مجرد لقاء وبضع كلمات…  جعلته من المائة الأوائل

مجرد لقاء وبضع كلمات… جعلته من المائة الأوائل

تأمل اليوم: الأربعاء, 9 أكتوبر 2013-  29توت 1730

الأب بولس جرس

القراءات اليومية

” ولكن لما استكملنا الأيام خرجنا ذاهبين، وهم جميعا يشيعوننا، مع النساء والأولاد إلى خارج المدينة. فجثونا على ركبنا على الشاطئ وصلينا ولما ودعنا بعضنا بعضا صعدنا إلى السفينة. وأما هم فرجعوا إلى خاصتهم ولما أكملنا السفر في البحر من صور، أقلنا إلى بتولمايس، فسلمنا على الإخوة ومكثنا عندهم يوما واحدا ثم خرجنا في الغد نحن رفقاء بولس وجئنا إلى قيصرية، فدخلنا بيت فيلبس المبشر، إذ كان واحدا من السبعة وأقمنا عنده وكان لهذا أربع بنات عذارى كن يتنبأن وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة، انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يدي نفسه ورجليه وقال: هذا يقوله الروح القدس : الرجل الذي له هذه المنطقة ، هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم فلما سمعنا هذا طلبنا إليه نحن والذين من المكان أن لا يصعد إلى أورشليم  فأجاب بولس : ماذا تفعلون ؟ تبكون وتكسرون قلبي ، لأني مستعد ليس أن أربط فقط ، بل أن أموت أيضا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع ولما لم يقنع سكتنا قائلين : لتكن مشيئة الرب” (اعمال 21 : 5 – 14 )

القديس بولس

حقا كم هو عظيم هذا الرجل: إنه نبع  يتدفق بحب عظيم يكاد لا يجد له في التاريخ نظيرا

كم هو عظيم في محبته وفي التعبير عنها باسلوب مذهل مبهر يجعلني أتساءل

أمام هذا الفيض الجارف: ماذا فعل يسوع لبولس حتى استولى عليه كاملا؟

حتى تملك كل ايام حياته، حتى صار شغله الشاغل كل ساعات يومه، في صحوه ونومه؟

لو شئنا أن نحصر أقوال بولس وكلماته التي تعبر عن حبه ليسوع والتوقف امامها

لظللنا وقوفا دون حراك طوال العمر. ولقد توقف الكثيرون قبلنا…

فكتب الكتاب وفسر المفسرون وحلل المحللون وأرخ المؤرخون

وفلسف الفلاسفة والمتفلسفون ونظّر اللاهوتيون  وتحدث الوعّاظ والمتكلمون

ولم يستطع الجميع سبر أغوار  سر هذا الحب العميق، سر حب بولس للمسيح

سر جعله لا يعيش حياته بعد لنفسه بل للمسيح” لست انا الحي بعد بل المسيح يحيا فيّ

سر جعله ينكر ذاته سيرته وجهاده وعلمه وعملهويقول حاشا لي أن أفتخر إلا بيسوع المسيخ وإياه مصلوبا

 سر جعل منه كائن ملتصق بالمسيح لا يمكن فصله ” لا شيئ يفصلني عن محبة المسيح…

سر حعله يقبل الموت فرحا فخورا مشتاقا “لي اشتهاء أن انطلق لاكون مع المسيح…

سر يجعله يصرخ اليوم في الذين يبكونه ويرجونه عدم الرحيل إلى أورشليم بعد نبؤة أغابوس

“لأني مستعد ليس أن أربط فقط ، بل أن أموت أيضا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع”

سر جعل من المسيح :

محور حياته ومركز وجوده

منطلق ومصب افكاره وخواطره

مركز حديثه وكلامه وكرازته

منبع وحيه وإلهامه وبشارته

موضوع حبه ونبع سلامه

باختصار صار المسيح له كل شيء حتى وصل به الحال أن يعلنها: أعد كل شيء خسراناً لكي اربح المسيح

 فلا غرابة أن يسكت نادبيه وينتهرهم، ولا أن يسير نحو الموت والشهادة بفرح وسعادة

 لقد سلبه المسيح قلبه وعقله واستولى على إرادته وكيانه بمجرد لقاء وبضع كلمات

فصار من اهم وأبرز وألمع واشعر الشخصيات

وأنا وأنت كم من كلمات سمعنا وقرءنا وحفظنا وكم من لقاءات ورياضات روحية عايشنا

ومع ذلك لا أعتقد أن الكثيرين منّا على استعداد ان يرددوا مع بولس اليوم:

أني مستعد ليس أن أربط فقط ، بل أن أموت أيضا لأجل اسم الرب يسوع

حقا هل أنت منهم…

تسنطيع إذن أن تكون من المائة الأوائل …

هذا يسعدني…