البقاء في الأراضي المقدسة هو واجب وأكثر من حق

 

مقابلة مع حارس الأراضي المقدسة، الأب بيارباتيستا بيتزابالا

حاوره روبير شعيب

روما، الأربعاء 27 أكتوبر 2010 (ZENIT.org).

إن ضجيج الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يُغفل الانتباه عن أنين مسيحيي الأراضي المقدسة الذين باتوا أقلية صغيرة جدًا. ويلهم أنهم لا ينتمون إلى أي من الأطراف المتقاتلة، فهم ليسوا يهودًا وليسوا مسلمين، ولكن هذا لا يعني أنهم غرباء، فبعضهم عربي فلسطيني، والبعض الآخر إسرائيلي.

في هذا القسم الأول من المقابلة مع الأب بيارباتيستا بيتزابالا حارس الأراضي المقدسة الفرنسيسكاني نستطلع على حالة هؤلاء المسيحيين، ونرى رأي رئيس حراس الأراضي المقدسة في قرار نتنياهو بفرض قسم الوفاء على جميع سكان إسرائيل للدولة العبرية.

* * *

لقد تناول الكثير من آباء مجمع أساقفة الشرق الأوسط وضع المسيحيين في البلدان ذات الأكثرية المسلمة، ولكننا نكاد لا نعرف شيئًا عن وضع المسيحيين في الأراضي المقدسة. مداخلة الحاخام روزن في سينودس الأساقفة بينت أن على اليهود في إسرائيل "أن يقوموا بمسيرة طويلة لكي يتخطوا الماضي السلبي". وكذلك أنتم، في معرض مداخلتكم في السينودس صرحتم: " إنَّ النظرة الرعائيّة في الأرض المقدّسة غالبًا ما تنطلق من وضع الكنيسة بدلاً من دعوتِها". كونكم شاهد عيان لحالة المسيحيين في الأراضي المقدسة، هلا عرفتنا على وضعهم الحالي، خصوصًا  في ما يتعلق بالحرية الدينية، حرية الضمير والحقوق المدنية والسياسية؟

الأب بيتزابالا: عندما نتحدث عن الأراضي المقدسة نقع غالبًا في لغط. ففي الأراضي المقدسة واقعان سياسيان مختلفان: هناك إسرائيل وهناك السلطة الفلسطينية، وهما عنصران متصارعان في ما بينهما، وهذا بعد يجعل الأمور أصعب.

إن حالة المسيحيين في إسرائيل، حيث الأغلبية عبرانية، تليها أغلبية أخرى هي المسلمين وتليها أقلية مسيحية هي أمر؛ ووضع المسيحيين في الأراضي الفلسطينية حيث هناك أكثرية مسلمة، هو أمر آخر. ويجب أن نميّز جيدًا بين هاتين الحالتين إذا ما أردنا فهم واقع مسيحيي الشرق.

في إسرائيل، يعاني المسيحي من مشاكل كبيرة في هويته. فليس هناك مشاكل ذات طابع اجتماعي أو اقتصادي تختلف عن المشاكل في أية دولة كانت. فالمسيحيون من الناحية الاقتصادية والاجتماعية يعيشون دون مشاكل تُذكر. المشكلة الحقيقية التي يعيشها المسيحيون هي أنهم مواطنون إسرائيليون دون أن يكونوا يهودًا، وعرب دون أن يكونوا مسلمين. ولذلك هم أقلية في وسط الأقلية. لا توجد هناك قوانين تمييز عنصري أو ديني، ولكن كونهم أقلية صغيرة جدًا، يعانون من معاملة مختلفة، ومن مقاربة مختلفة، لا بسبب القانون، بل بسبب الأمر الواقع الذي يحتم على الأقلية غير المرئية ألا تظهر، وعلى من ينتمي إلى هذه الأقلية ألا يلمع ما لم يكن متميزًا جدًّا.

طبعًا، هناك أيضًا المشكلة السياسية: أي علاقة يجب على الأقليات غير اليهودية أن تعيشها نحو دولة تعتبر نفسها يهودية؟ إلى جانب ذلك هناك العلاقة الغير سهلة بين اليهودية والمسيحية، والتي لها تأثيرها. هناك حكم مسبق ينبع من قرون من الصراع والخلافات بين اليهود والمسيحيين، وهي معروفة في كل مكان، ولكنها تضحي محورية وملموسة في إسرائيل.

ماذا عن وضع المسيحيين في الأراضي الفلسطينية؟

إن الوضع يختلف في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، ويتأثر بشكل كبير بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. نجد في هذه الحال أكثرية مسلمة تجد صعوبة في رؤية المسيحيين الذين يضحي عددهم أقل فأقل، حتى في أماكن كانت تقليديًا مناطق مسيحية. أفكر بشكل خاص ببيت لحم، حيث تقيم الآن أقلية صغيرة من المسيحيين. إذا كان المسيحيون أكثر من 70 % في عام 1967، فقد باتوا الآن أقل من 10 %.

هذا ويأخذ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني طابعًا دينيًا، ويبدو أحيانًا وكأن من أراد أن يكون مواطنًا صالحًا ووطنيًا، يجب عليه أن يكون مسلمًا. ولكن هذا الأمر ليس صحيحًا. ففي صفوف المسيحيين هناك أشخاص لامعين في وطنيتهم.

هناك أنواع كثيرة من التزمت، وهي حاضرة في إسرائيل وبين الفلسطينيين على حد سواء. والمسيحيون، وهذه الحال، يشعرون بأنهم مسحوقون. إنه واقع معقد، ومن الناحية البشرية، يولد همًا بالغًا.

 

ما هو تأثير اقتراح قَسَم الأمانة للدولة العبرية الذي اقترحه بنيامين ناتانياهو على الأقليات في إسرائيل؟

إن دولة إسرائيل لطالما اعتبرت ذاتها دولة يهودية وديمقراطية، ومن هذا المنطلق لم يكن واضحًا محلّ الأقليات في هذه الدولة الدينية والعلمانية في آن. الآن تريد إسرائيل أن تعلن هذا القانون بالقوة، الأمر الذي ولد لغطًا كبيرًا، إن في إسرائيل أو في خارجها. لم يثر القانون اعتراضات المسلمين وحسب، بل أيضًا اعتراض جماعات اسرائيلية-يهودية حملت على الحكومة واتهمتها بالفاشيّة. إنه قانون غير عادل لأنه في الشرق الأوسط، كما في إسرائيل، ما من فصل بين الدين والدولة، وهذا التمازج المعقد من الهويات يخلق صعوبات كبيرة وغير عادلة، ولذلك إنه لظُلم أن يُفرض على من ليس يهوديًا أن يقسم الوفاء للمبادئ العبرية.

حاوره روبير شعيب

روما، الخميس 28 أكتوبر 2010 (ZENIT.org).

إن ضجيج الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يُغفل الانتباه عن أنين مسيحيي الأراضي المقدسة الذين باتوا أقلية صغيرة جدًا. ويلهم أنهم لا ينتمون إلى أي من الأطراف المتقاتلة، فهم ليسوا يهودًا وليسوا مسلمين، ولكن هذا لا يعني أنهم غرباء، فبعضهم عربي فلسطيني، والبعض الآخر إسرائيلي.

في هذا القسم الأول من المقابلة مع الأب بيارباتيستا بيتزابالا حارس الأراضي المقدسة الفرنسيسكاني نستطلع على حالة هؤلاء المسيحيين، ونرى رأي رئيس حراس الأراضي المقدسة في قرار نتنياهو بفرض قسم الوفاء على جميع سكان إسرائيل للدولة العبرية.

* * *

لقد تناول الكثير من آباء مجمع أساقفة الشرق الأوسط وضع المسيحيين في البلدان ذات الأكثرية المسلمة، ولكننا نكاد لا نعرف شيئًا عن وضع المسيحيين في الأراضي المقدسة. مداخلة الحاخام روزن في سينودس الأساقفة بينت أن على اليهود في إسرائيل "أن يقوموا بمسيرة طويلة لكي يتخطوا الماضي السلبي". وكذلك أنتم، في معرض مداخلتكم في السينودس صرحتم: " إنَّ النظرة الرعائيّة في الأرض المقدّسة غالبًا ما تنطلق من وضع الكنيسة بدلاً من دعوتِها". كونكم شاهد عيان لحالة المسيحيين في الأراضي المقدسة، هلا عرفتنا على وضعهم الحالي، خصوصًا  في ما يتعلق بالحرية الدينية، حرية الضمير والحقوق المدنية والسياسية؟

الأب بيتزابالا: عندما نتحدث عن الأراضي المقدسة نقع غالبًا في لغط. ففي الأراضي المقدسة واقعان سياسيان مختلفان: هناك إسرائيل وهناك السلطة الفلسطينية، وهما عنصران متصارعان في ما بينهما، وهذا بعد يجعل الأمور أصعب.

إن حالة المسيحيين في إسرائيل، حيث الأغلبية عبرانية، تليها أغلبية أخرى هي المسلمين وتليها أقلية مسيحية هي أمر؛ ووضع المسيحيين في الأراضي الفلسطينية حيث هناك أكثرية مسلمة، هو أمر آخر. ويجب أن نميّز جيدًا بين هاتين الحالتين إذا ما أردنا فهم واقع مسيحيي الشرق.

في إسرائيل، يعاني المسيحي من مشاكل كبيرة في هويته. فليس هناك مشاكل ذات طابع اجتماعي أو اقتصادي تختلف عن المشاكل في أية دولة كانت. فالمسيحيون من الناحية الاقتصادية والاجتماعية يعيشون دون مشاكل تُذكر. المشكلة الحقيقية التي يعيشها المسيحيون هي أنهم مواطنون إسرائيليون دون أن يكونوا يهودًا، وعرب دون أن يكونوا مسلمين. ولذلك هم أقلية في وسط الأقلية. لا توجد هناك قوانين تمييز عنصري أو ديني، ولكن كونهم أقلية صغيرة جدًا، يعانون من معاملة مختلفة، ومن مقاربة مختلفة، لا بسبب القانون، بل بسبب الأمر الواقع الذي يحتم على الأقلية غير المرئية ألا تظهر، وعلى من ينتمي إلى هذه الأقلية ألا يلمع ما لم يكن متميزًا جدًّا.

طبعًا، هناك أيضًا المشكلة السياسية: أي علاقة يجب على الأقليات غير اليهودية أن تعيشها نحو دولة تعتبر نفسها يهودية؟ إلى جانب ذلك هناك العلاقة الغير سهلة بين اليهودية والمسيحية، والتي لها تأثيرها. هناك حكم مسبق ينبع من قرون من الصراع والخلافات بين اليهود والمسيحيين، وهي معروفة في كل مكان، ولكنها تضحي محورية وملموسة في إسرائيل.

ماذا عن وضع المسيحيين في الأراضي الفلسطينية؟

إن الوضع يختلف في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، ويتأثر بشكل كبير بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. نجد في هذه الحال أكثرية مسلمة تجد صعوبة في رؤية المسيحيين الذين يضحي عددهم أقل فأقل، حتى في أماكن كانت تقليديًا مناطق مسيحية. أفكر بشكل خاص ببيت لحم، حيث تقيم الآن أقلية صغيرة من المسيحيين. إذا كان المسيحيون أكثر من 70 % في عام 1967، فقد باتوا الآن أقل من 10 %.

هذا ويأخذ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني طابعًا دينيًا، ويبدو أحيانًا وكأن من أراد أن يكون مواطنًا صالحًا ووطنيًا، يجب عليه أن يكون مسلمًا. ولكن هذا الأمر ليس صحيحًا. ففي صفوف المسيحيين هناك أشخاص لامعين في وطنيتهم.

هناك أنواع كثيرة من التزمت، وهي حاضرة في إسرائيل وبين الفلسطينيين على حد سواء. والمسيحيون، وهذه الحال، يشعرون بأنهم مسحوقون. إنه واقع معقد، ومن الناحية البشرية، يولد همًا بالغًا.

 

ما هو تأثير اقتراح قَسَم الأمانة للدولة العبرية الذي اقترحه بنيامين ناتانياهو على الأقليات في إسرائيل؟

إن دولة إسرائيل لطالما اعتبرت ذاتها دولة يهودية وديمقراطية، ومن هذا المنطلق لم يكن واضحًا محلّ الأقليات في هذه الدولة الدينية والعلمانية في آن. الآن تريد إسرائيل أن تعلن هذا القانون بالقوة، الأمر الذي ولد لغطًا كبيرًا، إن في إسرائيل أو في خارجها. لم يثر القانون اعتراضات المسلمين وحسب، بل أيضًا اعتراض جماعات اسرائيلية-يهودية حملت على الحكومة واتهمتها بالفاشيّة. إنه قانون غير عادل لأنه في الشرق الأوسط، كما في إسرائيل، ما من فصل بين الدين والدولة، وهذا التمازج المعقد من الهويات يخلق صعوبات كبيرة وغير عادلة، ولذلك إنه لظُلم أن يُفرض على من ليس يهوديًا أن يقسم الوفاء للمبادئ العبرية.

في المؤتمر الصحفي الثاني صرحتم: "إن أوقات السينودس ليست أوقات الصحفيين". ولكن ما قد يفكر به المسيحي العادي الذي يؤمن ويحب الكنيسة كواقع تاريخي وليس فقط اسكاتولوجي قد يكون على هذا المنوال: إذا لم يكن السينودس (Syn‘odos) "مسيرة معًا" نحو أهداف محددة ونحو تحقيق واجبات طارئة لليوم، ألا يضحي مجرد جلسة نفسانية للترويح عن النفس؟

 

صحيح أن على أوقات الكنيسة أن تكون أسرع. ولكن لا يمكن لسرعتها أن تكون سرعة المجتمع، لأن هذا الأخير يعيش تغيرات سريعة جدًا والكنيسة لا تستطيع أن تهضمها. ما من شك أن هناك مشاكل في إطار ديناميات الحياة الكنسية. وهناك أيضًا تباعد عن الأرض وعن الحياة العملية من قبل مسؤولي الكنيسة. ولكن لا يجب أن تحبط عزيمتنا، أو أن تكون نظرتنا سلبية جدًا ومنغلقة على نفسها. بالرغم من مشاكلنا لا بد أن ننظر أيضًا إلى الخير الذي تقوم به الكنيسة من خلال مؤسساتها، مدارسها، من خلال الأعمال الكثيرة التي يقوم بها الكهنة والعلمانيون، دون أن ينتظروا توجيهات أو تشجيع من أي كان بل انطلاقًا من غيرة وحمية وحب يدفعهم إلى خدمة أرضهم وشعبهم. هؤلاء الأشخاص لا يُحدثون ضجيجًا أو صخبًا، ولكنهم الأشخاص الذين يكونون الكنيسة فعلاً. لقد استخدم البابا تعبيرًا جميلاً جدًا في مطلع السينودس متحدثًا عن "إيمان البسطاء" الذي يقوي ويبني الكنيسة. صحيح أنه على صعيد السلطة الكنسية هناك مناقشات كثيرة ويصعب التوصل إلى تحقيق الكثير لأن هيكلية الكنيسة معقدة، ولكن يجب أن ننظر على الأرض وإلى ما يصدر، وأن نتحلى بنظرة إيمان عارفين أن ليست مشاريعنا هي التي تخلص الكنيسة، بل عمل الله الذي يمر من خلال الصلاة، ومن خلال حياة وشغف العديد من الأشخاص.

إن إحدى المسائل الطارئة عند مسيحيي الشرق هي مسألة الحج إلى الأراضي المقدسة، مشكلة ولدت منذ نشأة دولة إسرائيل في عام 1948، إذ بات مستحيلاً للمسيحيين العرب أن يزوروا أراضي إيمانهم. في النصوص التي وردتنا عن أعمال المجمع لا نجد حديثًا مباشرًا عن هذا الموضوع. ألا تظنون أنه يجب على الأساقفة أن يضموا أصواتهم وأن يوجهوا نداءات إلى زعماء الدول لكي يتوصلوا إلى حل لهذه المشكلة التي يقع ضحيتها الحجاج المسالمون؟

السينودس لم يتحدث مباشرة عن الحج إلى الأراضي المقدسة. لقد تطرق إلى المسألة بشكل غير مباشر عندما تمت الدعوة إلى القيام بكل ما هو ممكن للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.

إن الأراضي المقدسة حظيت في ظل دولة إسرائيل بحرية كبيرة. ولكن يجب أن نقول أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والإسرائيلي-العربي قد أغلق في وجه المسيحيين العرب ما كان مفتوحًا منذ القدم. هذه المسألة هي جرح كبيرة ونحن، ككنيسة، يتوجب علينا أن نعمل – رغم أننا عمليًا لا نتمتع بقوة كبيرة على التغيير- وأن نشدد لدى المجتمع الدولي لكي يتم اعتبار هذا البعد ولكي تزول الحواجز بأكبر وقت ممكن، بما في ذلك الحواجز النفسية من الطرفين.

الحدث المسيحي ليس حدثًا مجردًا مبهمًا، لقد تم في أوقات محددة وفي أماكن محددة. لهذا السبب صرحتم في مداخلتكم السينودسية "إن العيش في ذلك المكان هو دعوتنا". كيف تستطيع الكنيسة الجامعة أن تساعد مسيحيي الأراضي المقدسة لكي يبقوا صامدين في أرضهم، وما هي التغييرات التي تتوقعونها بعد السينودس؟

 

الإقامة في الأراضي المقدسة هو واجب قبل أن يكون حقًا، وعلى كل مسيحي أن يعيشه بشكل محدد. الكنيسة الجامعة يجب عليها أن تقيم في الأراضي المقدسة من خلال الحج إليها؛ الجماعة المسيحية التي تعيش في تلك الأراضي التي عاش فيها يسوع وما وقام، من خلال العيش، الصلاة، معمودية الأطفال، الاحتفال بسر الزواج، دفن الموتى. دعوتنا كمسيحييين هي أن نرفع الطرف. فنحن لا نريد أن نكون شهود القبر الفارغ، نحن شهود القائم من الموت.

الحضور الفرنسيسكاني في الأراضي المقدسة يعود إلى قرون عدة. وقد صار رسميًا في عام 1217 من خلال مجمع عام، وتم اعتبار حضوركم في الأراضي المقدسة "جوهرة كل الأقاليم". ما هي النقاط التي لا تتغير في حضوركم، وما هي التعديلات التي يجب أن تقوموا بها لكي تصغوا لعلامات الأزمنة، ومن بينها سينودس الشرق الأوسط؟

الرسالة الفرنسيسكانية في الأراضي المقدسة هي ذاتها منذ البدء: السهر على الأماكن المقدسة التي هي حجارة الذاكرة، والسهر على الجماعة المسيحية التي هي الحجارة الحية. الإقامة في الأراضي المقدسة اليوم ليس أمرًا يلفت اهتمام الكثيرين، ولكنه أمر هام جدًا. ولذا نحن نبقى في الأراضي المقدسة حتى ولو لم يعد يزورها أحد. دورنا الآن أن نكون إلى جانب الجماعة المسيحية في أزمنة تتغير: الشباب يتغير، وعندهم الآن حاجات أخرى، هناك ميل كبير إلى العلمنة في الشرق الأوسط، وهناك ابتعاد عن الكنيسة إلى حد ما. بهذا المعنى تتغير رسالتنا، ولكنها بالعمق تبقى هي هي