البابا: الكاهن يفتح أبواب مستقبل الله للعالم

 

وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

 

    أعرب البابا بندكتس السادس عشر عن "الامتنان للكهنة في جميع أنحاء العالم على ما يقومون به، ولأجل قبولهم الدائم للرسالة التي أوكلها الله إليهم".

وفي سهرة الصلاة التي أقيمت مساء أمس في ساحة كنيسة القديس بطرس بمناسبة ختام السنة الكهنوتية، والتي حضرها 15 ألف كاهن من كل أنحاء العالم، قام الأب الأقدس بتطواف طويل في الساحة، وعند وصوله مدخل الكنيسة، وجه للحضور عظة تتضمن إجابات على بعض تساؤلاتهم، قائلا "أعلم أن هناك العديد من الكهنة في العالم يبذلون كل ما بوسعهم لخدمة الرب وجماعاتهم المحلية، وأود بدوري أن أعرب لهم جميعا عن شكري الكبير في هذا الوقت".

ثم تطرق الحبر الأعظم إلى موضوع بتولية الكهنة مشيدا بـ"قيمتها"، وردا على كاهن قال بأنه "مذهول بسبب النقد لهذه الهبة"، أجاب البابا "بالنسبة للعالم الذي لا يدخله الله، تعتبر البتولية فضيحة كبرى"، وبالتالي "يُزعم بأنه يجب أن تختفي"، وأردف "قد يبدو هذا النقد غريبا في عصر أصبح الامتناع عن الزواج فيه أمرا مألوفا"، لكن "بتولية الكهنة شيء مختلف تماما"، وختم بالقول إنه (الكاهن) "لا يعيش لأجل نفسه، ولا يقبل أي ارتباط نهائي، بل العكس من هذا تماما".

هذا وكان البابا بندكتس السادس عشر افتتح في التاسع عشر من حزيران/يونيو 2009، سنة مخصصة للصلاة من أجل الكهنة، وقد اختير القديس جان ماري فيانييه شفيعا لها بمناسبة الذكرى المائة والخمسين لولادته.

 

وفيما يلي نذكر جواب البابا بندكتس السادس عشر بالتفصيل على أحد الأسئلة التي طرحها عليه كاهن بشأن التبتل في الكنيسة، خلال أمسية الصلاة بمناسبة اختتام السنة الكهنوتية بحسب وكالة زينيت الاخبارية:

كاهن: قداسة البابا، بكل تواضع أسألكم أن تحدثونا عن عمق ومعنى التبتل الكنسي الحقيقي

بندكتس السادس عشر: من المشاكل الكبيرة في المسيحية اليوم هو عدم التفكير بمستقبل الله: يبدو كافياً حاضر هذا العالم. نرى فقط هذا العالم، ونعيش فقط في هذا العالم. وهكذا نغلفق الأبواب أمام عظمة وجودنا الحقيقية. إن معنى التبتل كاستباق للمستقبل هو بالتحديد فتح هذه الأبواب، ليكون العالم أكبر، لإظهار واقع المستقبل الذي ينبغي أن نعيشه في حاضرنا… ومن العجب ان نرى انتقادات دائمة ضد التبتل، في زمن بات فيه عدم الزواج موضة.

ولكن "عدم الزواج" هذا هو شيء مختلف تماماً عن التبتل، لأن "عدم الزواج" يرتكز الى إرادة العيش فقط للذات، وعدم قبول أي رابط طويل الأمد، والى عيش حياة مستقلة تماماً" وكل ذلك يؤدي بالتالي الى قول "لا" للعلاقة، و "لا" للارتباط، ونعم للانفرادية والعيش للذات.

أما التبتل فهو العكس تماماً: لإنه "نعم" أكيد، أن نترك الله يقودنا، ان نعطي يدنا للرب، وبالتالي فالتبتل هو عمل ثقة وأمانة، عمل يتطلب أيضا الأمانة في الزواج. إن عكس هذا الـ "لا"، هذا الحكم الذاتي الذي لا يريد الدخول في علاقة، هو الـ "نعم" الأكيد الذي يفترض الـ "نعم" الأكيد في الزواج. وهذا الزواج هو بحسب الكتاب المقدس، الزواج بين رجل وامرأة، أساس الثقافة المسيحية الكبيرة وثقافات العالم الكبيرة.

وإذا غاب ذلك، نفقد جذور ثقافتنا. ولذلك فالتبتل هو تأكيد على الـ "نعم" للزواج من خلال الـ"نعم" للعالم الآتي وهكذا نريد أن نمضي قدما لنظهر هذا "العثرة"، عثرة إيمان يتمحور حول الله. ونحن نعلم أنه الى جانب هذه "العثرة" الذي لا يريد العالم ان يراه، هناك عثرات ثانوية ناتجة عن نقصنا، وخطايانا الذي تغطي "العثرة" الحقيقي وتجعلنا نفكر: " ولكن، أين العيش على أساس الله!"  التبتل، وهذا ما تظهره الانتقادات ايضاً، هو علامة كبيرة للإيمان، لحضور الله في العالم. نصلي للرب لكي يساعدنا لنتحرر من العثرات الثانوية، ليظهر إيماننا، وثقتنا وقوة حياتنا المبنية في الله وفي المسيح يسوع.

إعداد/ رشا ارنست، محررة قسم الأخبار بالموقع