في 21-3 من القلب الى القلب

 

ايميلي

رائحة زكية عطرة طبيعية هي أول ما استنشق انفي الصغير آنذاك… عطر ليس له مثيل… قادني لأسمع الحان قلب… نبض وينبض لأحيى… لأكون ولأتكوّن… دقاته تطرب مسمعي في هذا الجوف النقي… ليبعد عني ضوضاء خارجية من المفترض أن اعتاد على سماعها في المستقبل القريب… معجزة وحكمة إلهية أمرت أن يصلني غذائي دون عناء أو تعب ليقوي جسدي ويؤهلني للخروج إلى عالم آخر… لم أكن أعي تلك الأشياء ولم أعلم ما يجري حولي إلى أن آن الأوان…

 

والتقت عيناي بأجمل عينين لم أر مثلهما… عيون يملأها الحب… حب من نوع مميز… حب مليء بالعاطفة… حب مليء بالاهتمام… حب يتوق لرؤيتي في أحسن حال… حب يقويني ويعزيني… حب يغذيني ويربيني… حب يحضن بحنان فائق في لحظات حزني وضعفي… حب يمسح دمعتي… حب تضحية بعيد عن التفكير بالذات… حب ما زال يدعمني في جميع خطواتي… حب يشجعني … حب لولاه لم أكن…

 

لا اشبع من تلك الرائحة الزكية… لا اشبع من ذاك الصوت العذب الذي يذكرني بدعائه وصلاته كل صباح ومساء… لا اشبع من هذا الحنان المتدفق من ينابيع قلب طاهر… لا اشبع من حمايتها لي من أي شي قد يكدر صفوي… لا اشبع من قوة جبارة اجتازت بنا كل المحن…

 

لا اشبع من "أمّ" أحبت كل هذا الحب… تلك هي أمي… هي من علمتني ما هو الحب…

 

وكيف أحب في هذا اليوم الجميل المعطر برائحة الورود معلنة بدء ربيع جديد لا يحلو إلا بحضور أمهاتنا… أقول: كل عام وأنت بألف خير يا أمي… كل عام وأمهاتكم جميعاً بألف خير.

 

المخلصة والمحبة دائما… ايميلي

sunseta32@yahoo.com

عن موقع ابونا