مقدمة لدراسة سفر الأحبار- اللاويين

مقدمة -1

 

 * ينتهي سفر الخروج ببناء خيمة الاجتماع وفقا لما طلبه الرب من موسى وبعد أن كلم الله موسى على جبل سيناء بدا يخاطبه في الخيمة وسيبلغ الله شعبه في الفصول الـ 27 فرائضه وأحكامه ، ينقسم هذا السفر إلى خمسة أقسام :

 

* القسم الأول: من فصل 1 إلى 7 ويستعرض جميع أنواع الذبائح إلى يجوز لليهودي أن يقربها لله.

*القسم الثاني : من فصل 8 إلى 10 يصف جميع الاحتفالات التي تجرى بمناسبة تكريس هارون وبنيه لممارسة الكهنوت ويظهر بوضوح دور الكهنة ومهمتهم كوسطاء بين الشعب والله .

*القسم الثالث : من فصل 11 إلى 16 ويستعرض جميع النجاسات التي تمنع الإنسان من الاتصال بالله (الأطعمة،المرأة النفساء ،البرص ، النجاسة الجنسية لدى الرجل والمرأة، …)

*القسم الرابع : من فصل 17- 26 يستعرض كاتب السفر "الشريعة" ويكتب عن كل ما يساعد الإنسان على الاتصال بالله وعن تجنب كل ما يحول دون هذا الاتصال.

*القسم الخامس: ويستعرض مسائل مثل النذر والفدية…الخ

لابد من الإشارة إلى بعض الأمور :

– الذبائح : هناك ثلاث أنواع من الذبائح (الأولى) ذبائح الهبة التي تقدم لله ، (الثانية) ذبائح وسيلة اتحاد بالله، (الثالثة) ذبيحة كفارية عن الخطايا طلبا لنيل الغفران ويركز هذا السفر على أهمية الذبائح ودورها في المصالحة بين الإنسان والله.

– المحرقات : هي ذبيحة تحرق بالكامل على المذبح لان الذي يقربها لا يأخذ منها شيئا.

– الذبائح السلامية: يحرق فيها للرب على المذبح ما في الضحية من أجزاء شحميه ويخص الكهنة بجزء من لحمها والباقي يأكله المقرب وعائلته ويميز سفر الأحبار بين ذبيحة الشكر وذبيحة النذر والذبيحة الطوعية والذبيحة عن الخطية التي من هدفها إعادة الصلة بين العبد وخالقه.

  القرابين :معناها الحرفي ما"يقرب" .سواء للهيكل أو لله.

– شئ مقدس: تعنى الشئ المكرس لله و لايجوز استعماله لغير الله ويشير استخدام كلمة مقدس إلى حضور الله و يمكن إطلاق  كلمة مقدس على :الكهنة والأيام (السبت فهو للرب) الأماكن كقدس الأقداس الذي لا يجوز أن يدخلها غير الكهنة والغرباء لا يدخلوه )  والأشياء (كالزيت الذي يستعمل في رتب التكريس ويحرم غيره من الاستعمالات) .

 

2-

الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس تكون ما يسمونه "التوراة" والتوراة كلمة عبرية معناها الشريعة، اى"  كتب الشريعة" ويطلق عليها كذلك "أسفار موسى الخمسة " بما أن موسى في التقليد الابائى هو المشترع والوسيط الذي حصل إسرائيل على هذه الشريعة .

أسفار التوراة الخمسة هي : التكوين ،الخروج – من ارض مصر- ، دور الأحبار أو اللاويين في تشريع العبادة ، إحصاء سفر العدد للأسباط الاثنى عشر ،وتثنية الاشتراع (وهى تكرار للشريعة) وهذا التقسيم إلى خمسة أجزاء لا يخفى وحدة المجموعة.

 

*سفري التكوين والخروج قصصي أما سفر الأحبار فتشريعي.

* من خلال سفر الأحبار الذي يتعرض للنصوص الكهنوتية يريد أن يعرف الله على انه إله الكون وبه تنتشر الحياة على وهو الذي يصنع العهود مع الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب ونوح  ومع موسى نظم العبادة ووكل إلى هارون أخيه خدمة الكهنوت (الوسيط بين الله وشعبه) والله حاضر في مقدسه  ويعطى شعبه الحياة  ، هذا الشعب يظهر كشعب مكرس لله لان كل شئ مستمد من هذا الإله  والسلطة العليا هي لكلمة الله.

*ينظر المسيحيين انه تم انجاز مواعد العهد القديم وتحققت في يسوع المسيح ، وقد اكتمل العهد القديم بالعهد الجديد، ويؤمن المسيحيين بان الأحداث  التي تشهد عليها التوراة هي إعلان صورة مسبقة للعمل الذي ينجزه الله عن يد يسوع المسيح في الكنيسة ، ويرى المؤمنون في المسيح تحقيق الوعد لإبراهيم من آجل البشرية.