جوهر تعليم مجمع أورشليم الأول

المسيح هو برارة المسيحي، ولا حاجة إلى علامات فارقة أخرى

 

الفاتيكان، الأربعاء 1 أكتوبر 2008 (Zenit.org).

تابع الأب الأقدس في تعليم الأربعاء الحديث عن العلاقة التي كانت تربط بولس بالاثني عشر، وأوضح في تعليم اليوم كيف أن علاقة بولس بأعمدة البيعة – كما يدعوهم هو بالذات في رسالته إلى الغلاطيين – كانت تتحلى بالوقت عينه بالاحترام والحرية. وقدم البابا حادثين من حياة بولس لتوضيح فكرته: ما يعرف بـ "مجمع" أورشليم، وحادثة أنطاكيا في سوريا، التي تسردها لنا الرسالة إلى أهل غلاطية.

وبالحديث عن أول مجمع في الكنيسة، شرح البابا أن بولس عرض في هذه المناسبة على الاثني عشر، الذين يصفهم بالأعيان، إنجيله، إنجيل الحرية من الشريعة. وقال الأب الأقدس: "على ضوء اللقاء مع المسيح القائم، فهم بولس أنه عند الانتقال إلى قبول إنجيل يسوع المسيح، لم يكن الختان، أو قوانين الطعام والسبت كعلامات البرارة ضرورية للوثنين: يسوع هو تبريرنا و "بار" هو كل ما يطابق المسيح. ما من حاجة إلى علامات فارقة أخرى للبرارة".

وأوضح الأب الأقدس أن بولس، في الرسالة إلى أهل غلاطية، يشير بكلمات قليلة إلى مسار النقاش في اللقاء حيث "يذكر بحماس كيف صادق يعقوب وكيفا ويوحنا، الأعمدة، على إنجيل الحرية من الشريعة، ومدوا نحوه ونحو برنابا يمين الشركة الكنسية بالمسيح".

بالنسبة لبولس يشكل مجمع أورشليم "الاعتراف المصيري بالحرية التي يتشاركها كل المشتركين: حرية من الواجبات الناتجة عن الختان والشريعة؛ تلك الحرية التي لأجلها "حررنا المسيح، لكي نبقى أحرارًا" ولكي لا نعود إلى نير العبودية".

الحرية والاعتباطية

وشدد الأب الأقدس أن رسائل بولس توضح جليًا أن "الحرية المسيحية لا تتطابق أبدًا مع الفجور والانفلات أو مع اعتباطية قيام المرء بكل ما يحلو له"،  "فالحرية تتحقق بالتماثل مع المسيح وبالتالي في الخدمة الحقة للإخوة، وخصوصًا إلى أكثرهم حاجة".

لهذا السبب يختتم ملخص بولس حول مجمع أورشليم بذكر التوصيات التي وجهها الرسل: "بِشَرطٍ واحِدٍ وهو أَن نَتذَكَّرَ الفُقَراء، وهذا ما اجتَهَدتُ أَن أَقومَ بِه" (غلا 2، 10).

لقراءة المزيد :

أنظر تعليم الأربعاء لقداسة البابا بندكتس السادس عشر، الأربعاء 1 أكتوبر 2008