اقتراحات عملية لوقف بيع أراضي المسيحيين في لبنان

الشهادة المسيحية ممكنة حتى في ظل الصعوبات

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 14 أكتوبر 2010 (ZENIT.org).

عقدت بعد ظهر أمس الأربعاء الجلسة العامة الخامسة للجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط ترأسها الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية.

برزت من بين المداخلات كلمة المطران بشارة الراعي أسقف جبيل للموارنة الذي تحدث عن العدد 34 من وثيقة عمل السينودس التي تستنكر انقسام المسيحيين اللبنانيين على الصعيدين الطائفي والسياسي، بشكل يستحيل على أيٍ كان أن يقدم مشروعًا يقبله الجميع. وشرح أنه لا يوجد انقسام فعلي على الصعيد الطائفي-المسيحي، بل هناك اختلاف في الكنائس ذات الشرع الخاص، بما أن لكل منها إرث ليتورجي، لاهوتي، روحي وتدبيري فريد.

بالمقابل – تابع الأسقف الراعي – هناك انقسام وخلاف على الصعيد السياسي، الذي "لا يمس الجوهر، بل الخيارات الاستراتيجية". ففي الجوهر المسيحيون متفقون على "الثوابت الوطنية" التي حددتها البطريركية المارونية في 6 ديسمبر 2006، والتي قبلها الزعماء السياسيون المسيحيون.

أما في ما يتعلق بالخيارات السياسية، فتتمحور حول الاستراتيجية لحماية الثوابت الوطنية، وحضور المسيحيين الفعال في المجتمع اللبناني.

وشرح الراعي أن هذه الحالة هي نتيجة للظروف السياسية الحالية، إن على الصعيد الداخلي وإن على الصعيد الإقليمي والدولي. ففي لبنان الانقسام المسيحي يقوم تبعًا للانقسام القائم بين السنة والشيعة.

من ناحية أخرى شدد نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني، بطريرك كيلكيا للأرمن، ورئيس أساقفة بيروت للأرمن، على ضرورة الرجوع إلى الجماعة المسيحية الأولى التي تبين لنا أن حياة المسيحيين لم تكن خالية من الصعوبات والمشاكل، لا بل على العكس، كان المسيحيون عرضة للاعتداءات والاضطهادات.

ولكن هذا الأمر لم يكن ليمنعهم من الشهادة لتعليم الرب يسوع، ومن عيش الغفران. ونحن نعيش حالة مماثلة في الشرق.

وأوضح البطريرك أن هذه الملاحظة لا تعني أن يجب على المسيحيين أن يعتزلوا العمل لأجل إحلال العدالة والسلام في الشرق الأوسط. ولكنهم يخطئون إذا ما ظنوا أنهم لا يستطيعون أن يعيشوا ملء إيمانهم ما لم تتوفر العدالة والسلام بالكامل.

 

ظاهرة بيع الأراضي الخطيرة

على صعيد آخر، تطرق المطران إيلي بشارة حداد، رئيس أساقفة صيدا للروم الملكيّين، إلى مشكلة يتزايد عبئها في المجتمع اللبناني وهي ظاهرة بيع الأراضي للأجانب، ومعظمهم من متمولي دول الخليج. قال حداد في هذا الصدد: "بيع أراضي المسيحيين في لبنان أضحى ظاهرة خطرة. وهي تهدد الوجود المسيحي الذي سيضحي أقلية زهيدة في السنوات المقبلة".

ولمعالجة هذه الظاهرة اقترح حداد ما يلي:

–         خلق استراتيجية تعاضد بين الكنائس تحت رعاية الكرسي الرسولي.

–         تعديل الخطاب الكنسي نحو الإسلام بغية التمييز الواضح بين الإسلام بحد ذاته وبين التطرف. فهذا الأمر يسهّل حوارنا مع الإسلام، وذلك لمساعدتنا على البقاء في أراضينا.

–         الانتقال من مفهوم مساعدة مسيحيي الشرق إلى مفهوم التنمية لتجذيرهم في أرضهم وخلق فرص عمل.