الطلاق والأطفال: دراسة جديدة تؤكد على الضرر الذي يتعذر إصلاحه

الانفصال يضعف كافة مؤسسات المجتمع

 

 

بقلم الأب جون فلين

روما، 10 فبراير 2012 (Zenit.org)

كل سنة، يقع مليون طفل في الولايات المتحدة ضحية طلاق الأهل. في حين أن الطلاق قد يمنح الأهل الراحة أو يلقي بظله عليهم، الأطفال هم أكثر من يتأثر وقد تستمر معاناتهم لعقود من الزمن وفق دراسة أخيرة نشرها معهد البحث في الزواج والدين في يناير بعنوان "آثار الطلاق على الأطفال".

يؤثر الطلاق أولاً على علاقة الأهل بالأطفال حيث يخف الدعم العاطفي والمساعدة المادية للأطفال إضافة إلى فقدان الحافز الأكاديمي وحس الفخر والتشجيع على النضوج الاجتماعي. يبقى الأطفال في 90% من الحالات مع والدتهم مما يصعب على الأب الحفاظ على روابط وطيدة معهم وفق ما أشارت الدراسة.

يميل الأطفال إلى التوقف عن ممارسة الشعائر الدينية بعد طلاق والديهما إضافة إلى انخفاض آدائهم لاسيما في المرحلة الابتدائية وبسن 13 سنة قد يصل الفارق بين الطفل الذي تطلَق والداه والطفل الذي يعيش في عائلة سليمة إلى تأخر نصف سنة في القراءة. وترتفع نسبة تسربهم من المدرسة إلى 26% في المرحلة الثانوية في حين لا يزيل زواج أحد الوالدين الأثر السلبي للطلاق الأول على نتائج الأطفال في المدرسة. وتستمر المعاناة حتى الجامعة فنسبة المتخرجين من الجامعات في هذه الحالة لا تتعدى 33% مع ما يستتبعه من مشاكل وضيقة مادية في المستقبل.

لا يثقل الطلاق كاهل العائلات فقط بل الحكومة والمجتمع على حد سواء لأن من تطلَق والداه يميل إلى السلوك المنحرف والسير في طريق الضلال والإدمان.

واتضح أن الأثر النفسي كبير حيث يحتل الطلاق المرتبة الثالثة بعد وفاة أحد الوالدين أو المقرّبين من أصل لائحة 125 مصيبة حياتية ضاغطة. ويحمل الأطفال هذه المشاكل النفسية إلى سن الرشد في معظم الأحيان.

كشفت دراسة أجريت في البرازيل أن الأطفال الذين يعيشون مع والدتهم أو والدهم بعد زواجه الثاني يتعرضون 2.7 مرة أكثر للإساءة من الذين يعيشون مع والديهما البيولوجيين.

"في الطلاق إضعاف للأطفال ولخمس مؤسسات مجتمعية هي الأبرز: العائلة والكنيسة والمدرسة والسوق والحكومة بذاتها". ومع ارتفاع مستوى الطلاق مؤخرًا، سنعاني من عواقب مضنية في السنوات القادمة، الأمر المقلق في ظل التهديد الذي تتعرض له الحياة العائلية في الغرب إضافة إلى بروز محاولات لإعادة تحديد مفهوم الزواج.