الكاهــن

 

إن كنت لا أستطيع أن أكون كاهنًا فإني أستطيع أن أقول:

«طوباك يا كاهن الله…».

صدقًا عندما أنظر كاهنًا أشعر بفيض من النعمة أمام عينيّ، وإن كنت لا أدركها، ولن أستطيع إدراكها طيلة حياتي.الكاهن ذاك الإنسان الذي بنواله سر الكهنوت المقدّس صار مسيحًا آخر في هذا العالم ليجدد ويعيش ما قام به المسيح لأجل خلاصنا. فهو لأجلي ولأجلك… لأجل محبتي ولأجل محبتك ترك كل ماله، ولم، ولن ينظر إليه أبدًا.

جاء ليقدم روحه وعمره أمام القربان المقدس…

جاء ليخدم مذبح الرب في تلك الكنيسة….

جاء ليكون راعيا لتلك الحظيرة ليردني ويردك إذ ضللنا ويحملا فرحًا على الأكتاف عائدًا بنا لنبع الحنان،

لملك السلام للراعي الصالح يسوع المسيح

الكاهن إنسان اتخذ من المسيح صديقًا وصليبه طريقًا وتعاليم إنجيله رفيقًا، وأتى بها يحملها لنا، يحمل محبة الآب اللامتناهية ليقدمها لنا.

من مثله يفرح عند توبتي ورجوعي؟؟ لا وبالحري يشعر بفرح السماء؟؟

من مثله يجد لوجودي إذا فقدت الطريق؟؟

من يقودني في غربتي؟؟

من يعرف جيدًا طريق خلاصي؟؟

من يحمل خطاياي على عاتقه حتى يلقيها في بحر النسيان، ويقدم لي الغفران؟؟

من يحملني على منكبيه حتى لا أتأثر بأشواك العالم؟؟

من يسمع لي دائمًا في فرحي وحزني؟

من يمد لي يد العون في ضيقتي وشدتي؟

من يهبني أسرار الرب القدير؟

من يسمع لي في اعترافي بدون ضيق أو ملل؟

من يحترم دموعي عندما تنسكب أمامه؟

من هو…؟؟ من هو…؟؟ من هو…؟؟ من هو…؟؟

هــو الكاهــن

أحبّك….. أشكرك

حينما أقول كاهنًا أقول إنسانًا…

غمر حبّ الآب كل كيانه

اشتعل قلبه بالغيرة على كنيسته

امتلأت روحه من الروح القدس

فنبض قلبه بالحبّ والحنان

فاضت روحه بالمحبّة الكاملة

بالحبّ والخير يسعى في كل الأوقات

للرب وحده يعيش وله أيضًا يموت

لا أستطيع وصفه ولو بأبلغ الكلمات

وقبل كل هذا فهو مقدّس بصنعه للذبيحة الإلهية من غيره يستطيع فعل هذا…؟

يا لعظم محبة الآب إذ وهبنا سرّ الكهنوت المقدّس ووهبنا الكهنة.

وعندما أقول كاهني أقصد أقول:

Vأبي: في حبّه وحنانه ورعايته.

Vأخي: يؤدبني ويعلمني ولا يقسو عليّ.

Vصديقي: ألجأ إليه في فرحتي وشدتي.

Vطبيبي: يشفي ويداوي كل جراحي بكلمات الآب من فمه.

Vمحامي: يرفع دائمًا الصلاة لأجلي ولأجل خلاصي.

Vحارسي: يحطم كل الحدود التي تمنعني من محبّة الآب.

Vمعلمي: يرشدني ويعلمني في كل الأوقات.

Vمهندسي: بدونه لا أستطيع أن أسس على الصخر بيتًا.

حقًا كما قال القديس يوحنّا فيانيه: «لو فهمنا الكاهن بصورة جيدة على الأرض لمتنا لا من الخوف وإنما من المحبّة..» عظيم جدًا هو حبّك أيها الآب أن تبذل ابنك الوحيد لأجل خلاص نفوسنا. والجدير بالقول أنه ذات الحبّ الإلهي هو الذي منحنا سر الكهنوت المقدس حبّ لا يدرك أبدًا!! وعظيم جدًا هو حبّك أيها الآب فبدون الكاهن لا تستمر المسيحية وأعني بذلك انتهاء للإنسانية.

فما أجمل هذا الحبّ الذي لا ينصب! هنيئًا لك أيّها الكاهن بكل هذه الهبات العظيمة التي أسكبها الآب عليك وأنعم بها عليك. وهنيئًا لي ولهذا العالم أجمع أن يجد مثلك.

أحبّك….. وأشكرك.

الكاهن

سفينة في بحر هائجة أمواجه، عارمة عواصفه تحمل على متنها قائد عظيم أبدعها فوق الخيال وخاطئ أثيم هدفها الوصول لبر الخلاص بسلام

الكاهن

زهرة غرسها الآب في وسط قفر العالم، لتبعث من روائحها العطرة ما وهبها الآب فتكون هي بداية ربيع جديد بدأه يسوع على عود الصليب

الكاهن

صخرة عليها الرب أسس كنيسته، ومن خلالها بين عظم محبته ووهبنا نعم ينبوع رحمته

الكاهن

مصباح يحمل في جنبات نفسه نورًا إلهيًّا من النور الحقيقي المسيح به يستطيع أن يمحو أيّ ظلام للحقد والأنانية ويخلق شمسًا تشرق بالمحبّة القوية

الكاهن

شبكة ألقاها الآب بيديه، ألقاها في وسط هذا البحر الهائل هذا العالم الواسع ليجذبني لحبّه، ليهبني الآمان، لأتمتع بحبّه اللامحدود

الكاهن

أداة أعجز عن وصفها؟ استخدمها الآب ليكتب اسمي في سفر الحياة، ليهبني كل الخيرات بدونه ما عرفت المسيحية وما أدركت وعد الأبدية. وأريد أن أقول إني أخطأت إذ أردت أن أصف الكاهن بهذه الكلمات البسيطة فهو أعظم وأقدس من كل هذا.وحينما أبحث عن رموز وأشياء تصف لي حبّ الآب وتعبر لي كم أنا غالية جدًا في عيني الرب فإني أبدأ قولي بالصليب هو أول رموز حبّ الآب لأنّه بدون الصليب لما كنت الآن في الحرية بل كنت في عبودية الخطيئة، وثانيها هبة الكاهن به تبقى المسيحية يعجبني كثيرًا قول القدّيس يوحنا فيانيه عن الكاهن فإذ يقول: «ما فائدة صلب يسوع وآلامه بدون الكهنوت؟»لا أستطيع أن أتخيل ماذا سيحدث بدون كهنة؟ هم روح الحياة التي نعيشها.

أحبّك….. وأشكرك

كرستينا إبراهيم كمال حبيش

القطنة – طما – سوهاج