صور من الكراسي… الأب رفعـت بدر

  أجلس على كرسي مكتبي الصغير في جنوب الأردن، فتهاجمني ثلاثة أنماط من الكراسي في آن واحد،  ولكل قصة، معاناة و… أمل.

 

 

2.      كرسي العجائب:

 

3.      كرسي النيابة:

أقرأ ما كتبت الأخت يارا حوراني عن كرسي النيابة الذي يمكن أن يفرّق بين الأخوة و الأشقاء وأبناء العمومة.

آه… من كرسي السلطة. فهو يخرج عن طوره وطبيعته في كونه كرسياً يريح من يجلس عليه. ليصبح حاجزاً بل جداراً. ليس بين النائب و ناخبيه فحسب ( وهذا يحدث أحيانا)، بل، وبخاصّة، بين أتباع هذا المرشح الذي وصل وأتباع ذلك الذي لم يصل ويحضّر نفسه من الآن لجولة قادمة بعد 4 سنوات للجلوس على ذات الكرسي.\"\"

قالت العرب: "الكرسي بنسِّي" . قد ينسى الوعود و الشعارات البراقة التي قيلت وملأت فضاءات المدن و القرى، في الأفواه و على اليافطات وفي أجهزة الأعلام. أترى هل يبلغ الجالس على الكرسي درجة العشق له ، حتى ينسّيه تلك الوعود البرّاقة ؟

أتراه سيبقى حاجزاً عن التواصل بين الأقارب وأصدقاء الأمس؟

أضم صوتي إلى صوت "يارا" راجياً أن يكون كرسي السلطة – تحت قبة برلمانية و خارجها – وبخاصة لدى إخوتي المسيحيين الجالسين عليه، أو لدى الطامحين إليه مستقبلاً، صدى لصوت المسيح المعلم: " تَعلَمونَ أَنَّ الَّذينَ يُعَدُّونَ رُؤَساءَ الأُمَمِ يَسودونَها، وأَنَّ أَكابِرَها يَتَسَلَّطونَ علَيها ( ويجلسون على كراسي الحكم فيها)  . فلَيسَ الأَمرُ فيكم كذلِك. بل مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيراً فيكم، فَلْيَكُنْ لَكُم خادِماً ". (مرقس: 10 42-43).

ومهما قلنا ونظّرنا حول الكرسي، يبقى المعلم ذاته هو المثل والقدوة… الا نتذكر ماذا فعل في العشاء الأخير مع تلاميذه" ولمن فاته المشهد نقول : "الرب قام عن العشاء- نهض عن كرسيه– فأخذ منديلا و ائتزر به، ثم صب ماء في مطهرة، وأخذ يغسل أقدام تلاميذه". ( يوحنا: 13: 4- 5).

 

الأب رفعــت بدر

عن موقع ابونا

 

abouna.org@gmail.com

 

بعث الصديق الكاتب العراقي عادل دنو، عضو الاتحاد الكاثوليكي للصحافة، من استراليا، مقالاً ترجمه عن وكالة رويترز. بخصوص كرسي القديسة ماريا فرنسيس للجروحات الخمس في نابولي. ويُدعى "كرسي العجائب". يهرع إليه العديد من الأزواج الذين يعانون من صعوبات الإنجاب. يجلسون على الكرسي. يتبرّكون بذخائر القديسة. وكثير منهم نال مبتغاه وبات للرب شاكرا.

\"\"

 كرسي العجائب

قلّما نفكر بهذه الفئة: الأزواج الذين ارتبطوا بوثاق الزواج المقدس. وهم يبنون أحلامهم وسعادتهم مع شركاء حياة أتقياء وبيوت دافئة ورعاية بنين صالحين. لم يحصلوا على نعمة الإنجاب، لأي سبب صحي.

هؤلاء الأزواج يتألمون، وأحيانا بصمت. يصلّون، ولا يتركون أية وسيلة طبية في سبيل الحصول على نعمة البنين الصالحين.

كرسي العجائب ليس سوى دليل على تهافت هذه الفئة على طلب المعونة الإلهية. ولكن، ليس بمستطاع كل عائلة تعطش إلي وجود " ابن" أو "ابنة" في البيت أن تشد الرحال إلى نابولي لتجلس على ذلك الكرسي. لذلك، نحن نؤمن بأنّ هذا الكرسي الذي يعرف أسرار العديد من البيوت. بمستطاعه أن يكون في كل مكان: أي أن يصبح ليس مجرّد كرسي من خشب، بل هو كرسي الشفاعة. هذه العلاقة الروحية مع القديسين و القديسات الذين لا يتردّدون في مساعدة إخوتهم السائرين بخطىً واثقة و مؤمنة نحو الملكوت . هي دعوة أوجهها للصلاة من أجل هذه العائلات الصابرة والمصلية … والمتكلة ، في نهاية الأمر، على نعمة من الرب وعلى رحمته الإلهية… وهي عائلات تتخذ من كلام السيد المسيح شعارا ونبراسا ونبعا لا ينضب من الأمل والتفاؤل. ألم يقل المعلم : "ما يُعجِزُ النَّاسَ فإِنَّ اللهَ عَليهِ قَدير "؟ (لوقا: 27:18).

أيتها القديسة ماريا فرنسيس، صلي من أجل الأزواج الذين يأملون بعطية غالية من الرب اسمها… الأبناء. 

 

1.      كرسي رشا:

\"\"

رشا ارنست

ورشا هي الكاتبة المبدعة دوماً، رشا ارنست. فقد اتصلت بي إحدى الأخوات وقالت: رشا ارنست على النورسات. راقبتها جيداً. فأنا أعرفها من خلال قلمها و كتاباتها، دون أ، تسنح لي الفرصة قبل هذه اللحظة أن أسمع صوتها. وهي تخبرني دوماً أن "أبونا" قد أسهم بصقل شخصيتها الكتابية. وأنا أحمد الله على ذلك. كانت رشا في مقابلتها مع المحطة الرائدة النورسات مبدعة باختيار كلماتها ….. وكانت أيضا صادقة. تتحدّث بإيمان و تدعو إلى المحبّة.

ومّما قالته: " أنا بحاجة إلى الأخر". ليس لأنّها من ذوي الحاجات الخاصّة فقط، بل لأنّها إنسانة ، والإنسان ، على حد قول ابن خلدون: "كائن اجتماعي بالفطرة "…

ومّما شدّني في المقابلة. كرسي رشا المتحرك. فقد كتبت هي عنه عدّة مقالات كانت انطلاقة لمقالاتها في ( سايت أبونا) . فكان مقالها الأول ( رفيقي) طرحاً لسيرتها الذاتيه وصداقتها مع الكرسي. فهو رفيقها الدائم الذي يلازمها في كل حلّها و ترحالها. كذلك مقالها " من كرسي متحرّك إلى الله"، كان صلاة رائعة تبث فيه ليس الشكوى وإنّما الاتكال و الآمال بين أحضان الله الأب.

رشا بدت منشرحة في المقابلة. جالسة بثقة على كرسيها. و تقول لله في نهاية المقابلة: "قد لا أستطيع أن أحبّك مقدار محبتك لي، فاعذرني يا إلهي" ! لذلك، تعرف أن تقول "شكراً" وان كان من على كرسي متحرِّك.

أليس في هذا الكلام ، درس بليغ … ؟ !