مقابلة أسقف الأقصر للأقباط الكاثوليك

المطران يؤانس زكريا: الحوار بين الزعماء يبقى حبراً على ورق إذا لم ينزل الى الشارع

حاوره طوني عساف

روما، الخميس 14 أكتوبر 2010 (Zenit.org)

وضع المسيحيين في الأوسط واندماجهم في الحياة المدنية، الاعتداءات على الكنائس، و الحوار بين الأديان على صعيد عامة الشعب، هي من الأمور التي تطرقنا إليها في هذه المقابلة مع المطران يؤانس زكريا، مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك في صعيد مصر.

كيف تتوقعون تطبيق مقررات السينودس بين عامة الشعب؟

"بالطبع سننتظر فترة تبلور التوصيات وخروج الإرشاد الرسولي الذي يحمل هذه التوصيات باسم قداسة البابا، وأتمنى ان لا تصل هذه التوصيات فقط للأساقفة أو الكهنة ولكن أيضاً لعامة الشعب، وان تكون هذه التوصيات عملية من ناحية تفعيل الإيمان المسيحي. ما يهم شعبنا ليست الكلمات أو المرادفات اللاهوتية ولكن تبسيط الحياة المسيحية وجعلها بنتاول كل أفراد الرعايا."

المسيحيون في الشرق الأوسط ربما تعبوا من الاستماع الى القول بأنهم الحجارة الحية وبأنهم مهمون، لأن الواقع، في بعض البلدان ليس كما يُقال. ما هو الوضع في منطقتكم؟

"المسيحي في الشرق الأوسط، لكي يحافظ على إيمانه وعلى حياته المسيحية، يتعرض لمشاكل كثيرة في الحياة المدنية وفي عمله. في الحقيقة، لا يوجد في الشرق الأوسط اضطهاد بمعنى الكلمة ولكن هناك نوع من التضييق على الحياة المسيحية. المسيحي في الشرق الأوسط يريد أن يعيش إيمانه بكل بساطة. وقبل أن آتي للاشتراك في هذا السينودس كنت قد زرت بعض الرعايا في صعيد مصر وكانت لي لقاءات مع البعض وكلّفوني أن أنقل صوتهم وآمالهم لهذا السينودس، لكي يشعر هذا المسيحي بأنه ينتمي الى كنيسة جامعة، كنيسة كاثوليكية تشمل كل أنحاء العالم. اتمنى أن تصبح الشركة الكنسية عملية، لكي يظهرجميع المسيحيين في بوتقة واحدة."

منذ مدة، بعثتم برسالة تنبىء بحرق كنيسة في قرية حجازة. هل لكم ان توضحوا لنا ما حدث؟ وهل توضحت الأمور؟ 

"طبعاً توضحت الأمور فيما بعد وكان الحريق بفعل فاعل ولم يكن هذا الحريق الأول وإنما الثالث، ولكن كما يقول المثل "رب ضارة نافعة". يوم الأحد الذي تلا الحريق، ذهبت الى قرية حجازة واحتفلت بالقداس في مكان الكنيسة المحروقة، وكان ذلك أجمل قداس في حياتي، كان المؤمنون جالسين على الأرض، لا كنائس ضخمة ولا أيقونات ولا صور، وإنما كانت السماء سقفنا. الآن نحن على أمل أن يعطينا المسؤولون التصريح لإعادة بناء وترميم هذه الكنيسة، وها خي الأجرس تعلن نعم غنها بشر من السماء."

ما هو وضع الحوار المسيحي الإسلامي في مصر؟ هل يبقى فقط على صعيد اللقاءات على مستوى الزعماء؟ وما السبيل لتفعيل الحوار بين العامة؟

"للأسف، منذ بدأ الحوار وهو حوار بين القادة أو بين الطبقات العليا في المجتمع، وما نحتاج إليه حالياً هو الحوار على مستوى الرعايا، على مستوى عامة الشعب، وأستطيع أن أقول أنني عندما أزور رعاياي، يأتي المسلمون إلي ليتقابلوا معي ويرحبوا بي. هناك حوار فعلاً طبيعي بين عامة الشعب، وهو طبيعي أيضاً بين الكاثوليك والأرثوذكس. ونحن نريد دفعاً لهذه الحوار, يكفي الحوار بين القادة، الذي أعترف وأقول أنه لم يخرج سوى محاضر وحبر على ورق. نحتاج لننزل الى مستوى الشارع، الى مستوى عامة الشعب.  شعبنا المسيحي والمسلم، وليس فقط في مصر وإنما في منطقة الشرق الأوسط،  هو شعب بسيط، خيّر، مسالم، ونحن نحتاج الى النزول الى مستوى هؤلاء الناس."