عيد النيروز ذكرى وتوجع

 

خاص بالموقع – في عيد النيروز اعتاد الأجداد بحسب التراث الموروث أن يوزع الكاهن مع لقمة البركة، في آخر قداس عيد النيروز، بلح لونه أحمر كذكري وتوجع فالبلح الأحمر يرمز إلى أن أجدادنا الذين سفكوا دمائهم من أجل الإيمان المسيحي، وحين يتم تقشير القشرة الحمرا تظهر طبقة بيضاء ترمز لنقاوة الإيمان، ثم تظهر نواية البلحة فهي صلبة جدًا فهي ترمز إلى قوتهم وصلابتهم تحت الإضطهادات والعذابات الكثيرة وقوة احتمالهم لها بكل صبر.

لننظر إلى إيمان وتحمل أولئك الأبرار الذين كلنوا يحتملون كل نوع من العذاب ليظهروا تحت العذاب الشديد شجاعة ووداعة ومحبة ومسامحة وسرورًا عظيمًا لا نظير لها في تاريخ العالم.

هناك شهود عيان على الشهداء فسطر أحدهم: «كنت تراهم يشاهدون الدماء تجري غديرًا من جراحاتهم العديدة، ولم تتغير ألوان وجوههم من شدة العذاب ينظرون أحشاءهم تخفق ولم يرتاعوا ويتقدمون للعذاب بالسرور والابتهاج فيتألمون وهم شاكرين. ولم يفتحوا أفواههم إلا ليباركوا الرب ويسبحوه كأنه لم يكن في أجسادهم شيء أو بالحري كانوا منزهين من الآلام بالإصغاء إلى صوت يسوع المسيح الذي يناجي قلوبهم ومن فرحهم بحضوره يزدرون بجميع العذاب ويعدون أنفسهم سعداء لأنهم استحقوا أن يتألموا من أجل اسم مخلصهم».

ويقول العلامة أوريجنيوس: «إن قواعد آداب المسيحيين ترفعهم كثيرًا فوق غير المسيحيين فيردع المسيحي آلامه الشديدة ليرضي الله. أما الوثنيون فيتمرغون في حمأة الشهوات القبيحة ولا يستحون بها. فليس أحد بيننا مدنسًا بهذه القباحات، وأن وجد أحد فليس هو من عدد الحاضرين اجتماعاتنا ولا هو مسيحي».

لا ننكر أن هناك مسيحيين يعيشون إيمانهم الحقيقي، ولكن هناك فئة منهم يغرقون في شهوات العالم وملذاته، فالشهيد يغرق في دمائه من أجل الإيمان، والخاطيء يغرق في الخطيئة، فمتى أيها الخاطىء تقوم ؟…

تعالوا أيها الشهداء، يا من كنتم تدافعون عن المسيحيين إذ ذاك محتجين على خصومكم بطهارتهم وحسن سيرتهم. تعالوا لتروا مسيحي اليوم. تعالوا لتجدوا أنفسكم غير قادرين على وصف تورطهم في الشر، وابتعادهم عن السلوك بحسب أوامر مخلصهم.

فأية صفة فينا تدل الغير على أننا مسيحيين؟

أية علامة تبرهن للعالم على إيماننا؟

هل انشغالنا بالدنيا ومحبتها لها؟

هو سعينا وراء المجد الباطل؟

هل تصرفاتنا المحزنة قولا وفكرًا وعملا؟

حقًا لقد صدق القديس بولس إذ قال عن المؤمنين في أيامه:«لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضاً قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ، حَتَّى لَيْسَ لَنَا حَاجَةٌ أَنْ نَتَكَلَّمَ شَيْئاً»(1تس1/8)، وقد يصدق أيضًا في قوله لنا:« لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ»(رو2/7).

نحيا الآن نهاية سنة ونستقبل سنة 1727 وقد اعتاد التجار وأصحاب الأعمال أن يهتموا في نهاية كل عام بتصفية حسابهم لكي يعرفوا ما لهم وما عليهم. فعلينا إذا أن نخلوا بأنفسنا ونحاسب ذواتنا على أعمالنا التي عملناها في السنة الماضية فماذا يا تري؟ هل تذكرنا إياها يجعلنا نفرح أم نحزن؟ هل كانت أعمالا صالحة أم سيئة؟ كم مرة سعينا في طريق السلام؟ كم دفعة افتكرنا في قلوبنا أمرًا نافعًا لغيرنا؟ كم فقيرًا أعطيناه؟ كم بائسًا خففنا لوعته؟ كم جرحًا ضمدنا؟ وكم دمعة مسحنا؟ كم من هذه الأعمال عملنا مدفوعين بمحبة الله؟ كم أفدنا بآدابنا؟ كم قتلنا بشكوكنا وارتيابنا؟ قال المسيح واكرز بسنة الرب المقبولة؟ فهل كانت حقًا سنتنا الغابرة للرب؟ هل وضعنا نصب أعيننا أن نصرفها في رضاه.

 

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

ومراسل الموقع لأبرشية سوهاج