الأب جان مهنا
راديو الفاتيكان
شهد صباح اليوم الثالث من أعمال السينودس الخاص بالشرق الأوسط حلقات مصغرة من الحوار والنقاش حول العناوين العامة التي جاءت في التقرير العام قبل المناقشة. فقد توزع آباء السينودس على ست حلقات مصغرة، تنقسم على حلقات لغوية وهي: العربية، الفرنسية والإنجليزية)، وهي الخطوة الأولى التي يتداول فيها باللغة العربية في سينودس كنسي كبير وخصوصاً في حلقتين مصغرتين.
أما عن الجمعية العمومية الرابعة التي انعقدت عصر أمس الثلاثاء برئاسة الرئيس الدوري البطريرك أغناطيوس الثالث يونان، بطريرك أنطاكيا للسريان الكاثوليك، فقد افتتح المداخلات البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكيا للروم الملكيين الكاثوليك، الذي شدد على اللحمة بين السلام والتعايش وحضور المسيحيين في الشرق الأوسط، واستعرض المشكلة الأساسية وهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهجرة المسيحيين المستمرة، داعياً إلى الثقة بين الغرب والشرق، وحتى المسلمين، لإقناع المسيحيين على البقاء في أرضهم، وختم بالقول "أن صنع السلام هو التحدي الكبير".
رئيس مجلس أساقفة شمال أوروبا، المطران بوخر، أبدى تفهمه لمشكلة المهاجرين من الشرق الأوسط إلى الدول الإسكندنافية، فسطّر أن الحل هو في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأكد أن مسيحيي الشرق الأوسط لا غنى عنهم في هذه العملية الحيوية، عملية العدالة والسلام.
الكاردينال جون باتريك فولي، المعلم الأكبر لمنظمة فرسان القبر المقدس، قال من جهته إن حضور 27 ألف فارس وسيدة من منظمة فرسان القبر المقدس الأورشليمية في سبعة وخمسين منطقة في العالم تعمل مع البابا من أجل مسيحيي الأرض المقدسة، ففي العام 2000، وخلال اليوبيل الكبير، أرسلت المنظمة أكثر من خمسين مليون دولار إلى بطريركية القدس للاتين لرعاية مسيحييها وعدد من الرعايا الكبرى.
أما البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، فشدد في مداخلته على أن القدس، الكنيسة الأم، هي كنيسة الكل، داعياً إلى التضامن والتكافل معها وعدم تركها وحيدة ومعزولة، فالجماعة المسيحية في القدس تشكل 2% من عدد السكان، وهي متألمة جداً لأنها كنيسة الجلجلة.
المطران فرانسو عيد، أسقف القاهرة للموارنة، أضاء على إسهام المسيحيين كافة في مصر على مختلف الأصعدة والحقول، لافتاً إلى أن عهد الانفتاح ولىّ منذ وصول ثورة 1952 الناصرية وقضت على الإسهامات العديدة للمسيحيين، وأشار إلى أن هذا السينودس لن يجد حلاً سحرياً لمشاكل كنائس الشرق الأوسط، بل هي مناسبة لاستشفاف عدد من الطرق العملية ومن بينها: أن نكون مجدداً مسيحيين ونبقى في تلك الأرض، احترام الحقوق الأساسية للإنسان وأحقيته وحريته وكرامته، وضرورة أن يكون المسلمون والمسيحيون أدوات سلام.
المطران باسيليوس جرجس القس موسى، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك، أن الهجرة المتنامية تضعف ثقة المسيحيين ببلدانهم التاريخية، إضافة إلى تدني نسبة الولادات بينهم، كما أدان اتهام المسلمون لهم زوراً بأنهم مجندون للغرب.
حارس الأراضي المقدسة، الأب بيير باتيستا بيتسابالا الفرنسيسكاني، تحدث عن الرسالة الشاملة في أرض المسيح، ومعدداً الخدمات التي يقوم بها الفرنسيسكان، حراس الأرض المقدسة، تجاه المسيحيين المقيميين وتجاه الحجاج والسائحين.
أسقف البيزنطينيين الكاثوليك في اليونان، المطران سالاخث، قدم توصية واقتراحاً يرمي إلى اعتراف الحق الكنسي الشرقي بالأساقفة وكهنة الرعايا في الأراضي التي تقيم فيها جاليات كبيرة من الكاثوليك الشرقيين.
وعند السادسة من مساء الثلاثاء دخل البابا بندكتس السادس عشر قاعة السينودس ليستمع إلى المناقشات الحرة التي يلقيها المشاركون.
هذا ووزعت منظمة فرسان القبر المقدس الأورشليمية على البابا وعلى آباء السينودس هدية تذكارية كناية عن أربع لوحات مطبوعة تظهر التقسيم الهندسي لكنيسة القيامة في القدس.