كتب : عصام عياد
وسط فرحة غامرة ومع تسابيح الشكر – لله تعالى – على عطيته الأم الطوباوية ماريا مارجريتا كاياني، ومع حضور كثيف للعائلة الفرنسيسكانية بمصر بفرعيها الرجالية والنسائية، احتفلت الراهبات الفرنسيسكانيات صغيرات القلب الأقدس بمرور 150 عام على ميلاد الأم الطوباوية ماريا مرجريتا كاياني مؤسسة الرهبانية.
أقيمت الذبيحة الالهية شكرا للرب، وترأسها نيافة الحبر الجليل الأنبا يوحنا قلته النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك نائبا عن غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك – لتواجده خارج البلاد – وشاركه في الخدمة نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس توفيق مطران ايبارشية الاسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك ولفيف من الآباء الكهنة الرعاة من مختلف الايبارشيات وآباء الاكليريكية، والرهبان بمشاركة فريق خورس شمامسة وفريق كورال رعيتنا بالمعادي كنيسة السيدة العذراء الذي شجا بباقة رائعة من الترانيم، في رحاب الكلية الاكليريكية ” كلية العلوم الانسانية واللاهوتية ” بالمعادي في ضيافة الأب الدكتور شنودة شفيق رئيس الكلية، حيث يقع مقر البيت الاقليمي والرئيسة الاقليمية مندوبة الرئيسة العامة في مصر، و ” دير الابتداء ” وذلك يوم الجمعة 22 نوفمبر الماضي.
شارك بالحضور سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر والمنسينيور كوريان ماثيو مستشار سفارة الفاتيكان بمصر، والراهبات وجمع غفير من أبناء الكنيسة من المعادي – القاهرة ، وكفر الدوار – البحيرة، ومنسافيس – المنيا، وأبو تيج – أسيوط، واسنا – الأقصر.. حيث أماكن انتشار وأديرة الأخوات الراهبات صغيرات القلب الأقدس الى جانب مسئولي وأعضاء الرهبنة الثالثة الذين يتبعون خطى وروحانية القديس الساروفي فرنسيس الأسيزي مؤسس الرهبانية الفرنسيسكانية، والأصدقاء والمحبين.
و كانت قد اشتركت الاخوات الراهبات والمبتدئات وبعض الحضور في بداية القداس بموكب ” التقدمات “.. الكتاب المقدس، كتاب فضائل الأم الطوباوية مرجريتا، الورود، الشموع….. في صحبة الخبز والخمر، حبث تم التعليق عليها في جو من الروحانية والتأمل.
من جانبه أشار الأنبا قلته في عظة القداس الى ” الجمال الروحي ” وكيف كانت الأم مرجريتا مثالا لهذا الجمال في علاقاتها بالله تعالى وببناتها الراهبات وبخاصة المبتدئات منهن، وأضاف نيافته ان السيرة الذاتية للأم كاياتي توضح انها فتاة بسيطة عادية وان القداسة أتتها باتباعها يسوع عن كثب وبتخطي الصعوبات والتحديات الواحدة تلو الأخرى بنعمة الرب، تلك التي كانت تأتيها في اللحظات التي تعيش فيها مع الآخرين هبة الله، واختتم كلماته بتهنئة الأخوات الراهبات في ذكرى عيد ميلاد الطوباوية ماريا ال 150 متمنين لهن الخدمة المثمرة المتجددة في قداسة ونعمة.
في ختام الذبيحة الآلهية تم عرض لمسيرة الرهبنة عبر ” العرض التقديمي ” الداتا شو، يسجل لأهم المحطات الرئيسية في حياة الرهبنة حيث تعود البدايات لعام 1902 وتأسيس الرهبنة مع الأم ماريا بايطاليا، ثم قدومهن الى مصر في خمسينيات القرن الماضي من خلال 4 راهبات ايطاليات ووصولهن الى مدينة اسنا بصعيد مصر بناء على طلب الآباء الفرنسيسكان المصريين، وفي السبعينيات من القرن الماضي أيضا وصلت الى مصر مجموعة أخرى من ايطاليا تمركزت بمدينة كفر الدوار بناء على طلب الآباء الفرنسيسكان التابعين لاقليم الأراضي المقدسة، وفي التسعينيات تكونت مجموعة في طرة بالقرب من المعادي، ومجموعة أخرى في أبو تيج – أسيوط، وحاليا يعد البيت بطرة ” دار ” لاستقبال الشباب المغتربين، وانتقلت المجموعة الى منزل آخر بالمعادي حيث مقر البيت الاقليمي، وفي الألفية الجديدة عام 2008 تكونت مجموعة أخرى في منسافيس بالمنيا.
ثم تفضلت الأم ليتيتسيا الرئيسة الاقليمية بمصر بتوجيه كلمة شكر للجميع اكليروسا وشعبا على كريم مشاركتهن فرحتهن هذه الذكرى الغالية لميلاد الأم كاياتي.
تجدر الاشارة الى أن روحانية الأخوات الصغيرات القلب الأقدس هي خدمة الانسان من المهد الى اللحد والمتمثلة في خدمة الفقراء و الأيتام والمرضى والمحتاجين والمهمشين، بالاضافة الى الخدمة في دار النيابة الرسولية للاتين بالاسكندرية، الى جانب الحضانات وتعليم الخياطة والتطريز، والأنشطة الرعوية والتعليم المسيحي، ورعاية المغتربين والمغتربات.
في تعقيب من الأنبا مكاريوس ذكر أن ثمار الشجرة الأم ماريا ظهرت وتظهر من خلال ثمارها المتواجدة وسطنا ببناتها الراهبات المثمرات والمؤثرات في حياة الكنيسة وحياة المؤمنين.
من جانبه تحدث المطران عادل عن النهج الذي سلكته الطوباوية مرجريتا من مسيرة عطاء وتواضع على مثال السيد المسيح وعلى خطى القديس فرنسيس الأسيزي.
في ختام الاحتفالية وقبيل البركة الرسولية تفضل الأب ايليا فرنسيس راعي الكنيسة بالمعادي – والذي أشرف على كافة الترتيبات والتجهيزات لهذه الاحتفالية مع فريق الخدام بالرعية – باهداء الأم ليتيتسيا الرئيسة الاقليمية بمصر أيقونة العذراء مريم شكرا وعرفانا وامتنانا لما يقمن به الأخوات الراهبات الصغيرات الفرنسيسكانيات تجاه الرعية وكل أبنائها.
و كانت قد تفضلت الأخوات الراهبات بتقديم كتيب ” كورادونيو ” ( فضائل الأم الطوباوية مرجريتا كاياتي ) للحضور الكريم ابتهاجا بهذه المناسبة، نقله الى اللغة العربية الأستاذ لوقا أسعد ناروز، وراجعه الأب لوكاس حلمي الفرنسيسكاني، ويقع في 190 صفحة من القطع الصغير في طبعة أنيقة ومزودا بصورة للأم كاياتي، كما تم توزيع أيقونة تذكارية توثيقا لهذه الذكرى الغالية.
و أسرة الموقع تهنئ الأم ليتيتسيا و كافة الأخوات الراهبات صغيرات القلب الأقدس في الذكرى الخمسين بعد المائة لميلاد الطوباوية الأم مرجريتا المؤسسة، ومع كل التمنيات القلبية بخدمة مثمرة لمجد الرب وخدمة النفوس الأكثر تهميشا بشفاعة سيدتنا مريم العذراء والأم مرجريتا.
