سينودس الأساقفة ليس اجتماعًا سياسيًا بل رعائيًا

هو عيش متجدد لدينامية خبرة العنصرة

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأحد 10 أكتوبر 2010 (ZENIT.org).

"بدون شركة لا يمكن وجود الشهادة: إنّ الشهادة الكُبرى هي حقًّا حياة الشركة"، بهذه الكلمات شرح بندكتس السادس عشر معنى العبارتين التين تشكلان عنوان سينودس أساقفة الشرق الأوسط "الشركة والشهادة".

دعوة مميزة للشهادة

ففي العظة التي تلاها البابا في افتتاح جميعة سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط في الفاتيكان اليوم،تحدث الأب الأقدس عن الدور الخاص الذي يلعبه الشرق الأوسط في مشروع الله الخلاصي موضحًا أنه "مهد مشروعٍ شاملٍ للخلاص في الحب"، لأنه يترجم في التاريخ البشري "سرّ شركةٍ يتحقق في الحرّيّة ولذلك يتطلب تجاوبًا من البشر".

ومن هذا المنطلق يأتي دور التجاوب البشري مع دعوة الله الخاصة هذه التي مرت بإبراهيم، وسائر الآباء والأنبياء وصولاً إلى الرب يسوع.

وعليه، يشكل هذا السينودس، بحسب البابا مبادرة للتجاوب مع مشروع الله الخلاصي، الذي دعيت الكنيسة لكي تكونه علامته في العالم والتاريخ. فالكنيسة هي، في وسط البشر، "علامة مشروع الله الخلاصيّ الشامل والوحيد وأداته؛ وهي تُتِمّ هذه المهمّة عندما تكون ذاتها بكل بساطة، شركة وشهادة، كما ينصّ موضوع الجمعيّة السينودسيّة".

الشهادة في الشركة وفي الارتداد

وأوضح الأب الأقدس أنه "بدون شركة لا يمكن وجود الشهادة: إنّ الشهادة الكُبرى هي حقًّا حياة الشركة". وعلل البابا تصريحه انطلاقًا من كلمة يسوع: "إذا أحب بعضكم بعضًا عرف الناس جميعا أنّكم تلاميذي" (يو 13: 35).  فالشركة هي "حياة الله نفسها التي تُعطي ذاتها عبر الروح القدس، من خلال يسوع المسيح".

وبما أنها عطية، هي إذًا ليست أمرًا يستطيع البشر أن يبنوه بقواهم. وعليه الشركة "تطلب منا دومًا الارتداد، كعطية يجب تلّقيها وتحقيقها دائمًا".

وقدم الأب الأقدس مثال المسيحيين الأوائل الذين كانوا قلة من الأفراد، ولكم يكن أحد ليتصور ما قد حدث فعلاً في المستقبل. وهذا التحول الذي حملته الكنيسة ينبع من حضور الله فيها، من العنصرة التي هي "حدث أصلي" ولكنها أيضًأ "ديناميّة دائمة"، وسينودس الأساقفة هو "وقت مميّز يمكن فيه تجديد نعمة العنصرة في مسيرة الكنيسة، حتى تُعلَن البشرى السّارّة بصراحة فتَتلّقاها كلّ الشعوب".

لقاء رعوي

وعليه، بغض النظر عن كل التسيسات، شرح البابا أن "هدف جمعيّة السينودس هو رعائيٌّ بامتياز، ولئن كان من المستحيل تجاهل الوضع الاجتماعيّ والسياسيّ الحسّاس والمأساوي في بعض البلدان، يرغب رعاة الكنائس في الشرق الأوسط التركيز على الأوجه الخاصّة برسالتهم".

في هذا السياق أشاد الأب الأقدس بأداة عمل السينودس التي مهدت للسينودس وأعدت له وشددت على الغاية الرعوية للجمعيّة.

فالغاية الأساسية من المجمع هي "إحياء شركة الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط".

ولكن البعد الروحي لا يجب أن يكون على حساب البعد الإنساني، ومن هذا المنطلق توقف الأب الأقدس على مفهوم "العيش في الوطن بكرامة" لافتًا إلى أنه "حقٌّ إنسانيٌّ أساسيّ": ولذلك يجَب "تعزيز شروط السلام والعدالة التي لا غنىً عنها من أجل إنماءٍ متناغمٍ لجميع سكّان المنطقة".