كتب : عصام عياد
وسط مشاعر تفيض بالوفاء والامتنان، في عودة للزمن الجميل من تاريخنا المعاصر، بين كوكبة من رجال الثقافة والاعلام والفن والنقاد وصناع السينما، مع الأهل والأقارب والأصدقاء من القاهرة وبلاد الانتشار، جاءت فعاليات الاحتفال بالمئوية الأولى لميلاد المؤرخ السينمائي فريد المزاوي (1913 – 2013)، مؤسس المركز الكاثوليكي لوسائل التعبير الاجتماعي مع المتنيح الأب بطرس فرانذيدس الفرنسيسكاني سنة 1949، في يوم الخميس قبل الماضي بقاعة النيل الملحقة بكنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان بوسط المدينة.
شارك في الاحتفالية سيادة المطران جوارجيوس بكر النائب البطريركي العام للروم الكاثوليك بمصر والسودان ورئيس أساقفة بلسيوس الفخري، ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات، والأستاذ سمير فريد الناقد الفني، والأستاذ كمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينما، والفنانة القديرة ليلى طاهر والفنان القدير سمير صبري والفنانة القديرة ندى بسيوني التي قدمت لفقرات الحفل، والناقد يوسف شريف رزق الله والدكتور هاني ين رئيس المؤسسة المصرية الصينية للتعاون الدولي، المنتج محسن علم الدين، الناقد نادر عدلي، الأستاذ سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الفنان يوسف عسال، الى جانب مشاركة الأستاذ الدكتور رؤوف عياس ابن شقيقة المؤرخ فريد المزاوي وزوجته السيدة كلود والمهندس رفيق عياس الذين حضروا خصيصا من كندا، والأستاذ فيكتور المزاوي، والأستاذ حبيب سيور وزوجته السيدة نادية عياس اللذان قاما بعمل كافة الترتيبات للاحتفالية بالتنسيق مع أسرة المركز، وجمع غفير من محبي الفن السابع .
بدأت الأمسية بعرض فيلم “راهب في محراب الفن” على مدى ال 25 دقيقة من اعداد المركز أخرجه الأستاذ أيمن فايز، وقام بالتصوير الأستاذ مايكل ماهر، والفيلم يحكي لرحلة فريد المزاوي من خلال العديد من اللقاءات قام اثنائه الفنان النحات ناثان دوس بنحت تمثال مؤرخنا المزاوي، صاحبت أعمال النحت قصيدة “عش أنت” من كلمات الشاعر بشارة الخوري (الأخطل الصغير) الحان وغناء الفنان فريد الأطرش …. تضمن الفيلم لقاءات مع الأستاذ أحمد الحضري شيخ النقاد، والمخرج هاشم النحاس، والمخرج ومدير التصوير رمسيس مرزوق، والمخرج مجدي أحمد علي، والناقدة خيرية البشلاوي، والناقد سمير فريد، والناقد والباحث السينمائي محمد عبد الفتاح، والأستاذة الباحثة منى البنداري مسؤلة الأرشيف بالمركز، والفنان سمير صبري، والدكتور رفيق الصبان.
ثم تفضل الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما بتقديم رسالة غبطة البطريرك غريغوريوس ال3 لحام بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك التي بعث بها خصيصا لهذه المناسبة اليوبيلية والتي يشكر فيها لهذه المبادرة التي تبرز صورة الفنان المزاوي عن قرب.. الفنان المسيحي المصري الرائد في عالم الفن والمؤرخ والباحث والناقد السينمائي، وأحد مؤسسي جريدة “حامل الرسالة”، الى جانب غيرته وأمانته في كنيسة الروم الكاثوليك بمصر حيث عمل مستشارا بطريركيا على مدى ال 30 سنة، وهو أيضا يعد أحد مؤسسي كنيسة القديس يوسف بالزيتون ووكيلا لها لسنين طويلة حتى وفاته، وكان – رحمه الله — مرجعا في أمور كثيرة مع المثلثي الرحمة المطرانين زغبي وأنطاكي، واختتم رسالته بتهنئة الجميع، وبنوع خاص لكل عائلات مزاوي، عياس، زيتون، وحداد في مصر والمهجر .
ثم وجه الأب دانيال كلمة المركز والتي تحدث فيها عن أهمية دور الأستاذ المزاوي وريادته في مجالات نشر الثقافة السينمائية بمصر، واعتباره الأب الروحي لغالبية الكتاب والنقاد الحاليين، وتأسيسه لمكتبة عامة متخصصة في السينما والمسرح والتليفزيون، فهو يعد كأول من وضع “فيلمو جرافيا” للأفلام المصرية، كما له العديد من المؤلفات التي يتدارسها طلبة معهد السينما، أيضا يعد المزاوي أول من فكر في تأسيس ” جمعية الفيلم ” ثم “نادي سينما القاهرة”، و”نوادي السينما” في الأقاليم، كذلك رئاسته تحرير “دليل الفنون” الملحق بجريدة “حامل الرسالة” لمدة 22 عاما، واختتم كلمته مشيرا بأن المؤرخ المزاوي هو الغائب الحاضر فلايزال عطاؤه باق ومستمر معنا والذي كان قد بدأه قبل نحو 60 عاما في مجال نشر الثقافة السينمائية في مصر .
بعدها أزيح الستار عن العمل الفني المهدى من الأسرة للمركز الكاثوليكي المصري للسينما ومن تنفيذ الفنان النحات ناثان دوس وهو عبارة عن تمثال مؤرخنا فريد المزاوي، والذي تم وضعه في مدخل قاعة النيل تخليدا لذكراه.
ثم أدار الناقد الفني الأستاذ سمير فريد “ندوة فنية” حول المؤرخ والناقد فريد المزاوي، شارك فيها الفنان سمير صبري والدكتور رؤوف عياس، بعدها تم عرض الفيلم الكارتون “عصام وعزيزة”، وهو فيلما سينمائيا 35 مم، كان قد أخرجه الأستاذ فريد المزاوي .
ثم تفضل الأب بطرس بصحبته سيادة المطران جورج بكر والفنانة ليلى طاهر بتسليم “درع” المركز الكلثوليكي المصري للسينما لأسرة المؤرخ السينمائي الأستاذ فريد المزاوي، وتسلمه الأستاذ الدكتور رؤوف عياس، محاطا بعاصفة من التصفيق الحار .
كل الشكر والتقدير للمسة الوفاء والحب والتقدير، ولكل من كان له تعب المحبة لانجاح هذه الاحتفالية المئوية لراحلنا الكريم فريد المزاوي، وليؤجره الرب بالاكاليل والأفراح السمائية، وليحفظ الرب بلادنا المصرية المباركة .