تأمل مباركة ثمرة بطنك

عندما دخلت مريم بيت زكريا , والقت التحية على نسيبتها اليشباع اجابت هذه المرأة الفاضلة في غمرة سعادتها الروحية , قائلة : “مباركة انت في النساء , ومباركة ثمرة بطنك , من اين لي هذا ان تأتي ام ربي الي )) ( لوقا 42:1 ) . كان لقاءهما في الحقيقة لقاء الامومة العجيبة في كلتيهما : امومة من الروح القدس في مريم, وامومة الايمان والثقة بالله في اليشباع العجوز . ولم يسمع قبل هاتين الوالدتين ولا بعدهما على مدى تأريخ البشرية بامومة شبيهة بما حدث لهما . ان مريم العذراء هي المثال الاعلى لكل ام مسيحية . لان ثمرة احشاء كل أم هي هبة من السماء , يجب الاعتناء بها منذ تكوينها الى ظهورها للنور , و الاهتمام بنموها على مر الايام والسنين . فالامومة مسؤولية عظيمة امام الله والكنيسة والمجتمع المدني . وعلى الوالدين , و الام بنوع اخص واجب تحمل هذه المسؤولية و الرسالة بحب وعطاء وايمان . ولتنظر كل ام في افراحها وفي صعوباتها الىالام المثالية السامية القداسة مريم , فتستمد منها الانوار والقوة والنعمة , آمين .

اكرام: لنضع اولادنا تحت حماية العذراء ونعلمهم منذ صغرهم حبها والتعلق بها
نافذة: يا أما” قادرة صلي لأجلنا
السر الخامس من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة صلاة افرحي يا ملكة السماء

الأثنين 6 مايو: لنتأمل الرب القائم يظهر لجماعة الرسل

  • نعبدك أيها المسيح ونسبحك
  • لأنه بخشبة صليبك وبنور قيامتك خلّصت العالم

+ قراءة نص كتابي: “ وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ:

«سَلاَمٌ لَكُمْ!» فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ” (لوقا36:24-40).

تأمل: لقد عاد التلاميذ من طريق عمواس سريعا وانضموا لجماعة الرسل في أورشليم “بقلوب ملتهبة”، لقد تحول خوفهم الي شوق لإقناع باقي الرسل والتلاميذ بأن يسوع حيّ. ان يسوع المسيح دائما في شوق لجمع جماعة الرسل على مائدة الإيمان لكي يُريهم انه قد قام ويكشف لهم عن جروحاته الممجدة. ان كل جروحاتنا ستتمجد يوما ما وها اننا نبحث لكي نفهم كيف ان الرب القائم يدعونا لكي نكون معالجون حتى ولو كنا ذو جروح وعلينا ان نتيقن الآن ان الرب يرغب في ان نكون سفراء للمصالحة بينما نحن من غُفرت لنا خطايانا وشُفينا من ضعفاتنا.

صلاة: يا الله ذو القوة والنور والقدرة الدائمة انظر بعين العطف والرحمة الي كنيستك وجماعاتك في كل مكان وهبهم خلاصك حتى يرى العالم الساقطين قد قاموا والتعابى والمساكين وثقيلي الأحمال قد رُفع نيرهم وعادت الأشياء الى كمالها ونسأل هذا باسم ابنك الوحيد الذي يملك معك ومع الروح القدس الي ابد الآبدين. آمين.

++ تأمل ضرورة مساعدة القريب

عرفت مريم من الملاك جبرائيل الذي بشرها , بان نسيبتها اليشباع هي حبلى وفي شهرها السادس . فقررت الذهاب اليها لمساعدتها , لانها امرأة متقدمة في السن وبأمس الحاجة الى العون في ذلك الظرف , وما كانت ثمرة احشائها الا هبة من السماء جزاء ايمانها القوي و ثقتها الوطيدة , و لكي يأتي الى العالم ذاك الانسان الذي يعد طريق الرب و يمهد سبله . انطلقت مريم في الحال و قطعت سيرا على الاقدام مسافة طويلة في منطقة جبلية وعرة حتى وصلت الى بيت اليشباع , وما ان دخلت والقت السلام عليها حتى امتلأت اليشباع من الروح القدس وارتكض الجنين في بطنها وغمرها فرح روحي عظيم . مكثت مريم عند اليشباع نحو ثلاثة اشهر تساعدها في مختلف الخدم البيتية , لتعلمنا بذلك ضرورة مساعدة القريب عند احتياجه . و القريب في مفهوم الانجيل ليس بالضرورة من تربطنا به علاقة الدم والنسب او علاقة الجيرة , بل هو كل انسان . لان المحبة الانجيلية تمتد الى الجميع دون تمييز للجنس او الدين او
القرابة او الحالة الاجتماعية , وهي لا تبغي منفعة ولا عرفانا بالجميل . وكما ان الله احبنا محبة مجانية كذلك يجب علينا ان نحب الاخرين . فنحن كلنا اخوة لأب واحد هو الآب السماوي .

أكرام: حاول دائما” ان تساعد القريب ايا” كان حبا بمريم العذراء
نافذة: لا تهملينا يا حنونة يا كنز الرحمة و المعونة

السر الأول من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة – صلاة افرحي يا ملكة السماء

الثلاثاء 7 مايو: لنتأمل الرب القائم يعطي الرسل سلطان المغفرة

  • نعبدك ونسجد لك أيها المسيح ونسبحك
  • لأنه لأنه بخشبة صليبك وبنور قيامتك خلّصت العالم

قراءة النص الكتابي:” وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ»”(يوحنا19:20-23).

تأمل: على الرغم من الأبواب مغلقة، الرب القائم اخترق كل الخوف ووحد قلوب الرسل بهبة السلام. ان السلام الداخلي العميق هو أساس ومصدر السلام والفرح الذي لا يمكن للعالم ان يعطيه. ان الرب القائم يدعونا لنبحث عن السلام دائما من خلال التزام غير عنيف للمصادمات والخلافات التي تؤدي لأن يتحول العالم وتتغير علاقة بعد علاقة فيسود الحب والسلام والفرح بين الناس.

صلاة: يا رب السلام الحقيقي والذي ليس فيه عنف او شغب، فاجعل من هم في سلام مع بعضهم البعض يظلون في تماسك دائم ، ولمن هم في عداوة ان ينسوا احقادهم ويُشفوا منها. نسأل هذا باسم المسيح ربنا. آمين

++ تأمل مريم ام وعذراء

من اهم النصوص الواردة في العهد القديم بخصوص مولد المسيح من عذراء ما جاء في نبؤة اشعيا , اذ قال : (( ها ان العذراء تحبل و تلد ابنا” ويدعى اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا )) ( اشعيا7 : 14 ) . ولقد كملت هذه النبؤة و تحققت في مريم التي حملت الكلمة المتأنس بقوة الروح القدس وولدته وربته معتنية به . فعاش بيننا و ارشدنا الى طريق السماء , ثم ختم حياته بالموت على الصليب فداء عنا . لقد تمت المعجزة الفريدة في تاريخ الكون , فحبلت العذراء وصارت أما” بقدرة العلي  ووضعت طفلها وهي عذراء , وحافظت على بتوليتها الدائمة . انها مريم التي ندعوها بكل حق (( عذراء العذارى )) , ام يسوع ربنا اما عمانوئيل الذي معناه (( الله معنا )) فهو كلمة الله المولود من الاب قبل كل الدهور والمولود من مريم في الزمن , والذي سيبقى معنا الى انقضاء العالم . فلنضع ثقتنا بالعذراء وابنها الذي غلب العالم ووعد انه سيكون معنا دائما . فلا نخف في المحن ولا نجزع في الصعوبات . ولنطلب من مريم ان تدوم نعمة ابنها معنا فتقوينا وتنجينا من الشرور وتقودنا الى ميناء الخلاص . آمين .
اكرام :اقرأ وتأمل من وقت الى آخر في الكتب التقوية التي تتحدث عن امجاد مريم
نافذة: يا أم المسيحيين صلّي لأجلنا
السر الثاني من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة – صلاة افرحي يا ملكة السماء

+ الأربعاء 8 مايو: لنتأمل الرب القائم وهو يقويّ إيمان توما الرسول

  • نعبدك ونسجد لك أيها المسيح ونسبحك
  • لأنه لأنه بخشبة صليبك وبنور قيامتك خلّصت العالم

قراءة النص الكتابي:” أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»(يوحنا24:20-29)

تأمل:  ان قصة توما مهمة لأنه من خلال مثال توما امكننا ان نتحقق ان الشك جزء من مرحلة الإيمان. انه من السهل ان ندعوا توما ب” توما الشكاك” وننسى انه بعد فحصه لأثر المسامير انه اعترف واعلن إيمانه بالقائم قائلا”ربي والهي”. ان شك توما تحول الي إيمان حي. ونحن يا من نُدعى مؤمنون ونعرف جيدا ان  يماننا يمكن ان يُختبر بالشك والخوف ولكن هل سنصرخ صرخة توما ونحن في إيمان صادق وقوي وحقيقيّ؟. كما كان للرسل من رغبة في ان يكون لهم إيمان عميق فنحن علينا أن نصبر ونعرف ونتفهم على كل من يجاهد ويبحث ويطلب عن يسوع كما فعل توما.

صلاة: أيها الآب السماوي إله الحب والرحمة نحن لا نبحث البتة عن يسوع بين الموت لأنه حي واصبح رب الحياة. بماء معمودية القيامة رفعتنا واقمتنا معه وجددت نعمتك فينا فإملأ فكرنا وقلوبنا بحياة القيامة التي نشترك فيها مع المسيح وساعدنا ان ننمو كشعبك المختار نحو ملء الحياة الأبدية معك ونسأل هذا باسم المسيح يسوع ربنا وإلهنا. آمين.  

++ تأمل مريم في مغارة بيت لحم

عندما نتأمل بالطفل يسوع , تحضرنا صورته وقد احاط به يوسف ومريم يتأملانه بحب وشوق . هذا المشهد الجميل للعائلة المقدسة هو صورة و مثال للعائلة المسيحية .العائلة هي نواة في الكنيسة وفي المجتمع . والاولاد هم هبة من الله ووديعة استودعها الخالق للوالدين , سيؤدون عنها حسابا” يوم الدين . ومن هنا تظهر ضرورة الاهتمام بالاولاد روحيا” وماديا” . فيجب ان يتعلموا منذ نعومة اظفارهم وتجاوبا مع الايمان الذي يقبلونه في العماذ , كيف يكتشفون الله ويكرمونه وكيف يحبون القريب , ومن هنا اي في العائلة يبدأ اختبارهم للكنيسة وللحياة الانسانية الصحيحة في المجتمع , وعن طريق الاسرة يندمجون شيئا فشيئا في المجتمع البشري وفي شعب الله . ان توجيه الاولاد توجيها صحيحا نحو خدمة الله , ومحبة الوطن , وفي غرس الخصال الحميدة , هو من اهم واقدس واجبات الاهل . وعليهم ايضا واجب القدوة الحسنة اعني ان يكونوا مثالا صالحا في تصرفاتهم واقوالهم لان الاولاد يقتبسون من والديهم كل العادات ويقلدونهم في تصرفاتهم . فلنطلب من العائلة المقدسة ان تبارك عائلاتنا , وتمنح الوالدين القوة والنعمة والحكمة في تكميل واجبهم التربوي المقدس.

اكرام:لنعلم اطفالنا الصلوات القصيرة والابتهالات البسيطة

نافذة: يايسوع ومريم ومار يوسف اهب لكم قلبي ونفسي وحياتي

السر الثاث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة- صلاة افرحي يا ملكة السماء

+ الخميس 9 مايو: الرب القائم يأكل مع الرسل على شاطئ بحر الجليل

قراءة نص كتابي:” قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآنَ». فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ، مُمْتَلِئَةً سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وَثَلاَثًا وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلُمُّوا تَغَدَّوْا!». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ” (يوحنا10:21-12).

تأمل: بعد الصلب عاد الرسل لطريقتهم السابقة في الحياة وعلى بحر الجليل كصيادين محترفين للسمك ولكن للأسف بلا فاعلية ولم تسعفهم خبراتهم في صيد أي كمية من السمك بعد ان تعبوا طيلة الليل. من على الشاطئ الرب القائم يرشدهم ويرشد شباكهم حتى تمكنوا من ملء الشباك بسمك وفير. وكما أعد لهم الفطور لهم مسّ قلوبهم ووعدهم انهم أيضا يمكنهم تناول من السمك الذي أعدّه له ثم دعاهم لطريقة أخرى في الصيد ألا وهي صيد الناس.

صلاة: أيها الآب السماوي خالق الحق والشعب السالك في الظلمة انصتوا لكلمتك وتبعوا ابنك حتى قيامته من القبر. اصغ لصلوات من وُلدوا من جديد وقويهم وعضد كنيستك الذين استجابوا لدعوتك. فلنقم نحن ونتقدم لنور طريقك لنقف في حضورك حتى الفجر الأبدي ونسأل هذا في اسم ابنك يسوع ربنا ومخلصنا. آمين.

++ تأمل طوبى للتي آمنت

 ان ايمان مريم هو الذي اعدها وجعلها مستحقة لتكون اما” لابن الله المتأنس .
وبهذا نفهم الكلام الذي قالته اليشباع : (( طوبى للتي آمنت ليتم فيها ما قيل من قبل الرب ) لوقا 1: 45 ) . فان كان ايمان مريم قد اعدها ورفعها الى المنزلة السامية التي اختارها الله لها , افلا يكون ايماننا ايضا الطريق الذي يقودنا الى الحياة السامية , اي الى الله ؟ افلم يقول ربنا لمار توما : “طوبى للذين آمنوا ولم يروا” ( يوحنا 29:20 ) اوليست هذه الطوبى موجهة الينا ؟ او لم يختم يوحنا انجيله قائلا :” لتؤمنوا بان يسوع هو المسيح ابن الله , ولكي تكون لكم باسمه اذا آمنتم الحياة الابدية “. علينا ان نؤمن ايمانا حيا فعالا بكل ما علمه المسيح , متطلعين الى المستقبل بفرح وأمل . والايمان ليس كلمات نرددها وصلوات نتلوها , بل هو بالاحرى لقاء شخصي بالله الحي , هو التشبع بكل كلمة تخرج من فم الله والعمل بها , هو الاسراع الى مساعدة القريب. هو نشر المحبة في كل مكان , لان الايمان بدون محبة فراغ مخيف . الايمان ايضا هو نشر الفرح الروحي الذي يلهمنا اياه الروح القدس الحال فينا . وقد قال مار بولص ان ثمار الروح هي المحبة والفرح والسلام والايمان ( غلاطية 22:5 ) . فلنحاول في هذه الايام المباركة ان ننعش الايمان في قلوبنا ونحياه مع اخوتنا , آمين

اكرام: علم اولادك منذ الصغر قانون الايمان ومبادئ الديانة المسيحية

نافذة :يا أم المشورة الصالحة صلي لاجلنا

السر الرابع من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة- صلاة افرحي ملكة السماء

+ الجمعة 10 مايو: لنتأمل الرب القائم يدعو بطرس ليرعى غنمه

  • نعبدك ونسجد لك أيها المسيح ونسبحك
  • لأنه بخشبة صليبك ونور قيامتك خلّصت العالم

قراءة النص الكتابي:” فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا

سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي». قَالَ لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي». قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي. وَلَمَّا قَالَ هذَا قَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي»”(يوحنا15:21-17 و19ب).

تأمل: ان الرب القائم ركّز إنتباهه الي بطرس والذي ذكرى إنكاره ليسوع ثلاث مرات مازالت ترّن في قلبه. ان سؤالات يسوع والتي وُجهت لبطرس لتجد مصالحة ولتعده للمهمة الجديدة ليرعى ويُغذي خرافه. هذا الحدث يُذكّرنا ان المغفرة دائما متاحة حتى في اشد الأخطاء شناعة ممكن ان نقترفها. هذه الدعوة الحارة للمغفرة تقوي نفوسنا وتحل مشكلة التوجه لسر المصالحة فالروح القدس هو الشافي لنفوسنا ولذا يقودنا لكي نتصالح مع الله. الحب وحده يمكنه التغلب على الشعور بالذنب والخوف من لقاء الله، فالحب والمغفرة يمكن ان يعيد لنا سلامنا الذي فقدناه.

صلاة: ايها الآب السماوي، املأ قلوبنا بنار حبك والرغبة في تحقيق العدل نحو اخوتنا واخواتنا، فبمشاركتنا للأشياء المباركة التي وهبتنا إياها يمكننا ان نحقق العدل والمساواة لكل البشر وننهي كل الفروقات وتبنى المجتمعات على الحب والسلام، ونسأل هذا بالمسيح يسوع ربنا. آمين.

++ تأمل أمومة مريم الالهية
ان مريم العذراء التي رفعت بنعمة الله , بعد ابنها , فوق مصف الملائكة والقديسين والبشر بوصفها أم الله الفائقة القداسة . واشتركت في اسرار المسيح اي في التجسد والفداء , لذا تكرمها الكنيسة بحق تكريما خاصا . واذ تطلق عليها لقب ” أم الله” فلأن المسيح كلمة الله المتأنس في احشائها هو اقنوم الهي . وبهذا المعنى نفهم قول اليشباع الذي نطقت به بالهام سماوي اذ قالت : “من اين لي هذا ان تأتي ام ربي الي”( لوقا 43:1 ) فالقول ان مريم هي (( ام الله )) هو من حقوقها لان الولادة لا تقوم بتكوين الجسم ووضعه فحسب , بل في شخص المولود صاحب الجسم . ومريم اذ حملت ووضعت يسوع , فانها وضعت شخصا كاملا اعني بطبيعته الالهية والانسانية مع خواصهما بلا اختلاط ولا امتزاج . وقد آمنت الكنيسة بهذه الحقيقة دائما , فقال قديسنا العظيم مار افرام : (( ان عظامي لتصرخ من القبر : ان مريم ولدت الله , وان شككت في ذلك فلترذلني الحقيقة , وان خامر نفسي بعض الشك او اي تردد , فليقض علي بالنار الابدية )) . وانطلاقا من هذه الحقيقة حثت الكنيسة على تبجيل مريم ومحبتها والتوسل اليها والاقتداء بها . وهذا التكريم الرائع لمريم وان كان فريدا من نوعه الا انه يختلف اختلافا جوهريا عن تكريم العبادة الذي نؤديه للكلمة المتجسد مع الاب والروح القدس . كما ان اكرامنا لمريم هو في نهاية الامر اكرام لابنها , وحبنا لها هو انتماؤنا لابنها .
اكرام: ضع في بيتك صورة العذراء وصل امامها مع افراد اسرتك
نافذة : يا ام الله صلي لاجلنا
السر الخامس من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

+ السبت 11 مايو: لنتأمل الرب القائم يرسل تلاميذه للعالم

قراءة نص كتابي:” فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ”(متى19:28-20).

تأمل: من أعلى الجبل، يعطي الرب القائم مهمة عظيمة لتلاميذه لتصل لنهاية العالم. علينا نحن الذين قد استقبلنا هذه الرسالة المملوءة بالإيمان من الرسل والذين كانوا الشهود الأولين بواسطة أجدادنا وآباؤنا الذين نقلوها إلينا نحن من آمنا بالمسيح يسوع ان ننقل ونعلن البشارة المفرحة للعالم أيضا. ان الإستجابة الهامة والعظيمة التي يمكننا أن نقدمها نحن هي أن نواصل البشارة بالأنجيل في أسرتنا أولا ثم عملنا ومجتماعاتنا، ويجب علينا أن نسمح للرب القائم أن يجدد طريقة حياتنا بالكامل وان يساعدنا لإعادة تقييم كل جوانب تلك الحياة لنقارنها بالقيم الخاصة بملكوت الله.

صلاة: يا  الله، إله كل خليقة، والذي عظمة قوتك أقامت يسوع من الموت، فكن حاضراً في هذه الجماعة من التلاميذ الذين دعوتهم لرجاء مجد ميراثك الأبدي والمحفوظ لقديسيك، قوّينا بقوة روحك القدوس لنستمر في دعوة تلاميذ لك من كل أنحاء العالم، وأن نطيع كل ما علّمه لنا ابنك يسوع المسيح من وصايا وتعاليم وممارسات وطريق للحياة، وأن نعرف انه معنا دائما وحتى منتهى الدهر يشفع هو فينا فهو الذي يحيا ويملك معك ومع الروح القدس الى آبد الآبدين. آمين.

++ تأمل امومة مريم للكنيسة

ان العذراء القديسة التي اختيرت اما للمسيح منذ الازل , فحملته وولدته
وغذته واخيرا تألمت معه , قد اشتركت بطريقة فريدة في عمل المخلص
بطاعتها الكاملة وايمانها العميق ورجائها الوطيد ومحبتها الحارة , وكانت
غايتها ان ترد للنفوس الحياة الفائقة الطبيعية التي اهدرتها الخطيئة الاصلية.
لذا غدت مريم أما” لنا في تدبير النعمة . وتستمر هذه الامومة بلا انقطاع منذ اللحظة التي ابدت رضاها يوم البشارة هذا الرضى الذي حافظت عليه بلا تردد طيلة حياتها الى ساعة وقوفها تحت الصليب , والى ان يبلغ جميع المختارين الى المجد السرمدي . ولم تتخلى عن هذه المهمة الخلاصية بانتقالها الى السماء , اذ انها تواصل شفاعتها لتنال لنا نعم الخلاص الابدي وتسهر بمحبة الام على اخوة ابنها المغتربين على الارض وسط المخاطر والضيقات حتى يصلوا الى الوطن السعيد عند الله ابيهم . فهي ام الكنيسة بكل حق . ولقد اختبرت الكنيسة وابناؤها شفاعة مريم القديرة عبر الاجيال فزاد تعلقهم بها وعظم حبهم لها . وما اكثر ما اختبرنا نحن ايضا حنوها الوالدي في محننا . فلنجدد حبنا لها في هذا الشهر المبارك

اكرام:حافظ على النظام والسكوت في الكنيسة وتذكر انك في بيت الله , فصلي
نافذة : يا أم الكنيسة باركينا

السر الثاني من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة  صلاة افرحي يا ملكة السماء

+ الأحد 12 مايو: لنتأمل الرب القائم يصعد للسماء

نص كتابي:” ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. وَأَمَّا هُمْ

فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ”

(مرقس19:16-20).

تأمل: ان الكتب المقدسة لم تعطى صورة لحدث الصعود كيوم للحزن، بينما مازال الرسل ينظرون الي أعلى السموات متعزون بوجود الرب المستمر امامهم. لقد عادوا الي المكان المألوف لهم ألا وهي العليّة مع مريم أم الرب للصلاة وللإتعداد لبدء رسالتهم. في تلك الأيام التسعة كانت التساعية الأولية قبل حلول الروح القدس الرسل والتلاميذ يجتمعون ويصلون معاً، فلنستمر في الصلاة الي الرب القائم ليكون هو فقط مركز حياتنا وليحفظنا كشعبه المختار.

صلاة: يا الله الأزلي، إملأنا بقوتك وها عيوننا شاخصة اليك فأفتحها لتفهم عظمتك الغير موصوفة ولتضع في قلوبنا قوتك لتعمل فينا نحن الذين آمنا بإبنك الوحيد يسوع المسيح ربنا ومخلصنا. آمين.

++ تأمل مريم وسيطة الخيرات

ان مهمة مريم العذراء كأم نحو البشر لا تحجب ولا تنقص البتة من وساطة المسيح الذي قال فيه مار بولص انه الوسيط الوحيد بين الله والبشر” (اتيموثاوس 2 : 5 _ 6 ) . بل بعكس ذلك تظهر قوة تلك الوساطة . فكل تأثير خلاصي للعذراء في البشر لا يصدر عن ضرورة ما . بل من رغبة في ذلك وعن فيض استحقاقات المسيح . ان الله اختار مريم واصطفاها منذ الازل اما ليسوع . وهي اذ اشتركت اشتراكا فعليا اراديا بكل مراحل حياة ابنها منذ ولادته حتى الآمه وذبيحته على الصليب , فانطلاقا من هذا الاشتراك الفعلي الايجابي خاصة في ساعة الفداء اذ قبلت بتضحية ابنها من اجل البشر , تعلم الكنيسة انها اصبحت وسيطة الخيرات السماوية للمؤمنين . ولهذا تحث الكنيسة ايضا على الالتجاء الى مريم وطلب شفاعتها التي لا ترد . وبهذا المعنى يقول القديس برنردس : “امتلأت مريم  نعمة لنفسها , ثم طفحت خيراتها وهطلت علينا بغزارة” . كما يقول ابونا المعظم مار افرام : “ان مريم العذراء شفيعة المستوجبين الهلاك , هي مفتاح اورشليم السماوية وهي المشتركة في تحقيق المقاصد الالهية الخفية , والمساهمة في افتداء البشر وخلاصهم الابدي”.

اكرام: اهتف باسم مريم في بدء اعمالك وسائر ساعات حياتك

نافذة : السلام عليك يا حياتنا ولذتنا ورجائنا

السر الثاني من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة  صلاة افرحي يا ملكة السماء

+ الأثنين 13 مايو: لنتأمل مريم العذراء مع الرسل يواصلون الصلاة في العليّة

  • نعبدك ونسبحك أيها المسيح
  • لأنه بخشبة صليبك وبنور قيامتك خلّصت العالم

نص كتابي: “ وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ الْغَيُورُ وَيَهُوذَا أَخُو يَعْقُوبَ. هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ”(اعمال13:1-14)

تأمل: من خلال تاريخ الكنيسة هناك جماعات رسولية خصصت للصلاة والتأملات والرياضات الروحية، وهناك جماعات أخرى او إرساليات للتبشير ونحن على عتبة القرن الواحد والعشرون ننظر الى العليّة كمان مثالي ونموذجي نعود اليه في كل مرة حتى يمكننا ان نتمثله في عملنا المسيحي فهناك شخص يمكنه ان يصلي ويخدم الأنجيل بكل نشاط وقوة وهناك من يمكنه التبشير ودعوة الآخرين للإيمان بالمسيح القائم. علينا ان نحفظ دائما ذاك الحدث للرب القائم وقوة الإيمان الحي في قلوبنا، فأنه هو الرب وحده فقط هو الذي يمكنه تنشيط وتجديد نفوسنا طوال رحلة خدمتنا الأرضية التي بدأت وقت حصولنا على سر العماد المقدس وسر التثبيت وتناول جسد ودم الرب.

صلاة: أيها الآب القدوس انظر الى كنيستك وهي مجتمعة هنا في تسابيح وصلوات على مثال الرسل الأول ومعهم مريم في وسطهم في العليّة، فأمنحنا ان نتمم في فرح الروح القدس كل ما أعطيتنا إياه أن نعمله في هذا العالم، وكما عانى المسيح في حياته قد نعاني نحن أيضا فاجعل أي ألم عربونا يقودنا لكي نتمجد عند مجيئه الثاني المجيد ونسأل هذا باسم المسيح يسوع ربنا. آمين.

++ تأمل الاقتداء بمريم

ان مريم العذراء (( قديسة )) بكل معنى الكلمة . فهي الوحيدة بين الخلائق صانها الله بنعمة خاصة منه , من كل خطيئة . وقد تجاوبت بدورها مع موهبة الله السامية الفريدة , فعاشت بكمال القداسة دون ان تخطأ البتة , واصبحت لذلك مرآة للقداسة و للفضائل كافة . فحياتها كلها ايمان بالله وثقة بتصميمه الخلاصي وطاعة تامة لتدابيره , الى جانب حب لا حدود له , وعطاء بدون قيد او شرط . فهي المثال الاسمى للمؤمنين ليقتدوا بها ويسيروا على خطاها في طريق القداسة ولما كانت مريم هي اكثر شبها بابنها من جميع خلق الله يتضح من ذلك ان عبادتها هي , دون ريب , أنجح وسيلة ليتشبه الانسان بالفادي فيزداد حبا له , بحيث يصح , لكل منا , ان يقول بلا مراء : اني ما عدت انا احب مريم , بل هو المسيح الذي يحبها في لقد حث آباء الكنيسة في مواعظهم , والاحبار العظام في ارشاداتهم على الاقتداء بالام الكلية القداسة متخذين اياها مثالا اعلى للفضائل الروحية يتشبهون بها في حياتهم وفي اعمالهم واقوالهم فالنجدد

العزم على السير في اثر مريم . آمين .

اكرام: فكر مليا” في ضميرك عند قيامك بأي عمل : هل ترضى به أمنا العذراء ؟

نافذة: اجعليني أهلا” لان اقتدي بك يا سيدتي

السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء.

+ الثلاثاء 14 مايو: لنتأمل الرب القائم يرسل الروح القدس

  • نعبدك ونسبحك أيها المسيح
  • لأنه بخشبة صليبك وبنور قيامتك خلّصت العالم

نص كتابي: “ وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا”(اعمال2:2-4).

تأمل:ان قوة الروح القدس دفعت الرسل للخروج من العليّة الى الشوارع والأسواق، فالروح قد أجبرهم لأخذ الرسالة لكل مكان سواء اكان مألوفا او غير مألوف وعلى ألا يتوقفوا حتى تصل البشارة الى كل العالم. ونحن قد حصلنا على نفس الروح وها نحن مطالبون بأن ننشر الرسالة ونكون شهودا لكل قريب او أي إنسان بعيد وأينما ذهبنا، فالروح سيذهب عادة قبلنا ليٌعد لنا الطريق ويُقدس قلوبنا حتى نكون خداماً أسخياء للرب القائم والذي يرشدنا دائماً. ان يوم الخماسين حدث مستمر لا يتوقف عند زمن او مكان فلنطلب من الروح القدس إذن أن يجدد وجه الأرض بتجديدنا نحن وخلق قلب جديد فينا.

صلاة: يا أبانا الذي في السموات، بواسطة هذه المسيرة الروحية والتي ذكّرتنا بكمال سر محبتك الظاهرة، وها انك ترى الآن شعبك وهم مجتمعون للصلاة وعلى إستعداد لقبول شعلة الروح القدس، فأرسل روحك ليحّل في قلوبنا ويضع كلمتك فينا وينطق لساننا بتعاليمك وذلك في إيمان واحد وصوت واحد وتسبيح وترنيم واحد حتى يمكننا أن نسّبح أسمك في فرح وشكر، ونطلب

هذا باسم ابنك يسوع المسيح ربنا وبقوة الروح القدس الآن والى الآبد. آمين.

++ تأمل مريم العذراء مثال المرأة المسيحية

ان مريم العذراء تحتل مقاما رفيعا في حياتنا الدينية لانها حواء الجديدة القائمة قرب آدم الجديد .وكما انفتحت اولى صفحات العهد القديم بذكر سقوط المرأة ومعها البشرية كلها , هكذا انفتحت أولى صفحات العهد الجديد بذكر مريم , حواء الخلاص , التي دعاها موفد السماء (( الممتلئة نعمة )) اذ بشخصها بدأ عهد النعمة . ان امومتها الالهية , ومساهمتها في خلاص البشرية , رفعاها الى مكانة مثالية سامية . وعندما قالت للملاك : (( ها انذا امة الرب فليكن لي كقولك )) قدمت ذاتها و قرنت تقدمتها بتقدمة ابنها . وفي مجرى حياتها اعطت ارفع المثل واسماها في في البساطة , وحياة الصلاة وخدمة القريب , فدعت المؤمنين كافة والنساء بنوع اخص للاقتداء بها والتمرس على فضائلها في حياتهن . فهي كأمرأة اصبحت مثال المرأة الاعلى في الايمان و التواضع والطهارة , والتضحية ونكران الذات والمحبة المتفانية . فكم على النساء ان يقتدين بها , ويسرن على خطاها , لتباركهن من علياء السماء , و تسكب عليهن وعلى  اسرهن النعم الوافرة .

اكرام: مارس الرحمة والمسامحة مع من اساء اليك حبا” بمريم

نافذة: انت الشفيع الاكرم عند ابنك يا مريم

السر الرابع من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

الأربعاء 15 مايو: لنتأمل الرب القائم يظهر لأمه القديسة مريم-

ان الكتب المقدسة صامتة عن سرد أي لقاء قد تم ما بين الرب القائم وأمه مريم في يوم القيامة، لكن كثير مما جاء في التقليد الكنسي وبينها ما كان يُمارس في الرياضات الأغنسطية للقديس أغناطيوس دي ليولا قادت المؤمنين المسيحيين في التأمل في تلك الحادثة المعزية للقلوب فمن المنطقي ان تكون مريم أم يسوع هي أول من ظهر لها الرب القائم. مريم هي أول مثال للرسول الحقيقي وهي التي صاحبت يسوع من مولده وأثناء رسالته العلنية او ما قبلها ومن خلال موته وقيامته. لقد تمتعت مريم بالنور وبالحق وبالطريق وبالحياة وبالخبز السماوي وصاحبت ابنها كما تصاحبنا نحن أيضا في رحلة إيماننا.

++ تأمل: مريم العذراء تحافظ على ابنائها

ان مريم العذراء تهتم بالمتعبدين لها , وتهرع لمساعدتهم في مختلف احتياجاتهم روحية كانت ام زمنية , وتسهر عليهم وتحافظ عليهم . يروي لنا الانجيل الطاهر حادثة تظهر لنا اهتمام مريم الوالدي , وذلك في عرس قانا الجليل , اذ كانت مريم حاضرة هناك , ثم جاء يسوع يتبعه تلاميذه وكان ذلك في مطلع حياته العلنية . وقد لاحظت مريم ارتباك اهل العرس لان الخمر قد نفذ . فرقت لحال العريسين وارادت ان تفعل شيئا لهما فبادرت الى يسوع ودنت منه هامسة بكلمات اعربت له فيها عن ضيقة اهل العرس وحاجتهم الماسة , فحركت شفقته , مستنجدة قدرته بقولها : (( ليس عندهم خمر ” فاجاب : (( مالي ولك يا امرأة , لم تأتي ساعتي )) . لكن مريم كانت واثقة من تلبية ابنها لطلبها , لذلك التفتت الى الخدم وقالت لهم بحزم : (( مهما يأمركم فافعلوه )) . لقد حقق يسوع امنيتها فحول الماء الى خمر معبرا عن احترامه الفائق لامه . وهذه اول معجزة يجترحها يسوع في قانا في بدء حياته الرسولية , وقد جاءت تلبية لطلب امه لاغير . ويضيف الانجيل ان هذه الاعجوبة ثبتت ايمان التلاميذ بيسوع . وهذا يعني ان اهتمام مريم بنا يقوي ايماننا ويزيد من تعلقنا بيسوع . وان كانت مريم قد تدخلت لحل مشكلة آنية وحاجة مادية عابرة في قانا الجليل , فكيف لاتتشفع من اجل البشر في حاجاتهم الروحية ومن اجل خلاصهم ؟ .

اكرام: ضع اعمالك ونشاطاتك تحت حماية مريم

نافذة :يا حافظة الزروع احفظينا و باركي اعمالنا

السر الخامس من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

الخميس 16 مايو: لنتأمل الرب القائم يظهر لبولس في الطريق- في سفر أعمال الرسل يشرح القديس لوقا ثلاث مرات قصة ظهور الرب القائم لبولس في الطريق الي دمشق(اعمال1:9-19 و3:22-16 و2:26-18) ويمكننا بسهولة ان نتعرف على بولس الرسول الذي لم يرى يسوع وهو في حياته الأرضية وجها لوجه وأيضا يمكننا ان نردد في قلوبنا لكلمات التحدي الذي قالها الرب القائم “وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ” (اعمال16:26).

++ تأمل ممارساتنا الدينية

اكملت مريم العذراء بعد مولدها ليسوع رتبا دينية عملا باوامر الشريعة القديمة فبعد ثمانية ايام من ولادة الطفل اخذته الى حيث اجرت ختانته , وفي تلك المناسبة اطلق عليه اسم (( يسوع )) اي المخلص ( لوقا 2 : 21 ) . وبعد اربعين يوما  من مولده وهي الفترة الضرورية لتطهر المرأة بعد وضعها لوليدها . صعدت مريم  تحمل يسوع و يرافقهما يوسف الى الهيكل من اجل تقديم يسوع وتقريب ذبيحة عنه ( لوقا 2 : 22 _ 24 ) . اكملت مريم كل ذلك رغم انها لم تكن تحتاج اليه , لانها نقية طاهرة وقد حبلت بقوة الروح القدس . ان مريم باتمامها هذه الفرائض الدينية اعطتنا درسا , وهو الامانة في حفظ وصايا الله واكمال مراسيم الشريعة , فنحن ايضا لنا وصايا امر بها المسيح له المجد , ولنا مراسيم  سنتها الكنيسة على ابنائها لخلاصهم الروحي . فعلينا ان نستعد لكافة المراسيم الدينية استعدادا لائقا ونكملها باجتهاد واحترام , ونحاول فهم معانيها الروحية , خاصة اسرار  الكنيسة السبعة : من العماذ الى الاعتراف والتناول وسماع القداس وسائر الاسرار الاخرى التي وضعها ربنا له المجد لتقديس حياتنا بالنعم التي نحن بامس الحاجة اليها .فعلى مثال مريم , علينا ان نكمل هذا الواجبات باجتهاد ولا نهملها بل ان نستعد

لها  استعدادا يليق بها , فتصبح واسطة للنعم والبركات لنا . آمين.

اكرام: استعد استعدادا حسنا للاعتراف والتناول

نافذة : ياشفاء المرضى اشفي امراضنا

السر الأول من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

الجمعة 17 مايو: لنتأمل الرب القائم يؤكد لرسله المكرّمين انه معهم لمنتهى الدهر: في انجيل يوحنا نجد في نهايته شهادة بتلك الكلمات:” هذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهذَا وَكَتَبَ هذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ. وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ”(يوحنا24:21-25)، بهذا المعنى لم ينتهي الأنجيل بل هو مستمر ليكشف لنا عن طريق رسل الرب القائم انه معنا في كل وقت وكل مكان:” وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ” (متى20:28).

++ تأمل تحت ذيل حمايتك

تعتبر هذه الصلاة من اقدم الصلوات الخاصة بمريم العذراء , اذ انها ترقى الى منتصف القرن الثالث , وهي تعبر بكلمات بسيطة عن مشاعر الحب واللجوء البنوي الى البتول القديسة . لقد استلهم مؤلفها مطلع الصلاة من المزمور السادس عشر حيث تقول الاية : (( وبظل جناحيك استرني )) . وهكذا فان مريم تبسط جناحيها اي ذراعيها كملجأ امين يهرع اليه المؤمنون

في ساعات الشدة والخطر فيجدون فيه ملاذا امينا” , وعونا قويا , وحنانا والديا . ان هذه الصلاة تذكرنا بعهود الاضطهادات التي شنتها الوثنية على الكنيسة الناشئة , عندما استشهد عدد كبير من المسيحيين لتمسكهم بعقيدتهم وولائهم للمسيح . ففي ساعاتهم الاخيرة والموت يحدق بهم كانوا يرفعون عيونهم وقلوبهم الى مريم يطلبون عونها لئلا يفقدوا شجاعتهم ويخونوا ربهم . فلنردد هذه الصلاة الجميلة بايمان وثقة كما فعل السلف الصالح , ومريم الرؤوفة تقبلنا دائما وتضعنا في ظلال حبها الوالدي وتهرع لنجدتنا في صعوبات الحياة .

اكرام: ردد بثقة وايمان صلاة “تحت ذيل حمايتك”

نافذة: نجينا على الدوام من جميع المخاطر يامريم

السر الثاني من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

السبت 18 مايو:

++ تأمل: المسبحة الوردية

تعد صلاة الوردية من الصلوات الاكثر انتشارا” بين المسيحيين منذ العصور الوسطى
والى اليوم , وهي في الواقع مهمة جدا” لاسباب ثلاثة : لانها تلخص التعليم المسيحي
وهي مراجعة مبسطة لاحداث الانجيل وحياة الفادي , وهي اخيرا” مدرسة للتأمل الروحي
ان الصلاة الربية التي تتلى في بدء كل سر من اسرار الوردية هي اجمل صلاة لان ربنا يسوع المسيح هو الذي علمنا اياها وحثنا على تلاوتها . اما السلام الملائكي الذي نكرره فهو احلى تحية نلقيها على امنا العذراء . والاسرار التي نتأمل بها فهي باقسامهاالاربعة , اي : اسرار الفرح واسرار النور, واسرار الحزن , واسرار المجد . تعرض امام افكارنا سيرة ربنا له المجد منذ ان بشر به الملاك جبرائيل ثم ولادته ومختلف مراحل حياته الى ان مات وقام وصعد الى السماء وحتى انتقال الطوباوية مريم الى الاعالي لتكلل بالمجد السماوي . لقد حث الاحبار الاعظمون على تلاوة الوردية في المناسبات وفي العائلات , كما ان العذراء القديسة نفسها طلبت ذلك في ظهوراتها المعروفة خاصة في فاطمة . من الضروري جدا” ان لاتكون تلاوة المؤمنين للوردية بلفظ الكلمات وتكرارها فحسب , ولكن بالانتباه الى الكلمات والتأمل في الاسرار والاندماج بالاحداث والتلذذ بالمعاني .
أكرام: لا تسرع في تلاوة الوردية بل صل باناة وتأمل بمعانيها السامية

نافذة:يا سلطانة الوردية المقدسة صلي لاجلنا

السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

الأحد 19 مايو:

++ تأمل: هوذا ابنك _ هذه أمك
فيما كان يسوع يقاسي امض الالام وهو على الصليب , كانت عيناه تبحثان عن صديق , فلم يلق سوى اعداء هازئين ساخرين .فامال رأسه واحط بنظرة ارتياح الى امه , والى تلميذه الامين يوحنا . فاراد ان يوصي بامه خيرا” , اذ ليس لها اولاده غيره يتدبرون امرها من بعد رحيله , وليس احب الى قلبه من تلميذه الشجاع الذي رافقه الى الجلجلة غير هياب . عندئذ والحب غمرة في عينيه , والعذوبة في صوته , اعلن وصيته الأخيرة وعظيم حبه للانسانية التي بذل نفسه عنها بان منحها ممثلة بشخص تلميذه يوحنا والدته اما” تواصل بعده , بشفاعتها عمل الفداء , تسأل الله الرأفة بهم في ايام المحن , وتستمد لهم من لدنه النعم والخيرات . فقال لمريم مشيرا” الى يوحنا :  “يا امرأة هوذا ابنك”, والتفت الى يوحنا وقال : “هذه امك” ( يوحنا 19 : 26 _ 27 ) . لقد استودع امه بشخص يوحنا جميع المؤمنين , وارتضت مريم منذ تلك الساعة ان تتبنى الانسانية جمعاء بشخص الرسول الحبيب .

اكرام : اجمع افراد الاسرة واقرأ عليهم فصلا” من الانجيل المقدس
نافذة : يا أم الله كوني أمنا
السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

الأثنين 20 مايو:

تأمل في زوال العالم
كلما تلونا (( السلام الملائكي )) , فاننا نختمه بهذه الكلمات (( صلي لاجلنا نحن الخطاة الآن وفي ساعة موتنا )) . اننا نقر بهذه الكلمات , بكل تواضع باننا خطاة , ونعبر عن الحقيقة التي لا مفر منها وهي النهاية المزمعة لكل كائن حي , الا وهي الموت الذي يضع حدا” لحياتنا مهما طالت. اننا نحيا في الزمن , والزمن يمضي سريعا” , اطال هذا الزمن ام قصر في حساب التأريخ , فهو يزول ونحن نزول معه , فالبقاء لله وحده , اذ هو سبحانه وتعالى ازلي لا بداية له , وابدي لانهاية له فهو فوق الزمن . فما قيمة الزمن في حياة الانسان يا ترى ؟ هناك زمن بشري . لا يلتفت لله ,ولا يهتم بما هو لله , يمضي دون هدف , فهو فراغ اذ لا حياة فيه ولا غاية يحققها . وهناك زمن يحركه الحب لله وينطلق نحو غاية سامية اخيرة هي الالتقاء بالله .انه زمن نشط لان اساسه الايمان والعمل البناء , والانسان حر في ان يسير مع هذا الزمن او ذاك. لكن الذي يكرّم مريم عندما يرفع انظاره اليها مصليا” وطالبا العون فانه يعطي للزمن قيمة روحية اذ يسير في حماية مريم نحو الغاية الاخيرة وهي الالتقاء بالله في نعيمه .ولا يتم هذا اللقاء الا عبر خطوة صعبة في نظر الطبيعة البشرية وهي الموت .ولكن بقدر ما نستغيث بمريم فانها تساعدنا في عبور تلك الخطوة فنجتازها برباطة جأش وايمان ليتم الالتقاء بالله والكمال في ملكوته .

اكرام: فكر وتأمل باحزان مريم لكي تسندك في احزانك

نافذة: احضري عندنا في ساعة موتنا ايتها القديسة مريم.

السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

الثلاثاء 21 مايو:

تأمل في التوبة

اننا نطلب دائما” من العذراء القديسة ان تصلي لاجلنا نحن الخطاة , كلما تلونا ” السلام الملائكي” . ثم ندعوها في طلبتها (( يا ملجأ الخطاة )) . فنحن نعترف
في اعماق انفسنا باننا خطاة فعلا” , كيف لا ونحن ابناء آدم , ومنذ معصية ابوينا
الاولين , حدث في داخل النفس البشرية صراع هائل بين الخير والشر , بين النعمة
والتمرد , بين الرغبة لعمل الخير والميول لاقتراف الشر , بين ماهو روحي في
داخلنا يحاول التسامي بنا نحو الله , وبين ضعف الطبيعة البشرية الذي يجرنا الى
الحضيض . ولقد عبر مار بولص عن ضعف الانسان قائلا” : (( فاني لست اعرف
ما انا صانعه , اذ لست اعمل الشيء الذي اهواه , بل الأمر الذي ابغضه اياه اعمل )) .
عرف ربنا له المجد حق المعرفة ضعف الطبيعة البشرية , فلم يرذل الخطاة بل خالطهم
اثناء حياته على الارض , وقبلهم بصدر رحب كما نقرأ في الانجيل الطاهر . كما وضع
في كنيسته سرا” مقدسا” هو سر التوبة كواسطة للمؤمن الخاطيء ليرجع الى ربه مستغفرا”
ويجدد نشاطه الروحي وقصده الصالح للعيش في رضى الله .
فلنرفع افكارنا الى مريم في ساعات ضعفنا لتمدنا بالقوة لنتغلب على التجارب , واذا اخطأنا
فلنلتجيء اليها لتهبنا نعمة التوبة فنعود الى الله ابينا ونحيا حياة لائقة باسم ابناء مريم . آمين .

اكرام: لا تهمل اعترافك بالخطايا و حاول التناول في هذا الشهر

نافذة: يا ملجأ الخطاة ادعي لنا

السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

الأربعاء 22 مايو :

 دعوة المسيحي الى القداسة

دعا المعلم الالهي تلاميذه الى قداسة السيرة التي رسمها هو بذاته في حياته كلها . وتممها
عندما افاض على الجميع الروح القدس الذي يدفع المؤمنين الى حب الله والقريب , اي الى
الكمال . كما قال ايضا” : (( كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل )) . وقد اضاف
مار بولص محرضا” المؤمنين ان يعيشوا (( كما يليق بالقديسين )) . فجميع المؤمنين باية حالة او درجة كانوا هم مدعوون الى كمال السيرة المسيحية والى كمال المحبة . مستفيدين من النعم التي نالوها على قدر ماشاء المسيح ان يوزعها عليهم حتى اذا ما اقتفوا اثره , وصاروا مشابهين لصورته , واطاعوا في كل امر مشيئة الآب , يتكرسون من كل قلوبهم لمجد الله وخدمة القريب وعلى هذا المنوال تأتي قداسة شعب الله بثمارها الوافرة , وهذا ما يظهر باجلى بيان في سيرة الكثيرين من القديسين في تاريخ الكنيسة . فهؤلاء كانوا بشرا” مثلنا , تجاوبوا مع النعم التي افاضها عليهم روح القدس واجتهدوا في السير بطريق الكمال , فمنهم من توحد في صومعته , ومنهم من مارس خدمة الكنيسة او التعليم او التأليف او الوعظ والارشاد او تربية الشبيبة او نشر اسم المسيح , وكل واحد في اي طريق سار حاول ان يكمل المسيرة بروح المسيح فوصل الى القداسة . ان مريم العذراء التي حياها الملاك قائلا” : (( المملوءة نعمة )) هي مثالنا الاعلى في طريق القداسة  فلنسر على خطاها ملبين دعوة المسيح للكمال الروحي

. اكرام : اعط مثالا” صالحا” باحترامك يوم الرب وكمل كل ما تفعله بروح الله , فهذا طريق

القداسة
نافذة : اجذبيني وراءك ايتها العذراء القديسة
السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

 الخميس 23 مايو: المحبة علامة المسيحي
ان الله محبة , ومن يثبت في المحبة فقد ثبت في الله , وثبت فيه . هذا ما يقوله لنا مار يوحنا الحبيب ( 1يوحنا 4 : 16 )، قد افاض الله حبه في قلوبنا بالروح القدس الذي أعطيناه ( روما 5:5 ) . ومن ثم فاولى الهبات واهمها هي المحبة , التي نحب بها الله فوق كل شيء والقريب حبا” بالله . ومن اجل ان تنمو المحبة في داخل النفس كالزرع الجيد في ارض صالحة , وتأتي بثمار صالحة وفيرة , يجب على المؤمن ان يصغي بطيب خاطر الى كلمة الله , ويتمم بالعمل ارادة الله , ويمارس باستمرار الاسرار التي وضعها ربنا في كنيسته كقنوات لنعمه , ولاسيما سر القربان الاقدس . وعليه ان يوظب على الصلاة ونكران الذات , والخدمة الاخوية المتجردة . وممارسة مختلف الفضائل . ان تلميذ المسيح الحقيقي يعرف من محبته سواء نحو ربه أو نحو قريبه . ولقد احبت مريم بكل جوارحها فاستحقت ان تكون المختارة للامومة الالهية , واحبت البشر فاعطتهم يسوع , وهي لاتزال تحبنا فتفيض علينا النعم وترشدنا الى المحبة وطوبى لمن يتعاطف مع هذه النعم و يمارس المحبة فعلا , آمين .      

اكرام : قدم خدمة للقريب حبا”بالله واقتداء بمريم
نافذة: اضرمي المحبة في قلوبنا يا ام المحبة الالهية

 السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء            

                              –

الجمعة24 مايو:

المسيحي رسول في محيطه

عندما يقتبل المسيحي سر العماذ , يصبح عضوا ً في جسد المسيح السري , الذي هو الكنيسة وبقوة هذا السر ينال ختما ً روحيا ً لايمحى هو علامة انتمائه الى المسيح , ورمز اشتراكه
بكهنوت المسيح , هذا الاشتراك الذي يخوله نيل الاسرار الاخرى والاشتراك بحياة الجماعة
المسيحية . ان هذا الانتماء للمسيح الذي بدأ بالعماذ , يجب ان ينمو ويصبح نشطا ً في حياة المؤمن  بحيث يصبح كل مسيحي رسولا ً في محيطه , كالخميرة في العجين حسب تعبير ربنا له المجد . ويعطي شهادة حية لايمانه وانتمائه وذلك باعماله الصالحة وتصرفاته الحسنة مع الآخرين . في داخل الاسرة مع الكبار والصغار , ومع زملائه في محيط عمله , بحيث تكون اعماله ونشاطاته مطابقة لارادة الرب وتعاليمه وبذلك يحقق قول ربنا : “ليضيء نوركم قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات”
(متى 5 : 16 ) . ان مريم ام الكنيسة تساعد بكل تأ كيد كل من يلتجيء اليها طالبا ً عونها في تأ دية رسالته وتلهمه طريق الخير والصلاح ليكون رسولا ً حقيقيا ً للرب .

اكرام: امتنع عن التلفظ بالكلام الجارح او البذيء ولا تحلف باسم الله بالباطل

نافذة: يا سلطانة الرسل علمينا طريق الخير

السر الثالث من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-صلاة افرحي يا ملكة السماء

السبت 25 مايو:

.تسليم ارادتنا لله

ان مختلف الصلوات التي نرفعها الى الله وقديسيه , اكانت صلوات طقسية ام الصلوات التقوية الفردية ,تنتهي كلها بكلمة الختام وهي (( آمين )) التي تعني (( هكذا فليكن )) . اي اننا في ختام صلواتنا نسلم ارادتنا لله كليا ً اذ نقول هكذا فليكن يارب . ان هذه الكلمة البسيطة تعبر عن امرين : اولهما أمل متواضع في نفوس المصلين في ان يستجيب الله لصلواتهم وطلباتهم , وثانيهما تسليم ارادة المصلين لارادة الله السامية , فالله يعرف احتياج البشر قبل ان يطلبوا فيستجيب لهم كما يحسن لديه . وفي الحالتين فاننا نتصرف على مثال مريم التي قالت
للملاك جبرائيل : (( ها انذا امة الرب فليكن لي كقولك )) . انها كلمات الثقة والايمان والاستسلام التام لمشيئة الله. من الضروري جدا ً في حياتنا ان نتوجه دائما ً بالصلاة الى الرب , ونضع انفسنا ومن يحيط بنا واعمالنا تحت انظاره الابوية بكلمة (( آمين )) نابعة من القلب , وكلها ثقة وامل وحب وايمان . وهو الاب الرحوم الذي يمنح عطايا صالحة
لا بنائه لن يهملنا ولن يتوانى عن تلبية طلباتنا وتحقيق آمالنا .                       

اكرام :سلم ارادتك دائما ً لله في السراء والضراء فهو أب رحوم

نافذة: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض

الأحد 26 مايو:

ألم مريم تحت الصليب

” وكانت واقفة عند صليب يسوع امه”( يوحنا 19 : 27 ) . ان مار يوحنا الانجيلي اراد ان يذكرنا في سرده حوادث الآم المسيح بوجود مريم قرب يسوع في ساعاته الاخيرة عندما اختتم رسالته الخلاصية واتم عمل الفداء . لقد كانت هناك لتقدم ابنها ذبيحة للاب الازلي مشتركة بعمل الفداء لا من بعيد بقبولها بتضحية ابنها فحسب , ولكن من قريب بحضورها المباشر تحت الصليب . ولذا قيل ان مريم . اشتركت فعلا ً بالفداء عندما اعتصر الألم قلبها
الوالدي وهي ترى البريء يتجرع كاس العذاب ويقتل , فقبلت بملء ارادتها اتمام مخطط الله الخلاصي بشخص ابنها وقبلت بطواعية كاملة ذبيحة الجلجلة الدموية , وصمدت الى جانبه راضية بالمحرقة . لنطلب من مريم ان تهبنا قليلا من محبتها وعونها في المحن والآلآم التي نمر بها في حياتنا . فلا بد للانسان ان يمر بفترات صعبة في حياته . ففي تلك الساعات الحرجة الاليمة لنرفع افكارنا نحو مريم ونتأملها وهي تحت الصليب فنستلهم منها قوة للصمود . واذا كان لابد من التضحية احيانا ً فلنقدمها مع مريم لتكتسب قيمة في نظر الله

اكرام : تأمل بمريم الحزينة تحت الصليب خاصة في وقت المحن
نافذة: يا أم الاحزان عزّي الحزانى

الأثنين 27 مايو –

قيامتنا بالمسيح

من بين اسرار الوردية التي نتأمل بها , سر القيامة . وهو وان كان يذكرنا بقيامة المسيح , لكنه

يشير ايضا ً الى قيامتنا . فأن المسيح قد قام من القبر , وكان لقيامته بالغ الأثر في مصير البشرية , لانه هو راس الكنيسة ونحن اعضاؤها , فكما انتصر المسيح على الموت بقيامته , هكذا سنقوم معه من وهدة الأثم وننتصر على الموت . ان المسيح هو آدم الجديد الذي اصلح ما افسده آدم الاول بمعصيته , فشق للانسان الطريق الى السماء والى السعادة في ظل الله , ولهذا يردد مار بولص قائلا ً : (( كما ان المسيح قد قام هكذا نحن سنقوم معه )) . ليس الموت نهاية الانسان او تلاشيه , والا لما بقي معنى للحياة , ولما بقي قيمة للعمل والانشطة , بل هو مرحلة عبور للقاء الله , هو اغماضة عن هذه الدنيا من اجل انفتاح في اللامتناهي وفي الكمال حيث لاخوف ولا ألم , بل الخير الكامل والجمال الكامل , وحيث لاصراع بين شر وخير , بل حب كامل , والانسان طالما يتوق الى الكمال وهو على الارض لكن لايناله الا في السماء . ما أجمل ان نتأمل بهذه الحقائق التي تبعث الامل والفرح في النفس المؤمنة حين تلاوة مسبحة الوردية

اكرام: شجع الكتب الدينية واقتنيها واقرأها وضعها في متناول ذويك

نافذة: من كان للعذراء مكرّماً ، لن يدركه الهلاك ابدا

 ً .                       

الثلاثاء 28 مايو

مواهب الروح القدس

ان سفر (( اعمال الرسل )) الذي يروي لنا خطوات الكنيسة الاولى بعد صعود ربنا الى السماء , يخبرنا ان الرسل كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة , وان مريم أم يسوع كانت معهم

( اعمال 1 : 12 _ 15 ) . فهي كما اتمت دورها قرب يسوع طوال حياته , فقد ارادت أن تكمل دورها كأم لتلاميذه , فعملت على جمع شملهم ورفع معنوياتهم وتثبيتهم في الصلاة بنفس واحدة , بانتظار موعد الروح القدس . ويخبرنا هذا الكتاب النفيس ايضا ً ان الروح القدس هبط على التلاميذ بعد عشرة أيام من مواظبتهم على الصلاة فأستقر عليهم واحدا ً واحدا ً , فأشتدت عند ذاك عزيمتهم , واخذوا ينادون بأسم المسيح بلا خوف .
وافادته روحيا ً وقربته من الكنيسة ومن فهم الحقائق الدينية فقرر ان يعيد الكرة في السنوات اللاحقة. اننا نعتقد كل الاعتقاد ان مريم لاتزال تكمل دورها الوالدي مع الكنيسة . فكما ساعدت الرسل فهي لاتزال تساعد كنيسة اليوم . كما نؤمن ايضا ً أن الروح القدس لايزال يمنح مواهبه لنا . فمنذ قبولنا العماذ والميرون حل الروح القدس فينا ونلنا به المواهب أما ثمر الروح فهي على حد قول الرسول بولص : (( المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف ودماثة الأخلاق والأيمان والوداعة والعفاف )) . ( غلاطية 5 : 22 _ 23 ) .
فلنحيا اذا ً حسب هذه المواهب السامية التي حلت فينا بحلول الروح القدس , وبظل مريم العذراء أم الكنيسة . آمين ..

اكرام: اشترك بالأعمال الخيرية في كنيستك حبا ً بمريم

نافذة: يا أم النعمة الألهية أفيضي علينا نعم السماء

الأربعاء 29 مايو

انتقال العذراء الى السماء

قالت مريم في نشيد تعظم نفسي الرب الذي رددته يوم زيارتها لنسيبتها اليشباع أن الرب (( رفع المتواضعين ))ولقد تحقق هذا القول في شخصها , اذ استحقت من الأب السماوي نعمة وامتيازا ً لم يمنح لغيرها من البشر مكافأة لتواضعها العميق , وحياة الألم التي عاشتها , وهذا الأمتياز هو انتقالها بالنفس والجسد الى السماء . انها مكافأة خاصة بمريم , اذ لم يكن معقولا ً ولا مقبولا ً أن يخضع للموت ذاك الجسد الطاهر الذي منه ولد الكلمة الألهية . كيف تضم الارض هذا الجسد النقي أو كيف يمكن للعناصر ان تحلله وتلاشيه ؟
ان انتقال مريم الى السماء بالنفس والجسد عقيدة ايمانية لها جذورها في التقليد الديني المتواتر عبر التأريخ في الشرق والغرب . ان للجسد في التفكير المسيحي حرمة وكرامة وقداسة لأنه هيكل الروح القدس منذ أن يحل فيه بالعماذ أولا ً ويتغذى بالقربان المقدس من ثم . فهو مزمع أن يقوم بالمجد في العالم العتيد . فلنجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لله لنستحق المجد السماوي قرب مريم العذراء . آمين .

اكرام: اقصد ان تصلي يوميا ً صلاة خاصة بمريم والتزم بقصدك

نافذة: يا باب السماء صلّي لأجلنا

الخميس 30 مايو )خميس الصعود)

فها مُنذ الآن تطوبني جميع الأجيال

ان مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته الى الله ومطلعه (( تعظم نفسي الرب )) اشارت بكلمات كلها نبؤة الى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان , عندما قالت : (( فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال اليها التجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر النصرانية والى اليوم…
وبأ سمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم . وبمثالها السامي اقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة واكراما ً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة والكنائس الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها , وليس هناك بقعة ارتفع عليها صليب الاّ وقامت فيه كنيسة اكراما ً لها , أو مذبح مخصص لإكرامها . وكم استوحى الفنانون حياتها وجمالها , فأ لفوا الكتب الضافية , والقصائد العصماء , والتراتيل العذبة , والموسيقى الخلابة , واللوحات الرائعة , والتماثيل المتقنة. وكانت مريم ولا تزال وستبقى على الدوام فخر ابنائها , تفتح ذراعيها لحمايتهم من كل سوء أو خطر روحي أو مادي . ونحن على خطى أجدادنا الصالحين نحيي العذراء ونطوبها دائما ً . آمين .

اكرام :تعلم صلاة (( السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة )) وعلمها لأهل بيتك , ورددها دائما ً

نافذة: يا شفوقة يا حنونة يا حلوة تضرعي لأجلنا

صلاة في عيد الصعود:

يا يسوع، أكرمك في يوم صعودك الى السماء وأفرح من كل قلبي من أجل المجد عند دخولك لتملك ملكك على السماء والأرض، فامنحني النعمة بعد أن تنتهي معركة الحيـاة أن أشترك معك في فرحك وانتصارك في السماء الى الأبد. يا يسوع، أؤمن بأنك دخلت الى مُلكك المجيد لتُعد لي مكانا لأنك وعدت أن تأت ثانية لتأخذني اليك، فامنحني أن أنال فقط فرح أن أكون أخاً لك وحبك لكي أستحق أن أتحد بك ومعك في السماء، وحينما تأت ساعة عودتي الي وطني السماوي وعندا أظهر أمام أبوك السماوي لأقدم حساب حياتي على الأرض فارحمني يا يسوع ولا تتركني. ان حبك لي يا يسوع قد نقلني من الشر الي الخير، ومن التعاسة الي السعادة، فاعطني نعمة أن أعلوا فوق ضعفاتي البشرية فإن بشريتك هي التي تعطيني الشجاعة والقوة عند ضعفي وتحررني من خطاياي. امنحني بنعمتك يا يسوع، الثبات لأنك دعوتني ووهبتني الإيمان بك، فاجعلني أحيا به وآت الي النعيم الأبدي هذا الذي وعدت به مؤمنيك. لقد أحببتني يا يسوع فساعدني أن أحبك وأسألك ان تمنحني نعمة الثبات في حبك. أن عنايتك الدائمة بي تضع في الثقة في طلبتي هذه، فارشد خطواتي يا سيدي وقدني الي حياة المجد التي أعددتها لـمحبيك، واجعلني أنموا في القداسة فأقدم لك دائما الشكر بحياتي وخدمتي الأمينة لك. آمين.                 

الجمعة31 مايو

مَريم العذراء آية الرجاء لشعب الله

ان مريم العذراء الممجدة في السماء نفسا ً وجسدا ً , هي صورة للكنيسة , وبداية لكمالها في الدهر الآتي فهي تسطع على الارض الى أن يأتي يوم الرب , كآية لرجاء اكيد , وعزاء لشعب الله المغترب في هذا العالم . ان جميع الشعوب تطوب البتول الكلية القداسة في أرجاء المعمورة , ويتهافتون على اكرامها بحماس حار وقلب ورع . فلنتضرع بالحاح الى الأم التي أحاطت بصلواتها وعنايتها الطلائع الاولى للكنيسة والتي تسمو الآن في المجد على جميع الطوباويين والملائكة , لكي تشفع لدى ابنها في شركة جميع القديسين . ليكن اكرامنا لها متواصلا ً , لا في هذا الشهر فقط , بل في كل أيام حياتنا . لنهرع اليها بحب بنوي , وثقة عالية , ونتضرع اليها بقلب منسحق لترشدنا على الدوام الى الخير والى الكمال وفي آخر الأمر نحو الله ابينا . هي تبارك اسرنا واعمالنا , وتنظر بحنان الى وطننا والمسؤولين عن
ادارته , وتسكب الخيرات على جميع الشعوب سواء الذين يتحلون بأسم المسيح أو الذين لم يعرفوا مخلصهم بعد . وليكن اسمها مباركا ً ابد الدهور . آمين ثم آمين

اكرام: ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية
نافذة: يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا

تلاوة المسبحة الوردية

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

 التقدمة: أيتها البتول الكلية الرأفة، سيدتي، إني أقدم لك هذه المسبحة الوردية, بحسب نية جميع أبناؤكِ المتقين الذين أرضوك بهذا الإكرام المقدس فأسألك، أيتها السيدة العطوف, أن تقبليني في شركتهم, وتقبلي مني هذا الإكرام بإستحقاقات فضائلهم. آمين.

صلاة للروح القدس: هلّم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك. هلم يا أبا المساكين. هلم يا معطي المواهب. هلم يا ضياء القلوب. أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب، أيتها الإستراحة اللذيذة. أنت في التعب راحة، وفي الحر إعتدالٌ، وفي البكاء تعزية. أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك، لأنه بدون قدرتك لا شيء في الإنسان ولا شيء طاهر: طهَّر ما كان دنساً،أسق ما كان يابساً، أشف ما كان مريضاً، ليّن ما كان صلباً,،أضرم ما كان بارداً، دّبر ما كان حائداً. أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع، وإمنحهم ثواب الفضيلة، هب لهم غاية الخلاص، وأعطهم السرور الأبدي.

او تتلى الصلاة التالية: يـا روح الله القدوس، يا من جعلتني أرى كل شيئ، وعرّفتني الطريق للوصول الى الـكمال، أنت الذى منحتنـي النعمة الإلهيـة لأسامح ولأتغاضى عن الأساءة التى لحقتنـى، أنت الذى معي فى كل الأحداث الطارئـة فى حياتي، أشكرك على كل شيئ مؤكداً لك مرّة أخرى بأني لا ولن أريد أبداً أن أنفصل عنك مهما كانت مشتهياتي الدنياويـة. أنى أريد أن أكون معك ومع محبّيك فى الأمجاد السماويـة الأبديـة، فأشكرك على حبّك لي وللذين أُحبّهم بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الـمُلك والقوة والـمجد إلى الأبد. آمين.

فعل الندامة: يا ربي وإلهي, أنا نادم من كل قلبي, على جميع خطاياي, لأنه بالخطيئة

خسرت نفسي والخيرات الأبدية, وإستحققت العذابات الجهنمية.وبالأكثر أنا نادم, لأني

أغظتك وأهنتك, أنت يا ربي وإلهي المستحق كل كرامة ومحبة. ولهذا السبب أبغض الخطيئة فوق كل شرّ. وأريد بنعمتك أن أموت قبل أن أغيظك فيما بعد. وأقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة, وأن أفي,بقدر إستطاعتي, عن الخطايا التي فعلتها. آمين.

قانون الإيمان: نؤمن بإله واحد, آبٍ ضابط الكل, خالق السماء والأرض, كلما يرى وما لا يرى, وبرب واحد يسوع المسيح, إبن الله الوحيد, المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, مساوٍ للآب في الجوهر, الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر, ومن أجل خلاصنا نزل من السماء,وتجسد من الروح القدس, ومن مريم العذراء وتأنس. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي, تألم وقبر, وقام في اليوم الثالث, كما في الكتب. وصعد إلى السماء, وجلس عن يمين الآب, وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات, الذي لا فناء لملكه. وبالروح القدس. الرب المحيي, المنبثق من الآب والإبن, الذي هو مع الآب والإبن يسجد له ويمجد, الناطق بالأنبياء. وبكنيسة واحدة, جامعة, مقدسة, رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة, لمغفرة الخطايا, ونترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. آمين.

الصلاة الربيّة: أبانا الذي في السماوات, ليتقدَّس إسمُكَ, ليأت ملكوتك, لتكن مشيئتك,

كما في السماء كذلك على الأرض, أعطنا خبزنا كفافَ يومنا, واغفر لنا خطايانا, كما نحنُ نغفر لمن أخطأ إلينا. ولا تُدخلنا في التجارب, لكن نجِّنا من الشرير. آمين

السلام الملائكي: السلام عليك يا مريم, يا ممتلئةً نعمةً, الربُّ مَعَك, مباركةٌ أنتِ في النساء, ومباركةٌ ثمرةُ بطنكِ سيدُنا يسوعُ المسيح – ياقديسة مريم ياوالدة الله, صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة, الآن وفي ساعة موتِنا. آمين.

المجد: المجد للآبِ والابن والروحِ القدُس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين.  آمين

يا يسوع الحبيب: يا يسوع الحبيب, أغفر لنا خطايانا, نجّنا من نار جهنم، وخُذ إلى السماء جميع النفوس, خصوصًا تلك هي التي بأكثر حاجة إلى رحمتك. آمين.

صــلاة

أيّتها العذراء مريم، يا سلطانة الورديّة المقدّسة، يا من تحقّقت فيك جميع النبوءات وتحقّق وعد الله للبشر. فتشرّفت بحمل الإله مخلّص العالم وقدس الأقداس، وكنت له أمًّا حنونة رافقته طوال حياته على الأرض: فرحت بفرحه وحزنت بحزنه وتمجّدت بمجده. استحققت أن ندعوك شريكة في فداء العالم وخلاصه. فكنت أمًّا لجميع البشر منتَخَبة من الله لتكوني رسولة محبّة وسلام لأبنائه، تحقّقين رغبته وهي إنهاض البشر من الخطيئة وإزالة روح الشرّ من النفوس. أدركت سرّ الفداء فكان خلاص البشر عنوان رسالتك الطويلة وأسرعت بكلّ غيرة لإنقاذ أولادك من براثن الخطيئة. كيف لا! ولأجل ذلك تألّم ابنك ومات وتألّت معه. كانت جراحاته تطعن قلبك الطاهر الذي ما برح ينـزف دمًا بسبب خطايا العالم ومعاصيه، هذا العالم الذي يميل نحو الشرور ويسير بعكس إرادة الله ومشيئته.

ولكنّكِ الأم الشفوق الغيورة على خلاص أبنائك لا تريدين أن يهلك أحد منهم، فكانت ورديّتك التي تجسّد محبّتك لنا، سلاحًا لمحاربة الشرّ، عندما أصبح العالم ينهار رازحًا تحت نير الخطيئة.

نسألك أيتها الأم العطوف أن لا تدعينا نهلك وكوني لنا العون الدائم، واطلبي لنا من الله الرحمة والصفح عمّا فعلت أيدينا من مآثم. وكما استمعت لتضرّعات القدّيس عبد الأحد نسألك أيضًا أن تقبلي تضرّعاتنا، وتساعدينا أن نسير على خطاه، فنجعل من ورديّتك المقدّسة سلاحنا الدائم ضدّ كلّ الأخطار وتجارب الشرير. فنصلّيها بكلّ خشوع وحبّ لكي نستحقّ أن ننال بها شفاعتك وحبّك وحنانك وعطفك.

أيتها الأم الرؤوف كوني دومًا معنا ليكون السلام في بيوتنا ومجتمعاتنا، سلام المسيح الذي أحبّ العالم محبّة لا متناهية، فدفع ثمن خلاصه دمه وحياته.

اجعلينا يا مريم أن نسلك طرق الربّ القويمة وكوني شفيعتنا رغم تناسينا لك، لأنّنا ضعفاء، قوّينا بقوّة الروح القدس الذي حلّ عليك، فنكون رسلاً وشهودًا لكلمة الله القدّوس نحملها في قلوبنا وتكون الوحيدة على ألسنتنا لأنّ لا شيء أرفع وأسمى وأقدس منها.

عرّفينا يا أمّنا حقارة الأرض وبهاء السماء، لندرك مدى السعادة التي تنتظرنا. فيكون هذا العالم فقط مسرح جهاد يوصلنا للملكوت حيث السعادة الحقيقيّة بقرب خالقنا. فنستحقّ أن نشاهد مجده وعظمته، ويكون لنا شرف تسبيحه وتمجيده برفقة الملائكة والقدّيسين إلى دهر الدهور. آمين.

كيفية تلاوة المسبحة الورديـة

رسم إشارة الصليب

صلاة للروح القدس

فعل الندامة

تلاوة قانون الإيمان

التقدمة فى بدء تلاوة المسبحة

على الحبّة الكبيرة تحت الصليب،صلاة “الأبانا”

على الحبة الأولى من الحبات الثلاث: السلام للأب الذى خلقنا ثم السلام عليك يا مريم..

على الحبة الثانية:السلام للإبن الذى فدانا ثم السلام عليك يا مريم……….

على الحبة الثالثة:السلام للروح القدس الذى يحيينا ثم السلام عليكِ يا مريم…

المجد للآب والإبن والروح القدس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين. آمين

(ثم تتلى أسرار الوردية: الفرح، النور، الحزن، المجد. وعلى كل سر من الاسرار العشرين، نصلي “الأبانا” مرة، و”السلام” عشر مرات، و”المجد” مرة واحدة. هذا ويمكننا في نهاية كل سر أن نضيف بعد “المجد للآب” الصلاة التي علّمتها العذراء للأولاد الثلاث في فاطمة:”يا يسوع الحبيب، اغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ الى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة الى رحمتك”).

طوال هذا الشهر يتم تلاوة اسرار المجد لوقوعه في الخماسين المقدسة

أسرار الـمجد

أيَّتُها البَتول الطوباويَّة، إنّي أُقَدِّم لَكِ هذه خَمسَة أسرار المَجد، المُخْتَصَّة

بِمَجدِكِ ومَجد ابنك، عَن نُفوس إخوَتي المُعتَقَلين في المَطْهَر، لِكَيما يُخَلِّصَهُم الرَبّ الإلَه بِشَفاعَتِكِ مِن النيران المَطهَريَّة، ويُصعِدهُم إلى مَلَكوته السَّماوي. آمين.

1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا قام ابنك يسوع من بين الأموات. الثمرة : النهوض منالخطيئة (يوحنا1:20-29)

2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا صعد ابنك يسوع الى السماء.

الثمرة : الشوق ألى السماء (لوقا36:24-53)

3. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا حلّ الروح القدس عليكِ وعلى

الرسل الأطهار. الثمرة : الاصغاء لإلهامات الروح القدس (اعمال 1:2-41)

4. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا إنتقلتِ بالنفس والجسد للسماء. الثمرة :

الميتة الصالحة (من إعلان عقيدة انتقال السيدة العذراء –البابا بيوس الثاني عشر فى 8ديسمبر 1950).

 5. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا كُللتِ سلطانة على السموات والأرض. الثمرة : تكريم العذراء (رؤيا1:12).

صلاة: يا سُلطانة السماء والأرض، ألجالِسَة في حَضرَة المَلِك السَّماويّ، إقبَلي مِنّا هذا التَكريم، بِمَقام القُربان المَقبول لَدَيكِ ولدى يسوع ابْنِك. وأرسِليإلَينا نِعمَة الغُفران الكامِل على جَميعِ خَطايانا، ووَفِّقينا أن نَخدُمَكِ ونَعبُد إبنِك بِتمام المَحَبّة والغَيرة، مِن صَميم القَلب، بِواسِطَة هذه المَسبَحة الوَرديَّة، إلى النَفَس الأخير. وفي ساعَة مَوتِنا أحضَري عِندَنا، أيَّتُها الرَحومَة الشَفوقة، واطْرُدي عَنّا مَحافِل الجِن الخُبَثاء. ونَجّينا من العُقوبات الجُهَنَّميّة والمَطهَريَّة بِما أنَّكِ حِمايتنا. ونَوِّري عُقول المَسيحيِّين، وردّي الضالّين مِنّا إلى حَظيرَة الخِراف الناطِقَة، أعني بيعَة السَيِّد المَسيحيّة الحَقيقيّة، الجامِعَة، الرسوليّة. لِكَي بِرأيٍ واحِد وَفَمٍ واحِد، نُعَظِّمكِ ونُمَجِّد الثالوث الأقدس: الآب والإبن والروح القُدُس، الآن وإلى أبَد الآبدين. آمين.

– يا رَبّ إستَمِع صَلاتي.

– وَصُراخي إلَيكَ يأتي.

– فَلْتَستَرِح نُفوس المَوتى المؤمِنين.

– بِرَحمَة الله والسَّلام. آمين.

س : تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة

ج : لكي نستحق مواعيد المسيح

                          طلبـة العذراء مريـم الـمجيدة

كيـريـاليسون كريستياليسون (2)

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                            أنصت إلينـا

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                            إستجب لنـا يا رب

أيهـا الأب السـماوي                       ارحـمنـا يارب

يـا إبـن اللـه مخلص العالم                  ارحـمنـا يارب

أيهـا الروح القدس اللـه                     ارحـمنـا يا رب

أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد          إرحـمـنـا يارب

يـا قديسـة مريـم                            صلـى لأجلنــا

يـا والدة الله                               صلـى لأجلنــا

يـا عذراء العذارى                         صلـى لأجلنــا

يـا أم سيدنـا يسوع الـمسيح                 صلـى لأجلنــا

يـا أم النِعمـة الإلهيـة                       صلـى لأجلنــا

يـا أمـا طـاهـرة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عفيفـة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا غيـر مدّنـسة                              صلـى لأجلنــا

يـا أمـا بغيـر عيب                          صلـى لأجلنــا

يـا أمـا حبيـبة                              صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عجيـبـة                            صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمشورة الصالـحـة                   صلـى لأجلنــا

يـا أم الخـالـق                             صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمخلّص                            صلـى لأجلنــا

يـا أم الكنيسة                              صلـي لأجلنــا

يـا بتولا حـكـيـمة                           صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـكّرمـة                                  صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـمدوحـة                                 صلـى لأجلنــا

يـا بتولا قـادرة                             صلـى لأجلنــا

يـا يتولا حنـونـة                            صلـى لأجلنــا

يـا بتولا أمـينـة                             صلـى لأجلنــا

يـا مرآة العـدل                             صلـى لأجلنــا

يـا كرسي الحـكمة                         صلـى لأجلنــا

يـا سبب سرورنـا                          صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء روحيـا                                   صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء العِبـادة الجليلـة                           صلـى لأجلنــا

يـا وردة سـرّيـة                                   صلـى لأجلنــا

يـا أرزة لبنـان                             صلـى لأجلنــا

يـا برج داود                               صلـى لأجلنــا

يـا برج العــاج                             صلـى لأجلنــا

يـا بيت الذهـب                            صلـى لأجلنــا

يـا تابوت العـهـد                           صلـى لأجلنــا

يـا باب السـماء                            صلـى لأجلنــا

يـا نجـمة الصـبح                          صلـى لأجلنــا

يـا شفـاء الـمرضى                         صلـى لأجلنــا

يـا ملـجـأ الخطـأة                          صلـى لأجلنــا

يـا معـزيـة الحزانـى                         صلـى لأجلنــا

يـا معونـة النصارى                         صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الـملائكـة                             صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأبـاء                          صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأنبيـاء                        صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الرسـل                         صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الشهـداء                       صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الـمعتـرفيـن                     صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العذارى                          صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة جمـيع القديسيـن                       صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة السـموات والأرض              صلـى لأجلنــا

يا سلطانة حُبل بهـا بلا دنس الخطيئة الأصلية   صلى لأجلنـــا

يـا سلطانة إنتقلت للسماء بالنفس والجسد  صلى لأجلنـــا

يـا سلطانـة الورديـة الـمقدسة                صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العـائلات                      صلـى لأجلنــا

يا سلطانة الأخوة الأصاغر                صلي لأجلنـا 

يـا سلطانـة السـلام                         صلـى لأجلنــا

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم         انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم         استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم           ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.


[1] Stations of the Resurrection (Via Lucis) مترجم بتصرف

[2] منقول من موقع البيت الآرامي العراقي 

[3] صلوات درب القيامة رياضة طريق القيامة Via Lucis

 أن رياضة الطريق الى النور او درب القيامة Via Lucisهي رياضة روحية للتأمل في مراحل ما بعد قيامة السيد المسيح حتى حلول الروح القدس طوال فترة الخماسين المقدسة وتشمل المراحل الأربعة عشر كالتالي: يسوع يقوم من الموت (متى5:28-6)  – النساء وجدن القبر فارغا (متى1:28-6) – الرب القائم يظهر لمريم المجدلية (يوحنا16:20) – الرب القائم يظهر في الطريق الي عمواس (لوقا13:24-27) – يُعرف الرب القائم عند كسر الخبز (لوقا28:24-32) – الرب القائم يظهر للتلاميذ في أورشليم (لوقا36:24-39) – الرب القائم يعطي الرسل سلطان المغفرة (يوحنا22:20-23) – الرب القائم يقوي إيمان توما (يوحنا24:20-29) – الرب القائم يأكل مع تلاميذه على شاطئ بحر الجليل (يوحنا10:21-12) – الرب القائم يقول لبطرس “ارع غنمي” (يوحنا15:21-17) – الرب القائم يرسل رسله للعالم كله (متى16:28-20) – الرب القائم صعد الى السماء (أعمال 9:1-11)– انتظار الرسل في العليّة مع مريم (اعمال 12:1-14) و– الرب القائم أرسل الروح القدس (أعمال2:2-4)