بولس يُعتبر كخبير في الحوار

الكاردينال كاسبر يشير إلى أمثولة يمكننا أن نتعلمها من الرسول بولس

الفاتيكان، الثلاثاء 8 يوليو، 2008 (Zenit.org) .- أكد رئيس المجلس الحبري لوحدة المسيحيين أن القديس بولس " لم يكن مجرد مبشر متحمس وشغوف للمسيحية ولكنه كان أيضاً رجلاً منفتحاً على الحوار مع من لا يعرفون المسيح."

تحدث الكاردينال والتر كاسبر مع جريدة الأوسرفاتوري رومانو الأسبوع الماضي عن رسول الأمم بمناسبة إفتتاح السنة اليوبيلية البولسية.

أشار المسؤول الفاتيكاني إلى أن رسالة بولس، في الحقيقة، هي " رسالة نعمة." بفضل نعمة الله أنا ما عليه الآن." و "أستطيع أن أعمل شتى الأشياء فيه هو معزيني ومقويني." لم يعز شيئاً لصالحه؛ لكنه آمن بأن كل شيء هو ملك الله ونعمته. كان الله قوة وسلطة حياته."

وأوضح، "فقط من عند الله ونعمته لدينا الشجاعة والكرامة، الخلاص والقداسة." "لا يمكننا ان نخلص أنفسنا عبر الأعمال الحسنة. يُعطى الخلاص لنا بفضل إيماننا. وُهبت هذه النعمة لكل واحد منا. بنعمة الله، من الممكن أن يعاود الإنسان الإنطلاق دومًا من جديد".

المرتدّ

تأمل الكاردينال كاسبر بالحدث الأساسي في حياة بولس، تحوله ارتداده في الطريق الى دمشق.

وقال :" تلك التجربة أثرت عليه كثيراً لدرجة تخليه عن ماضيه كله، وانطلق بعزم نحو المستقبل." "بالنسبة لبولس، لم يكن الإنجيل نظرية مجردة إنما شخص: يسوع المسيح".
"الله ليس بعيداً. […] إنه إلهنا، قريبٌ منا ومعنا. تنازل وتواضع في شخص يسوع المسيح. إذا أقام الله يسوع المسيح من بين الأموات، سيقيمنا نحنا أيضاً. لهذا، في كل معاناة وأسى، في جميع محن الحياة، سيشع الأمل لنا حتى الى ما بعد الموت."
وأوضح:" يجب علينا دائماً أن نتوجه الى يسوع المسيح، الى قدوته، حياةً وكلمة. يجب أن نتحول مجدداً، نسمح لأنفسنا أن نُؤخذ به ونتبعه. يسوع المسيح هو محور الإيمان المسيحي؛ إنه هويته وميزته".

"الإيمان بيسوع المسيح كإبن الله يميزنا عن المسلمين. يجب علينا أن لا نُخفي إيماننا، بل نشهد له بشجاعة مثلما فعل بولس. لا يُدرك هذا فقط عبر الكلمات، ولكن فوق كل شيء عبر حياة إيمان مُقنعة، من خلال الود، التوافر، النية الحسنة، الخير والمحبة الفاعلة.
متجذر في تركيا

ركز الكاردينال كاسبر على خاصية أخرى لبولس: تفانيه من أجل الحوار.

قال الكاردينال:" كان بولس شاهداً شغوفاً للمسيح، وفي الوقت نفسه، كان رجل حوار،" مشيراً الى تأكيد من أساقفة تركيا في رسالتهم الأسقفية للسنة البوليسية.

وأشار الى إلمام بولس بالثقافات اليهودية واليونانية- الرومانية، بحيث كان يتكلم الآرامية واليونانية. وبالإشارة الى الديانات الأخرى في أيروباغوس في أثينا، نقل بولس عن شعرائهم، قائلاً: الله " ليس بعيداً عن أي شخص منا. إذ فيه نعيش وننتقل وننتحرك ونملك كياننا."

وفي هذا الصدد، أشار الكاردينال كاسبر الى أن "إقتبس المجمع الفاتيكاني الثاني هذه الجملة الملهمة وأدلى أن الكنيسة الكاثوليكية "لا ترفض شيئاً حقيقياً ومقدساً في الديانات الأخرى. تحدث المجلس عن إحترام المسلمين ، مناشداً على التعاون معهم عندما يتعلق الأمر بحماية وتعزيز العدالة الإجتماعية، القيم الأخلاقية، السلام والحرية لكل البشر."
وأوضح :الحوار " لا يعني ترك المرء إيمانه جانباً، أو إبداء المرونة في التقبل،" الحوار هو إعطاء أسباب الإيمان بكل محبة وصبر. وشرح ماهية الإيمان وكيف ولماذا نحن نؤمن. أن نكون شهوداً للإيمان بطريقة حيوية."

وأشار المسؤول الفاتيكاني أن القديس بولس هو معلم في هذا النوع من الحوار. "بفضله، أصبحت الكنيسة عالمية."

وعلى ذكر جذور بولس التي هي تركية الأصل، لاحظ الكاردينال التالي:" المسيحيون في تركيا هم قطيع صغير لا ينعم دائماً بحياة سهلة، ولكنهم يشكلون جزءًا من الجماعة العالمية الكبيرة من المؤمنين. الكنيسة كلها لديها واحد من جذورها في طرسوس وفي تركيا. لهذا السبب لا تستطيع الكنيسة الجامعة أن تنسى المسيحيين في تركيا."