الإعلامية ميساء سلوم: بولس الرسول رسالة إنسانية خاصة بعلاقة الإنسان بالله وبأخيه الإنسان

 

سريانيوز

عن موقع أبونا

 

من شاول الى بولس رحلة مليئة بالقداسة والتغييرات التي حصلت في حياة بولس الرسول على أرض مدينة دمشق تلك التي تجسد كل ما هو عريق وأصيل والتي منها انطلقت تسمية المسيحية لأتباع السيد المسيح. 

"دمشق تتكلم" فيلم سوري يروي أحداث هذه الرحلة بطريقة وثائقية درامية حرص صناعه على أن تكون موثقة، بسيطة وقريبة لكل من يشاهده.

 

ومع اقتراب عرض الفيلم التقينا بالإعلامية ميساء سلوم كاتبة النص ومخرج العمل خالد الخالد ومدير مؤسسة المحبة المنتجة للفيلم د. جمال مقار لنتحدث خلال اللقاء عن العديد من الجوانب التي تخص الفيلم والمشاركين به.

 

وبداية وعن سبب اختيارها لشخصية دينية كبولس الرسول تحديدا قالت الإعلامية ميساء سلوم أن الأهم من كونها فكرة دينية هي فكرة لها علاقة برسالة إنسانية وخاصة بعلاقة الإنسان بالله وعلاقته مع أخوه الإنسان مهما كان.

 

أما لماذا بولس تحديدا فالسبب كونه الشخصية الثانية بعد السيد المسيح "هو شخصية مهمة واخذ مأمورية المحبة من المسيح شخصيا عندما ظهر له أثناء قدومه الى دمشق فـ بولس ودمشق كلمتان مرتبطتان ببعض البعض كثيرا".

 

وأضافت سلوم أنه حتى في الغرب عندما نقول دمشق فورا يتبادر الى الذهن سانت بول "القديس بولس".

 

وأكدت الإعلامية سلوم أن المرجع الأساسي الذي اعتمدت عليه في كتابة النص هو سفر الأعمال في الكتاب المقدس وهو الوثيقة الصادقة مضيفة أن شاول الطرسوسي "بولس" هو من طرسوس نسبة للمدينة التي ولد فيها كان شخصا مضطهدا للمسيحيين على مدى سنوات طويلة بعد صعود المسيح الى السماء وفي أورشليم والتي هي فلسطين.

 

وصاحب نفوذ سياسي بسبب الجنسية الرومانية والنفوذ الديني كونه من الفريسيين المتعصبين لديانتهم الى درجة نستطيع تسميته في زمننا هذا "إرهابي".

 

وأوضحت سلوم أن ما ركز عليه الفيلم هو كيف تحول شاول المتعصب الى بولس القديس بعد الحوار الذي دار بينه وبين السيد المسيح الذي ظهر له في سماء دمشق وهذا شيء موثق في الإنجيل بسفر الأعمال.

 

وفيما اذا كان هناك تجارب درامية قادمة قالت سلوم أن هذه هي أول محاولة كتابية لها علاقة بالدراما، لكن سيكون هناك جزء ثاني من الفيلم قريبا.

 

موضحة أن بولس بدأ رحلة القداسة والتغيير في دمشق لكنها لم تنته هنا، هو انطلق للعالم بعد أن حمله يسوع المسيح شخصيا هذه الرسالة الى كل العالم والأمم.

 

من جهته توقع مخرج العمل خالد الخالد النجاح للفيلم كونه يحمل في مضمونه رسالة محبة تجسدت في اختيار المسيح لشخص بولس بعد أن رأى قلبه الابيض المحب لله ولكن بطريقته الخاصة.

 

وعبر الخالد عن سعادته بالنتيجة رغم التعب والجهد الذي بذل من قبله ومن قبل كل طاقم العمل في الفيلم حيث بدأ العمل منذ اوائل شهر حزيران وانتهى منذ فترة قصيرة.

 

وعن الممثلين المشاركين في العمل قال الخالد انهم اختيروا بدقة وعناية حيث قام قيس الشيخ نجيب بدور القديس بولس كما ويشارك في الفيلم هاني الروماني، نادين، عبد الرحمن ابو القاسم، تولاي هارون، فاروق الجمعات، رياض نحاس ونصر شما، نوار بلبل ومالك محمد.

 

أما عن اماكن تصوير الفيلم فتمت معظمها في الأماكن الحقيقية ذاتها مثل زقاق المستقيم والمعروف الآن بمدحت باشا.

 

بيت حنانيا "كنيسة حنانيا" في باب شرقي والمغارة التي اختبأ فيها بولس بالاضافة الى باب كيسان والنافذة التي هرب منها شاول ، بلاد العرب حوران في قرية المسمية .

 

وأكد المخرج أخيرا عن سعادته بالتجربة ككل وانه من المؤكد سيقوم بتجارب إخراجية مماثلة قادمة.

 

الدكتور جمال مقار صاحب مؤسسة المحبة المنتجة للفيلم والمشرف اللاهوتي على العمل تحدث بدوره لسيريانيوز عن المؤسسة التي أنشأت خصيصا لأجل هذا العمل حسب القانون السوري الذي ينص على ضرورة وجود مؤسسة انتاج فني تقوم بالعمل وقال نحن نطمح لأعمال قادمة وتكون بنفس الجودة.

 

وعن سبب توجه الشركة لانتاج مثل هذه الأعمال الدينية قال د. مقار انه يصنف هذه الأعمال كوثائقية اكثر منها دينية لكنه لا ينفي صفة الروحانية منها.

 

وأضاف أن فيلم "دمشق تتكلم" هو عمل وثائقي لم يحد فيه المخرج عن النص ابدا بل حوله لنص درامي بطريقة مريحة للمشاهد تتقبلها العين .

 

"كل تركيزنا كان ان يكون المرجع صحيحا ولا يكون هناك أي خلل في التوثيق" وتوقع د. جمال أن الفيلم

 

سيكون وثيقة مؤرخة للأجيال القادمة لا يوجد بها أي نوع من التحريف وليس مجرد فيلم عرض وانتهى.

 

 وأكد د. مقار أنهم حرصوا على ان يكون العمل سوريا مئة بالمئة أولا لان بولس تغير هنا في دمشق ويجب على السوريين أيضا ان يتكلموا عنه كيف تغير هنا أيضا.

 

وثانيا لأن "الميديا" السورية قوية الإنتاج كفن وإخراج وموسيقى تصويرية، "وهذا ما شجعنا ليكون العمل سوري"، مضيفا "ان العمل رائع جدا و طريقة ربط الماضي بالحاضر فيه جميلة جدا والبركة بالمخرج والكاتبة ليخرج العمل للنور بهذه الروعة".

 

كما قال د. مقار أن العمل ليس هدفه الربح المادي بالدرجة الأولى وأن كل المشاركين فيه لم ينتظروا تقاضي أي اجر مماثل لما يتقاضوه في الأعمال التجارية الأخرى.

 

والكل ساهم ليساعد ولو بالقليل ومنهم بالكثير ليخرج العمل للنور، وكان هناك أمانة في الصرف والتصوير و لمسة خاصة وعمل مليء بالحب.

 

وفي نهاية اللقاء توجهت مؤسسة المحبة الممثلة بالدكتور جمال مقار وميساء سلوم المدير الفني للمؤسسة وخالد الخالد مخرج العمل بشكر مليء بالتقدير والمحبة لسيادة رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد لاهتمامه الشخصي بالفيلم ووقوفه الدائم مع هكذا أعمال قيمة تنتقل سوريا الى العالم.

 

وقالت "لقد حرصنا كمؤسسة على أن يكون الافتتاح الأول في دمشق رغم محاولة الكثير من البلدان أن تأخذ العرض الأول للفيلم خارج سورية".

 

يذكر أن العرض الأول للفيلم سيكون في الثاني من شهر آذار المقبل في دار الأسد للثقافة والفنون في صالة الأوبرا الساعة السادسة والنصف مساء.

 

كما وسيعرض الفيلم في الفاتيكان بعد أن ترجم الى اللغة الانكليزية والفرنسية والايطالية على ان ان يترجم لاحقا الى اكثر من 16 لغة.