ماذا أفعَلُ لكرمي؟  تأمل في قراءات الأحد 27 يوليو 2014 الموافق الأحد الأول من مسرى1730

ماذا أفعَلُ لكرمي؟ تأمل في قراءات الأحد 27 يوليو 2014 الموافق الأحد الأول من مسرى1730

ماذا أفعَلُ لكرمي؟

تأمل في قراءات الأحد 27 يوليو 2014 الموافق الأحد الأول من مسرى1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

9وابتَدأَ يقولُ للشَّعبِ هذا المَثَلَ:”إنسانٌ غَرَسَ كرمًا وسلَّمَهُ إلَى كرّامينَ وسافَرَ زَمانًا طَويلاً. 10وفي الوقتِ أرسَلَ إلَى الكَرّامينَ عَبدًا لكَيْ يُعطوهُ مِنْ ثَمَرِ الكَرمِ، فجَلَدَهُ الكَرّامونَ، وأرسَلوهُ فارِغًا. 11فعادَ وأرسَلَ عَبدًا آخَرَ، فجَلَدوا ذلكَ أيضًا وأهانوهُ، وأرسَلوهُ فارِغًا. 12ثُمَّ عادَ فأرسَلَ ثالِثًا، فجَرَّحوا هذا أيضًا وأخرَجوهُ. 13فقالَ صاحِبُ الكَرمِ: ماذا أفعَلُ؟ أُرسِلُ ابني الحَبيبَ، لَعَلَّهُمْ إذا رأَوْهُ يَهابونَ! 14فلَمّا رَآهُ الكَرّامونَ تآمَروا فيما بَينَهُمْ قائلينَ: هذا هو الوارِثُ! هَلُمّوا نَقتُلهُ لكَيْ يَصيرَ لنا الميراثُ! 15فأخرَجوهُ خارِجَ الكَرمِ وقَتَلوهُ. فماذا يَفعَلُ بهِمْ صاحِبُ الكَرمِ؟ 16يأتي ويُهلِكُ هؤُلاءِ الكَرّامينَ ويُعطي الكَرمَ لآخَرينَ”. فلَمّا سمِعوا قالوا: “حاشا!”. 17فنَظَرَ إليهِمْ وقالَ:”إذًا ما هو هذا المَكتوبُ: الحَجَرُ الذي رَفَضَهُ البَنّاؤونَ هو قد صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ 18كُلُّ مَنْ يَسقُطُ علَى ذلكَ الحَجَرِ يترَضَّضُ، ومَنْ سقَطَ هو علَيهِ يَسحَقُهُ!”. 19فطَلَبَ رؤَساءُ الكهنةِ والكتبةُ أنْ يُلقوا الأياديَ علَيهِ في تِلكَ السّاعَةِ، ولكنهُمْ خافوا الشَّعبَ، لأنَّهُمْ عَرَفوا أنَّهُ قالَ هذا المَثَلَ علَيهِمْ. لوقا  20: 9- 19)

نص التأمل

ما سر هذا الحب العظيم الذي يحير قلب الله

لماذا هذا الإهتمام المبالغ فيه نحو كرمة مجرد كرمة

وهو خالق الكرمة وهو ا الذي يغذي الكرم ويصنعه

وامكاناته تستطيع لو شاء ومتى شاء ان يبني ويشيد ويخلق ملايين

مثله..أفضل منه … عوضا عنه…. هذا هو سؤالنا الملح  في تأمل اليوم

ولنفهم جيدا هذا المثل الرهيب علينا أن نعود إلى التاريخ تاريخ الخلاص

لنرجع سويا إلى مسيرة شعب الله في البرية مع موسى وكيف خطئوا إلى الرب

“1ولَمّا رأَى الشَّعبُ أنَّ موسَى أبطأَ في النُّزولِ مِنَ الجَبَلِ، اجتَمَعَ الشَّعبُ علَى هارونَ وقالوا لهُ:”قُمِ اصنَعْ لنا آلِهَةً تسيرُ أمامَنا، لأنَّ هذا موسَى الرَّجُلَ الذي أصعَدَنا مِنْ أرضِ مِصرَ، لا نَعلَمُ ماذا أصابَهُ”. 2فقالَ لهُمْ هارونُ:”انزِعوا أقراطَ الذَّهَبِ التي في آذانِ نِسائكُمْ وبَنيكُمْ وبَناتِكُمْ وآتوني بها”. 3فنَزَعَ كُلُّ الشَّعبِ أقراطَ الذَّهَبِ التي في آذانِهِمْ وأتَوْا بها إلَى هارونَ. 4فأخَذَ ذلكَ مِنْ أيديهِمْ وصَوَّرَهُ بالإزميلِ، وصَنَعَهُ عِجلاً مَسبوكًا. فقالوا:”هذِهِ آلِهَتُكَ يا إسرائيلُ التي أصعَدَتكَ مِنْ أرضِ مِصرَ”. 5فلَمّا نَظَرَ هارونُ بَنَى مَذبَحًا أمامَهُ، ونادَى هارونُ وقالَ:”غَدًا عيدٌ للرَّبِّ”. 6فبَكَّروا في الغَدِ وأصعَدوا مُحرَقاتٍ وقَدَّموا ذَبائحَ سلامَةٍ. وجَلَسَ الشَّعبُ للأكلِ والشُّربِ ثُمَّ قاموا للَّعِبِ.

7فقالَ الرَّبُّ لموسَى:”اذهَبِ انزِلْ. لأنَّهُ قد فسَدَ شَعبُكَ الذي أصعَدتَهُ مِنْ أرضِ مِصرَ. 8زاغوا سريعًا عن الطريقِ الذي أوصَيتُهُمْ بهِ. صَنَعوا لهُمْ عِجلاً مَسبوكًا، وسجَدوا لهُ وذَبَحوا لهُ وقالوا: هذِهِ آلِهَتُكَ ياإسرائيلُ التي أصعَدَتكَ مِنْ أرضِ مِصرَ”. 9وقالَ الرَّبُّ لموسَى:”رأيتُ هذا الشَّعبَ وإذا هو شَعبٌ صُلبُ الرَّقَبَةِ. 10فالآنَ اترُكني ليَحمَى غَضَبي علَيهِمْ وأُفنيَهُمْ، فأُصَيِّرَكَ شَعبًا عظيمًا“. 11فتَضَرَّعَ موسَى أمامَ الرَّبِّ إلَهِهِ، وقالَ:”لماذا يارَبُّ يَحمَى غَضَبُكَ علَى شَعبِكَ الذي أخرَجتَهُ مِنْ أرضِ مِصرَ بقوَّةٍ عظيمَةٍ ويَدٍ شَديدَةٍ؟ 12لماذا يتكلَّمُ المِصريّونَ قائلينَ: أخرَجَهُمْ بخُبثٍ ليَقتُلهُمْ في الجِبالِ، ويُفنيَهُمْ عن وجهِ الأرضِ؟ اِرجِعْ عن حُموِّ غَضَبِكَ، واندَمْ علَى الشَّرِّ بشَعبِكَ. 13اُذكُرْ إبراهيمَ وإسحاقَ وإسرائيلَ عَبيدَكَ الذينَ حَلَفتَ لهُمْ بنَفسِكَ وقُلتَ لهُمْ: أُكَثِّرُ نَسلكُمْ كنُجومِ السماءِ، وأُعطي نَسلكُمْ كُلَّ هذِهِ الأرضِ التي تكلَّمتُ عنها فيَملِكونَها إلَى الأبدِ”. 14فنَدِمَ الرَّبُّ علَى الشَّرِّ الذي قالَ إنَّهُ يَفعَلُهُ بشَعبِهِ.

15فانصَرَفَ موسَى ونَزَلَ مِنَ الجَبَلِ ولَوْحا الشَّهادَةِ في يَدِهِ: لوحانِ مَكتوبانِ علَى جانِبَيهِما. مِنْ هنا ومِنْ هنا كانا مَكتوبَينِ. 16واللَّوْحانِ هُما صَنعَةُ اللهِ، والكِتابَةُ كِتابَةُ اللهِ مَنقوشَةٌ علَى اللَّوْحَينِ. 17وسَمِعَ يَشوعُ صوتَ الشَّعبِ في هُتافِهِ فقالَ لموسَى:”صوتُ قِتالٍ في المَحَلَّةِ”. 18فقالَ: “ليس صوتَ صياحِ النُّصرَةِ ولا صوتَ صياحِ الكَسرَةِ، بل صوتَ غِناءٍ أنا سامِعٌ”. 19وكانَ عِندَما اقتَرَبَ إلَى المَحَلَّةِ أنَّهُ أبصَرَ العِجلَ والرَّقصَ، فحَميَ غَضَبُ موسَى، وطَرَحَ اللَّوْحَينِ مِنْ يَدَيهِ وكسَّرَهُما في أسفَلِ الجَبَلِ. 20ثُمَّ أخَذَ العِجلَ الذي صَنَعوا وأحرَقَهُ بالنّارِ، وطَحَنَهُ حتَّى صارَ ناعِمًا، وذَرّاهُ علَى وجهِ الماءِ، وسقَى بَني إسرائيلَ.

21وقالَ موسَى لهارونَ:”ماذا صَنَعَ بكَ هذا الشَّعبُ حتَّى جَلَبتَ علَيهِ خَطيَّةً عظيمَةً؟”. 22فقالَ هارونُ:”لا يَحمَ غَضَبُ سيِّدي. أنتَ تعرِفُ الشَّعبَ أنَّهُ في شَرٍّ. 23فقالوا ليَ: اصنَعْ لنا آلِهَةً تسيرُ أمامَنا، لأنَّ هذا موسَى الرَّجُلَ الذي أصعَدَنا مِنْ أرضِ مِصرَ، لا نَعلَمُ ماذا أصابَهُ. 24فقُلتُ لهُمْ: مَنْ لهُ ذَهَبٌ فليَنزِعهُ ويُعطِني. فطَرَحتُهُ في النّارِ فخرجَ هذا العِجلُ”. 25ولَمّا رأَى موسَى الشَّعبَ أنَّهُ مُعَرًّى لأنَّ هارونَ كانَ قد عَرّاهُ للهُزءِ بَينَ مُقاوِميهِ، 26وقَفَ موسَى في بابِ المَحَلَّةِ، وقالَ:”مَنْ للرَّبِّ فإلَيَّ”. فاجتَمَعَ إليهِ جميعُ بَني لاوي. 27فقالَ لهُمْ: “هكذا قالَ الرَّبُّ إلَهُ إسرائيلَ: ضَعوا كُلُّ واحِدٍ سيفَهُ علَى فخِذِهِ ومُرّوا وارجِعوا مِنْ بابٍ إلَى بابٍ في المَحَلَّةِ، واقتُلوا كُلُّ واحِدٍ أخاهُ وكُلُّ واحِدٍ صاحِبَهُ وكُلُّ واحِدٍ قريبَهُ”. 28ففَعَلَ بَنو لاوي بحَسَبِ قَوْلِ موسَى. ووَقَعَ مِنَ الشَّعبِ في ذلكَ اليومِ نَحوُ ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ. 29وقالَ موسَى:”املأُوا أيديَكُمُ اليومَ للرَّبِّ، حتَّى كُلُّ واحِدٍ بابنِهِ وبأخيهِ، فيُعطيَكُمُ اليومَ بَرَكَةً”.

30وكانَ في الغَدِ أنَّ موسَى قالَ للشَّعبِ:”أنتُمْ قد أخطأتُمْ خَطيَّةً عظيمَةً، فأصعَدُ الآنَ إلَى الرَّبِّ لَعَلِّي أُكَفِّرُ خَطيَّتَكُمْ”. 31فرَجَعَ موسَى إلَى الرَّبِّ، وقالَ:”آهِ، قد أخطأَ هذا الشَّعبُ خَطيَّةً عظيمَةً وصَنَعوا لأنفُسِهِمْ آلِهَةً مِنْ ذَهَبٍ. 32والآنَ إنْ غَفَرتَ خَطيَّتَهُمْ، وإلا فامحُني مِنْ كِتابِكَ الذي كتَبتَ”. 33فقالَ الرَّبُّ لموسَى:”مَنْ أخطأَ إلَيَّ أمحوهُ مِنْ كِتابي. 34والآنَ اذهَبِ اهدِ الشَّعبَ إلَى حَيثُ كلَّمتُكَ. هوذا مَلاكي يَسيرُ أمامَكَ. ولكن في يومِ افتِقادي أفتَقِدُ فيهِمْ خَطيَّتَهُمْ“. 35فضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعبَ، لأنَّهُمْ صَنَعوا العِجلَ الذي صَنَعَهُ هارونُ.

إيجازا :

نستطيع ان نرى في نص العهد القديم ان الله هو الذي صنع الشعب وهو أخرجهم من العبودية بمصر

وهو حاضر معهم يرعاهم يوما بيوم ويقودهم في مسيرة مهيبة نحو ارض الميعاد

وهو الذي شق البحر امامهم فهربوا واغرق العدو امام أعينهم

وهو الذي يعولهم بالمن السماوي يوما بيوم ويظلل عليه نهاراً وينيرهم بسحابة بالليل

من الجهة الأخرى:

نرى الشعب ينسى كل هذا في لحظة ويحيد عن طريق الرب سريعا

ويصنع عجلاً من ذهب جمعوه  وصهروه وصنعوه امام اعينهم

ويهتف ببلاهة: ” هذه آلهتك يا إسرائيل التي أخرجتك من ارض مصر”

كل هذا تحت عين وبصر وبرعاية رئيس الكهنة هارون…

ويأكلون ويشربون ويرقصون أمامه ثم يمضون في لهو غريب…

هكذا كان الشعب ايام يسوع:

يأكلون ويشربون ويرقصون أمامه ثم يلهون ويتلهون عن الرب إلههم

تحت عنيون وبقيادة  الكتبة والفريسيين والكهنة واللاويين

والغريب أن يسوع حاول ان ينبههم غلى الوضع الخطير الراهن وتبعاته…

ففي مثل الكرامين القتلة يشرح لهم ان الشعب هو كرم الرب

وانه يطلب ثماره الصالحة من الرعاة الذين إئتمنهم عليه

لكن الرعاة فسدوا وقاتلوا وقتلوا كل من حاول ان ينببههم إلى وجوب الإصلاح

          وحتى الإبن الوحيد والحبيب – يسوع- تآمروا عليه ليقتلوه  فقتلوه…

النتيجة التي استخرجها الرب من المثل

هي المصير السود الرهيب الذي ينتظر هؤلاء من صاحب الكرم

فماذا يَفعَلُ بهِمْ صاحِبُ الكَرمِ؟

يأتي ويُهلِكُ هؤُلاءِ الكَرّامينَ ويُعطي الكَرمَ لآخَرينَ”.

وهو ما صرخوا حين سمعوه: ” فلَمّا سمِعوا قالوا: “حاشا!”.

 فما ردك إذا أرسل الرب اليوم من يطلب من ثمار كرمك؟؟