بين تجميد الأزهر وانفتاح الفاتيكان للحوار

 

روما، الخميس 20 يناير 2011

في بيان رسمي صدر اليوم عن مجمع البحوث الإسلامية، الذي نشرته الوكالة الوطنية المصرية، أعلن الأزهر تجميد الحوار رسمياً مع الفاتيكان.

كان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قد قرر في اجتماع طارئ اليوم الخميس برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تجميد الحوار بين الأزهر والفاتيكان إلى أجل غير مسمى. وأوضح بيان للأمين العام للمجمع الشيخ علي عبد الباقي "أن قرار التجميد يأتي لتكرار ما صدر من بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر أكثر من مرة من تعرضه للإسلام بشكل سلبي، ودعوته اضطهاد المسلمين للآخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الأوسط، ولذا فقد قرر الأزهر تجميد الحوار مع الفاتيكان"

أما في مصر، فقد اعرب الأب مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر رفيق جريش في حديث له مع العربية نت عن أسفه لهذا القرار المفاجىء وفي حالة حزن نتيجة هذا القرار خاصة أن الكنيسة الكاثوليكية ويمثلها في مصر الكاردينال أنطونيوس أوضحت أكثر من مرة حقيقة تصريحات البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان ونحن نتحدى أن يكون بابا الفاتيكان قد قال أي تصريحات مسيئة للإسلام أوأنه قد قال أن مسيحي الشرق الأوسط يتعرضون للإضطهاد .

وقال جريش "نحن نستغرب مثل هذا القرار لأننا الأسبوع الماضي ذهبنا بصحبة بطريرك الروم الكاثوليك الى د محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف في زيارة رسمية ومعنا النص الإنجليزي وترجمته بالعربية لخطب البابا بندكتس السادس عشر وأوضحنا له أن قناة الجزيرة الفضائية حاولت الوقيعة بين الكنيسة الكاثوليكية ومصر وخاصة الأزهر، فالبابا لم يشر قط الى تدخل في الشؤون المسيحية لمسيحيي الشرق الأوسط وأن كل ما قاله نصا "أطلب من الحكومات أن تحمي مسيحي الشرق الأوسط ومواطنيها بشكل عام من الإرهاب " ، فالواضح كما يقول الأب رفيق جريش للعربية نت "أن هذه الجملة صاغتها فضائية الجزيرة على أساس أن البابا يطلب من الحكومات الأخرى حماية مسيحي الشرق وهذا ليس مقصده فهو يطلب من الحكومات المحلية ذلك فيبدو أن هذا أغضب هذه الحكومات ".

وأكد الأب رفيق "أن وفدا برئاسة المطرانين يوحنا قلتة وبطرس فهيم معاونا الكاردينال أنطونيوس نجيب بطريرك الأٌقباط الكاثوليك والأب رفيق جريش ذهبنا إلى شيخ الأزهر الأحد الماضي وأوضحنا له حقيقة تصريحات بابا الفاتيكان وأن الجزيرة تحاول دق إسفين بيننا ولكن فضيلته لم يجب ولكنه طالبنا بتحسين الصورة وأن ننقل للفاتيكان مطلبا بأن تكون تصريحاته أكثر مرونة واتفقنا على أن يصدر الأزهر بيانا بهذه الإجتماع ولكن هذا لم يحدث حتى فوجئنا ببيان مجمع البحوث الإسلامية الذي أعلن فيه الأزهر تجميد الحوار مع الفاتيكان ، علما أننا نؤمن بأن كل شيء قابل للحوار ولا يحل إلا بالحوار ".

وعلق الأب رفيق جريش في نهاية حديثه قائلا "يؤسفنا أن يكون هذا موقف مجمع البحوث الإسلامية خاصة أننا نرى في أعضائه الحكمة والتريث ونأمل أن يعاد الحوار في أقرب فرصة ممكنة ونستكمل الحوار عبى المستوى المحلي والفاتيكاني خاصة أن كاثوليك مصر هم جزء أصيل من نسيج المجتمع المصري " .

وكان البابا بندكتس السادس عشر قد وجه أوائل العام الجاري، خلال خطابه السنوي المعتاد لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، نداءً إلى حكومات الشرق الأوسط، حيث قال: "أجدد لسلطات تلك البلد والزعماء الدينيين المسلمين، ندائي المفعم بالقلق للعمل من أجل ضمان العيش في أمان لمواطنيهم المسيحيين ولكي يستمروا في تقديم مساهمتهم في المجتمع الذين هم أعضاءه بشكل كامل".

 

وأضاف: "بالتطلع إلى الشرق فإن الهجمات التى زرعت الموت والألم والحيرة بين المسيحيين من العراق لدرجة دفعهم الى ترك الأرض حيث عاش أجدادهم لقرون، تجعلنا نشعر بحزن عميق". وأكمل حديثه للدبلوماسيين قائلاً: "وكذلك الحال في مصر، حيث ضرب الإرهاب في الاسكندرية بوحشية، المؤمنين أثناء الصلاة في الكنيسة، اذ تشكل هذه النوعية من الهجمات علامة أخرى على الحاجة الملحة لحكومات المنطقة لكي تتخذ رغم التهديدات تدابير فعالة لحماية الأقليات الدينية" في بلادها".

 

وفي تعليق على قرار الأزهر، قال مدير دار الصحافة في الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي: "إن المجلس البابوي لحوار الأديان بصدد جمع مزيد من المعلومات حول الأنباء التي تواردتها وكالات الأنباء من أجل فهم أوضح للوضع"، مضيفاً: "على أي حال فان خط الانفتاح والرغبة في الحوار الذي يتبناه المجلس البابوي للحوار بين الأديان يبقى كما هو". وأن المجلس الحبري للحوار بين الأديان لم يتسلم أية مذكرة رسمية من الأزهر بهذا الشأن وبأن باب الحوار لا يزال مفتوحاً بالنسبة للمجلس. واضاف أن المجلس سيقوم بدراسة بيان الأزهر.

 

 

 

مصر تستدعي سفيرتها لدى الكرسي الرسولي

 

وكان الحكومة المصرية قد استعدت في وقت سابق من الشهر الجاري سفيرتها لدى الفاتيكان "للتشاور" بعد خطاب البابا بندكتس السادس عشر خلال لقاءه الدبلوماسيين المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، والذي يأتي بعد الهجوم الدموي ليلة رأس السنة على كنيسة القديسين مار مرقس الرسول والأنبا بطرس خاتم الشهداء للأقباط الأرثوذكس في مدينة الإسكندرية، شمال مصر، الأمر الذي اعتبرته القاهرة "تدخلاً في شؤونها الداخلية".

 

وقبل هذا القرار بأسبوع انتقد شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب البابا بندكتس معتبراً أن تصريحاته غداة تفجير الاسكندرية تعد "تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية المصرية".

 

لكن الفاتيكان رفض اتهامات الازهر، وقال الاب لومباردي ان "البابا تكلم عن التضامن مع الاقباط الذين تعرضوا لضربة قاسية، ثم عبر بعدها عن القلق من تداعيات العنف على كل السكان أكانوا مسيحيين ام مسلمين".