تحديات الكنيسة في عالم يزول

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 2 سبتمبر 2010 (Zenit.org).

قبل يوبيل العام 2000، كان اللاهوتي برونو فورتي يترأس اللجنة الموكلة بإعداد نص "الذاكرة والمصالحة" التي طلب فيها يوحنا بولس الثاني الغفران لأجل الخطايا التي ارتكبها المسيحيون في تاريخ الكنيسة.

يعترف فورتي أن البابا نفسه حض اللجنة بالقول: "كونوا لجنة شجاعة. فوحدها الحقيقة تحررنا".

يشرح الأسقف أن كان هناك الكثير من المقاومة لهذه المبادرة الأولى من نوعها في تاريخ الكنيسة: البابا يطلب الغفران لأجل أخطاء المسيحيين الكاثوليك.

يسترجع اللاهوتي الذي يشغل الآن منصب أسقف كياتي-فاستو (إيطاليا) هذه الذكريات لكي يتحدث عن موضوع الاعتداءات الجنسية على القاصرين من قبل بعض أعضاء الإكليروس، فيقول: "المأساة هي استحالة أن نفعل الخير الذي نريده. المأساة هي الشر الذي في داخلنا والذي لا نستطيع تجاوزه. إن موضوع البيدوفيليا قد بلغ قمته في إطار السنة الكهنوتية. وعندما سؤل البابا إذا ما كان هذا الأمر مؤامرة أجاب بندكتس السادس عشر: "يتهجمون علينا؟ إذا ما فعلوه فلهم كل الحق بذلك". هذا الجواب هو أصح من جواب "الانغلاق الدفاعي الصليبي: فوحدها الحقيقة تحررنا".

هذه الكلمات وغيرها جاءت في معرض مداخلة الأسقف اللاهوتي برونو فورتي الذي يشغل أيضًا منها رئيس لجنة مجلس أساقفة إيطاليا في مجمع عقيدة الإيمان. جاءت كلماته أمس خلال نقاش عام في قاعة القديس بارنابا، في بريشا (إيطاليا) في معرض لقاء أسقف بريشا لوتشانو موناري مع كهنته لتقديم الرسالة الرعوية.

كما وشارك في اللقاء – بحسب تقرير لمجلة "بريتشا أوجي" المحلية – عالم الاجتماع لوكا ديوتافيلّي، نائب رئيس اللجنة العلمية للأسابيع الاجتماعية الإيطالية. تحدث ديوتافيلي عن مجتمع اليوم في المفارقة التي تميزه بين توقه إلى الفردانية والحياة الجماعية.

اعتبر عالم الاجتماع – على حد تقرير المجلة – أن التوتر بين هذين البعدين هو طبيعي إلى حد ما. والتوازن الذي كان قد تم التوصل إليه في الماضي قد ولّى إلى لا عودة. وشرح أننا "نعيش نهاية عالم. وهذا الأمر هو درام ولكنه ليس مأساة أو كارثة: إنه إطار يقدم فرصة جديدة".

غروب المجتمع القديم أدى إلى "تشرذم في الجماعة الكنسية"، ولذا نجدنا أمام تحديات هامة فنحن في خطر عيش المسألة الدينية كمسألة رومانطيقية تحول الكنيسة إلى مؤسسة فيديرالية تضم عددًا كبيرًا من الحركات السرية، الطقوس والمجموعات".

التحدي الثاني الذي نواجهه هو التشديد على خصخصة الحاجة الدينية.

التحدي الثالث يتعلق بأسلوب عيش السلطة الكنسية، التي تعيش خطر الانحطاط إلى مؤسسة عادية.

والتحدي الأخير هو حالة العلمانيين الذين هو كنيسة بكل ما في الكلمة من معنى ولا يمكن اختزال اسهامهم بـ "معاونين للإكليروس".