كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
الإثنين 26 نوفمبر 2012 (ZENIT.org)- ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي من نافذة مكتبه في الفاتيكان، نهار الأحد 25 نوفمبر 2012.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
تحتفل الكنيسة اليوم بعيد السيد المسيح ملك الكون. يقع هذا الإحتفال في نهاية السنة الليتورجية ويختصر سر يسوع "بكر الأموات، وسيد كل أقوياء الأرض" (Collecte, Année B)، ويوسع نظرتنا نحو ملء ملكوت الله، عندما يصبح الله الكل في الكل (راجع 1 كور 15، 28). يؤكد القديس كيريلس الأورشليمي ما يلي: "نحن لا نعلن المجيء الأول للمسيح فحسب، بل نعلن مجيئًا ثانيًا، أجمل بكثير من الأول. كان المجيء الأول تجسيدًا للمعاناة وأما الثاني فسيحمل تاج الملوكية الإلهية؛ (…) في المجيء الأول اقتيد الى الصليب بمهانة وأما في الثاني، فهو محاط بصفوف ملائكية تسبحه." (Catéchèse XV, 1, Illuminandorum, De secundo Christi adventu : PG 33, 869 A).
تتمثل مهمة يسوع، الى جانب مضمون رسالته بإعلان ملكوت الله وتحقيقه بين البشر من خلال علامات وعجائب. "ولكن كما يذكر المجمع الفاتيكاني الثاني، فإن ملكوت الله قبل كل شيء يتمثل بشخص المسيح نفسه" (Const. dogm. Lumen gentium, 5)، الذي أنشأه بموته على الصليب وبقيامته، التي من خلالها ظهر كرب، ومسيح وكاهن أبدي. عهد بملكوت المسيح هذا الى الكنيسة التي هي "البذرة" و"البداية" وواجبها إعلانه ونشره بين الشعوب، بقوة الروح القدس (المرجع نفسه). في نهاية الأزمنة، سيسلم الرب الملكوت لله الآب وسيقدم له كل الذين عاشوا بحسب وصية المحبة.
أصدقائي الأعزاء، نحن جميعًا مدعوون لتمديد عمل الله الخلاصي من خلال الإرتداد الى الإنجيل، تابعين الملك بحزم الذي جاء لا لكي يُخدم بل ليخدم ويشهد للحق (مرقس 10، 45؛ يو 18، 37).
من هذا المنطلق، أنا أدعوكم جميعًا للصلاة للكرادلة الستة الجدد الذين رسمتهم بالأمس، لكيما يقويهم الروح القدس بالإيمان والمحبة، ويغدق عليهم مواهبه، بحيث يعيشون مسؤوليتهم كتكريس جديد للمسيح ولملكوته.
يمثل أعضاء مجلس الكرادلة الجدد البعد العالمي للكنيسة: هم رعاة الكنائس في لبنان، والهند، ونيجيريا، وكولومبيا، والفلبين، وواحد منهم هو منذ فترة طويلة في خدمة الكرسي الرسولي.
فلنطلب أن تحمي مريم العذراء كل واحد منهم، كما المؤمنين الذين هم في خدمتهم. لتساعدنا العذراء لكي نحيا الزمن الحاضر في انتظار عودة الرب، سائلين الله بقوة "ليأت ملكوتك" متممين أعمال النور التي تقربنا أكثر من السماء، واعين بأنه في خضم الأحداث المضطربة في التاريخ، لا يزال الرب يبني ملكوت المحبة.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية