كيف غيّر البابا فرنسيس صورة الكنيسة بدون المسّ بتعاليمها؟

كيف غيّر البابا فرنسيس صورة الكنيسة بدون المسّ بتعاليمها؟

ندى بطرس  – عن زينت

بعد حوالى ثلاث سنوات على تولّي البابا فرنسيس سدّة الرئاسة البطرسية، تبدو الكاثوليكية في العالم في تقدّم، على الرغم من التسريبات عن فساد ما وقضايا الاعتداء والتحرّش التي تعصف بالكنيسة. فما الذي تغيّر؟

بحسب مقال أعدّه جون بينغهام ونشره موقع telegraph.co.uk الإلكتروني، ثمة خمسة تحديثات أضفاها البابا فرنسيس وحوّل بها الكنيسة.

تغيير الشكل – البساطة

منذ لحظة وقوفه على شرفة بازيليك القديس بطرس في روما، كان واضحاً أنّ هذا البابا يتمتّع بنموذج مختلف من البابوية، خاصة لدى طلبه إلى المؤمنين الصلاة لأجله! وبدل اختيار اسم طويل له كمن سبقوه، اختار أن يكرّم القدّيس فرنسيس الأسيزي، معلناً بذلك تشديده على مسائل الفقر والبساطة. أضف إلى ذلك رفضه بعض الملابس البابوية، بما فيها تلك المزيّنة بفرو القاقم والحذاء الأحمر. أمّا من ناحية المسكن، ففضّل غرفة من غرف الكهنة في الفاتيكان على القصر الرسولي.

تغيير الأسلوب – الحركات

على الرغم من سنّه التي ستناهز الثمانين، برهن البابا فرنسيس أنّه حبراً أعظم مفعماً بالطاقة، ملأت صوره وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة. ومن احتضانه رجلاً مشوّهاً إلى غسل أرجل متّهمين، بمن فيهم امرأة مسلمة، يبدو أنّه يستمدّ وحيه من صفحات العهد الجديد!

تغيير الرسالة – الرحمة

كلّ رسالة علنيّة للبابا فرنسيس تضمّنت كلمة “الرحمة”. وعبر التشديد على الرحمة، وضّح الحبر الأعظم أنّه يتوقّع أن تقرن الكنيسة تعاليمها بالرأفة. ومن هنا، فهو يبعث برسالة  تشير إلى اعتماد “التساهل” بدون تغيير العقيدة.

تغيير الفاتيكان – الانفتاح

بعد بروز أزمة المزاعم عن سوء الإدارة في الفاتيكان وإخفاء قضايا التحرّش بالأطفال، أطلق البابا فرنسيس تسلسلاً هرمياً عبر تعيينه ثمانية كرادلة من خارج الفاتيكان بدأوا بوضع دستور جديد، على أن يلتزم مصرف الفاتيكان أيضاً بمعايير دولية في المحاسبة، وعلى أن تتمّ كذلك الموافقة المسبقة على موازنة الفاتيكان السنوية.

تغيير التعليم؟ العائلة

من الواضح أنّ “العائلة” احتلّت حيّزاً مهمّاً من اهتمام الأب الأقدس، خاصة بعد سينودسَين استثنائيين لمناقشة طريقة فهم الكنيسة لحياة العائلة، بما فيها مسائل الزواج المثلي ومنع الحمل وإنهاء حرم المطلّقين من المناولة، ممّا حمل الكرادلة التقليديين على إصدار تحذير عام ضدّ أيّ تغيير لتعاليم الكنيسة العائدة إلى ألفي سنة بشأن الحياة الزوجيّة. إلّا أنّ “الرحمة” هي التي سيطرت في النهاية على قرارات الأساقفة.