يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى:  تأمل في قراءات الخميس 3 يوليو 2014 الموافق 9 أبيب 1730

يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى: تأمل في قراءات الخميس 3 يوليو 2014 الموافق 9 أبيب 1730

يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى

تأمل في قراءات الخميس 3 يوليو 2014 الموافق 9 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“بَدءُ إنجيلِ يَسوعَ المَسيحِ ابنِ اللهِ،كما هو مَكتوبٌ في الأنبياءِ:”ها أنا أُرسِلُ أمامَ وجهِكَ مَلاكي، الذي يُهَيِّئُ طريقَكَ قُدّامَكَ. صوتُ صارِخٍ في البَرِّيَّةِ: أعِدّوا طريقَ الرَّبِّ، اصنَعوا سُبُلهُ مُستَقيمَةً”. كانَ يوحَنا يُعَمِّدُ في البَرِّيَّةِ ويَكرِزُ بمَعموديَّةِ التَّوْبَةِ لمَغفِرَةِ الخطايا. وخرجَ إليهِ جميعُ كورَةِ اليَهوديَّةِ وأهلُ أورُشَليمَ واعتَمَدوا جميعُهُمْ مِنهُ في نهرِ الأُردُنِّ، مُعتَرِفينَ بخطاياهُمْ. وكانَ يوحَنا يَلبَسُ وبَرَ الإبِلِ، ومِنطَقَةً مِنْ جِلدٍ علَى حَقوَيهِ، ويأكُلُ جَرادًا وعَسَلاً بَرِّيًّا. وكانَ يَكرِزُ قائلاً:”يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى مِنِّي، الذي لستُ أهلاً أنْ أنحَنيَ وأحُلَّ سُيورَ حِذائهِ. أنا عَمَّدتُكُمْ بالماءِ، وأمّا هو فسَيُعَمِّدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ”.وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يَسوعُ مِنْ ناصِرَةِ الجليلِ واعتَمَدَ مِنْ يوحَنا في الأُردُنِّ. وللوقتِ وهو صاعِدٌ مِنَ الماءِ رأَى السماواتِ قد انشَقَّتْ، والرّوحَ مِثلَ حَمامَةٍ نازِلاً علَيهِ. وكانَ صوتٌ مِنَ السماواتِ:”أنتَ ابني الحَبيبُ الذي بهِ سُرِرتُ”. (مرقس 1: : 1 – 11)

نص التأمل

تحدثنا هذا الأسبوع  عن التحاجي بين التلاميذ

بمعني التنافس والتفاخر والتباهي

وعرفنا انه مرض المجتمع البشري من الخلق إلى الدينونة

وكيف ابتليت به الكنيسة في صميم كيانها فانشقت وتشققت

ولم تعد بقوة الكنيسة الأولى حيث كان الجميع قلبا واحدا وروحا واحدة

يصلون سويا ويأكلون سويا ويكسرون الخبز على مائدة واحدة…

وإذا كان الكتاب والتاريخ حافلين بمآسي التحاجي وتوابع التنابذ والفرقة والتباعد

فأمامنا اليوم مثل ونموذج وحيد وفريد وعظيم

رجل شهد له يسوع انه ليس في مواليد النساء أعظم منه،

وانه نبي بل واعظم من نبي، رجل بُشر اباه به في الهيكل من فم الملاك

جبرائيل الواقف امام الله ان سيكون عظيما امام الله والناس

رجل زاره يسوع وهو بعد في بطن امه جنينا فارتكض بالتهليل ساجدا وفرحا

رجل إمتلات امه بالروح القدس فأنشدت ” من أين لي أن تاتي إلىّ ام ربي”

وتنفت أذنها بنشيد مريم ” تعظم نفسي الرب” وهو لم يولد بعد

وانفتح فم اباه الذي ابكمه الملاك فغرد ” تبارك الرب إله اسرائيل لأنه افتقد شعبه

رجل خضعت امامه الرؤوس وانحت الركب في معمودية التوبة

رجل كانت تهابه الملوك وتعمل له الملكات الف حساب

رجل صدقه واعتمد بين يديه كل فئات الشعب

رجل راى فيه الفريسيين نبيا ملهما وأرسلوا الرسل ليسالوه : أأنت الآتي أم ننتظر آخر؟

رجل حين سؤل عن شخصه قال: أنا مجرد صوت صارخ

رجل نستطيع أن نقول فيه كل مدح فهو النبي ابن الكاهن

المتقشف الزاهد في الطعام والشراب والملبس

الصادق المين الذي لم يجامل يوما ولم يحني امام الظلم واضلال رأسه

بل واجه الملك في قصره ووبخ الكتبة والفريسيين” يا أولاد الأفاعي من دلكم على الهرب من السخط الآتي

هل تعتقدون بعد كل هذا أن تجدوا أعظم من يوحنا؟

ومع ذلك فهو لا يتحدث عن نفسه بل عمن يأتي بعده

ويصنف نفسه بأنه ” بكل عظمته” ليس بمستحق أن ينحني ليحل سير حذاءه”

هل فهمتم سر العظمة؟ هل اجركتم معنى التواضع والتجرد والتخلي وثمار ذلك

ثمرة التحاجي والتباهي: إنقسام وتصدع وصراع

ثمرة إنكار الذات: عظمة على عظمة على عظمة

ألا ترى معي ذلك!!!!!