مفهوم الجسد للشماس الاكليريكى جورج ملاك

مفهوم الجسد للشماس الاكليريكى جورج ملاك

كتب ناجى كامل – مراسل الموقع من القاهرة اقدم لقراء الموقع قلم يطل علينا لاول مرة يناقش بجرأة ودراسة متأنية وكتابية لمفهوم الجسد ، بل اكثر هو بحث التخرج للشماس الاكليريكى جورج ملاك المولود فى اسيوط فى الثانى من نوفمبر 1986،خريج معهد خدمة إجتماعية دفعة 2006، التحق بالكلية الاكليريكية بالمعادى فى 7سبتمبر 2007 وحصل على ليسانس فلسفة ولاهوت سنه 2015 وقدم بحثه حول “مفهوم الجسد” وحصل على درجة جيد مرتفع وقد اشرف على البحث سيادة الاب الجزيل الوقار الدكتور اغسطينوس موريس راعى كنيسة العائلة المقدسة بالزيتون ، اخيرا نال الشماس جورج ملاك الدرجة الانجيلية فى 23 مارس الماضى فى إنتظار السيامة الكهنوتية قريبا. الموقع يرحب به ضمن فريق الكتاب بالموقع فى اول مشاركة له ، متمنيا له كل التوفيق فى رسالته الكهنوتية . مفهوم الجسد وأصله الجزء الاول   مقدمة   نقرأ في رسالة القدِّيس بولس الأُولى إلى أهل كورنتس: “أَما تَعلَمونَ أَنَّ أَجسادَكُم هي أَعضاءُ المسيح؟ أَفآخُذُ أَعضاءَ المسيحِ وأَجعَلُ مِنها أَعضاءَ بَغِيّ؟ مَعاذَ الله! أَوَ ما تَعلَمونَ أَنَّ مَنِ اتَّحَدَ بِبَغِيِّ صارَ وإِيَّاها جَسَدًا واحِدًا؟ فإِنَّه قِيل: ((يَصيرُ كِلاهُما جَسَدًا واحِدًا)). ومَنِ اتَّحَدَ بِالرَّبّ فقَد صارَ وإِيَّاهُ رُوحًا واحِدًا.أُهرُبوا مِنَ الزِّنى، فكُّلُّ خَطيئَةٍ يَرتَكِبُها الإِنسانُ هي خارِجةٌ عن جَسَدِه، أَمَّا الزَّاني فهو يَخَطأُ إِلى جَسَدِه.أَوَ ما تَعلَمونَ أَنَّ أَجسادَكُم هي هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُس، وهو فيكُم قد نِلتُمُوه مِنَ الله، وأَنَّكُم لَستُم لأَنفُسِكُم؟ فقَدِ اشتُريتم وأُدِّيَ الثَّمَن. فمجِّدوا اللهَ إِذًا بِأَجسادِكم” (1كور6/15-20)، وفي آيات لاحقة يقول: “فأَنتُم جَسَدُ المَسيح وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه” (1كور 12/27)، فنحن “هيكل الله الحي”، وأَمَّا ما كَتَبتُم به إِليَّ ، فيَحسُنُ بِالرَّجُلِ أَن لا يَمَسَّ المَرأَة”(2كور 6/16و7/1). والسُّؤال هل نعرف أجسادنا؟ أية صورة نرسم في أذهاننا عن جسدنا؟ صور واعية وأفكار مسبقة لنا عن جسدنا! تعلّم الكثير منّا، أو على الأقل الأكبر سنًّا، وتربّى على الحذر من الجسد، فجسدنا حامل الخطيئة وهو المغري والدَّافع إليها، كما ويشدُّنا جسدنا إلى الأسفل، وأما روحنا فيقودنا إلى الأعلى، وكي نُتمّ فينا عمل الفداء علينا أنْ نُحرر روحنا من هذا الجسد الفاني، من هذا الثِّقل اللحميِّ الماديِّ، أنْ نقمع رغبات هذا الجسد وشهواته وأهواءه، اليوم، آمل أن نكون قد تخطينا هذه “الأيديولوجية”، الَّتي تجعل من الإنسان روحًا -تُرَوحن الإنسانيِّة- والَّتي تعلِّمنا أنْ نقول: “لي جسد، عندي جسد”؛ إلى رؤية أكثر توحيداً للإنسان، والَّتي نُلَّخصها بالقول: “أنا جسد”، والَّتي فيها الجسد مُكوِّن أساسي من مكوّنات طبيعتنا. فبـ”أنا-جسد” أتواصل مع الآخرين وسائر الأشياء والكون، ولأنِّي “أنا-جسد” أستطيع أن أصغي للآخر وأتحاور معه، أشعر به، أرتعش، أتألم، أفرح، ألتقي بالآخر، أصير وإيِّاه جسدًا واحدًا:“ولذلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا“( تك 2/24). “أنا- جسد” هو الإعلان عني أنا -الإنسان- ألا نرى -أسفًا- استعمال الجسد للإعلانات والدِّعاية! “أنا-جسد” مُنتج للإعلان والاستعمال! ولكن للـ” أنا-جسد” حدوده وضعفه، فهو سوي، مريض، معوّق، شيخ وكهل له صورة وانعكاس لمشاعر وعواطف فرح، غضب، خوف، قلق واكتئاب، هذا أيضًا “أنا-جسد”، ولكن أيضًا “أنا-جسد” له انحلال وتشوّهات وهبة أعضاء، ومداخلات جراحية وهندسة وراثية ومحاولات استنساخ، وكم من سؤال يُطرح حول أخلاقيات الطِّب البشري.