أول عظة لبطريرك القدس الجديد

القدس، الاثنين 23 يونيو 2008 عن موقع بطريركية اللاتين

 ننشر في ما يلي العظة التي ألقاها بطريرك القدس للاتين الجديد، البطريرك فؤاد طوال، خلال الاحتفال الذي تسلم خلاله عصا السلطة والرعاية.

"أشكر سيادة المطران سليم الصايغ على كلمته ووعده بالصلاة لأجلنا، كما أشكر قدس الأب بيير باتيستا بيتزابالاّ حارس الأراضي المقدسة على كلمات الترحيب عند مدخل القبر المقدس. أتسلم اليوم من الكنيسة المقدسة رعاية هذه البطريريكية المقدسية العزيزة على قلوبنا جميعا "أم جميع الكنائس"، وذلك بعد استعداد دام زهاء ثلاث سنوات. أرثُ التحديات التي تواجهنا والمشاكل الكثيرة التي تراكمت من الداخل والخارج، وكلّي أمل وثقة بأنني لست وحدي في الميدان، راكنا إلى نعمة الرب "التي ما كانت فينا باطلة" (1 كور 15/10)، وقوة المخلص التي "تكمل في ضعفنا" (2 كور 12/9).

لقد مررنا أمام الجلجلة وحجر التحنيط قبل أن نصل إلى مكان القيامة: من قبل، ذاق السيد المسيح طعم المآسي الإنسانية وأبشع مظاهر العنف من حرمان وظلم ووحدة ونزاع. وصار يحمل صليبه في شوارع القدس الضيقة، وسقط المرة تلو المرة، ونهض وتابع المسيرة إلى أن مات على الصليب ودفن وداسته الأرجل كأي حبة حنطة تموت.

نحن على علم بما ينتظرنا من صليب وتحديات وصعوبات، نحن على علم مسبق بكبوات تنتظرنا وضربات موجعة، فموتك اللهم لا يزال يتحقق ويتكرر في شخص كل متألم ومضطهد وخائف ومشرد.

وشعبنا في الأرض المقدسة، أسوة بشعوب الشرق قاطبة، لا يزال يئن ويتألم وينتظر ساعة الفرج، ساعة القيامة، إذ قد طالت وطالت درب الصليب. ونحن على يقين من أن المسافة بين الجلجلة وهذا القبر قصيرة، وأن المسافة بين الموت والقيامة هي أقصر، وعليه لا داعي للخوف.

وجود العديد من الرهبنات التي تقف إلى جانبنا بصلاتها ومحبتها وخدماتها ومواهبها المميزة والمتميزة، وعلى رأسها رهبنة القديس فرنسيس الأسيزين حارسة الأراضي المقدسة منذ القرن الثالث عشر؛ وجود العديد من الأصدقاء الذين أتوا من قريب ومن بعيد، الذين تحتل المدينة المقدسة وبطريركيتها اللاتينية مكان الصدارة في قلوبهم؛ وجود العديد من محبي كنيسة الله هذه، من جميع الرعايا والأديان، لا يترك عندنا مجالا للخوف أو التردد، وإذ نحن محاطون بإخوتي كهنة البطريركية، فلا يجدر بنا أن نخاف ولا أن نتردد، فالنعمة الرسولية والمحبة الأخوية والحرص الراعوي من مزاياهم منذ تجديد البطريركية عام 1847.

"نعمتك اللهم تكفيني وباسمك أرمي الشباك"، من هنا وبنعمة القائم من الموت، نوجه نداء استغاثة لرؤساء الشعوب المتخاصمة، وكلها غالية علينا، أنْ "خافوا لله وارحموا رعاياكم وأشفقوا على شبابهم وأطفالهم وشيوخهم، تمنطقوا بروح الشجاعة لتجدوا الحلول العادلة، علنا نعيش ونتعايش في سلام وطمأنينة". كما نوجه نداء استغاثة للمجتمع الدولي كي يتحلى بروح المسؤولية والشجاعة والعدل، ويساعد شعوب المنطقة على أخذ القرار السليم، ونحن على ثقة بأن السلام ممكن والعدل ممكن والثقة المتبادلة ممكنة.

لقد قام كما قال: الكلمة الأخيرة في أحداث التاريخ ليست للكره والانقسامات والعنف. احتفال اليوم يحي فينا الرجاء الكبير. المسيح قام وانتصر، فالحب أقوى. مع المسيح نقوم وننطلق. مع المسيح نعمل من أجل عالم مبني على السلام والعدل والطمأنينة. لترافقنا مريم العذراء التي رافقت ابنها على درب الآلام والصليب وشاركته في تحقيق مشروعه الخلاصي. آمي

البطريرك طوال: "لا مجال للخوف والتردد"

القدس، الاثنين 23 يونيو 2008 (zenit.org).

احتفالات في القدس بمناسبة تسلم البطريرك الجديد للاتين فؤاد طوال العصا والرعاية من البطريرك المتقاعج ميشيل صباح. خلال الاحتفال بعد ظهر يوم الاحد ألقى البطريرك الجديد عظة استهلها قائلاً: "أتسلم اليوم من الكنيسة المقدسة رعاية هذه البطريريكية المقدسية العزيزة على قلوبنا جميعا "أم جميع الكنائس"، وذلك بعد استعداد دام زهاء ثلاث سنوات. أرثُ التحديات التي تواجهنا والمشاكل الكثيرة التي تراكمت من الداخل والخارج، وكلّي أمل وثقة بأنني لست وحدي في الميدان."

وأعرب طوال عن وعي الكنيسة لما ينتظرها من "صليب وتحديات وصعوبات" وقال بأن شعب الأراضي المقدسة "لا يزال يئن ويتألم وينتظر ساعة الفرج، ساعة القيامة، إذ قد طالت وطالت درب الصليب."

وقال البطريرك الجديد بأنه لا مجال للخوف والتردد أمام كل هذه التحديات، موجهاً نداءان: الاول، نداء استغاثة لرؤساء الشعوب المتخاصمة قائلاً :"خافوا لله وارحموا رعاياكم وأشفقوا على شبابهم وأطفالهم وشيوخهم، تمنطقوا بروح الشجاعة لتجدوا الحلول العادلة، علنا نعيش ونتعايش في سلام وطمأنينة"؛ والنداء الثاني للمجتمع الدولي "كي يتحلى بروح المسؤولية والشجاعة والعدل، ويساعد شعوب المنطقة على أخذ القرار السليم".