بقلم: باتريسيا تليسة
مقدمة: تعريف العزلة الاجتماعية لدى الأطفال
تعرف العزلة الاجتماعية على أنها شكل متطرف من الاضطراب في العلاقات مع الآخرين، حيث ينفصل الطفل عن رفاقه ويبقى منفرداً معظم الوقت ولا يشارك أقرانه بالنشاطات الاجتماعية المختلفة. والعزلة الاجتماعية ترتبط ارتباطاً قوياً بمشكلات أخرى مثل الصعوبات المدرسية وسوء تكيف الشخصية والمشكلات الانفعالية في مرحلة الرشد، كما أن معظم الأشخاص المنعزلون لا يتعلمون قيم الآخرين ولا يكونون قادرين على مشاركتهم أرائهم الخاصة، ومن الضروري أن يكون الطفل قادراً على الانتماء إلى مجموعة من الرفاق في عمر 12 سنة وإلا سيبقى منعزلاً طوال فترة دراسته وربما لفترات طويلة لاحقة.
الأسباب التي تؤدي إلى العزلة الاجتماعية:
1-الشعور بالنقص بسبب عاهة جسمية أو ما يسمعه الطفل عن نفسه منذ صغره بأنه قبيح الشكل أو عدم تمكنه من اقتناء أشياء لفقره أو ما يتعرض له الطفل من مشكلات تقلل من قيمته ولا يجد الاستحسان الذي وجده داخل أسرته مما يشعره بعدم الكفاية وفقدان الثقة فيصبح انطوائياً.
2-افتقاد الشعور بالأمن لفقده الثقة في الغير وخوفه منهم.
3-إشعار الطفل بأنه تابعاً للكبار، وفرض الرقابة الشديدة عليه يشعره بالعجز عند الاستقلال، أو اتخاذ القرارات المتعلقة بالطفل دون أخذ رأيه أو مشاورته.
4-تقليد الوالدين فقد يكون الأطفال المنطوون آبائهم منطوون كذلك، كما أن دعم الوالدين لانطواء الطفل على أنه أدب وحياء من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة.
5-قد يؤدي تغيير الموطن إلى اختلاف العادات والتقاليد وترك الأهل والأصدقاء إلى الانطواء.
6-اضطرابات النمو الخاصة والمرض الجسمي فاضطراب اللغة يهيئ الطفل لتجنب التفاعل والاحتكاك بالآخرين، كما أن إصابة الطفل بالحمى الروماتيزمية أو الإعاقة الشديدة تمنعه من الاندماج والاختلاط بمن هم في مثل سنه فلا يجد مخرجاً من ذلك سوى الانعزال عنهم.
7-الفقدان المبكر للحب فلقد أكدت دراسات عديدة وجود علاقة بين الفقدان المبكر لموضوع الحب وبين الإنطواء عند الأطفال، فلقد اتضح أن انفصال الوالدين بسبب عدم التوافق الزواجي يؤدي إلى ارتفاع حدوث الإنطواء والعزلة عند الطفل أكثر مما يحدث عند فقدان أحد الوالدين بسبب الموت.
8-الخوف من الآخرين: هو سبب قوي للوحدة والانعزال ويؤدي إلى الرغبة في الهرب من المشاعر السلبية عن طريق تجنب الآخرين كما أن الخبرات المبكرة مع الأخوة والرفاق يمكن أن تؤثر على شكل التفاعل الاجتماعي في المستقبل.
9-نقص المهارات الاجتماعية: تتمثل في عدم تدريب الأطفال على الطرق اللازمة لإقامة الصداقات والمحافظة عليها وعدم تدريبهم على تقديم الأفكار حول الألعاب وغيرها حيث لا يعرف بعض الأطفال كيف يقيمون علاقات اجتماعية مع الآخرين مما يساعد في حدوث العزلة لديهم.
10- رفض الوالدين للأصدقاء: والسبب في ذلك يعود إلى توقعات سلبية لدى الوالدين من صداقات أطفالهما حيث يعتقدون أنهم ليسو جيدين بما فيه الكفاية ويؤدي هذا الرفض إلى عدم تشجيع الرفاق على مصاحبة الطفل لأنهم يشعرون بأنهم غير مرغوبين بهم من قبل الأبوين، ولهذا تصبح العزلة هي النتيجة المتوقعة لهذا الموقف….
أعراض العزلة الاجتماعية:
1- إذا كان يدرس فأن التحصيل الدراسي يكون متدني من المدرسة.
2- عدم تكيفه مع الناس.
3- لا يثقون بأنفسهم وغير مفهومين ومرفوضين وذلك بسبب رفض الآخرين لهم.
4- دائما يستغرقون في تخيلاتهم ومتشردين الذهن.
5- عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين.
6- قليل التحدث والكلام والتعبير عن أنفسهم .
7- الخوف من الآخرين والاختلاط بهم.
دور الأسرة في مساعدة الطفل على الاندماج الاجتماعي:
تأتي هنا أهمية الأسرة في مساعدته في تأصيل الثقافة التي ينتمي إليها، ومساعدته على التعبير عن ذاته في ظل هذا التنوع من الثقافات، حتى لا يكون مصيره الخوف والانعزال من مواجهة العالم المحيط حوله.
– الألعاب الجماعية التي يشترك فيها مجموعة من الأطفال مختلفي الثقافات
– الاحتكاك مع الأطفال الآخرين من ثقافات مختلفة
– الحوار مع الطفل حول الأشياء والسلوكات التي يراها من الآخرين وتوجيهه أولاً بأول حول ما يمكنه الاقتداء أو الابتعاد من سلوكيات.
– الاعتماد على اللعب التعبيري والتمثيلي والقيام بالأدوار للأطفال الذين يشعرون بالخجل.
– اصطحاب الطفل مع الوالدين وتعريفه على الآخرين، مع ذكر إيجابياته وقدراته
– استخدام التعزيز عند ظهور سلوكيات جريئة ومبادرة من الطفل.
– زرع روح المبادرة والتعبير عن الرأي عند الطفل، وحرية الاختيار واتخاذ القرار.
طرق الوقاية من العزلة الاجتماعية:
1-الخبرات الاجتماعية المبكرة وتتمثل في الإشراف على الأطفال وهم يلعبون مما يشعرهم بالأمن أثناء اللعب وتجنيبهم الخبرات السلبية مثل الخوف، الإحراج، تجنب الآخرين كما أن مشاركة الوالدين لمجموعات الأطفال تساعد على تنمية المشاركة لديهم وأخذ الأدوار والتعاون كما يجب تدريب الأطفال على الاختلاط بغيرهم وتعزيز الشعور لديهم بالارتياح أثناء وجودهم مع مجموعات كبيرة.
2-تقديم نماذج من خلال التمثيل: إن تبين للطفل من خلال التمثيل أو الحديث ما هي التصرفات الاجتماعية السلبية وتدريبهم على كيف يمكن أن يكونوا أعضاء مهمين وفاعلين في الجماعة مثل إخبارهم بأن الأطفال المحبوبين كرماء … مشاركون … ولديهم احترام للآخرين … ومتعاونون مرحين يستأذنون من الآخرين قبل استخدامهم أشيائهم كما يجب تعويد الطفل على التعاون والعطاء والمشاركة في المناسبات العامة
3-تنمية الثقة بالنفس وذلك من خلال: إشعار الطفل بالكفاءة وبأنه أمن نسبيا وتنمية المهارات الرياضية لديه لان الرياضي اجتماعي بطبعه ومن ثم تشجيعه على الاهتمام بهواية أو أكثر من خلال ملاحظة هواياته ومهاراته واهتماماته وتقديم الهدايا التي يمكن أن تطور من ميوله واهتماماته.
خاتمة:
ينبغي أن ندرك أن الطفل الانطوائي حساس حساسية مفرطة وفي حاجة شديدة لأن نعيد إليه ثقته بنفسه وذلك بتصحيح فكرته عن نفسه وعلى قبول بعض النقائص التي قد يعاني منها وأن نعمل على تنمية شخصيته وقدراته ولكي يتحقق ذك يجب إتباع الآتي:
على الوالدين أن لا يواجهوا الفرض أي انتقادات بسبب عدم قدرته على المشاركة مع الآخرين , والتشجيع المستمر على الخروج من المنزل مثل الخروج للصلاة مع الجماعة -الخروج لشراء مستلزمات المنزل من السوبر ماركت – الخروج للأسواق – تكوين صداقات مع شباب الحي بحيث يكون الصديق على خلق وملتزم دينياً وبمواعيد الصلاة في جماعة
شجع ثقته في نفسه: وذلك بأن تكون له شخصية تتسم بالثقة في النفس والشخصية البناء وقدم له الدفء والدعم النفس ومناقشته في مشكلاته والتحدث معه وإرشاده إلى حل المشاكل بتقديم الاقتراحات المناسبة
حاول المشاركة في أندية اجتماعية رياضية لأن الإنسان بطبيعة اجتماعية فرافقه بخلق جو اجتماعي وكافئ أي تفاعل اجتماعي به الفرض بتقديم له الجوائز المادية والمدح والتعزيز الحسي وأبتعد عنه التوبيخ والشجار والتذمر وكافئ أي تفاعل اجتماعي يقوم به الفرض بتقديمك له الجوائز المادية والمدح والتعزيز الحسي وأبتعد عن التوبيخ والشجار والتذمر
شجع المشاركة في جماعات
اجعل الفرض يتفاعل مع الآخرين بطرق عديدة ومختلفة كاشتراك رحلات جماعية والخروج إلى المنتزهات والذهاب لمشاهدة الألعاب الرياضية ككرة القدم لأن هذا يشعره بالمتعة..
عن موقع القديسة تريزا بحلب