البابا: المسيحيون مصدر ثروة في البلدان المسلمة

البيان الختامي للقاء السنوي للجنة المختلطة للحوار بين المجلس البابوي للحوار بين الأديان ولجنة الأزهر الدائمة للحوار بين الديانات التوحيدية

الفاتيكان، الخميس 26 فبراير 2009-عن إذاعة الفاتيكان

عقد في روما يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين اللقاء السنوي للجنة المختلطة للحوار المنبثقة عن المجلس البابوي للحوار بين الأديان ولجنة الأزهر الدائمة للحوار بين الديانات التوحيدية. ترأس اللقاء الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان والبروفسور الشيخ علي عبد الباقي شحاتة الأمين العام لأكاديمية البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر. جرت المحادثات بروح من الاحترام المتبادل والانفتاح والصداقة، يحرك المؤتمرين تمسكهم بأهمية حسن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، والإسهام الذي تقدمه الديانتان من أجل إحلال السلام في العالم.

اتفق المؤتمرون على ما يلي:

أولا ـ السلام والأمن باتا حاجة ملحة في عالمنا المطبوع بالعديد من الصراعات والشعور بانعدام الأمن.

ثانيا ـ المسيحيون والمسلمون يعتبرون السلام هبة من الله وفي الوقت نفسه ثمرة جهد إنساني. ولا يمكن بلوغ السلام الحقيقي والدائم بمنأى عن العدالة والمساواة بين الأفراد والجماعات.

ثالثا ـ من واجب القادة الدينيين، المسلمين والمسيحيين خصوصا، تعزيز ثقافة السلام، كل داخل جماعته، بواسطة التعليم والوعظ.

رابعا ـ ينبغي أن تشمل ثقافة السلام أوجه الحياة كافة: التنشئة الدينية، التربية، العلاقات بين الأفراد، والفنون بمختلف أشكالها. ولذا يجب إعادة النظر في الكتب المدرسية كي لا تحتوي على مواد من شأنها إساءة المشاعر الدينية لباقي المؤمنين من خلال تفسير خاطئ لعقائد وخلقيات وتاريخ الأديان الأخرى.

خامسا ـ التشديد على دور ومسوؤلية وسائل الإعلام في تعزيز العلاقات الإيجابية والاحترام بين مؤمني مختلف الديانات.

سادسا ـ الاعتراف بالرباط الوثيق بين السلام وحقوق الإنسان، والتشديد على أهمية الدفاع عن كرامة الكائن البشري وحقوقه، لاسيما المتعلق منها بحرية الضمير وممارسة الشعائر الدينية.

سابعا ـ يحتاج الشبان، مستقبلُ الأديان والبشرية، إلى رعاية خاصة لحمايتهم من شظايا التعصب والعنف كي يصبحوا بناة سلام لقيام عالم أفضل.

ثامنا ـ إزاء معاناة شعوب الشرق الأوسط نتيجة صراعات لم تُحل بعد، يطلب المشاركون في اللقاء من القادة السياسيين اللجوء من خلال الحوار إلى توصيات القانون الدولي لحل المشاكل في إطار الحقيقة والعدالة.

وقد اتفق المؤتمرون في ختام الأعمال على عقد اللقاء المقبل في القاهرة يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من شباط فبراير 2010.

البابا: المسيحيون مصدر ثروة في البلدان المسلمة

المؤتمر يناقش وضع الكنائس في الشرق الأوسط

حاضرة الفاتيكان، الخميس 26 فبراير 2009 (ZENIT.org)

يؤكد بندكتس السادس عشر على أن المسيحيين يضفون غنى على البلدان ذات الأكثرية المسلمة.

جاءت كلمات البابا هذه في رسالة كتبها بالنيابة عنه أمين سر الدولة، الكاردينال ترشيزيو برتوني مرسلاً إياها إلى مؤتمر عقد يوم الاثنين الفائت برعاية جماعة سانت إيجيديو. وتمحور المؤتمر حول موضوع "قيمة الكنائس في الشرق الأوسط: المسلمون والمسيحيون يناقشون معاً".

في الرسالة عبر الأب الأقدس عن رجائه في أن يصبح الشرق الأوسط "أرض حوار وتعاون أخوي، واحترام متبادل وسلام، بفضل المساهمة المسؤولة من قبل جميع المؤمنين الذين يعيشون فيه".

الرسالة التي نشرتها لوسيرفاتوري رومانو يوم الاثنين أكدت على أن المسألة التي تمت مناقشتها في اللقاء تحمل "معنى دينياً واجتماعياً واضحاً".

وأفاد البيان البابوي أن اللقاء "هو خطوة إضافية في الرحلة الصبورة والمفيدة للحوار بين المسيحيين والمسلمين حول ]مواضيع[ ذات اهتمام مشترك". وأكد بخاصة على أن المؤتمر يتناول "المسألة الجوهرية" المتمثلة في "وجود الجماعات المسيحية في المناطق ذات الأغلبية الإسلامية".

كما شجع البيان المشاركين في المؤتمر على "الكشف كذلك بفضل مشاركة ممثلين رئيسيين عن العالم الإسلامي عن أهمية اعتبار الوجود المسيحي في الشرق الأوسط ثروة حقيقية للمجتمع وضمانة مهمة للتنمية الاقتصادية والثقافية والدينية".

وأضاف البيان أن البابا "يبتهل إلى الله أن يحل بركاته على اللقاء المهم ويرجو بحرارة أن تظهر فيه عناصر مفيدة تجعل الحوار بين المسيحيين والمسلمين أكثر أخوة بخاصة في المناطق ذات الأقلية المسيحية".

هذا وذكر الكاردينال برتوني بكلمة بندكتس السادس عشر إلى الممثلين المسلمين في كولونيا في أغسطس 2005، وبلقائه في نوفمبر 2008 مع المشاركين في المنتدى الكاثوليكي الإسلامي برعاية المجلس الحبري للحوار بين الأديان.