سينودس الشرق الأوسط
المقدمة
توصية رقم 1: رفع الوثائق إلى الحبر الأعظم
يرفع آباء السينودس إلى عناية قداسة الحبر الأعظم، الوثائق الخاصّة بهذا السينودس حول "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط : شركة وشهادة. "وكانت جماعة المؤمنين قلبًا واحدًا وروحًا واحدة" (أعمال 4،32). وهذه الوثائق هي: "الخطوط العريضة"، و"ورقة العمل"، و"التقريران المقدّمان قبل المناقشة وبعدها"، والمداخلات التي عُرضت في القاعة العامّة، والتي قدِّمت خطيًّا، ولاسيّما التوصيات العمليّة التي يعتبرها الآباء ذات أهميّة كبرى.
ويسأل الآباء، بكلّ تواضع، قداسة الحبر الأعظم، أن يقرّر، إذا كان مناسبًا، نشر وثيقةٍ حول الشركة والشهادة في الكنيسة في الشرق الأوسط.
توصية رقم 2: كلمة الله
إنّ كلمة الله هي روح الخدم الراعويّة وأساسها؛ نتمنّى أن تمتلك كلّ أسرة الكتاب المقدّس.
يشجّع آباء السينودس على المثابرة اليوميّة على قراءة كلمة الله والتأمّل فيها، ولاسيّما القراءة الربّية، وعلى خلق موقع بيبليّ على الإنترنت، يضع بتصرّف المؤمنين شروحات وتفاسير كاثوليكيّة، وعلى إعداد كتيّب يقدّم للكتاب المقدّس في عهديه القديم والجديد، وعلى وضع منهجية سهلة لقراءة الكتاب المقدس.
ويشجّعون أيضًا الأبرشيات والرعايا على تنظيم دورات بيبليّة لشرح كلمة الله والتأمّل فيها حتّى تتسنّى الإجابة على أسئلة المؤمنين لخلق جوّ من الألفة مع الكتاب المقدس، والتعمّق في روحانيّة الكتاب المقدّس، والالتزام في العمل الرسوليّ.
توصية رقم 3: الراعوية البيبليّة
إنّ آباء السينودس يوصون بالعمل على وضع الكتاب المقدس بعهدَيه في قلب حياتنا المسيحيّة، وذلك من خلال التشجيع على إعلانه، وقراءته، والتأمّل فيه، وتفسيره بالارتكاز على المسيح، والاحتفال الليتورجي به، على مثال الجماعة المسيحيّة الأولى.
نقترح أن يُصار إلى إعلان سنة بيبليّة، يعدّ لها إعدادًا وافيًا، ومن ثمَّ يكرَّس أسبوع سنوي للكتاب المقدّس.
الفصل الأول: الحضور المسيحي في الشرق الأوسط
توصية رقم 4: هويّة الكنائس الكاثوليكيّة في الشرق
في خضمّ عالمٍ مطبوعٍ بالانقسامات والمواقف المتطرّفة، نحن مدعوّون إلى العيش في الكنيسة كسرّ للشركة، بحيث نبقى منفتحين على الجميع دون الوقوع في الطائفيّة. ونحقّق هذا الأمر إن بقينا أمناء لغنى تراثنا التاريخيّ، والليتورجيّ، والآبائيّ، والروحيّ، كما لتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني وللقواعد والبنى الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، ومجلّة الحق القانوني والشرع الخاص بالكنائس.
توصية رقم 5: المشاركة في الصليب
إنّ المسيحيّ، مثله مثل أيّ إنسانٍ، إذ يستنكر الاضطهاد والعنف، يتذكّر أنّ الكيان المسيحيّ يقتضي المشاركة في صليب المسيح. انّ التلميذ ليس أعظم من معلّمه (راجع متّى10، 24). طوبى للمضطهدين من أجل البرّ لأنّهم يرثون الملكوت(راجع متى 5، 10)
ولكنّ الاضطهاد لا بدّ من أن يوقظ ضمائر المسيحيّين في العالم في سبيل المزيد من التضامن، وأن يدفع إلى التزام المطالبة بتطبيق القانون الدوليّ ودعمه، واحترام جميع الأشخاص والشعوب.
وينبغي علينا أن نلفت انتباه العالم بأسره إلى الوضع المأساويّ الذي تعاني منه بعض الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط التي تتحمّل كلّ أنواع الصعوبات التي تصل أحيانا إلى حد الاستشهاد.
كما تجب مطالبة السلطات الوطنية والدوليّة ببذل جهدٍ خاصّ لإنهاء حالة التوتّر هذه، وإحلال العدالة والسلام.
توصية رقم 6: الأرض
بما انّ التعلـّق بالأرض الأم هو عنصر أساسي من هويّة الاشخاص والشعوب، وبما أنّ الأرض هي مساحة حرّية، نحث مؤمنينا وجماعاتنا الكنسيّة على عدم الاستسلام لتجربة بيع أملاكهم العقاريّة. ولمساعدة المسيحيّين في المحافظة على أرضهم او لشراء أراض جديدة، في الظروف الاقتصاديّة الصعبة، نقترح على سبيل المثال خلق مشاريع تعمل على استثمار الأرض، ليتمكّن أصحابها من البقاء فيها بكرامة والسعي الى استرجاع المفقود منها والمؤمّم. وليرافق هذا الجهد تفكيرٌ عميق حول معنى الحضور المسيحيّ ورسالته في الشرق الأوسط.
توصية رقم 7 (قبلاً 8): الإدارة الماليّة
حتّى تتأمّن الشفافيّة، يجب اعتماد نظام مراقبة وتدقيق في شؤون الكنيسة الماليّة، والتمييز بوضوح بين ما هو ملك لها وما يعود للأشخاص العاملين فيها. كما تجب المحافظة على أملاك الكنيسة وخيراتها ومؤسّساتها.
توصية رقم 8 (قبلاً 7): تشجيع الحجّ المقدّس
ان الشرق هو أرض الوحي البيبليّ، ممّا جعله، منذ القدم، محطّ أنظار الحجّاج على خطى إبراهيم في العراق، وموسى في مصر وسيناء، ويسوع المسيح في الأراضي المقدسة (مصر، وفلسطين، واسرائيل، والأردن، ولبنان)، وعلى خطى مار بولس وكنائس أعمال الرسل وسفر الرؤيا (سوريا، قبرص، تركيا).
لطالما شجّع الباباوات على الحجّ إلى الأراضي المقدّسة. إنّه فرصة ملائمة لتعليمٍ مسيحيٍّ معمّق من خلال العودة إلى الينابيع. وهو يتيح اكتشاف غنى الكنائس الشرقيّة، واللقاء مع الجماعات المسيحيّة المحليّة، حجارة الكنيسة الحيّة، وتشجيعها.
توصية رقم 9: السلام
تلتزم كنائسُنا الصلاة والعمل لأجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط، وتدعو إلى تنقية الذاكرة، مفضِّلةً لغة السلام والرجاء على لغة الخوف والعنف. وهي تطالب السلطات المدنية المسؤولة بتطبيق توصيات الأمم المتّحدة الخاصّة بالمنطقة، ولا سيّما تلك المتعلّقة بعودة اللاجئين، والوضع الخاصّ بمدينة القدس والأراضي المقدّسة.
توصية رقم 10: ترسيخ وجود المسيحيين
يجب على كنائسنا أن تُنشئ مكتبًا أو لجنة تُكلَّف بدراسة ظاهرة الهجرة ودوافعها، وذلك لإيجاد الوسائل لمواجهتها. وهي ستعمل كل ما هو ممكن لترسيخ وجود المسيحيين في أوطانهم، ولاسيّما من خلال مشاريع تنمويّة، للحدّ من ظاهرة الهجرة.
توصية رقم 11 (قبلاً 10): راعوية الهجرة
إنّ تواجد العدد الكبير من المسيحيّين الشرقيّين في كلّ القارّات يحثّ الكنائس على اتّخاذ تدابير راعويّة خاصّة بالمهجر:
1. يقوم أساقفة المهجر بزيارة الإكليريكيّات في الشرق الأوسط لعرض واقع أبرشيّاتهم واحتياجاتها.
2. تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين على الروح الرسوليّة والانفتاح على الثقافات المتنوّعة.
3. إعداد الكهنة الذين يُرسلون للخدمة في البلدان الواقعة خارج الرقعة البطريركيّة، ومرافقتهم.
4. تعزيز راعويّة الدعوات في الجماعات المتواجدة خارج الرقعة البطريركيّة.
5. إرسال كهنة وإنشاء أبرشيّات خاصة، حيث تتطلّب ذلك الحاجات الراعوية، وفق الأحكام الكنسيّة المرعيّة الإجراء.
توصية رقم 12 (قبلاً 11): الهجرة والمشاركة
1. العمل على توعية المهاجرين لتعزيز روح التضامن والمشاركة لديهم مع بلدان المنشأ، وذلك بالمساهمة في المشاريع الراعويّة، والتنمية الثقافيّة، والتربويّة، والاجتماعية، والاقتصاديّة.
2. تربية مسيحيي المهجر على المحافظة بأمانةٍ على تقاليدهم الأصليّة.
3. تقوية رباط الشركة بين المهاجرين والكنيسة الأم.
توصية رقم 13 (قبلاً 12): الهجرة والتنشئة
نوصي كنائس البلدان المضيفة أن تتعرّف على لاهوت الشرقيّين وتقاليدهم، وتراثاتهم، وتحترمها في أنظمتها وممارستها الأسراريّة والإداريّة. فهذا الأمر يعزّز التعاون مع الكنائس الشرقيّة المتواجدة في بلدان المهجر، في ما يختصّ بتنشئة مؤمنيها ورعايتهم.
توصية رقم 14 (قبلاً 13): الهجرة إلى بلدان الشرق الأوسط
إنّ أوضاع العمّال الوافدين إلى الشرق الأوسط، مسيحيّين وغير مسيحيّين، ولا سيّما النساء، هي مسألة تعنينا بشكل كبير. فالكثيرون منهم يعانون من أوضاع صعبة تنال من كرامتهم.
ندعو السينودسات البطريركيّة، ومجالس الأساقفة، والمؤسّسات الخيريّة الكاثوليكيّة، ولا سيّما رابطة كاريتاس، والمسؤولين السياسيّين، والناس ذوي الإرادة الصالحة، أن يعملوا كل ما تسمح به صلاحيّاتهم، من أجل احترام الحقوق الأساسيّة للمهاجرين التي أقرّتها الشرائع الدوليّة، بغض النظر عن جنسيّة هؤلاء أو انتمائهم الدينيّ. ونحثّهم على ضرورة مدّ يد العون لهم في المجالين الإنسانيّ والقانونيّ. وينبغي على كنائسنا أن تسهر على تأمين المؤازرة الروحيّة الواجبة كعلامةٍ بيّنة للضيافة المسيحيّة والشركة الكنسيّة.
توصية رقم 15 (قبلاً 14): كنائس الاستقبال
في نطاق حسن استقبال المهاجرين إلى منطقتنا ومرافقتهم، تسعى كنائس الوطن الأم إلى التواصل المستمرّ مع كنائس البلدان المضيفة من أجل مساعدتها على توفير البنى الضروريّة لأبنائها، من رعايا ومدارس وأمكنة للتلاقي وغيرها.
الفصل الثاني: الشركة الكنسية
أولاً: الشركة داخل الكنيسة الكاثوليكيّة
توصية رقم 16 (قبلاً 15): الشركة في الكنيسة الكاثوليكيّة
"تتكوّن الكنيسة الكاثوليكيّة المقدّسة، التي هي جسد المسيح السرّي، من مؤمنين متّحدين عضويًّا في شركة الروح القدس بالإيمان ذاته، والأسرار ذاتها، والتدبير ذاته. وهم، إذ ينصهرون في جماعات متعدّدة تحافظ بضمانة السلطة الكنسيّة على ترابطها، يكوّنون كنائس خاصة أو طقوسًا. وهناك شركة رائعة بين هذه الكنائس، حتى أنّ التنّوع في الكنيسة، بعيدًا من أن يضرّ بوحدتها، فهو يظهر قيمتها" (قرار في الكنائس الشرقية 2). ولترسيخ هذه الشركة نوصي:
1. خلق لجنة للتعاون بين الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط، تكلَّف بتعزيز الخطط الراعويّة المشتركة، وبنشر معرفة التقاليد المتنوّعة، وإنشاء معاهد متعدّدة الطقوس، ومؤسّسات خيريّة مشتركة.
2. تنظيم لقاءات دوريّة ومنتظمة بين السلطات الكنسيّة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط.
3. ممارسة التضامن المادّي بين الأبرشيّات الغنيّة والأقل غنىً.
4. إنشاء جمعيّة كهنوتيّة Fidei Donum لتشجيع التعاون المتبادل بين الأبرشيّات والكنائس.
توصية رقم 17 (قبلاً 16): الحركات الكنسيّة الجديدة
يعترف العديد من الآباء بدور الحركات الكنسيّة الجديدة ذات التقليد الغربي المتواجدة أكثر فأكثر في كنائس الشرق الأوسط ويعتبرونها عطيّة من الروح القدس للكنيسة بأسرها. ولكي تُستقبل هذه الحركات كموهبة لبناء الكنيسة، يجب على اعضائها أن يعيشوا موهبتهم الخاصة آخذين بعين الاعتبار ثقافة الكنيسة المحليّة، وتاريخها، وليتورجيتها وروحانيتها.
ولبلوغ هذا الهدف، يُطلب من هذه الحركات التعاون مع الأسقف المحلّي والتقيّد بتوجيهاته الراعويّة. ومن المستحسن أن تتخذ السلطة الكاثوليكية في كل بلد من بلدان الشرق الأوسط موقفًا رعويًّا موحّدًا بالنسبة لهذه الحركات واندماجها ونشاطها الرعوي.
توصية رقم 18 (قبلاً 17): ولاية البطاركة
في سبيل المحافظة على الشركة بين المؤمنين الشرقيين مع كنائسهم البطريركيّة، خارج الرقعة البطريركيّة، ولتأمين الخدمة الرعويّة الملائمة لهم، يتمنّى الآباء أن يتمّ بحث مسألة امتداد ولاية البطاركة الشرقيّين على الأشخاص التابعين لكنائسهم أينما وجدوا في العالم، وذلك من أجل اتخاذ التدابير الملائمة.
توصية رقم 19 (قبلاً 18): أوضاع المؤمنين الكاثوليك في بلدان الخليج
نرغب، بروح الشركة ولخير المؤمنين، أن تُنشأ لجنة تضمّ ممثلين عن دوائر الكرسي الرسولي المختصّة، والنوّاب الرسوليّين في المنطقة، والكنائس ذات الشرع الخاصّ المعنيّة، لتتولّى دراسة أوضاع المؤمنين الكاثوليك في بلدان الخليج ومسألة الولاية الكنسيّة فيها، واقتراح الحلول على الكرسيّ الرسوليّ ليقدّر جدواها، في سبيل تعزيز العمل الراعويّ.
توصية رقم 20 (قبلاً 19): راعويّة الدعوات
تقتضي راعويّة الدعوات الأمور التالية :
1. الصلاة من أجل الدعوات في الأسر والرعايا… إلخ
2. تشكيل لجان خاصّة بالدعوات في كلّ أبرشيّة، تضمّ كهنة ورهبانًا وراهبات وعلمانيّين، وتنظّم لقاءاتٍ للشباب الذين يفكّرون بالدعوة لتقدّم لهم عرضًا عن الدعوات المتنوّعة في الكنيسة.
3. أن تعدّ برنامج تنشئة روحيّة معمّقة للشباب الملتزمين في الحركات الرسوليّة
4. أن توقظ حسّ الرعايا والمدارس على الأبعاد المتنوّعة للدعوات، الكهنوتيّة والرهبانيّة.
5. أن تحافظ على المدارس الإكليريكيّة الصغرى أو تُنشِئها، حيث أمكن ذلك.
6. أن تدعو الكهنة والرهبان والراهبات إلى تقديم شهادة متناسقة بين حياتهم وخطابهم.
وفي سبيل تعزيز راعويّة الدعوات، نوصي بتقوية الشركة الكنسيّة الكهنوتيّة التي تستلزم انفتاحًا على الحاجات الراعويّة المتنوّعة للأبرشيّات لمؤازرتها في ما ينقصها من كهنة.
7. إنّ مثال الحياة الروحيّة العميقة المشعّة والفرحة هو وسيلة ناجعة لاجتذاب الشباب إلى الحياة المكرّسة.
توصية رقم 21 (قبلاً 20): اللغة العربيّة
لقد بيّنت خبرة السينودس من أجل الشرق الأوسط أهميّة اللغة العربيّة، لا سيّما وأنّها لعبت دورًا بارزًا في تطوّر الفكر اللاهوتيّ والروحيّ للكنيسة الجامعة، وتحديدًا تراث الأدب العربيّ المسيحيّ.
نقترح أن تُستخدم اللغة العربيّة بشكلٍ أوفر في دوائر الكرسيّ الرسوليّ واجتماعاته الرسميّة، حتّى يُتاح للمسيحيين ذوي الثقافة العربيّة الحصول على المعلومات الصادرة عن الكرسيّ الرسوليّ بلغتهم الأم.
ثانيًا: الشراكة بين الأساقفة والكهنة والمؤمنين
توصية رقم 22 (قبلاً 21): معيشة الإكليروس
في سبيل تأمين حياة كريمة ودخلٍ لائق للكهنة، ولاسيّما للكهول والمسنّين من بينهم، يجب:
1. اعتماد نظام تعاضديّ يؤمّن لهم جميعًا، عاملين ومتقاعدين، المدخول الماليّ نفسه، وذلك استنادًا إلى أحكام النصوص القانونيّة.
2. العمل على تأمين نظام حماية اجتماعيّة، يستند إلى ما هو معتمدٌ في كلّ بلد، ويشمل أيضًا الرهبان والراهبات وزوجات الكهنة وأولادهم القاصرين.
توصية رقم 23 (قبلاً 22): الكهنة المتزوّجون
لطالما كانت العزوبيّة الكنسيّة مقدّرة ومستحسنة في الكنيسة الكاثوليكيّة، في الشرق كما في الغرب. مع ذلك، وتسهيلاً لخدمة المؤمنين الراعويّة حيثما حلّوا، واحترامًا للتقاليد الشرقيّة، نتمنّى أن تُدرس إمكانيّة قيام كهنة متزوّجين بالخدمة خارج الرقعة البطريركيّة.
توصية رقم 24: العلمانيّون
يشارك العلمانيّون، بفضل عمادهم، في الوظيفة الكهنوتيّة المثلّثة للمسيح، فيصبحون أنبياء وملوك وكهنة. لقد اعترف المجمع الفاتيكاني الثاني بدور العلمانيين ورسالتهم، في القرار حول رسالة العلمانيّين. ودعا قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى سينودس حول العلمانيّين وأصدر الإرشاد الرسولي "العلمانيّون المؤمنون بالمسيح" الذي يعرب فيه عن تقديره "للتعاون الرسولي الهام الذي يقدّمه لحياة الكنيسة العلمانيّون المؤمنون، رجالاً ونساءً، من خلال مواهبهم وعملهم من أجل البشارة، وتقديس الأمور الزمنيّة وتفعيلها مسيحيًّا" (رقم 23).
يلتزم آباء السينودس في الخط عينه، لا سيّما أنّ العلمانيّين في الشرق لعبوا دائمًا دورًا في حياة الكنيسة. وهم يريدون إعطاءهم دورًا أكبر من خلال المشاركة في مسؤوليّات الكنيسة، وتشجيعهم ليكونوا رسلاً في بيئتهم الحياتيّة، وليشهدوا للمسيح في العالم حيث يعيشون.
توصية رقم 25 (قبلاً 23): تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين
في سبيل تعميق الوحدة في التنوّع، لا بدّ من تنشئة الطلاّب الإكليريكيّين كلٍّ في إكليريكيّة كنيسته الخاصّة على أن يحصّل تنشئته اللاهوتيّة في كلّيّة كاثوليكيّة مشتركة. وفي بعض الأماكن، ولأسبابٍ راعويّة وإداريّة، يُستحسن قيام مدرسةٍ إكليريكيّة واحدة لكنائس متنوّعة.
توصية رقم 26 (قبلاً 24): الحياة المكرّسة
إن الحياة المكرّسة الرسوليّة، والديريّة والنسكيّة، هي في قلب الكنيسة. يعبّر آباء السينودس عن امتنانهم العميق للأشخاص المكرّسين لأجل شهادتهم الإنجيليّة. وهم يستذكرون بشكل خاص شهداء الأمس واليوم. ويطلبون الترحيب بالحياة المكرّسة، المجدّّدة بطريقة ملائمة، وتشجيعها ودمجها بشكل أفضل في حياة الكنيسة ورسالتها في الشرق الأوسط.
وتقرّ كنائسنا بأهميّة رسالة المكرّسات في مجتمعنا، لأجل شهادتهنّ للإيمان، وخدمتهنّ المجّانيّة، ومساهمتهنّ الكبيرة في "حوار الحياة" مع المسلمين واليهود.
توصية رقم 27 (قبلاً 25): النساء والأولاد
ستتخذ كنائسنا الوسائل المناسبة لتشجيع ودعم احترام المرأة وصون كرامتها ودورها وحقوقها. ولا بدّ من تقدير ما تبذله المرأة بكفاءة وسخاء في خدمة الحياة والعائلة والتربيّة والخدمات الصحيّة تقديرًا جليًّا. وتجهد كنائسنا في تعزيز انخراطها ومشاركتها في العمل الراعويّ، والإصغاء بانتباهٍ إليها.
إنّ الأولاد هم تتويج للزواج وعطيّة خاصّة للعالم. لطالما أظهرت الكنيسة الكاثوليكيّة والأهل الكاثوليك اهتمامًا خاصًّا في ما يتعلّق بصحّة كلّ الأولاد وبتربيتهم. فيجب أن يُبذَل الجهد الكافي لتعزيز المحافظة على حقوقهم البشريّة الطبيعيّة منذ لحظة الحمْل بهم، وتأمين العناية الصحّيّة والتربية المسيحيّة لهم.
ثالثًا: شركة مع الكنائس والجماعات الكنسية
توصية رقم 28 (قبلاً 26): الحركة المسكونيّة
إنّ الوحدة بين جميع تلاميذ المسيح في الشرق الأوسط هي أوّلاً من عمل الروح القدس. فينبغي السعي إليها، بروح الصلاة، وتوبة القلب، والاحترام، والمثابرة، والمحبّة بعيدًا من أيّ حذرٍ أو خوفٍ أو أحكامٍ مسبقة تشكّل عائقًا أمام الوحدة. نتمنّى رؤية كنائسنا تجدّد التزامها المسكونيّ من خلال المبادرات العمليّة التالية:
1. دعم مجلس كنائس الشرق الأوسط
2. توفير التنشئة على الروح المسكونيّة في الرعايا والمدارس والمعاهد الإكليريكيّة التي تبرز قيمة إنجازات الحركة المسكونيّة.
3. وضع الاتفاقات الراعويّة الموقّعة قيد التنفيذ حيثما وُجدت.
4. تنظيم لقاءات بين المؤمنين والرعاة للصلاة معًا والتأمّل في كلمة الله والتعاون في المجالات كافّة.
5. تبنّي التعريب الموحّد للصلاة الربّية وقانون الإيمان النيقاويّ-القسطنيطينيّ.
6. العمل على توحيد تاريخ الاحتفال بعيدي الميلاد والفصح.
تتمتّع الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، بسبب عيشها للشركة مع كنيسة روما في الأمانة لتقاليدها الشرقيّة، بدورٍ مسكونيّ بارز.
يشجّع آباء السينودس هذه الكنائس على إقامة حوارٍ مسكونيّ على المستوى المحليّ. ويوصون أيضًًا بإشراك أكبر للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة في لجان الحوار العالميّة قدر المستطاع.
توصية رقم 29 (قبلاً 27): عيد الشهداء
تأسيس عيد سنويّ مشترك لشهداء كنائس الشرق، والطلب إلى كلّ كنيسة شرقيّة إعداد لائحة بأسماء شهدائها، شهود الإيمان.
الفصل الثالث: الشهادة المسيحيّة "شهود القيامة والحب"
أولاً: التنشئة المسيحيّة
توصية رقم 30 (قبلاً 28): التنشئة
توصي كنائسنا في الشرق الأوسط، وسعيًا منها في تلبية الحاجة إلى تنشئة البالغين على الإيمان الحيّ، بإنشاء مراكز للتعليم المسيحيّ حيث يقتضي الأمر ذلك. ولا بدّ من التشديد على التنشئة المستمرة وعلى التعاون بين الكنائس المتنوّعة فيما يتعلّق بالعلمانيّين والإكليريكيّات والجامعات. كما يجب على تلك المراكز أن تُبقي أبوابها مشرّعة على جميع الكنائس. وعلى الأخص، يجب إعداد معلّمي التعليم المسيحيّ إعدادًا جيّدًا في سبيل تنشئة ملائمة تأخذ بعين الاعتبار المشكلات والتحدّيات الراهنة.
يجب على كلّ مسيحيّ أن يقدّم الحجّة عن إيمانه بيسوع المسيح وأن يحمل همّ إعلان الإنجيل من دون خجل ولا استفزاز. وتطال التنشئة الاحتفال بالأسرار والمعرفة والحياة والممارسة. ولا بدّ من إعداد العظة إعدادًا مبنيًّا على كلمة الله ومرتبطًا بالحياة. وإنّه لمن المهمّ جدًّا أن تتضمّن التنشئة التدرّب على التقنيّات الحديثة وعلم وسائل الاتصال. على العلمانيّين أن يشهدوا بحزم للمسيح في المجتمع. إنّ الأسس التي تهيّء هكذا شهود، موجودة في المدارس الكاثوليكيّة، المعروفة منذ القِدم بكونها الأداة القيّمة لتوفير التربية الدينيّة للكاثوليك، والتنشئة الاجتماعيّة، التي تؤول إلى فهم متبادل بين اعضاء المجتمع الواحد. وعلى المستوى الجامعيّ، نشجّع على إنشاء رابطة تضمّ معاهد التعليم العالي، مع إيلاء أهمّية خاصّة لتعليم الكنيسة الاجتماعيّ.
توصية رقم 31 (قبلاً 29): العاملون في الحقل الراعويّ
من أجل تنشئة العاملين في الحقل الراعويّ في مجالاته المتنوّعة، نقترح تأسيس وتطوير مراكز تنشئة مشتركة بين كنائس البلد الواحد. ونوصي كذلك أن تستخدم هذه المراكز وسائل الاتصال السمع-بصرية الحديثة، وأن تَنشر المواد التي تُنتجها على شبكة الانترنت، وبواسطة الأقراص المُدمَّجة، لتكون أوسع انتشارًا وأقلّ كلفة.
توصية رقم 32: المدارس والمؤسسات التربويّة الكاثوليكيّة
يشجّع آباء السينودس المدارس والمؤسسات التربويّة الكاثوليكيّة على أن تبقى أمينة لرسالتها في تربية الأجيال الصاعدة على روح المسيح والقيم الإنسانيّة والإنجيليّة، وعلى أن تعزز ثقافة الانفتاح والعيش المشترك والاهتمام باستقبال الفقراء والذين يعانون من الأعاقة. وبالرغم من الصعوبات، يدعوها الآباء إلى التمسّك برسالة الكنيسة التربويّة، وإلى تشجيع تطوّر كفاءات الشباب الذين هم مستقبل مجتمعاتنا. ويذكّر الآباء المسؤولين بضرورة مساندة هذه المؤسسات نظرًا لأهمية دورها من أجل الخير العام.
توصية رقم 33 (قبلاً 30): وسائل الإعلام
أشار الآباء إلى أهميّة وسائل الإعلام الحديثة في التنشئة المسيحيّة في الشرق الأوسط، كما في إعلان الإيمان. فهي تشكّل شبكة اتصال مميّزة لنشر تعاليم الكنيسة. ويوصون كذلك، من الناحية العمليّة، بمساعدة البنى المتوفّرة في هذا المجال، مثل تيلي- لوميار- نورسات، وإذاعة صوت المحبّة وغيرها، ودعمها بشتّى الوسائل لتحقّق الأهداف، التي أنشئت من أجلها بروحٍ كنسيّة. وقد تمنّى بعضهم دعم إنشاء مدينة إعلاميّة لنورسات الإقليميّة والعالميّة.
كما يوصي الآباء بحرارةٍ المسؤولين عن المؤسّسات السمع-بصريّة في كنائسنا:
1. أن يؤلّفوا فريقًا مختصًّا في المجال اللاهوتيّ والتقنيّ
2. أن يعدّوا برنامج تنشئة كتابيّة بهدفٍ راعويّ
3. أن يعتمدوا الترجمة إلى اللغتين التركيّة والفارسيّة للمسيحيّين في تركيا وإيران.
توصية رقم 34 (قبلاً 31): الرسالة
تحتاج كنائسنا الشرقيّة الكاثوليكيّة، وريثة الزخم الرسوليّ الذي حمل البشرى السّارة إلى أقاصي الأرض، إلى تجديد الروح الرسوليّة فيها، بالصلاة والتنشئة والإرسال الرّسولي، تحثّها إلى ذلك، الحاجة الرسوليّة الملحّة، نحو الذين في داخلها والذين في خارجها. هذا الزخم الرسوليّ تلهمه محبّة الفقراء.
توصية رقم 35 (قبلاً 32): الأسرة
تحتاج الأسرة، الخليّة الأساسيّة و"الكنيسة البيتيّة"، إلى المرافقة، والمساندة في مشاكلها وصعوباتها ولا سيّما في المدن. لذلك يتوجّب علينا دعم مراكز الإعداد للزواج، ومراكز الإصغاء والتوجيه، وتأمين المرافقة الروحيّة والإنسانيّة للأزواج الجدد، والمتابعة الراعويّة للعائلات، لا سيّما تلك التي تواجه أوضاعًا صعبة (صراعات داخليّة، حالة إعاقة، مخدّرات، إلخ.)، وإعادة إحياء زيارة الرعاة للعائلات، وتشجيعها على إنجاب الأولاد، وحسن تربيتهم.
توصية رقم 36: الشباب
"الشباب هم مستقبل الكنيسة"، كما كان يقول البابا يوحنا بولس الثاني. ويستمرّ صاحب القداسة البابا بندكتس السادس عشر في تشجيعهم: "على الرغم من الصعوبات، لا تهبط عزيمتكم ولا تتخلّوا عن أحلامكم! على العكس من ذلك إزرعوا في قلوبكم رغبات كبيرة في الأخوّة والعدالة والسلام. إنّ المستقبل هو بين أيدي الذين يعرفون كيف يبحثون عن المعاني القويّة للحياة والرجاء، ويجدونها." (رسالة بمناسبة الايام العالميّة ال25 للشبيبة، 28 آذار/مارس 2010، رقم 7). ويدعوهم من جهة أخرى إلى ان يكونوا مرسلين وشهودًا في مجتمعهم وفي بيئتهم الحياتيّة. ويحثّهم على الالتزام بتعميق إيمانهم ومعرفتهم ليسوع المسيح، مثلهم الأعلى ومثالهم، ليشاركوه في خلاص العالم.
يلتزم آباء السينودس بـ:
1. أن يصغوا إليهم ليُجيبوا عن تساؤلاتهم وحاجاتهم.
2. أن يؤمّنوا لهم التنشئة الروحيّة واللاهوتيّة الضروريّة التي تساعدهم في عملهم.
3. أن يبنوا معهم جسورًا للحوار لكي يُسقطوا جدران الانقسام والانفصال في المجتمعات.
4. أن يعملوا على الاستفادة من إبداعهم ومهاراتهم، ليضعوها في خدمة المسيح، وأترابهم من الشبّان الآخرين، ومجتمعهم.
توصية رقم 37 (قبلاً 33): البشارة الجديدة
يدعو الآباء الكنائس الموكولة إليهم إلى الدخول في آفاق البشارة الجديدة بالإنجيل آخذةً بعين الاعتبار قرائن الواقع الثقافيّ والاجتماعيّ الذي يعيش ويعمل ويجاهد فيه الإنسان المعاصر. ومثل هذا الأمر يستلزم توبةً عميقة وتجدّدًا على ضوء كلمة الله، والأسرار، ولا سيّما سرَّي المصالحة الإفخاريستيّا.
توصية رقم 38 (قبلاً 34): تعليم الكنيسة الاجتماعيّ
يوصي آباء السينودس بنشر تعليم الكنيسة الاجتماعيّ المغيَّب في بعض الأحيان، وذلك لأنّه جزءٌ لا يتجزّأ من التنشئة على الإيمان. وإنّ التعليم المسيحيّ الخاصّ بالكنيسة الكاثوليكيّة ومختصر تعليم الكنيسة الاجتماعيّ يشكّلان مصادر مهمّة في هذا المضمار.
ويطلب آباء السينودس من جمعية الأساقفة في كلّ بلد تشكيل لجنة أسقفيّة لتهيئة خطاب الكنيسة الإجتماعي ونشره مستندين إلى تعليمها ومواقف الكرسي الرسوليّ حول المشكلات الراهنة والظروف الواقعيّة التي يمرّ بها كلّ بلد.
ويوصي الآباء الكنائس الشرقيّة بالاعتناء بالمسنّين والوافدين الأجانب واللاجئين وفق احتياجاتهم الاجتماعيّة المختلفة، وإيلاء المعوَّقين اهتمامًا خاصًّا وإيجاد المؤسّسات المناسبة لأوضاعهم، وتشجيع اندماجهم في المجتمع.
بالأمانة لله الخالق، يتفانى المسيحيّون في حماية الطبيعة والبيئة. وهم يهيبون بالحكومات وجميع الناس ذوي الإرادة الحسنة أن يوحّدوا جهودهم في سبيل الحفاظ على الخليقة.
ثانيًا: الليتورجيا
توصية رقم 39 (قبلاً 35): الليتورجيا
إن الغنى الكتابي واللاهوتيّ لليتورجيّاتنا الشرقيّة يوفّرخدمة روحيّة للكنيسة الجامعة. ولكن، من المهمّ والمفيد أن نجدّد النصوص والاحتفالات الليتورجيّة حيث تقتضي الحاجة، لكي تتلاءم بطريقةٍ أفضل مع احتياجات المؤمنين وانتظاراتهم. ومثل هذا التجديد يكون على أساس المعرفة المتعمّقة للتقليد شرط أن يتناسب ولغة العصر، وفئات المؤمنين بحسب أعمارهم.
ثالثًا: الحوار بين الأديان
توصية رقم 40 (قبلاً 36): الحوار بين الأديان
يُدعى مسيحيّو الشرق الأوسط إلى متابعة الحوار مع مواطنيهم من الديانات الأخرى، كونه يقرّب بين الأذهان والقلوب. لذلك يجدر بهم مع شركائهم تدعيم الحوار الدينيّ، وتنقية الذاكرة، والغفران المتبادل عن الماضي، والبحث عن مستقبل مشتركٍ أفضل.
وهم يبحثون، في حياتهم اليوميّة، عن القبول المتبادل بعضهم لبعض على الرغم من الاختلاف، ويجهدون في بناء مجتمعٍ جديد، حيث يُحترَم التعدد الديني ويُنبَذُ التطرّف والتعصّب.
ويوصي آباء السينودس بإعداد خطّة للتنشئة على الحوار في المؤسّسات التربويّة وفي المعاهد الإكليريكيّة وفي بيوت الإبتداء، لتعزيز ثقافة الحوار المبنيّة على روح التعاضد.
توصية رقم 41 (قبلاً 37): اليهودية
تحتل اليهوديّة مركزًا مرموقًا في المرسوم حول علاقة الكنيسة الكاثوليكيّة بالديانات غير المسيحيّة الذي أصدره المجمع الفاتيكاني الثاني. وإنّنا نشجّع مبادرات الحوار والتعاون القائمة مع اليهود، لكي نعمّق القيم الإنسانيّة والدينيّة، والحريّة، والعدالة، والسلام، والأخوّة. إنّ قراءة العهد القديم، والتعمّق في التقاليد اليهوديّة، يساعدان على معرفة أكبر لهذه الديانة. وإننا نرفض العداء للساميّة والعداء لليهودية، مميّزين بين الدين والسياسة.
توصية رقم 42 (قبلاً 38): الإسلام
وضع المجمع الفاتيكانيّ الثاني في المرسوم حول العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكيّة والديانات غير المسيحيّة، وكذلك رسائل بطاركة الشرق الكاثوليك الراعويّة، أسس علاقة الكنيسة الكاثوليكيّة مع المسلمين. وقد أعلن قداسة البابا بندكتوس السادس عشر : " لا يمكن للحوار الدينيّ والثقافيّ بين المسيحيّين والمسلمين أن يقتصر على خيارٍ عابر لأنّه في الواقع حاجة حياتيّة يرتبط بها مستقبلنا ارتباطًا كبيرًا" (البابا بندكتوس السادس عشر، لقاء مع ممثّلي المسلمين، كولونيا، في 20، 8، 2005).
يتشارك المسيحيّون والمسلمون معًا في الشرق الأوسط في الحياة والمصير. ومعًا يبنون المجتمع. لذلك من المهم تعزيز مفهوم المواطنة، وكرامة الشخص البشريّ، والمساواة في الحقوق والواجبات، والحريّة الدينيّة التي تتضمّن حريّة العبادة وحريّة الضمير.
على المسيحيّين في الشرق الأوسط أن يثابروا على حوار الحياة المثمر مع المسلمين. ولذلك ينظرون إليهم نظرة تقدير ومحبّة، رافضين كلّ أحكامٍ سلبية مسبقة ضدّهم. وإنّهم مدعوّون إلى أن يكتشفوا معًا القيم الدينيّة عند بعضهم البعض، وهكذا يقدّمون للعالم صورة عن اللقاء الإيجابيّ وعن التعاون المثمر بين مؤمني هاتين الديانتين من خلال مناهضتهم المشتركة لكلّ أنواع الأصوليّة والعنف باسم الدين.
الخلاصة
توصية رقم 43 (قبلاً 40): متابعة السينودس
إنّ الكنائس التي شاركت في السينودس مدعوّة لأن تلجأ إلى الوسائل الكفيلة بتأمين متابعة السينودس، وذلك بالتعاون مع مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق، والمؤسّسات الرسميّة في الكنائس المعنيّة. وعليها أيضًا أن تُفعّل مشاركة الكهنة والخبراء من العلمانيّين والرهبان.
توصية رقم 44 (قبلاً 41): مريم العذراء
إن مريم، عذراء الناصرة، هي المثال الأسمى لسماع كلمة الله، وهي بنت مباركة من أرضنا. منذ مطلعِ التاريخ المسيحيّ، ساهم الفكر اللاهوتي في كنائسنا في الشرق مساهمة حاسمة في تعريف مريم بالاسم العظيم، Theotokos، والدة الله.
في ليتورجيات كنائسنا، تحتل مريم مركزًا مرموقًا، وهي محاطة بالمحبة من قبل شعب الله.
إنّها بنت أرضنا، التي يسمّيها الجميع مباركة، ويتوجّهون إليها بحقّ كأم للكنيسة، خاصة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني.
وبتصميم إلهي، واعِين للروابط الخاصة التي تجمعنا بأم يسوع، نقترح أن تكرّس كل كنائسنا المجتمعة، في فعل واحد، كل الشرق الأوسط ونعهده لحماية العذراء مريم.