عظة الأحد الرابع من بؤونة : أحبوا أعدائكم

 

بقلم  الأب / بولس جرس

راعى كاتدرائية العذراء سيدة مصر – بمدينة نصر

إعداد ناجي كامل-مراسل الموقع بالقاهرة 

*  تقديم : حب الذات والحياة للأقوى كانت شريعة العالم شريعة الناب المسيطرة على بني البشر حتى جاء المصلحون وبدءوا في سن قوانين تضمن العدالة والمساواة بين البشر وظلت هذه القوانين عاجزة عن حماية الضعفاء والفقراء والمهمشين …وظل الحكم للأقوى والأمارة للأمراء والخير ورغد العيش للنبلاء وأهل الحظوة بينما راح البسطاء ضحية هؤلاء.

*  وجاء الأنبياء منذرين منادين بحقوق الفقراء والمساكين وجاءت الشريعة تحدد هذه الحقوق لتضمن العدالة ..بدلا من شريعة الغاب والناب وشريعة المشترعين البشر وضع الله موسى شريعة أخرى ترتقي بالجنس البشرى وتحمى الضعفاء والمساكين لكنها صارت  قاصرة إذ تقول "عين بعين وسن بسن " وأحبب قريبك وابغض عدوك" إلى أن جاء المسيح فقلب كل الشرائع والموازين واللوائح والقوانين " إذا أحببتم الذين يحبونكم فاى فضل لكم، الوثنيين يفعلون ذلك" ،الشريعة الجديدة، شريعة أبناء الله مختلفة تماما فهي تطلب من البنين أن يسلكوا سلوكيات ومبادئ أبيهم فهو لا يجازى الشر بالشر بل يشرق شمسه على الإبرار والأشرار.. مازال العالم إلى اليوم يستصعب أفكار يسوع ومازالت الشرائع تقنن وتحدد العقوبات ومازال الناس يهزئون من "أحبوا أعدائكم" باركوا لاعنيكم ،صلوا من اجل مبغضيكم والذين يضطهدونكم لكن الحق يقال أن ثمرة هذه الشريعة انجبت قديسين وعظماء أعطت حضارة وأضاءت نورا ومهدت الطريق لفجر جديد يشرق بالحب والسلام على الجميع.

تعالوا نتأمل نصوص هذا الأحد المبارك.

+ البولس : من الرسالة إلا ولى إلى أهل كورنثوس 14/ 18- 25

* كونوا أطفالا في الشر أما في أذهانكم فكونوا كاملين"

يطلب بولس من المؤمنين بيسوع أن يحافظوا على طفولتهم الروحية وان يظلوا كالأطفال بسطاء و ودعاء مسالمين لا يعرفون الحقد والكره والبغض والانتقام. ولقد التقط الكثيرون عبر التاريخ هذه الوصية وحيث الطفولة الروحية فأنجبوا للكنيسة أعظم القديسين يكفى أن نذكر منهم القديس فرنسيس الاسيزى أعظم الناس بساطة وطفولة وبراءة والقديسة تريزا للطفل يسوع أكثر القديسات قربا إلى القلب لبساطة قلبها وطهارة حياتها.الطفولة تعانى الحب والسلام والبراءة ،هكذا يريدنا إنجيل اليوم والرسالة لكنها لا تعنى قصور في التفكير وعدم أعمال العقل والقياس. بالعكس تعنى أن أعمال العقل والنضج الذهني لا يكمن في الكره والانتقام واستخدام الشر للرد على الشر بل في المسامحة والغفران.

 

+ الكاثوليكيون  : من رسالة بطرس ألثانية  1 / 1-11

يستكمل يوحنا الحبيب ما بدأتاه في المقدمة ورسالة بولس وما سنصل إليه في الإنجيل ، يركز في رسالته إلى تلميذه غايوس على الحب :

1- يا حبيبي ،

2- الاستقامة :أن تستقيم طرقك ا ى البعد عن كل لف ودوران أو مكر أو التواء.

 3- أن تكون معافى : أن تخلو من كل مرض في الجسد والنفس والروح    4- أن تكون صادقا  : لأتعرف الكذب والفسق والرياء.

 5-أن تشهد للحب فمحبتك في كل أعمالك.

6- أن تقبل الغرباء وتستضيفهم : لأنهم لم يأخذوا من الأمم شيئا والعامل مستحق أجرته فقد خرجوا ليكرزوا بالمسيح.

* يا حبيبي لا تتشبه بالشرير بل بالصالح ،ومن يصنع الخير فهو من الله ومن يصنع الشر لم يرى الله.

* نفس موضوع الرسالة والإنجيل :الأعمال هي ثمرة ما يعيشه القلب من طهارة ونقاوة ،فإذا كان القلب خيرا يعيش مشاعر الحب والسلام فانه يحيا الفرح ويبتعد عن الشر حتى لو عومل به.

 

+ الابركسيس من سفر أعمال الرسل 11/ 2- 14

في بساطة شديدة وبراءة قلب ،يدافع بطرس عن نفسه أمام اليهود الذين يتهمونه بمخالفة الشريعة و في الاختلاط بغير اليهود وهو أمر محظور ..يقدم عمل الروح القدس ويخبرهم بما رأى وسمع في الرؤية وما عاشه في الواقع حيث رأى السماء مفتوحة للجميع.وسمع الصوت يبرر الجميع ، وشاهد الروح يحل على الجميع.

فقرر أن يقدم شهادته للجميع ببساطة ونقاء دون رياء أو بمراعاة وجوه وهكذا عاش بطرس الإنجيل في حياته وقدم كرازته معاشة أكثر منها بكلمات وصيغ.

 

+ المزمور 68

اطلبوا الله لتحيا نفسكم :ما حياة النفس قبل حياة الجسد فحياة النفس تحتاج إلى أن تعيش في نور الله مصدرها وضالتها لذا فهي تفتش عنه وتطلبه لتحيا في نور أحكامه ووصاياه.

 

 

 

 

+ الإنجيل : لوقا 6/27-38  " الموعظة على الجبل"

أحبوا أعدائكم:

 لو سألت اى إنسان مسيحي أو غير مسيحي عما يميز الديانة المسيحية عن غيرها من بأقى  الأديان ؟ الرد بأن هذه الوصية هي فريدة وحيدة لا تتواجد ولا يقترب منها احد غير يسوع . إنها تتجاوز كل الخطوط الحمراء لتصل إلى المنطقة الخضراء التي لا تعرف الحقد أو الكره أو البغض أو الغضب حتى على الأعداء .وقد ثبت بالفعل أن من ينجح في عيش هذه الوصية بالحقيقة يصل إلى الكمال ويشرق نوره للعالم فهي تعنى ليس فقط إنكار الذات و الخروج من الأنانية بل تجاوز كل ما هو انسانى للارتفاع إلى ما هو سماوي نوراني ، تجاوز كل اسائة وكل ضغينة وكل موقف….

أحسنوا إلى مبغضيكم :

قياس الإنسان الصالح بمقدار ما "يحسن معاملة القريب" يخلص للصديق ويحب القريب ،يعطف على الفقير ويحسن إلى المسكين ،لكن الصلاح المسيحي يختلف لان الرب يسوع  يعلم أن كل هذه الأمور تصنعها الأمم اى حتى الشعوب الوثنية التي لا تعرف الله ،بالتالي يصير على بني الله  أن يقدموا شيئا أفضل من أن يقدم الإحسان عوض الإساءة والخير عوض الشر والحب عوض البغض ،فإذا كان هناك من يبغضنا فليس أسهل من أن نبادله نفس الشعور لكن نكون مسيحيين علينا أن نتفوق على السهل ونصل إلى قامة المسيح الذي طبق على ذاته كل كلمة إذ أحب أعدائه حتى انه مات لأجلهم وأحسن إلى مبغضيه فشفى إمراضهم وخلصهم.

باركوا لاعنيكم:

 اللعنة هي أسوا ما يمكن أن يصيب الإنسان ولقد لعنت الأرض بسبب قايين ،قايين لأنه قتل أخاه وصارت "اللعنة" رهيبة  يصبها الإنسان على أخيه الإنسان لذا نذكر النبي بلعام الذي حول الله لعنته إلى بركة ولم يسمح له أن يلعن شعبه ولعن الأعداء ،كان عملية طقسية يقوم بها القادة والملوك قبل المعارك لاستجلاب البركة و النصر من الآلهة لكن الرب هنا يأمرنا بألا نلعن أحدا حتى الذين يلعنوننا وفى موضع أخر باركوا ولا تلعنوا . وهى درجة أعمق من الإحسان إلى المبغضين حيث يمكن أن أحسن ظاهريا بينما العن داخليا . الرب يريد من أولاده الباطن قبل الخارج .

صلوا من اجل المفترين عليكم:

 كان عقاب الافتراء أو شهادة الزور في الشريعة صارما ولعنتها حاضرة على المفترين والمتكلمين بالسوء عن القريب …وهكذا ظلت في العهد الجديد من أبشع الخطايا التي يمكن الإنسان مسيحي أن يقترفها وهى الافتراء اى الكلام بالباطل على شخص بار… يطلب المسيح من أبنائه من الإبرار حتى في حالة البغض واللعنة والافتراء ..الحسنة والبركة والصلاة .. ما أعظمها من شريعة!

والمفترون يحتاجون حقا إلى الصلاة لأنهم أشخاص مرضى كذابون حاسدون حاقدون مزورون جبناء… آلا يحتاجون مثلا إلى صلاتنا.

 

من ضربك على خدك أعرض له الآخر :

 الصفع على الوجه من أبشع علامات الازلال والاهانة التي لا تغتفر إذ تتعدى مجرد الإيذاء الجسدىو النفسي إلى المساس بكرامة الشخص نفسه فالوجه هو صورة الإنسان أمام الآخرين ومتى تم صفع الوجه فأنت تهين الإنسان كلية ورد الاهانة عند يسوع آلا يكون بالمثل ولا بمجرد الصمت بل بتقديم المزيد من التنازل أمام  من يريد أن يسحقنا بمحو وجودنا على شاطئ الحياة.

من اخذ ثوبك فلا تمنعه ردائك:

الثوب هو ما يكسو الإنسان ويداري عورته أما الرداء فهو ما يعبر عن المكانة الاجتماعية فإذا أراد احد أن يعريك من ثيابك فلا تقاومه بل أعطه أيضا ما يعبر عن مكانتك الأدبية أي تنازل له عن كل شيء ماديا كان أو معنويا

وكل من سألك فأعطه:

شروط الصدقة في العهد القديم تختلف تماما عنها في العهد الجديد سواء في الحجم والكم أو في الكيف… الرب يطلب إلا تكون صدقتنا مشروطة بأي شرط نحو الشخص أو في الوقت حتى في منتصف الليل

ومن أخذ مالك فلا تطالبه به:

كان ومازال من عادة اليهود وكل الشعوب تطبيق نظام الحجز على المدين كما ورد في مثل المدينان والسيد الذي أمر أنا يلقيا في السجن ويعذبا حتى يؤديا آخر فلس، أما الرب يسوع فيطلب إلا نطالب أو نستحث على الدفع لأننا جميعا مدينون لسيدنا فإن لم تكن لدينا شفقة بإخوتنا الفقراء المدينين فكيف نطلب من الرب الرحمة والغفران!

وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضا بهم:

لو طبق البشر هذه الآية لوجدوا فيها الحل لجميع مشاكل العالم:

فإذا أردت أن يعاملك الناس بلطف فعاملهم بلطف

وإذا أردت أن يحبك الناس فأحبهم أنت أولا

وإذا أردت أن يحترمك الناس فاحترمهم أنت

إذا أردت أن يستقبلك الناس بترحاب فرحب بهم أنت

وإذا أردت أن يسامحك الناس ويتناسوا أخطاءك فبادر بالغفران

وإذا أردت أن ألا يغشك أحد فلا تغش

وإذا أردت أن الصدق فكن صادقا أنت

وإذا أردت أن السلام فبادر بصنع السلام

وإذا أردت أن الخير فاسبق بعمل الخير

وإذا أردت أن الوفاء والإخلاص فكن وفيا مخلصا

هكذا تنطبق هذه الآية الذهبية على جميع جوانب الحياة فتحول المجتمع إلى جنة والأرض إلى سماء

 

فإنكم إن أحببتم من يحبكم فأي أجر لكم، الخطاة أيضا يحبون من يجبهم:

بديهية الرب بديهية واقعية ومخجلة تجرد الإنسان من سلاح الدفاع عن النفس والرضا والبر الذاتي فلا يجب أن نكون أبدا مسرورين بما وصلنا إليه من حب متبادل بيننا والأقارب والأهل والأصدقاء فهذا هو الأمر الطبيعي يجب أن نتفوق على ذواتنا فنحب أيضا من لا يحبنا بل من يبغضنا ويتمنى لنا الشر ويسعى إلى أذيتنا

هذا هو الحب الحقيقي الفائق للطبيعة وليس الحب الطبيعي الذي يمارسه كل الناس حتى الخطاة

 وإن أحسنتم إلى من يحسن إليكم فأية منة لكم، فإن الخطاة أيضا هكذا يصنعون:

بديهية الرب هنا أيضا بديهية واقعية ومخجلة تدفع الإنسان إلى التسامي على مبدأ المعاملة بالمثل والخروج من دائرة الحقوق والواجبات إلى شريعة العهد الجديد التي تصل بالحسنة إلى ابعد البعدين بغض النظر عن أصلهم أو جنسهم أو لونهم أو دينهم…

وإن أقرضتم الذين يؤملون أن تستوفوا منهم فأية منة لكم فإن الخطاة أيضا يقرضون الخطاة ليستوفوا منهم العوض:

بنفس البديهية الإنجيلية يضعنا الرب يسوع أمام الإنسان المحتاج على إلا ننظر إليه أبدا كخصم بل كأخ بل كما ننظر إلى ذواتنا ونساعده بلا شروط مسبقة ولا ضمانات فالخير الذي نعمله معه هو الضمان الوحيد الكيد الباقي

ولكن أحبوا أعداءكم و أحسنوا إليهم:

سبق التعليق على هذه الوصية التي تنفرد بها المسيحية عن سواها من العقائد والأديان والمذاهب ولقد عاش يسوع نفسه هذه الوصية إذ أحب أعداءه وغفر للذين أهانوه وصلبوه وحكموا عليه ظلما بل وأحسن إليهم حتى أنه أعاد إذن عبد رئيس الكهنة التي قطعها بطرس إلى مكانها ولمن يشأ أن يستخدم قوته للتغلب على الذين أتوا للقبض عليه

واقرضوا غير مؤملين شيئا فيكون أجركم كثيرا وتكونون بني العلي فغنه منعم على غير الشاكرين والأشرار:

سبق شرحها

فكونوا أنتم أيضا رحماء كما أن أباكم هو رحيم:

أساس المسيحية الحب والرحمة حب الله الذي دفعه لأن يقدم ابنه فداء عن الخطاة ورحمته لهؤلاء التي دفعته لأن يغفر لهم وبدلا من أن يعاقبهم ويفنيهم يرحمهم ويفديهم… وحيث أن الله هو أبو كل مسيحي يولد فيه بالمعمودية والتبني فعلى البنين سلوك مسلك أبيهم في الرحمة والمغفرة

 

اغفروا يغفر لكم:

الغفران سر مسيحي لا يتذوقه ولا يعرف قيمته أحد بقدر المسيحي الحقيقي فالغفران ليس ضعفا بل هو قمة القوة فليس أسهل على رجل حوكم وصلب ظلما من أن يستمطر على ظالميه كل لعنات السماء وأن يستمتع برؤية الأعداء محكوم عليهم مدانون معاقبون… الصعب بل المستحيل هو الغفران وهو إذ يصرخ من على الصليب والمسامير مازالت تمزق جسده والخل والمر في فمه والسخرية والهزأ متزايدي الإيقاع… أن يطلب المغفرة لهؤلاء فهذا هو المسيح وتلك هي القيامة والحياة وهذه هي المسيحية وذا إذن تعليم المسيح لكل من يريد أن يتبعه. الغفران الكامل بلا عتاب بلا انتظار لاعتذار بلا ثمن … حقا إن هذا لمسيحي وليس مستحيلا.

أعطوا تعطوا كيلا صالحا مملوء ومهزوزا فائضا يلقون في أحضانكم:

يعلن الرب عقيد جديدة في هذا المجال فالجزاء سيكون من جنس العمل وبالقدر الذي نعطي ننال وبالقياس الذي به نقيس يُعطى لنا وفي حالة السخاء سننال بسخاء لأن سخاء الله أكبر من سخائنا وفي حالة البذل والعطاء بكرم فمن المستحيل أن يغلب كرمنا كرم الخالق. إنه يعدنا بأضعاف الجزاء كيلا صالحا حيث يُملا المكيال جيدا بلا نقصان بل ويبالغ بهزه حتى تتقارب الحبوب وتترك مساحة أوسع لغيرها ويسند الفائض مما أضاف بكلتا يديه حتى ينال المتلقي في حضنه أكبر قسط يستطيع الحصول عليه جزاء ما فعل من خير.

لأنه بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم: 

في هذه الآية تأكيد على ما سبقها لكنها تحوى تحذيرا في حالة سوء الأداء أي عندما تكون الأعمال ليست صالحة فبالتالي ستكون النتائج والجزاء من نفس جنس العمل وبالتالي حذار أن نكيل بمكيال سيء لأننا سننال بنفس المكيال. يحكى عن بقال كان يستقبل أحد الفلاحين الذي يحمل له من إنتاج بيته الزبد والجبن ليبادله بالشاي والسكر وغيره من المواد التموينية.. وفي يوم قام التاجر بوزن الزبد فوجد نقطا في كل قطعة مائة جرام ولما عاد إليه الفلاح بادره بالتهمة فكان جواب الفلاح البسيط درسا إنجيليا لا يُنسى قال: يا سيدي أنا رجل فقير لا أملك ميزانا كل ما أعمله أن أضع أمام كيلو السكر الذي تبيعني إياه نفس المقدار من الذب داو الجبن…

 

**خاتمة : لعل الموضوع يطول ولا يمكن لقراءة واحدة في أحد واحد أن تستوفي تلك الآيات معانيها إنها دستور المسيحية ونور البشرية عبر دروب التاريخ ومهما كانت صعوبتها وبدت استحالة تطبيقها اقرب من الواقع إلا إننا نستطيع أن نؤكد إنه لم يخلو تاريخ الكنيسة أبدا في أي جيل ممن يعيشون كلمتها وحروفها ويطبقونها في كل أركان حياتهم ولعل هذا هو سبب بقاء الكنيسة إلى ليوم برغم كل ما لاقت وتلاقي من صعوبات واضطهاد.