المطران الراعي: لسنا أقلية، بل جزء من الكنيسة الجامعة المتواجدة في الشرق أيضًا

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 22 أكتوبر 2010 (Zenit.org).

عقد عند الساعة الواحدة بعد الظهر مؤتمر صحفي مصغر ترأسه الأب جان مهنا، مدير القسم العربي في إذاعة الفاتيكان والملحق الصحفي لسينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط، وتحدث فيه المطران بشارة الراعي أسقف جبيل للموارنة، والأرشمندريت روبرت سترن، الأمين العامّ للجمعيّة الخيريّة الكاثوليكيّة للشرق الأوسط.

افتتح الراعي الكلام متحدثًا عن المرحلة التي وصل إليها السينودس، أي مرحلة المقترحات والتوصيات التي تم العمل عليها الأمس واليوم، إلى أن يتم التصويت يوم غد. بينما ستتم بعد ظهر اليوم الجمعة القراءة الختامية.

وتحدث الأرشمندريت روبرت سترن عن أهمية الشركة القائمة على التواصل، مشيرًا إلى أن هذا كان سبب التركيز على ضرورة قيام مجلس يسمح للأساقفة بالتواصل ويضم الأساقفة العاملين في الشرق والأساقفة المقيمين في بلاد الاغتراب. فأساقفة أميركا الشمالية خبروا التعددية، وهذه العقلية هي أمر يستطيعون أن يحملوها إلى كنائسهم.

واعتبر أن "المفاجئة الكبرى التي عاشها كانت "اكتشاف عدد المسيحيين الكاثوليك العاملين في الجزيرة العربية، فعددهم هو مماثل لعدد كاثوليك الشرق الأوسط".

وفي سؤال حول المواقف العديدة في شأن العلاقات مع الإسلام علّق سترن قائلاً أن "المتطرفين يلقون بالظل على اسم الإسلام".

وأشار إلى أنه من الأهمية بمكان أن نجد القاسم المشترك الذي يسهل التعايش بين الديانتين المسيحية والإسلامية.

وجوابًا على السؤال نفسه قال الراعي: "يجب أن نميز بين الإسلام السياسي والإسلام المعاش. الإسلام لا يميز بين الدولة والدين، ولذلك في الدول الإسلامية القانون ينبع من الإسلام، ولهذا السبب يعيش مؤمنو الديانات الأخرى معزولين ومهمشين. وهذه مشكلة كبيرة. في لبنان وحده لا تسود الحاكمية الإلهية بل هناك حكم ديمقراطي. وهذا لا ينفي أن هناك بعض المصاعب.

ثم شرح أن المسيحية في الماضي وبالتحديد من عام 380، عهد تيودوسيوس الملك ووصولا إلى عام 1870 كانت دين دولة. وأضاف: "رجاؤنا هو أن يتوصل الإسلام للتحول الذي وصلت إليها المسيحية في عام 1870، وهو الفصل بين الدين والدولة".

وتابع: "التعايش مع المسلمين ممكن إذا تم التوصل لعيش هذا المفهوم، مفهوم الدولة المدنية التي تحترم البعد الديني. نحن متعطشون للبقاء سوية، والعيش المشترك مع الدين الإسلامي ونتمنى أن يكون هذا التعايش مرغوبًا لدى المسلمين".

وألمح إلى أن سعي إسرائيل الآن لكي تكون دولة دينية يصعّب الأمور.

ثم أضاف: "ولكن الهدف من السينودس لم يكن المناقشة بالشؤون السياسية. الهدف الأول كان العمل على الوحدة، الهدف من السينودس لم يكن تغيير الإسلام بل النظر إلى عيشنا في الشرق معًا كمسيحيين، ومع سائر الأديان".

وتابع في الإطار عينه: "نحن لا نُعنى مباشرة بالشؤون السياسية، فعندما تدخل السياسية تعرض الأمور على هواها".

وأضاف المطران الراعي: "لقد أراد السينودس أن يقوم بقراءة لاهوتية. الهدف من السينودس لم يكن الحفاظ على الأقلية المسيحية في الشرق. كان نظرة إلى جسد المسيح السري ودور الشرقيين في هذا الجسد. المهم هو الحضور المسيحي، وكيفية استمرار الحضور المسيحي في الشرق والشهادة المسيحية لقيم الإنجيل وليسوع المسيح".

وشرح أن الجلسات السينودسية كانت قراءة لاهوتية "على ضوء كلمة الله" للأحداث الثاريخية. وصرح: "نحن نرفض أن نقول أننا أقلية، كلا، نحن الكنيسة الجامعة، ونحن موجودون في الشرق أيضًا، وهناك أيضًا نريد أن نشهد".