ما قدرتش على مصر… إضرب سوريا

ما قدرتش على مصر… إضرب سوريا


ماذا جرى للعالم

الأب بولس جرس

سؤال يلح علىّ بشدة في هذه اللحظة:

هل باتت مصائر الشعوب وحياة الأبرياء وأمن البشر مجرد لعبة في أيدي ذوي المصالح المتضاربة يداولونها باستخفاف كما يتداول السكارى أوراق اللعب على موائد القمار؟

هل يدعم الغرب اليوم في صف من حارب لسنوات طوال في افغانستان وباكستان واليمن وإيران وهل يؤيد الآن من يقطع رؤوس الأبرياء ويسلخ جلودهم ؟هل بات الغرب يساند من ينتزع قلبا من جسد رجل سحله بوحشية ويلتهمه وهو يهلل “الله أكبر” !!

سؤال آخر هو ما عسى تبغي أمريكا وأوروبا من التدخل العسكري اليوم في بلد كسوريا بعد ان حول تدخلهما السياسي والإرهابي غوطة الشام ذلك الفردوس الأرضي إلى جحيم لا يطاق ودمر المدن الجميلة واحرق الأخضر وقضى على كل بنية تحتية؟

إن ما يجري اليوم في سوريا هو سكب للزيت المغلى على جسد يكتوي بنار حرب أهلية لسنوات عديدة. قبلها كان هذا البلد يعيش في آمن ورخاء فهو البلد الوحيد في العالم الذي لا يرزح تحت عبْ الديون الخارجية وهو البلد العربي الوحيد الذي تتكفل فيه الدولة ببناء الكنائس والأديرة كما تبني المساجد. وهو البلد العربي الوحيد الذي تحظى فيه الأقلية المسيحية بكامل الحرية في العبادة بلا أي تمييز عنصري سوريا الحضارة السوريانية القديمة، سوريا الحضارة المسيحية العريقة سوريا الإسلام الأصيل، سوريا العروبة الحقة سوريا الشعب الرائع.

ثم كيف تساند السعودية الجيش المصري ضد الإسلاميين بينما تقف ضد الجيش السوري الوطني مع نفس الإسلاميين الذين تناصبهم العداء في مصر؟ وهل تريد قطر تأسيس قطر إخواني الهوية بعد أن فشلت مشروعها في القطر المصري؟ وما عساها قطر اساسا  حتى تريد ومتى كان العالم يأتمر بأمر قطر مثل قطر ويرتضى ان تسوسه دويلة كتلك؟ طبعا ليس السعودية ولا قطر ولا مرسي في استاد القاهرة بين أهله وعشيرته هم من يسيرون دفة ألأمور كلنا يعرف من يحرك هؤلاء لتنفيذ مخططات غبية لا تأخذ في حسبانها معادن الشعوب ولا حتى معاناتها…

هل لمجرد ان يفرضوا سيطرتهم ويتخلصوا مما قد يمثل لهم مجرد إزعاجاً وصداعاً؟ وهل في سبيل ذلك ” لا شيئ يهم”: لا يهم من تيتم ولا يهم من ترمل ولا يهم من تشرد ولا يهم ما تدمر… المهم راحتهم في الغرب.

لا يهم إذن أن تصدروا لنا ما تضيق به ترساناتكم العفنة من سلاح لنقتل به بعضنا بعضا. ولا أن توفدوا لنا ما لفظته مجتمعاتكم المتأففة من متطرفين وإرهابيين، ليستقر بهم المقام بيننا، بل تصل بكم الجراءة لأن تقتطعوا من أوطاننا أجزاءً لا تملكون حق التصرف فيها لتحلوا مشاكل آخرين يرفضون مجرد الجلوس على مائدة التفاوض لحل مشاكلهم.

والسؤال الأخير: هل هذا ما كان يراد بمصر وأهلها من فرض لإخوان ليسوا بإخوان وتسطيح لإسلام ليس بإسلام وتزوير لديموقراطية لا تعرف عن الديموقراطية إلا صورتها وانتخابات مهترئة لا علاقة لها بالحرية سوى كراتين المعونة وشراء الأصوات؟  لكن رحمة الله أنقذتها وعنايته نجتها فحدث ما يعجز عن تصوره وجدان ولا يخطر على قلب إنسان: لقد هب شعبها منتفضاً في حمى جيشها وقام جيشها الباسل بحماية شعبها ووقف أفراد شرطتها الرهيبة في صفوف أبناء شعبها العريق في تظاهرات لم ولن يرى لها العالم نظيراً.

نعم هذا للأسف ما كانوا يريدونه لمصر ويعدونه لكل دول المنطقة……….

سوريا قلب العروبة النابض عليك مني السلام

30 اغسطس 2013

 المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عن رأي الموقع