رسالة البابا بمناسبة اليوم العالمي للمريض 2013

كونوا في خدمة المحبة كالسامري الصالح

نانسي لحود

الفاتيكان, Thursday, 10 January 2013 (زينيت – ZENIT.org).

 

بمناسبة اليوم العالمي للمريض الذي سيحتفل به في 11 فبراير 2013 في المزار المريمي في ألتوتينغ وجه البابا بندكتس السادس عشر يوم الأربعاء 2 يناير رسالة تحدث فيها عن الفرصة السانحة اليوم أمامنا في سنة الإيمان التي نعيشها لأن نعزز خدمة المحبة في جماعاتنا الكنسية لكي يكون كل واحد منا بمثابة سامري صالح لقريبه.

اقترح البابا هذه السنة أن يتأمل كل واحد منا بمثل السامري الصالح الذي يعبر وعلى حد قوله "عن محبة الله العميقة تجاه البشر، بخاصة عندما يتواجدون في حالة مرض أو معاناة" ولكن المثل عينه يعلمنا أيضًا كيف يجب على تلاميذ يسوع أن يتصرفوا حيال من هم بحاجة للمساعدة: "اذهب فاعمل أنت أيضًا مثل ذلك" (لوقا 10، 37).

كما أشار الأب الأقدس الى أن هذا اليوم مخصص للمرضى كما لموظفي الصحة وأصحاب النوايا الحسنة الذين يقدمون المساعدة واستشهد بما قاله الطوباوي يوحنا بولس الثاني: "إنه وقت للصلاة، ومشاركة المعاناة لخير الكنيسة، ودعوة ليتعرف الجميع في وجه القريب المريض، الى وجه المسيح الذي بمعاناته، وموته، وقيامته حقق خلاص البشرية." أكد البابا أيضًا قربه من جميع الذين يعانون وشجعهم بالقول أنهم ليسوا وحيدين ولا عديمي الفائدة بل هم على صورة المسيح ومدعووين باسمه.

ثم نبّه أنه يجب على كل واحد منا أن يكون على مثال السامري الصالح فيغرف من محبة الله اللامتناهية من خلال علاقة وطيدة يشكلها معه ومن خلال عيشه حياة يومية باهتمام ملموس تجاه كل من يعاني سواء على الصعيد الجسدي أو الروحي، فقبول المعاناة والنضوج من خلالها تجعلنا نجد طريقة نتوحد فيها بالمسيح الذي تحمل الآلام بمحبة لامتناهية. كما شرح البابا أن السامري الصالح يمثل يسوع الذي خلع عنه حلله الإلهية وتجسد ليخلص الإنسان من معاناته.

ذكر البابا أيضًا أسماء بعض الشخصيات في تاريخ الكنيسة، كانت قد ساعدت المرضى على تقبل المعاناة على الصعيد الإنساني والروحي ومنها القديسة تيريزا الطفل يسوع، والطوباوية الأم تيريزا من كالكوتا، والقديسة أنا شافير وشخصيات أخرى لا تحصى. كذلك تطرق البابا الى صورة العذراء مريم في الإنجيل فهي التي عانت حتى الجلجلة ولكن لم تفقد أبدا الرجاء بتغلب الله على الشر وعلى المعاناة والموت. فقاعدة رجائها هي القيامة والقيامة تعطي الرجاء لكل من يعاني وتجعله على يقين من قربه من الرب الذي يخفف الأثقال ويريح المتعبين.

أخيرا، حيّى البابا جميع المؤسسات الصحية الكاثوليكية، والأبرشيات، والجماعات المسيحية مستعينًا بما قاله الطوباوي يوحنا بولس الثاني: "من خلال استقبالنا بمحبة وكرم إنسانا بخاصة إن كان مريضًا أم يعاني نسمح لكنيسة اليوم أن تعيش محطة هامة من رسالتها." واختتم مانحًا بركته الرسولية للجميع، مودعًا يوم المريض بين يدي العذراء مريم وطالبًا أن ترافق بشفاعتها كل البشرية التي تعاني، وتساعد جميع الذين يقومون بأعمال رحمة.