مغارة الميلاد … اول كنيسة!

مغارة الميلاد … اول كنيسة!

 

عجبًا لكَ أيُّها الرّبّ يسوع، أن تتنازل وتتجسّد في صورة طفلٍ، مُولودًا في مغارةٍ حقيرةٍ تسكنها الحيوانات، لقد ألهمتَ عبدك فرنسيس الأسيزي أن يصنع مغارةً ذكرى لمغارتك الإلهيَّة، وتعطفتَ عليه بحلولك فيها أيضًا. أمام مشهد المغارة نستطيع أن نتبين كلَّ سمات الكنيسة الأربعة وهي: كنيسة واحدة، مُقدّسة، جامعة، رسوليَّة.
أولاً: مغارة الميلاد … كنيسة واحدةٌ
– ترتكز على ولادة طفلٍ واحدٍ هو الطفل يسوع، فهو محور ومركز وأساس المغارة.
– مغارة الميلاد ما هي إلاَّ مشهدٌ يُعبّر عن اكتمال الوحدة والاتحاد بين الله والإنسان، وهدم حاجز الخطيئة، بواسطة مريم.
– مغارة الميلاد هي مغارة ولادة ابن الله الوحيد (يسوع المسيح).
– مغارة الميلاد تظهر مريم أمًّا وبتولاً في آنٍ واحدٍ.
– مغارة الميلاد هي مكان تجمع (مصب وحدة) لكلا من يوسف النّجار، والصبية مريم، الرّعاة، وعلماء الفلك المجوس، وحيوانات الطبيعة.
ثانيًّا: مغارة الميلاد … كنيسة مُقدّسة
– المغارة مكانًا مُقدسًا، لأنَّ القدوس الأقنوم الثّاني هو الذّي يسكنها يسوع المسيح.
– المغارة مُقدّسةً؛ لأنَّها مُكرّسة ومُخصصة ومفروزة لميلاد الطفل يسوع.
– المغارة مُقدّسة؛ لأنَّها قدست كلَّ مَنْ فيها من أشخاص وبهائم فمثلاً:
 يوسف النّجار: مُكرّس للعناية بالعائلة المُقدّسة (حارس الفادي).
 مريم العذراء: أمّ الله القدوس/والدة الإله (ثيئوطوكوس).
 الرّعاة: تقدسوا بكلام الملاك: ” المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السّلام، وبالنّاس المسرة” (لو2: 14)، فقد قاموا بمسيرةٍ مُقدّسةٍ نحو لقاء الطفل يسوع.
 المجوس: مَن يسعى إلى القدوس، يصبح قديسًا، على طريق القداسة.
ثالثًا: مغارة الميلاد … كنيسة جامعة
– ضمت مغارة الميلاد فئاتٍ عديدةً من طبقات البشر، جاءول ليُقدّموا الإكرام والسّجود لسرّ التقوى الذّي ظهر في الجسد، وهو الطفل يسوع، حيثُ نجد:
 أمّ: تلد ابنًا دون زرع بشر.
 حارس بتول: زوج نجارًا يحرس ابن الله وأمّه من مخاطرٍ وصعوباتٍ.
 رعاة: يسهرون على رعيتهم، مشكوك في سمعتهم.
 مجوس: علماء بابليين في أحوال الفلك، يأتون من المشرق.
 حيوانات: حمارٌ يرمز إلى اليهود، وثورٌ يرمز إلى الأممي – فقد جاء يسوع إلى جميع الأمم.
– مغارة الميلاد هي مثال إلى: كنيسة العائلة/الأسرة (يوسف ومريم والطفل يسوع)
كنيسة كلّ الشّعوب (اليهود، الأممين)
كنيسة الفئات البسيطة/العمال (الرّعاة)
كنيسة العلماء والمثقفين والباحثين (المجوس)
رابعًا: مغارة الميلاد … كنيسة رسوليَّة
– إنَّ الميلاد العجائبيّ هو ثمرة عمل إرساليّ من قبل الله إلى مريم (لو1: 26-38)، حيثُ أرسل الله ابنه يسوع المسيح، ليُعلن محبَّته لجميع البشر، ويتمم مشيئة أبيه القدوسة.
– مغارة الميلاد تُحمّل كلَّ مَنْ كان فيها برسالةٍ، فنجد مثلاً:
مريم العذراء: تحمل رسالة الكلمة في أحشائها، بحيثُ تُشارك الله في سرِّ فداءه للبشر.
يوسف النّجار: رسالتح حماية الله (يسوع المسيح) من شرور وفجور الإنسان.
المجوس: رسالتهم البحث عن الطفل يسوع، للسّجود أمامه وتقديم الهدايا له (ذهب – لُبان – مُرّ). كلّفهم هيردوس برسالةٍ خبيثةٍ لقتل الطفل يسوع، بينما اختار لهم طريقًا آخر لعودتهم.
الرّعاة: تحوّلت رسالتهم من مجرد السّهر لحراسة قطيع أغنام إلى اكتشاف الحمل الحقيقيّ والسّعي لرؤيته، وإعلانه للآخرين (لو1: 18-19).

إكليريكيّ جوزيف منير