لنتأمل مع بندكتس 20 العشرون من يناير

روما، 20 يناير 2008 (zenit.org).

 ننشر في ما يلي تأمل اليوم العشرين من يناير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

العظة على الجبل واللقاء

إن الناس يشعرون بقوة، إن صحّ التعبير، بالبعد المزدوج الذي تحمله العظة على الجبل، باعتبارها من جهة، دعوة إلى عودة جديدة إلى الذات، وإلى النضج، والكياسة، ورسالة تحرّر من الأمور السطحية والمظاهر الخارجية، وفي الوقت عينه مطلب أكثر جدية يقع على عاتقنا. وهذا المطلب كبير إلى حدّ أنه لو تُرك الإنسان يتخبط بمفرده، لسحقه هذا المطلب سحقاً. فعندما نقرأ: "أما أنا فلا أقول لكم: لا تزنِ وحسب، بل أيضاً لا تنظر إلى امرأة فتشتهيها"؛ وعندما نقرأ: "أنا لا أقول لكم لا تقتل وحسب، بل أيضاً ألا تغضب من أخيك"؛ أو "سمعتم أنه قيل: "العين بالعين والسن بالسن"، أما أنا فأقول لكم: "من لطمك على خدك الأيمن، فاعرض له الآخر"، فنحن إذذاك إزاء مطلب عظيم لدرجة أنا ندهش ونحار له ولكنه أمر يتطلب الكثير منا في الوقت ذاته، أو الحري القول إنه لكان تطلب منا أكثر مما نقوى عليه لو لم يَعِش يسوع المسيح بمقتضاه ولو لم تكن المسألة برمّتها نتيجة لقاء شخصي مع الله.