كلمة البابا في عيد الرسولين بطرس وبولس

كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد الرسولين بطرس وبولس

 

 

روما، الثلاثاء 3 يوليو 2012 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان نهار الجمعة 29 يونيو 2012 بمناسبة عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

نحتفل بفرح بالعيد الليتورجي للقديسين بطرس وبولس، وهو عيد رافق تاريخ الشعب المسيحي لسنوات طويلة. يطلق عليهما اسم عامودي الكنيسة الناشئة، وكشاهدين بارزين للإيمان، أغنيا ملكوت الله بمواهبهما المختلفة، وعلى مثال المعلم، ختما بدمهما تبشيرهما الإنجيلي. إن استشهادهما هو علامة على وحدة الكنيسة، كما يقول القديس أغسطينوس: "هناك يوم واحد مكرس للرسولين. وهما أيضًا ما كانا إلا واحدًا. ومع أنهما لقيا الشهادة في أيام مختلفة إلا أنهما كانا شيئًا واحدًا. بطرس باشر وبولس لحق به" (Disc. 295, 8: PL 38, 1352).

إن بازيليك الفاتيكان وهذه الساحة، موقعان مهمان جدًّا للمسيحية، فهما علامتان بليغتان عن تضحية بطرس. لا يزال هناك أيضًا في مدينتنا دلائل مهمة عن استشهاد بولس، لا سيما البازيليك التي شّيدت له في Via Ostiense. دمغت في تاريخ روما علامات الحياة والموت المجيد لصياد الجليل المتواضع ولرسول الأمم، اللذين اختارتهما كشفيعين لها. بينما نحتفل بذكرى استشهادهما المضيء، نتذكر البدايات الجليلة الأولى للكنيسة، التي من روما، آمنت، وصلت، وأعلنت المسيح المخلص. مع ذلك، لا يلمع نجم القديسين بطرس وبولس في سماء روما فحسب، بل في قلب جميع المؤمنين الذين اتخذوا مسيرة الإيمان، والرجاء، والمحبة مستنيرين بتعاليمهما، ومثالهما.

في مسيرة الخلاص هذه، تتشجّع الجماعة المسيحية التي يدعمها حضور روح الله الحي، على الاستمرار بقوة وهدوء في مسيرة الأمانة للمسيح، وإعلان إنجيله للناس في كل زمان. أقيم هذا الصباح في البازيليك، وفي خضم في هذا المسار الروحي والتبشيري المثمر، تسليم درع التثبيت الى رؤساء الأساقفة. هذا الاحتفال المعبّر يسلط الضوء على الشركة الحميمة الموجودة بين الرعاة وخليفة بطرس، والصلة العميقة التي تربطنا بالتقليد الرسولي. إنه لكنز مزدوج من القداسة، تقوم عليه وحدة الكنيسة وكاثوليكيتها: هو كنز ثمين جدير بأن نكتشفه، ونعيشه بحماسة متجددة، والتزام دائم.

أيها الحجاج الأعزاء المجتمعون هنا من كافة أنحاء العالم! في يوم العيد هذا فلنصلّ كلمات الليتورجية الشرقية: "الكرامة للقديسين بطرس وبولس، هذين الضوئين الساطعين في الكنيسة، يلمعان في سماء الإيمان". في هذا الصدد، أود أن أوجه تحية خاصة الى بعثة البطريركية القسطنطينية، التي وكعادتها في كل سنة، حضرت للمشاركة في احتفالاتنا التقليدية. فلترشد العذراء مريم جميع المؤمنين بالمسيح لتحقيق هدف الوحدة الكاملة!

***

نقلته من الفرنسية الى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية